أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد ابو حطب - حتي لا نتهم بالاسلامفوبيا.../ملاحظات علي خطاب الحركات الاسلامية السياسية/















المزيد.....

حتي لا نتهم بالاسلامفوبيا.../ملاحظات علي خطاب الحركات الاسلامية السياسية/


عماد ابو حطب

الحوار المتمدن-العدد: 3248 - 2011 / 1 / 16 - 14:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كلما تجرأ اي كاتب للتنبه من مخاطر المشروع السياسي/الاجتماعي للحركات الاسلامية الحديثة،سرعان ما يواجه بحرب شعواء من التيارات الاسلامية قوامها ان صاحب التحذيرات ليس الا مصابا بالاسلامفوبيا او مناهضة الاسلام والتذكير بان انظمة الحكم العربية العلمانية لم يكن من هم لها الا ملاحقة الاسلاميين والتنكيل بهم وتكميم افواههم .ولا يرى مناصرو التيار الاسلامي بأسا من تذكير القاصي والداني بأن اي انتخابات نزيهة ستوصل الاسلاميين الي سدة الحكم لان الناس ينحازون للإسلاميين في أي انتخابات حرة ونزيهة ( الجزائر ، مصر، فلسطين)..

ولا ينسى المدافعون عن المشروع السياسي للحركات الاسلامية الحديثة ان يشيروا الى ان ان كل قوى العالم قد حاولت القضاء علي الاسلام لكنها فشلت كما حصل في الاتحاد السوفيتي والصين وافغانستان،ولدرء تهمة التطرف وارجاع المجتمع الي عصور ظلامية لا يجد هؤلاء الا نموذج" أردوغان يضرب مثلا واضحا في حسن القيادة والإدارة والتخطيط الاستراتيجي ونقل بلاده إلى وضع اجتماعي وسياسي واقتصادي أفضل ألف مرة من وضع الأتاتوركية التي حاربت الإسلام بشتى الطرق "،ولا باس عندهم من الاشارة الي ان حكم الديكتاتوريات العربية كان يهدف اساسا للقضاء علي الاسلام لانها انظمة علمانية معادية للاسلام كفكر ومنهج حياة.وتراهم حين يشيدون بنضال الشعب الافغاني المتمسك باسلامه ضد الاحتلال يقفزون عن نمو ذج الدولة الطلبانية التي بنيت بعد استلام احزاب اسلامية للسلطة،او نموذج حكم البشير في السودان او نموذج الدولة الوهابية في السعودية.

قبل الدخول في ملاحظاتي حول الخطاب السياسي/الاجتماعي للحركات الاسلامية المعاصرة لا بد من توضيح بعض الامور حتي لا يتم تمرير بعض الافكار الغير صحيحة ضمن خطاب يدعي البراءة او الاحتكام الي صناديق الاقتراع.

بداية لا يمكن القول ان المنظومة الاشتراكية(الاتحاد السوفيتي وحلفائه والصين) كان هدفها اجتثاث الاسلام من صدور معتنقيه والتهاون مع الاديان الاخرى،فمثل هذا الاستنتاج الساذج يستند اليه القوي المسيحية والكنيسة في اثبات ان الدين المسيحي انتصر في هذه الدول الاشتراكية سابقا وان ما يميزها الان الصحوة الدينية لدى مسيحي هذه الدول بعد ان عانوا من الاضطهاد لعشرات السنين ومحاولات اجتثاث العقيدة المسيحية من صدور معتنقيها،ولا يمل هؤلاء من الاشارة الى الالاف الكنائس التي اقفلت او حولت الى متاحف او لاغراض اخرى،والي التضييق الذي مورس بحق كافة المذاهب المسيحية في تلك الدول.ومن هنا فان هذه الحجة سلاح ذو حدين صالحة للاستعمال من كافة القوي والحركات الدينية لاثبات ان محاولات استئصالها قد فشلت لصحة مذاهبهم ولان الله عز وجل حافظ لعقائدهم.

النقطة الثانية تتعلق بمحاولة الصاق صفة العلمانية واليسارية والاشتراكية بالانظمة الحاكمة العربية.ومحاولة الايحاء بان هؤلاء كانوا معادين للاسلام والحركات الاسلامية.ولا ادر على ماذا استند هؤلاء في زعمهم هذا.من يدقق في السلطات الحاكمة سيجد دون عناء انها سلطات تستند الى طوائف محددة وان حاولت تغطية ذلك بالادعاء بعلمانيتها او يساريتها او اشتراكيتها المزعومة او حتي ان حاولت الاختباء وراء يافطات احزاب ذات شعارات يسارية او اشتراكية،لكنها احزاب لم تمتلك يوما اي برنامج اجتماعي او فكري ولم تبادر الي وضع برامجها موضع التنفيذ.

