أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - تونس الاستثنائية نحو تونس الاستراتيجية














المزيد.....

تونس الاستثنائية نحو تونس الاستراتيجية


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3248 - 2011 / 1 / 16 - 14:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


[email protected]


لم يزل الخطر عن الانتفاضة الشعبية التونسية بعد. بل لربما تواجه الان اخطر احتمالاتها, إن اسقاط الحكم الشمولي الفردي في شخص زين العابدين بن علي واسرته, لا يعني اسقاط الخطر الطبقي الذي كان بن علي واسرته يجسدون رمزا له في الحياة التونسية. لذلك علينا ان نتوجه للاسهام بالانتفاضة التونسية عن طريق اضاءة المظلم من الاحتمالات التي تواجهها والاعيب التامر الطبقي التي ستتعرض حتما لها.
حتى اللحظة اتسم شعار الانتفاضة بالموضوعية والحسم, فقد تحدثت الانتفاضة لغة تونسية طبقية واضحة خلت من الشعار الراديكالي القومي العربي والديني واليساري, ولم تتاثر بالقراءات الخارجية القومية العربية الوهمية او القراءات الدينية الظلامية. وهي ليست مسئولة عن خداع هؤلاء لانفسهم,
لكن وحدة الشعب التونسي على هذا الشعار الطبقي, لا تزال في تكوينها وحدة جبهوية قابلة للتفكيك للاتجاهات الفكرية متنوعة المكونة لها, ومنها القومي العربي الليبرالي والديني ومنها الاستقلالي التونسي ومنها العلماني اليساري ومنها الطبقي الشيوعي, فاين تكمن مصلحة الشعب الان؟ ان الاجابة على هذا السؤال تحدد الحكم على مدى رشاد الانتفاضة وامكانية نجاحها في الاستجابة للملحة الرئيسية للشعب التونسي.
ان فرار بن علي واسرته جعل المواجهة مباشرة بين ثلاث اطراف هي طبقات الشعب والطبقة البرجوازية التونسية, وعامل التدخل الخارجي. واعاد طرح مستقبل تونس للتنازع بينها, على شكل مساومات, بين المكونات الداخلية نفسها من جهة . ومع الاطراف الدولية ذات المصالح من جهة اخرى,
لن تقبل الاطراف الدولية نظاما راديكاليا رجعيا او تقدميا. ولن يقبل الشعب التونسي نظاما فاقدا للاستقلال القومي والعدالة الاجتماعية, وعلى القوى السياسية التونسية ان تجد حلا وسطا يحد من ان يتفاقم الصراع مع الاطراف الدولية وان لا يستعيد ايضا حدة الصراع الطبقي السابقة والتي انتهت به الى الانتفاضة الحالية.
ان الخيار الوحيد المطروح اذن امام الانتفاضة التونسية هو نظام يؤمن وحدة الاتجاه القومي في التطور الحضاري على الصعيد الخاص, و تنافسي سياسي اقتصادي على الصعيد العالمي, وهي مواصفات النظام العلماني التصنيعي المؤسساتي القادر على التسلح بحالة تنامي في مجال التفوق وحالة علاقات تكافؤ سلمية عالمية.
ان ما سبق يدل على ان المصلحة العامة التونسية تتطلب نظام اجتماعي سياسي اقتصادي له سمات ايديولوجية محددة. لا يمكن لقوة سياسية لها مواصفات اللون الفكري السياسي الواحد ان تستجيب له, وإلا فان ذلك سيشكل فرضا قسريا للارادي على الموضوعي في الحياة التونسية لن يتاتى الاستمرار له في السلطة والادارة القومية إلا من بوابة قمع اقسام من المجتمع التونسي, وهو امر سيكون مرفوضا ولا شك وسيعيد طرح التجربة المرفوضة تونسيا مرة اخرى.
ان سقوط التجربة الاشتراكية اسقط علمية الجانب الحتمي الارادي من المقولة الفلسفية الماركسية, لكن ذلك لم يؤكد سلامة علمية المقولة الراسمالية القديمة ايضا, فقد تجاوز كلاهما حركة التطور الانساني الموضوعية التي تتجه الى نمط الانتاج والحياة العلمي والتي تؤخذ من كلاهما ارقى انجازاته, حيث يجتمع حافز المبادرة الفردي مع روح المشاركة القومية. فياخذان معا شكل التفوق الحضاري,
لا يمكن للمجتمع التونسي ان يستغني عن الطبقات الشعبية ولا عن الطبقة البرجوازية. فلكل منهما مهماته الاجتماعية السياسية كما لا يمكن له الاستغناء عن خصوصية صيغته القومية وتجاوزها الى اطر اممية العالم غير مستعد بعد لاستقبالها, وان كان في حركته يتجه لذلك. وكما يستفيد المجتمع التونسي من انجازات اساليب الانتاج القديمة الصيد والرعوي والزراعي والحرفي في نفس اللحظة التي استغنى بها عن نظمها السياسية الاجتماعية, فان عليه ان يستفيد من انجازات نظام الانتاج الراسمالي وانجازه الرئيسي منها خصوصية الظاهرة القومية في تحقيق اهدافه الحضارية, إن القضاء على البرجوازية ليس هو الهدف الصحيح للانتفاضة الشعبية التونسية بل إن الهدف الصحيح يكمن في اعادة نظم حركتها لما فيه عموم مصلحة القومية التونسية.
ان كيفية تجسيد الصورة السابقة دستوريا وبناء تونس مؤسساتيا على اساسها وخلق كفاءة الاداء حسب احتياجاتها هي المسائل التي يجب ان يتم _ الان _ الانتباه اليها, فهذه الصورة هي التي ستكون موضوع خلاف داخلي بين الاتجاهات الفكرية السياسية التونسية. وكلما اسرعت القوى التونسية في خلق جبهة فكرية سياسية تجتمع على هذه الصورة كلما اسرعت تونس بتجاوز الحالة الاستثنائية التي تمر بها الان, وبذلك فانها تسرع باسترداد حصانتها القومية اما الاطراف العالمية التي لا ترى الان في تونس اكثر من جريح يمكن الاجهاز على حصانته القومية.
ان الصورة السابقة هي الصورة الموضوعية للوضع التونسي التي لا يجدي التعامل معها بطريقة شعاراتية تعبر عن نوايا ارادية طيبة وحماسية خاوية, لان الوقت ليس وقت معركة فاصلة تختتم حرب وانما معركة تحدد اتجاه مجريات حرب بدأت توا بين الواقع والمستقبل,



