|
(نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب ( 1 - 5 -
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 972 - 2004 / 9 / 30 - 09:25
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
مدخل : في منطقة الشرق الاوسط التي تعيش الآن اجواء اوروبا في اعقاب الثورة الفرنسية، تبدو الصورة اكثر وضوحاً والمهام معروفة واكثر شفافية والعنوان الابرز هو استكمال انجاز المسألة الوطنية التي لم تحل بعد منذ اكثر من قرن رغم المحاولات الفاشلة لانظمة التحرر الوطني بعد الاستقلال وهي تتضمن اساساً قضايا حرية الشعوب والقوميات وتعايشها السلمي ومبدأ حق تقرير المصير ونشر الديموقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية في توزيع الثروة وادارة السلطة والتناوب عليها نتيجة الانتخابات الحرة والقبول بحكم الاغلبية ومعارضة الاقلية، والامتثال لبنود الدستور الذي يقبله المجموع والذي يضمن وجود الآخر والتعددية القومية والثقافية والسياسية.
عامل آخر اندمج مع رياح التغيير في الشرق الاوسط والذي عززها واضاف اليها بعداً جديداً وهو استخلاصات ونتائج احداث 11 سبتمبر عام / 2001 في الولايات المتحدة الامريكية، والنهج الحديث للنظام حول قضايا الشرق الاوسط والمواقف من انظمتها بما فيها الحليفة التقليدية لها، واقترابه من مواقع الشعور والاحساس بمخاطر وامراض وثغرات هذه المنطقة التي كانت مسرحاً لاكثر من نصف قرن للصراع بين الجبارين السوفيتي والامريكي حول النفوذ. ومهملة تنتظر الاقدار ومرتعا للمواجهات العرقية والايديولوجية والاستنزاف والحروب بالوكالة كوجه من اوجه الحرب الباردة غير العادلة بين القطبين.
دور العامل القومي في قضايا الصراع : تشكل المسألة القومية منذ انتهاء الحرب الباردة واتخاذ الادارة الامريكية مركز الصدارة في السياسة الدولية المحرك الرئيسي في ادارة الازمة على الصعيد العالمي حتى لو لم يجري الاعتراف بذلك من جانب الفرقاء المعنيين وصناع القرار، ووسائل الاعلام التي مازالت تدار من جانب القوى القديمة التي لم تأبه بعد لحقائق العصر، ان ما جرى في اوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي السابق ويوغسلافيا السابقة منذ العقد الاخير للقرن العشرين يوضح بجلاء السمة القومية للاجراءات والحروب والنتائج ، فقد تم تفكيك المركزية الادارية والدولتية للامبراطورية السوفييتية والفدرالية اليوغسلافية الاشتراكية على اساس قومي وحسب ارادة الشعوب المقهورة وفي أطر جديدة ( استقلال تام – فدرالية ) وحسب ارادة واختيار الناخبين من ابناء تلك الشعوب والقوميات وباشراف دولي. وما جرى في آسيا لايختلف من حيث المبدأ عن المنهج العام فقد تم اعادة بناء (افغانستان) حسب مؤتمر (بون) الذي ضم ممثلي جميع الشعوب والقوميات الافغانية الى جانب ممثلي (القومية البشتونيه) السائدة على قاعدة التعددية والاعتراف بحقوق الآخر واحترام ارادة الطرف المقابل وحسب مبدأ الشراكة في الحكم والادارة والبناء، وفي (اندونيسيا) تم الاستجابة لارادة شعب (تيمور الشرقية) في الاستقلال القومي واعلان الدولة المستقلة وبدعم وتجاوب دولي منقطع النظير. في القارة السوداء كان الامر اكثر جلاء والمساهمة اكثر شمولية وخاصة في تجربة (جنوب السودان) حيث جرت الوساطة (الامريكية–الاوروبية–الافريقية) بين طرفي الصراع وتمت الموافقه من الطرفين على اعادة تشكيل السودان الجديد من كونفدرالية اتحادية بين الشمال والجنوب على اساس تقسيم السلطة والثروة وحسب مبدأ حق تقرير المصير.
في هذا المجال علينا عدم اهمال دافع آخر جوهري لعب دوراً محورياً في جلب الانتباه الى المسألة القومية وضرورة حلها والاقدام على انجازها في القارات الثلاث وهو العلاقة العضوية بين هذه المسألة من جهة وبين الحرب العالمية ضد الارهاب التي لاتتوقف فقط على العمل العسكري والممواجهة العنيفة بل تتطلب في اكثر جوانبها المعالجة السياسية والثقافية والاقتصادية، فعلى ضوء الابحاث والدراسات تم التوصل الى حقائق جديدة في اسباب بروز الارهاب ومن اهمها أن الساحات التي تفتقر الى مبادىء المساواة بين الشعوب وتشهد قمع واضطهاد القوميات وعدم الاعتراف بحقوقها وتهميشها هي الاكثر قبولاً لنمو الخلايا الارهابية وخاصة من جانب ابناء الشعوب المقهوره لذلك بدانا نسمع اصواتا ولو خافتة وخاصة في امريكا واوروبا تدعو الى معالجة قضايا الشعوب والقوميات ووضع اسس ومبادئ عادلة لحلها في مختلف دول العالم وقاراتها.
