ماجد لفته العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 972 - 2004 / 9 / 30 - 09:24
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
الحوار المفتوح المتسم بالشفافية وأحترام الاخر وأستخدام الحجة
والبينةوالتعامل مع الحقائق كماهي وعدم أجتزائها وتحويرهاوفق الاهواء والتصورات الشخصية الضيقة, وعدم تجاهل الحقائق والتعامل بموضوعية وفق الطرق والاساليب الديمقراطيةتجعل الحوار وسيلة من وسائل أغناء المعارف الانسانية , وأدة لتطوير الخطاب السياسيي والفكري والاعلامي والثقافي للحزب الشيوعي العراقي والاحزاب والمنظمات والحركات السياسية في المجتمع العراقي, ومع تعقد اللوحة السياسية وتشابكها , تصبح أهمية الحوار وقيمته متجسدة في مقدار التجديد والتطوير للالية العمل وطبيعة الخطاب التي تنعكس بشكلها الخاص على طبيعة الاعمال والنشاطات اليومية .
والشيوعين العيراقين أحد القوى الرئيسية في التيار الديمقراطي العراقي التي ترى في التقيم النقدي البناء والمعلل للخطاب السياسي والفكري عبرالحوار العلني و الشفافية في تقيم وتقويم خطابهم السياسي والفكري وأهم مظهر من مظاهر التجديد ودمقرطة الحياة الحزبية التي تنعكس بالضرورة على الحياة السياسية العامة , لذى دأب الشيوعين الى خوض جدالاتهم في مختلف وسائل الاعلام الحزبية والعامة حول خطوط سياتهم العامة البعيدة المدى والانية,لذى نرى عشرات ومئات المواضيع والدراسات والكتابات السياسية والاقتصادية والادبية والثقافية والعسكرية التي كتبها الشيوعين وأصدقائهم ومخاليفيهم ومعارضيهم ومقاطعيهم , تظهر مدى الغنى السياسي والفكري لدي الشيوعين والديمقراطين وجميع الوطنين على مختلف أتجاهاتهم الفكرية والسياسية في الساحة العراقية.
والمقالات والحوارات التي تناولت بشكل أنتقادي و تقيمي لسياسة الحزب الشيوعي من مختلف جوانبها خلال المراحل النضاليه والكفاحيه الطويله,لقيت تلك التقيمات النقدية الاذان الصاغية من الشيوعين العيراقين مع أحترامهم وتقديرهم لرأي الاخر ومنح الجميع فرص متساوية للنشر في وسائل أعلام الحزب الشيوعي العراقي ووسائل أعلام القوى الوطنية والديمقراطية الاخرى, يضاف الى ذلك ان وثائق مؤتمرات الحزب الشيوعي العراقي الاربعة الاخيرة تم طرحها على الجماهير بتنوعها السياسي والفكري كمشاريع للنقاش العام , وهي من أول التجارب في أوساط الحركة السياسية العراقية, في ظل أرهاب دكتاتوري فاشي وزمرة حاكمة تقع بمختلف الحسابات خارج حساب السياق التاريخي الزمني,باأعمالها الارهابية والتجسسية والاختراقية للمؤوسسات والمنظمات والاحزاب العراقية المعارضة, والتي قامت بأعمال وجرائم فاقة أساليب وطرق وجرائم النازية والفاشية.
وبعد سقوط دكتاتورية صدام حسين ونظامه المقبور ,توقعنا أن يأخذ الحوار والجدال طابع أكثر موضوعية وجدلية بين الافراد والجماعات والقوى السياسية في بلادنا والعالم العربي, ولكن المؤوسف له ظهر علينا أفراد ومجاميع وقوى وأحزاب ,بعد ماكان قسم منهم صامت صمت القبو ر عن جرائم الدكتاتورية ,ليتهم الحزب الشيوعي العراقي وقوى وطنية وديمقراطية في وطنيتها ويلصق بها تهم التعامل مع أجهزة المخابرات الامريكية والاجنبية والتحالف مع قوى معروفة بعلاقاتها مع المحتل وخططه وستراتجيته في المنطقة, والتي لم تكن ولن تكن بخافية عن الشيوعين وسائر الديمقراطين والوطنين العيراقين.