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بريد الحكومة الاردنية لا يستقبل رسائل تونس:
- برنامج عالمكشوف الفلسطيني واحداث تونس:
- قضية الدحلان والحق الفلسطيني العام:
- في الاردن: عصا غليظة ونبرة هادئة
- انا والزعتر مواطنان فلسطينيان..........؟
- صلاة فلسطينية تحت مطر باهت
- اريحا الفلسطينية وشجرة النسب العروبية؟
- المعركة ليست في امريكا اللاتينية فقط:
- اميركا دولة ليست مزدوجة المعايير:
- اهديكم عاما جديدا فاهدوني وطن
- الدحلان_ حدوثة فلسطينية:
- الاقلام وثقافة المقاومة:
- اقتراح للرئيس الفلسطيني:
- عملية ( الرصاص المصبوب 2 ) بدأت. والسؤال هو لماذا وكيف؟
- حملة حرف _ د _ وصراعنا الثقافي مع الصهيونية _ الانحراف_ المو ...
- نقول للاخوة العراقيين مبروك.... ولكن؛
- السلطة تفتح جبهة عالمية مغلقة ضد اسرائيل والولايات المتحدة و ...
- هل تنجح محاولة نقل التفاوض من مسار اوسلو والعودة الى مسار مد ...
- جديد الصراع حول القضية الفلسطينية؛
- بيان المنظمة وقرار المحكمة الفلسطينية العليا والمفاوضات؛


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - تونس الاستثنائية نحو تونس الاستراتيجية