ومن هنا فان مهمة التصدي لمعالجة المسألة القومية بكل تجلياتها وعلى الصعد المحلية والاقليمية والعالمية باتت جزءً لايتجزأ من مهام مواجهة الارهاب، واسقاط الدكتاتوريات، ونشر الديموقراطية، واجراء التغييرات والاصلاحات على نظم الحكم ومناهج التعليم وهذه المهام بمجملها كل لايتجزأ ولا يجوز التخلي عن أي جانب من جوانبها اذا كان الهدف التوصل الى الحلول وليس العكس.
الانظمة في الدول المقسمة لكردستان والشعب الكردي هي اما ان تكون شمولية أو دكتاتورية أو تيوقراطية أو انتقالية (كما في العراق) وهي تشترك معاً ( باستثناء الحكومة العراقية ) في النزعة الشوفينية ورفض الاخر الكردي وعدم الاعتراف بحق الشعب الكردي في تقرير المصير حسب اختياره وارادته الحره . لذلك فان هذه الانظمة في طور انتقالي تنتظر مصيرها اما في التغيير الجذري وبالطرق المختلفة، أو بتحسين سلوكها وتغيير دساتيرها واجراء مصالحه وطنية شاملة تكفل بناء الدول الحديثة ذات المواصفات المطلوبة محلياً وعالمياً. ومن هذا المنطلق نحاول التصدي لمهام التغيير ومناقشة قضايانا المشتركة مع الشعب العربي والشعوب التركية والايرانية، منطلقين من حقيقة أن مناقشة الموضوع القومي الكردي بما هو حق تقرير المصير واتحاد اختياري وشراكة عادلة وطرح الافكار والمشاريع حوله، هو مساهمة في الوقت ذاته في البحث عن سبل انجاز مهام تحقيق الديموقراطية والتقدم الاجتماعي و التآخي بين الشعوب وازالة الدكتاتورية والتوصل الى المجتمعات الحره الموحدة ومحاربة الارهاب (ارهاب الدولة والافراد ) وبالاخير بناء الدولة العصرية الحديثة التي تتعايش فيها كل الشعوب والقوميات التي يكفل الدستور حقوقها ويضمن مستقبلها .
* - ورقة قدمت في الملتقى الثقافي الكردي العربي – اربيل – كوردستان العراق – 17-20/9/2004
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة اولية في نتائج الملتقى الثقافي الكردي العربي - 5 -
-
اعتذار وتصحيح حول بلاغ اللجنة التحضيرية للملتقى الثقافي الكر
...
-
1- البيان الختامي للملتقى الثقافي الكردي العربي - 2 - بلاغ ص
...
-
نحو - الملتقى الثقافي الكردي العربي - هولير عاصمة الصداقة -
...
-
نحو - الملتقى الثقافي الكردي العربي - - 3 -
-
نـحو - الـملتقى الـثـقافي الـكردي- الـعربي- 2
-
نحو - الملتقى الثقافي الكردي العربي -
-
لفتة تستحق الثناء
-
عصر الجنجويد
-
مؤتمر صحفي حول - الملتقى الثقافي الكردي العربي -
-
التعامل الكردستاني مع الجوار بين الثابت والمتحول
-
قدر الكرد في انتقالهم من السيء الى الاحسن
-
محاكمة نظام - صدام - ضرورة تاريخية 2
-
تاملات في اعترافات ارهابي اصولي
-
محاكمة نظام صدام ضرورة تاريخية 1-2
-
ردا على ما جناه - نضال حمد - و - عصام نعمان - على الكرد رسال
...
-
( 1 - 2 )رسالة الى بؤساء الثقافة الشوفينية ردا على ما جناه -
...
-
العراق الفدرالي في حلته السيادية
-
في الذكرى الخامسة والاربعين لاستشهاد فرج الله الحلو من الاست
...
-
في الذكرى الخامسة والاربعين لاستشهاد فرج الله الحلو ( 2 ) من
...
المزيد.....
-
أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن
...
-
-سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا
...
-
-الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل
...
-
صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
-
هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ
...
-
بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
-
مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ
...
-
الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم
...
-
البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
-
قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال
...
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|