وحينما يقراء الشيوعين العيراقين بيانات بعض الاحزاب الشيوعية واليسارية والديمقراطية
والوطنية في عالمنا العربي ,يدهش مرتين ..أولهما أن بعض من هذه القوى لم يتعض من أصراره في زمن الدكتاتورية السابقة من غض النظر عن جرائمها وعدم أبدائه أي تعاطف مع ضحاياها ,من الذين اغتيلوا وأعدموا منذ1978 أمثال الشهيدسهيل شرهان ورفاق, أو من غيبتهم أقبية تعذيب النظام وسجونه [الرفيق صباح الدره والرفيق صفاء الحافظ والرفيقة عايدة ياسين,والاف اخرين] أوعدموا لخلافاتهم مع الدكتاتور وسياسته وأعدموا بحجة التامر عالى الثوره (عبد الخالق محجوب وعدنان حسين ورفاقه, وعزيز السيد جاسم وعشرات بل مئات غيرهما)وما قدمته الحركة الاسلامية السياسية [الشهيد العلامة محمد باقر الحكيم والشيخ عبد العزيز البدري, ومهدي الحكيم والاف الاسلامين السياسين]وما قدمه اقليم كوردستان [الشهيد صالح اليوسفي والشهيد ئارام , والشهيد قادر ديلان , والشهيد جوهر وغيرهما ] من شهداء الحركة القومية الكوردستانية البطلة في كوردستان العراق من الاكراد والعرب والتركمان والاشوروكلدانين,ناهيك عن المجازر المسجلة دوليا في المحافل الدولية, كأستخدام الاسلحة المحرمة دوليا ضد سكان الاهوار وفي حلبجة وباليسان وشيخ وسان وفي مناطق متاخمة لناحية بامرني في كوردستان العراق,
والتي ظلت العديد من المؤسسات تغض الطرف عنها بحجة معادات صدام للامبريالية وحمايته لواء العروبة الكاذب الذي أطاح بالنظام العربي الرسمي برمته , لان صدام كان تعبيره المكثف ونموذجه القبيح,بل ظلت مصرة على لوى عنق الحقيقة والسير بالاتجاه المعاكس.
وثانيهما : الاصرار المتواصل لتكرار نفس الاخطاء في التعامل مع الخطاب السياسي لحزب الشيوعي والقوى الوطنية والديمقراطية , المناضلة ضد الارهاب ومن أجل أنهاء الاحتلال وتحقيق البديل الديمقراطي, في الخوض في قضية المقاومة المسلحة وأصبغها الشرعية [ الثورية] والانجرار وراء الشعارات السياسية البراقة تحت مايسمى القوى المعادية للعولمة
الامبريالية, ليعود بنا الى نقطة الصفر الذي كانوا قربها قبل سقوط الدكتاتورية .
ورغم كل هذا أو ذاك حاول الشيوعين العراقين جاهدين أيصال صوتهم الى العديد من القوى والاحزاب الشيوعية واليسارية والديمقراطية والوطنية التي قدمت لهم العون المادي والمعنوي , وتفهمت واقعهم السياسي وطبيعة نضالهم الراهن في ظل الاحتلال والارهاب ,وسعيهم المتواصل من أجل تحقيق بديل ديمقراطي حقيقي يرجع السيادة والاستقلال لبلادنا,وكنا نتوقع من الكثيرين الذين كانت حساباتهم خاطئة في السابق من القوىوالاحزاب والمنظمات والافراد الذين اغرقتهم كوبونات النفط, أو من الساعين لصنع أسطورة من الوهم بفعل أرهاصات وأشكالات الوضع السياسي الاقتصادي الاجتماعي في بلداننا العربية,معتقدين كالسابق ان ملهم ما سوف يخلصهم وينقذهم بأيجاد حلول ناجعة للازماتهم ,بينما هناك اخرون لايريدون ان يروا الحقيقة بعدم منح خطابهم السياسي فرصة لتخطي القوالب الايدولوجية التي أكل عليها الدهر وشرب ,فتراهم يسعون الى خلط الاوراق من جديدعندتحليهم الواقع السياسي العراقي وطبيعة الحراك الاجتماعي الطبقي في المجتمع العراقي في ظل الاحتلال , منساقين خلف الشعاراتية أكثر من سعيهم وراء التصور و التحليل والاستنتاج واصدار الاحكام والوصول للفهم السليم المبني على الجدل والحوار كنتيجة لجهد العقل الجماعي للاحزابهم وليس تصورات أرادوية لقياداتهم وقادتهم, فتراهم يخلطون بشكل مجحف بين المقاومة الحقيقية لشعب العراق , وعصابات الارهاب والقتل الذى راح ضحاياها أكثر من 10 الاف شهيد عراقي من ضحايا السيارا ت والقذاف العشوائية والالغام الارضية وتفجير المؤسسات ومقرات الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني والاغتيالات السياسية, والتي يضاف اليهم أرقام أخرى لضحايا الاستخدام الغير مبرر للعنف والاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الاحتلال.
