ثامر الحاج امين
الحوار المتمدن-العدد: 3248 - 2011 / 1 / 16 - 11:41
المحور:
الادب والفن
ياله من جمال آخاذٍ ملأ سماء العالم وزيّن شوارع المدن ابتهاجاً بقدوم العام الجديد 2011 ، ويالها من محبة غامرة أظهرتها القلوب المنتظرة تحت نثيث المطر والبرد اكراماً له ، كانت أياد رائعة تلك التي لوحت بحب وتفاؤل لاٍطلالته ، و لحظات غنية بالمعاني وحدّت شعوب العالم عند ساحات المدن بانتظار دقات الساعة معلنة ميلاد عام جديد .
اما نحن في بلاد الرافدين ، مهد الحضارات ، وموطن الابداع والمبدعين ، موطن حمورابي وكلكامش والجواهري و..و.. كما نتشدق بذلك ، فيالنا من تعساء امام ذلك الفرح والجمال الذي عاشته شعوب الارض ، يالها من مرارة تعتصر القلب وانت ترى الظلام وقد اغرق المدن والعقول ، ياله من وجع وانت تستقبل العام الجديد ولاترى من حولك الاّ البؤس والفوضى والوحل والسواد تملأ شوارعك وجدران مدنك .
قررت مع نفسي ان اتحدى واترك ورائي كل مشاهد الخراب واشارك العالم المتحضر لحظاته السعيدة ، وان احتفل على طريقتي وبالقدر الذي تسمح به ظروفي ، ولأجل ذلك فقد عمرّت طاولتي بالفاكهة والكرزات والحلوى ووزعت عليها علب البيسبي واخواته ـ نعم البيبسي لاغيره ـ ورحت اتنقل من خلال الريموت الى ساحات المدن وسماواتها وهي تشتعل بالجمال والصراخ الذي هو اشبه بالغناء. اردت بهذا التقليد الذي دأبت عليه منذ سنوات طويلة ان اقول لقلبي انني مازلت شابا وقويا وعليه ان لايقلق ولايلتفت حزينا لسنواتي الخمسين ، احببت ان اثبت له انني مازلت انسانا متحضرا رغم التخلف الذي يحيط بي وانني مازلت ثابتا رغم الهزات التي تحاول ان تدفع بنا الى هاوية الظلام ، اردت بهذا ان أمنّي النفس بمشاركة العالم سعادته وهو يستقبل عامه الجديد ، ولكن يبدو ان النحس صار يلازمنا في كل شيء فبينما كانت الساعة تقترب دقيقة من استقبال الضيف الجديد اعلن ( صاحب المولدة ) انتهاء كرمه وتركنا ندخل العام الجديد كما بدأنا عامنا المنتهي ظلام في ظلام عندها رفعت علبة البيبسي وانا اهتف نخبك ياظلام .
#ثامر_الحاج_امين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