ففي مصر فان ثورة يوليو لم تكن يوما في بداياتها ذات توجهات فكرية يسارية او اشتراكية،ولا نخفي سرا ان قلنا ان معظم اعضاء قيادة مجلس الثورة اتوا من الاخوان المسلمين او كانوا متأثرين بفكر الاخوان المسلمين.ولم يصطدم هؤلاء الضباط مع الاخوان الا عندما احتكروا السلطة وحاول تنظيم الاخون الاستيلاء علي السلطة واحتكارها عبر محاولة ذراعه السري اغتيال عبد الناصر فحدث الافتراق التاريخي بينهما..ويمكن اضافة مسألة اخري ان العهود التي تلت عهد عبد الناصر استندت الي دعم التيارات الاسلامية في بداياتها ،وضربت بسيف الاخون المسلمين الاحزاب والقوي اليسارية ورعت انشطة التيارات الاسلامية وما ان ثبتت اقدامها في الحكم وشعرت بخطر الاخوان المسلمين ومنازعتهم اياهم السلطة حتي انقلبوا علي حلفاء الامس .وان دققنا في التجربة القومجية في سوريا والعراق سنكتشف دون عناء،ان الفكر القومي كان غطاء لحكم طائفي او لحكم عشيرة محددة،وان بدايات حكم البعث لم تصطدم مع الحركات الدينية ولكن كان همها الاجهاز علي القوي الناصرية ،المنافس الاكبر لها في سوريا،والقوي اليسارية ،المنافس الاكبر لها في العراق.ولم يتم الاصطدام مع التيارات الاسلامية الا عندما شعر الممسكون بتلابيب السلطة نوازع سلطوية في خطاب القوي الاسلامية ومزاحمة لها علي السلطة.اما وجود جبهات وطنية تضم احزابا هزيلة تحمل مسميات يسارية اوشيوعية،فالقاصي والداني يعلم انها احزاب لا تملك من فعل داخل الشارع،وهي اشبه بالديكور.ولا باس من التذكير انه وفي الوقت الذي وجهت ضربات لكثير من القوي اليسارية في هذين البلدين كان التيار الاسلامي يرفل في احضان الدولة وتقدم له التسهيلات(ضرب الاحزاب الشيوعية الماركسية التي كانت خارج الجبهات الداعمة للحكم)واتي ضرب التيارات الاسلامية في مراحل متاخرة،بعد ان صفيت كافة التيارات المعارضة. ولا يمكن القول ان الدولة المصرية او السورية او العراقية هي دول علمانية،والا علينا عندئذ العودة لتعريف العلمانية وشروط تحققها في المجتمع.حيث في دساتيرها وقوانينها لم يفصل الدين عن الدولة وبقي الاسلام المصدر الوحيد للتشريع في قوانين الاحوال المدنية وكافة القوانين التي قامت عليها هذه الدول.

اما دول شمال افريقيا وكمثال المغرب فلا يمكن الادعاء بانها علمانية بوجود امير المؤمنين،جلالة الملك،اما ليبيا فاظن انه من الصعب الحديث عن وصف جاهز لهذا النظام ،والمرء بحاجة لمنجم لمعرفة اي نوع من الحكم به،عدا كونه نظاما عائليا عشائريا بامتياز.يبقي الجزائر واعتقد ان جبهة التحرير الجزائرية لم تكن جبهة علمانية،فالعديد من قياداتها محسوبين علي التيار الاسلامي،وهي وان اختطت بعض القوانين السياسية والاجتماعية البعيدة عن الخطاب الاسلامي الا انها لم تكن حزبا يساريا وانما خليطا من قوي وافراد عصبهم الرئيسي الجيش الذي امسك جنرالاته بالحكم بيد من حديد ولم يصطدم الاسلاميون معه،وتفرغوا للدعوة وتقوية نفوذهم،ولكن عندما تراخى حكم الجنرالات وضعف واستلم الاسلاميون السلطة،عبر صناديق الاقتراع هب الجنرالات للدفع عن سلطتهم وغرقت البلاد في حمام الدم.

في تونس الامر لا علاقة له باليسار او العلمانية انما هي دولة بناها بورقيبة استناد الي اعجابه بنمط الدولة الفرانكوفونية،واستطاع الشعب التونسي في ظل اجواء من الليبرالية انجاز مكتسبات اجتماعية كبيرة ولكنها بقيت دون مكتسبات سياسية،وبقي الحكم بيد عائلة وطبقة تشكلت بالاستناد الي الة قمع بوليسية جبارة.

اما الحديث عن التجربة التركية وحكم اردوغان ومحاولة الايحاء ان حزب العدالة هو صاحب الفضل في تطور الدولة التركية،فهو محاولة ساذجة لقلب الحقائق.فالقاصي والداني يعلم ان باني الدولة التركية الحديثة اتاتورك وايمانه بضرورة فصل الدين عن الدولة وبناء مجتمع يسمح بتكوين احزاب لا دينية بوسعها تداول السلطة تحت سيطرة عليا من الجيش،هذا البناء الاتاتوركي هو الذي سمح لتركيا ان تلملم بقايا الامبراطورية العثمانية الممزقة،واستثارة النزعة الطورانية لبناء دولة حديثة،اما حزب العدالة فقد استلم دولة ذات اقتصاد قوي وضمن قوانين ديقراطية يقف الجيش وجنرالاته في اعلي السلطة حتي لا يتم الاطاحة بها،ولا فضل لاردوغان او حزبه في هذا الامر وانما هو يقطف ثمار مابنته اجيال امنت بالتعددية،ولا ادر لو كان الاسلاميون الاتراك هم من بني تركيا الحديثة فكيف سيكون بناؤها،لعله يكون نسخة عن نظام طالبان او البشير او ....



#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرحة
- عنكبوت
- اغتراب
- حين متنا
- قمر
- قناع
- حب ممنوع_2
- حب ممنوع
- عجوز متعب
- خديعة
- انت... لا انا... هو القتيل
- البومة الجميلة /قصة ليست للكبار
- البوم الغناء/قصة ليست للكبار
- عربة نقل للموتي
- الحداد والشيطان/قصة قصيرة
- مقهى
- خطباء 2)
- خطباء 1)
- عصفور...
- يوميات حجر منفي


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد ابو حطب - حتي لا نتهم بالاسلامفوبيا.../ملاحظات علي خطاب الحركات الاسلامية السياسية/