أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - شاكر الناصري - الثورة التونسية في عيون قذافية














المزيد.....


الثورة التونسية في عيون قذافية


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 3248 - 2011 / 1 / 16 - 14:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


تابعت مثل غيري من الذي يهتمون بما حدث ويحدث في تونس من أحداث وتطورات جاءت كنتيجة مباشرة لأنتفاضة جماهيرية تاريخية واسعة ضد الظلم والبطالة والفساد وأحتكار السلطة ومقدرات البلد من قبل الدكتاتور السابق وحزبه وحاشيته العائلية ومافيات الفساد والأتجار بأفقار الشعب التونسي . أو من الذين يتزايد يقينهم بأن الأمل بتغيير الأوضاع المزرية التي يعيشها الملايين في العالم العربي مازال قائما وأن هذه الملايين الجائعة والمحكومة بقوة القمع والأستبداد تمتلك الكثير من القوة والأرادة لرفض واقعها المزري . رسالة العقيد القذافي حاكم ليبيا الى الشعب التونسي . رسالة القذافي التي كانت موجهة أصلا الى الليبيين قبل التونسيين ، بينت أن هذا الدكتاتور العتيد يشعر وبكل بساطة وبشكل لالبس فيه ان ما يحدث في تونس سيترك أثرا أو سيكون محفزا لتحرك الذين يقبعون تحت رحمة سلطته وتتم معاملتهم كقطعان من العبيد الفاقدين للارادة والقدرة على مواجهة الأذلال وأمتهان الكرامة .

معلقة البكاء التي أنشدها القذافي ترحما على تلميذه وصديقه بن علي ، الذي لم يزل رئيسا شرعيا لتونس كما قال في كلمته ، أوعلى فترات حكمه الكارثية بحق الشعب التونسي أذا كانت قد كشفت حجم الذعر الذي ينتاب القذافي والحكام العرب فإنها كشفت كذلك عن الوجه الحقيقي الذي يتعامل به هؤلاء الحكام مع الشعوب التي يحكمونها والتي باتت بحكم الملك الشخصي لهذا الحاكم أو ذاك وكيف ينظر الى من يحكمهم ويتحكم بمصائرهم . القذافي وبكل بساطة أنكر على الشعب التونسي حقه في الدفاع عن حياته ومطالبه وحقوقه المشروعة وحرياته وكرامته التي تتعرض لأنتهاكات متواصلة من لدن بن علي وحزبه ونظام حكمه وزبانيته . وبكل بساطة أيضا فإن القذافي يستنكر مطالبة الشعب التونسي بتغيير الأوضاع التي يعيشها ويطالبهم بالصبر وتحمل حكم ودكتاتورية بن علي حتى 2014 . لو صبرتم 3 سنوات أخرى على زين العابدين وتذهبوا الى صناديق الأقتراع أو الأستفتاء وتقولوا لا لهذا الرئيس ....!!!! هكذا كان يتحدث القذافي للشعب التونسي في محاولة منه لكسر عزيمة هذا الشعب وتشويه أنتفاضته التاريخية بوجه الطغيان والأستبداد أو لتجريدها من كل الآمال التي تحملها أو التي أنطلقت من أجلها .

لعل السخرية لاتكفي للتعامل مع خطاب القذافي ففيه بوادر أنتقام مضمر وخطير أزاء الشعب التونسي وفيه مسعا للتدخل في مسار الأحداث وأستلاب ما تحقق نتيجة الأنتفاضة التاريخية الكبيرة .

لقد أسقط بن علي كدكتاتور متجبر وغامض ولكن النظام الذي بناه على أسس الأستبداد وسلطة المؤسسات البوليسية ومارس كل أشكال الأذلال والأستلاب بحق الشعب التونسي وتحكم بمقدراته وحرياته مازال قائما ويقف الكثير من رموزه على قمة هرم السلطة الجديدة وهذا ما سيفتح المجال أمام القذافي ومن هم على شاكلته من الحكام العرب للتدخل وتوفير غطاء شرعي لحكومة الوحدة الوطنية المزعومة ولتعيد أنتاج كل ما كان يقوم به بن علي مرة أخرى . إن ذلك يتطلب من الشعب التونسي وقواه الحقيقية والفاعلة مواصلة مسيرة الأنتفاضة والقضاء على كل مخلفات حكم بن علي وأنهاء وجوده .

ستجد بعض القوى والأحزاب التي كانت تأتمر بأمر بن علي ، أحزاب الديكور الديمقراطي كما وصفها المناضل حمه الهمامي ، فرصة مناسبة للتسلق على تضحيات الشعب التونسي والتحكم بمصيره وتعمل على البروز كقوى فاعلة في المشهد الديمقراطي الحديث . ليس ثمة ديمقراطية حقيقية حين تبنى من قبل قوى تفتقد لأبسط معايير الديمقراطية ولاتعمل الا من أجل أذلال الشعوب وأستلاب مقدراتها ومصادرة حرياتها .

لينتبه قادة الأنتفاضة التونسية لكل ما يحيط بهم ، من أشباه القذافي ومن متسلقي الأكتاف ، فإنهم أمام منعطف تاريخي حاسم سيترك أثره على الأوضاع السياسية والأجتماعية وسيعيد تعريف علاقة المواطن بالسلطات الحاكمة من جديد بما يعزز من قدراته وأمكانياته على المطلبة بحرياته وحقوقه المشروعة في حياة أنسانية كريمة ليس في تونس وحدها ، بل في عموم دول العالم العربي .



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زين العابدين بن علي : دكتاتور آخر يتهاوى
- في الدفاع عن العلمانية
- صراع العلمانية والدين وضرورة بناء الدولة المدنية الديمقراطية ...
- عن مذابحنا و صراع الكراسي وتوازن الأكراد
- الدولة العراقية : أوهام الخطأ ..!
- كلمات في تأبين سردشت عثمان وتأبين حال الصحافة في العراق *
- الموت أختناقا : فضيحة أخرى في عالم المعتقلات والسجون العراقي ...
- جريمة أختطاف وقتل الصحفي سردشت عثمان ومستقبل حرية الصحافة في ...
- في تفسير أكذوبة المسافة الواحدة
- حتى لا يتحول العراق الى لبنان آخر
- لمصلحةِ مَن يجرى هذا الأستفتاء ؟
- قمة سَرت التي لاتسر
- أيها الساسة ،أياكم ولعبة الشارع
- إنتخابات العراق... قراءة من الخارج
- عن المخاوف من عودة حزب البعث الى السلطة في العراق..
- مسدسات المالكي
- حرب الرموز
- في الدفاع عن دولة المواطنة - الجزء الثاني
- في الدفاع عن دولة المواطنة -الجزء الأول
- كونونغو ، فصول من ماساة أنسانية


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - شاكر الناصري - الثورة التونسية في عيون قذافية