وتظل هذه الاقوى والجماعات تكيل الاتهامات الجاهزة للحزب الشيوعي العراقي والقوى الديمقراطية والوطنية العراقية ,دون أن تكلف نفسها العناء في الدخول الى موقع الحزب الشيوعي ومواقع القوى الوطنية والديمقراطيةعلى الانترنيت لتطلع على مواقفهم وسياساتهم وتصريحاتهم وبرامجهم السياسية والاقتصاديةولتتعرف على طبيعة نشاطاتهم, لتحكم بشكل قاطع على سياستهم ومدى صوابها وخطلها , وتطرح بعد ذلك تساؤلاتها وأنتقادتها المعللة والمبنية على أسس موضوعية هدفها دفع الخطاب السياسي والايدلوجي الىالصدارة وتجنيبه الاخطاء والزلل,ونصيحتنا لقوى والاحزاب التي تتغنى بالمقاومة المسلحة ان تتروى في أطلاق الاحكام المسبقة وسوق المبررات التي تصب في خانة دعم الارهاب والاضرار بمصالح الشعب العراقي , ان تقوم بالاطلاع الكافي والتفصيلي لمجريات الاحداث في العراق قبل صياغة أى موقف سوف يضعهم أمام تساؤولات جدية من قبل جماهيرهم وجماهير الحزب الشيوعي العراقي وسائر القوى السياسية العراقية , من هنا لايشكل تصورنا هذا نوع من أنواع القمع الفكري بقدر مايشكل أساس للحوار شفاف ديمقراطي يعتمد الموضوعية والمصداقية.
ويخلط البعض كذلك بين الحق المشروع لشعبنا الكوردي في تقرير مصيره في الاتحاد الاختياري مع أخيه الشعب العربي أو الحصول على أستقلاله الناجز وفق ميثاق الامم المتحدة ووفق المواثيق الدولية, وبين طبيعة عمل الاحزاب والمنظمات والحركات السياسية وعلاقاتها السياسية وتحالفتها الاقلمية والدولية.
ويقع هولاء الاخوة بتعارض بين الادعاء في تبني الماركسية والافكار التقدمية الانسانية , وبين
المواقف السياسية القومية المتشددة, التي لم تتبنى حقوق الشعب الصحراوي, وحقوق الامازيغ في الجزائر ,وحقوق الشعب الكوردي في العراق, وحقوق مجاميع عرقية ودينية في أنحاء مختلف من العالم العربي, مماسجل على بعض هذه الاحزاب اليسارية والديمقراطيةملاحظات جدية تعكس تناقض مفردات خطابهم السياسي مع أتجاهاته الفكرية.
ويحاول البعض أيضا خلق وجها لتشابه بين كفاح الحزب الشيوعي المسلح ونضال القوى القومية الكوردية والاحزاب الاسلامية, وماتقوم به الان عصابات الارهاب والاغتيال والدمارالهمجية التي شوهة الوجه الحقيقي للمقاومة العراقية السلميةوالمسلحة , وأطالت من عمر الاحتلال وأوجدت له الذرائع بحجة مكافحة الارهاب العالمي, وحطمت البنية التحتية للمجتمع العراقي وثرواته الاجتماعية وفي المقدمة منها الانسان الذىيعتبر أثمن رأسمال.
أما القوى الوطنية والقومية والديمقراطية والاسلامية التي حملت السلاح في زمن الدكتاتورية المقبورة , فقد أستهدفت المؤسسات القمعية لحزب الحاكم ومؤوسساتهاالارهابية التي خلفت ورائها المقابر الجماعية وضحايا على طول العراق وعرضه, ولم يقم الشيوعين والاخرين من القوى الوطنية بذبح العيراقين والاجانب , بل جرى تأسير خبراء فرنسين وبلغار ومن جنسيات اجنبية وعربية وقادة ومراتب من القوات المسلحة , وجرى أحترام أدميتهم وأطلاق سراحهم بعد تعريفهم بجرائم الدكتاتوريةوتحميلهم رسائل ودية الى دولهم!؟ هل يفعل هولاء الذين شوهوا أسم المقاومة والمقاوم ذلك!؟ أم يقطعون رؤوس رهائنهم , ويجبون الملاين من وراء تلك العمليات القذره!؟ولو ولم يظهر هولاء بسيوفهم وراياتهم ولثمامهم ويعلنون على الملئ عن انتمائهم للاسلام السياسي المتشدد, لظهر علينا أحد المتحذلقين السياسين والمهوسين بنظرية المؤامرة, متهما[ الامبريالية والصهيونية] في تدبير من مثل هذا المخطط في بلادنا.
يبقى الحوار والحوار المفتوح والموضوعي مقبول حتى ولوكان على صفيح ساخن وفي يوم تموزي قائض.
#ماجد_لفته_العبيدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