أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حازم صاغيّة - تركيا : من التحديث إلى الحداثة














المزيد.....

تركيا : من التحديث إلى الحداثة


حازم صاغيّة

الحوار المتمدن-العدد: 211 - 2002 / 8 / 6 - 01:11
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

تركيا خطت خطوة كبرى. ربما كانت تحاول التاريخي للمرة الثانية بعد كمال أتاتورك.

إلغاء عقوبة الإعدام (الا في حالة الحرب). إتاحة حق التعلّم بالكردية للأكراد. إزالة الكوابح من طريق حرية التعبير, ومن طريق عمل المنظمات الحكوميةô هذه ليست بسيطة ولا عادية.

طبعاً سيظهر من يربط التشريعات البرلمانية الأخيرة بأوضاع الإئتلاف الحكومي لبولند أجاويد. ربما. إلا أن الموضوع أخطر وأهم.

لماذا? لأنه نقلة في الإقلاع نحو أوروبا, وفي الآن نفسه تمتينٌ للنسيج التركي على قاعدة ديموقراطية. فمن بين البلدان الـ13 المرشحة للانضمام الى الاتحاد الأوروبي, ظلت تركيا طويلاً البلد الوحيد الذي لم يستجب شروط الانتساب. انها الآن تستجيب. وهي أيضاً, وبحسب ما يقول مسؤولوها, تحاول جذب الاستثمارات والتوظيفات. لكنها, كذلك, تسهّـل على الـ4 ملايين تركي المهاجرين الى أوروبا شروط إقامتهم وشروط عمالتهم. الى ذلك: هناك تحسّن العلاقات مع الجارة اللدود: اليونان. هناك قبرص التي يُستحسن أوروبياً أن تنضم كلها الى الاتحاد, لا بعضها ولو كان الأكبر.

يكمن وراء هذا أن المصالح والحسابات الفعلية للبشر بدأت تتغلب على الأوهام القومية. على (الهويّة) و(الكرامة) وغير ذلك. هذه الأخيرة لم يعد يدافع عنها الا (حزب العمل القومي) شبه الفاشي لدولت بهشلي: معظم أكلاف الأورَبة ستُـحسم من رصيد هذا الحزب الذي رسمل على التكريه بـ(الآخر). هذا أساساً ما صيّـره, في خضم أزمة اقتصادية وسياسية, الحزب الأول عدداً في البرلمان.

الاسلاميون? لا. أغلب الظن أن أكثريتهم ستجد في الوجهة الجديدة ما يطمئنها. ستعضّ على جرح الهوية من أجل الحياة والحرية لناشطيها الذين عانوا الأمرّين من (الاستبداد الشرقي) يمارسه عليها العسكر (الغربي). أجواء ما بعد 11 أيلول (سبتمبر) ضيّـقت على الأصوليين فرص الرفض والقبول. رب ضارّة نافعة.

الأكراد? لا. 12 مليوناً منهم غنموا التعليم بلغتهم. صار لهم إسم بعدما كانوا (سكان الجبال). أُنقذت, كذلك, حياة عبد الله أوجلان: أبرز المرشحين للمقصلة. في الأفق اليوم: احتمالات توقف حرب دامت 15 عاماً وكلّفت 35 ألف قتيل وتهجير مليون كردي وتخريب منطقة بأسرها.

العسكر? مجرد تمرير ما تم تمريره هزيمة له. فرص تعزيز الحكم المدني زادت. حق نقد الجيش وحق نقد السلطة صارا مضمونين.

الخلاصة: بداية انتقال من التحديث الأتاتوركي الى الحداثة. الأول عسكري فوقي إجرائي. الثانية ديموقراطية تعددية تحتية. الذين أرادوا التوقف عند التحديث هم دعاة تعفين المجتمع بالقمع: انهم بعض العسكر وحزب بهشلي. لكن المجتمع مُطالَب اليوم بإعلان استعداده الصعودَ من التحديث الى الحداثة المفتوحة, لا الهبوط عن التحديث الأتاتوركي. والحداثة المطروحة أوروبية: أي غير أميركية. من مداخلها موضوع حكم الإعدام, أحد الفوارق بين التجربتين الأوروبية والأميركية.

ومؤتمر كوبنهاغن الذي سيُعقد أواخر العام للنظر في الترشيحات الى الاتحاد قد يحوّل هذا المستجد الى مكسب كبير للقيم الأوروبية. صحيح أن تحفظات ستبقى, وسيبقى من يقول: (تركيا كبيرة جداً. مسلمة جداً. فقيرة جداً). مع هذا: فالأوروبيون الأبعد نظراً والأشد تسامحاً يمكنهم اغتنام الفرصة للردّ على (صراع الحضارات) وتقديم استجابة عاقلة ومتوازنة لـ11 أيلول: استجابة تتميز عن الغضب الأميركي المجنون, فيما توفّر للعالم مخرجاً ونموذجاً.

 (5/8/2002  الحياة)


#حازم_صاغيّة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية الأصولية و . . . الدعوتان
- ليس لدينا ما نقول
- عفن في أميركا
- أميركا وأوروبا و... الآخر
- إنه الخليج لا الشرق الأوسط
- فصل عنصري ووصل موتي
- في عدم جواز رد الانتحار و/ أو الشهادة إلي صراع الحضارات
- أول أيار : توقعوا الأسوأ في واشنطن ، وفي شوارع العالم وساحات ...
- نحن وأميركا : الكراهية السهلة - الصعبة
- مأزق الفرد في الشرق الأوسط


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حازم صاغيّة - تركيا : من التحديث إلى الحداثة