أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد صبيح - كومونة تونس














المزيد.....


كومونة تونس


خالد صبيح

الحوار المتمدن-العدد: 3248 - 2011 / 1 / 16 - 00:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لا وقت للتحليل حينما يغمرنا الفرح.

***


علي أن اعترف في البداية، وربما سيشاركني البعض في ما سأقوله، من أنني لا اعرف الكثير عما كان يجري في تونس. قناتهم الرئيسية( القناة السابعة) لم تقدم سوى صورة مبتسرة ومفتعلة للتونسيين تصورهم على أنهم شعب فرايحي يحب الغناء والمرح. وهي صفات جميلة بلا شك. لكن ماذا وراء ذلك؟. كنت استمع وأتابع ما كان يقوله المعارض التونسي البارز منصف المرزوقي( كان اليوم يضحك بفرح على ألبي بي سي). وكنت أثق بما يقوله لكني لم أتوقع له من مستقبل سوى العيش الأبدي في المنفى، مثل كل المنفيين السياسيين العرب. لان الأنظمة العربية لم تعتد على السقوط بعمل سلمي، والرجل، مثل كل التونسيين، كان يدعوا للكفاح السلمي. ولم أكن أعير اهتماما لما كان يقوله التيار الاسلاموي،( النهضة) فهو عندي يبقى تيارا اسلامويا مريبا مهما ادعى من تجديد. (الآن في تونس بعد التغيير هناك مخاوف من صعود تيار إسلاموي اعتاد على سرقة بطولات الشعوب). غير هذا كنا نعرف أن الشعب التونسي يرزح تحت أعباء الفقر وقهر الاستبداد. لكن الشعب التونسي لا ينفرد وحده بهذا (الترف)، فالشعوب العربية كلها تعيش (بحبوحة)هذا المصير. ولكن قد يتوقع المرء أن يحدث فعل جماهيري يطالب بالتغيير، إذا سمح لنفسه بهكذا توقع، في بلد آخر غير تونس مثل المغرب التي ترزح تحت عبء فقر مضاعف وحياة سياسية مرتبكة، أو الجزائر التي تعيش اختلال توازن سياسي وتناقضات الفقر في بلد مليء بالثروات، أو في ليبيا التي أخرجها ألقذافي من التاريخ ورماها على هامش الحياة، لكن تونس تبدو بعيدة عن هذا التوقع. غير إن الشعب التونسي قد فاجأنا وفعلها.

باختصار لم يكن هناك مؤشر، وفق ماقدمت، يوحي بان هذا الشعب يمتلك كل هذه الطاقة على الفعل البطولي وانه سيبتدئ حركة تغيير( هل حقا ستبدأ مرحلة التغيير؟!!) تنقل الشعوب العربية من لحظة الاضمحلال التي تحياها إلى لحظة امتلاك الإرادة واجتراح معجزة تقرير المصير عربيا. لقد اثبت هذا الشعب انه ذو قدرة تنظيمية كبيرة، ورؤية سياسية واجتماعية ناضجة. قواه السياسية حية وشجاعة (علينا أن نتذكر ونذكر هنا بطولة وشجاعة حمة الهمامي، القائد الشيوعي الشجاع الذي أطلق سراحه من المعتقل يوم أمس) استطاعت أن تمتلك الرؤية السليمة للموقف وان تشارك الجماهير ثورتها ( ليس لدي علم بمقدار العفوية أو التنظيم في هذه الانتفاضة). لم يقف احد حسبما أوحت النتائج متفرجا وينتظر عواقب ما سيؤدي إليه مسار الاحداث ليتحرك وفق ذلك، الجميع كان مبادرا ومتقحما. الجميع اندفع للمشاركة. وانتقلت عدوى الانتفاضة بسرعة إلى كل المدن الرئيسية، وكانت أعمال الاحتجاج تتصاعد وتتطور ولم يردعها العنف (قدمت الثورة حتى الآن أكثر من ستين شهيدا وعشرات الجرحى) نمت الأحداث بسرعة وانسيابية مثيرة أدت إلى مفاجآت مذهلة لم نصدق سرعة تطورها وقطفها للثمار. وأقول، حتى لو لم تنجز هذه الانتفاضة ما أنجزته من عمل بطولي يفوق التصور بقيامها (افتتاحها!!) بإسقاط نظام دكتاتوري فأنه يكفيها شرفا وفخرا انها دشنت عهدا جديدا كسرت فيه حواجز الخوف لدى إنساننا البائس( هل أبدو متعجلا ومتسرعا بهذا الحكم؟)، وغيرت صورتنا البائسة (صحيفة فرنسية قالت، حسب قناة الجزيرة، حتى في العالم العربي يمكن للجماهير أن تغير حاكما)... ياه، أي درك أوصلنا إليه حكام البلدان العربية السفلة!. أنجزت تونس كومونتها، كومونة العرب،( فقد نظمت مبادرات شعبية لحماية الأحياء وسد الفراغ الأمني، قد يكون للصلات التاريخية بفرنسا علاقة بهذا، شيء جيد أننا نأخذ أشياء ايجابية من تجارب أوربا وليس فقط الأزياء). الآن بعد العاصفة التونسية على الآخرين أن لايقفوا متفرجين. ينبغي على كل مواطن مقهور بالضرورة بحكم الانتماء الجغرافي في البلدان العربية أن تتملكه الغيرة ويلتحق في المسيرة التونسية الخلابة.

لقد شاهدنا صور المتظاهرين وأفلاما عنهم، فلم نر محجبات ولا ملتحين، ينبغي تذكر هذا لكي لا يطلع علينا إسلامي يحترف الدجل ويهاتر في يوم ما، ليستغفلنا، بادعاء أنها كانت ثورة إسلامية. هي انتفاضة كان عمادها شابات وشبان (موديرن) كانت تحف بهم أعلام تونس وهتافاتهم كانت للوطن وللحرية.

همسة في أذن الحكام العرب (احذروا باعة الخضار المتجولين، الفقراء والمهمشين، فقد يسقطون عروشكم مثلما فعل محمد بو عزيزي).

وصرخة في وجوه الحكام العرب:( يا لخزيكم، أخزاكم الله، كم انتم جبناء لا تعرفون سوى الهرب وقت الملمات).




#خالد_صبيح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعليقات في الحوار المتمدن
- لمحة قصيرة عن النقد عند اليسار العربي
- العنصرية ضد الذات
- ‌أسرى في ضيافة الأنصار لشيوعيين
- ملامح من مشاكل الاندماج في السويد (3)
- ملامح من مشاكل الاندماج في السويد (2)
- ملامح من مشاكل الاندماج في السويد (1)
- هل هناك تجربة اشتراكية ناجحة؟
- مشكلة الحجاب في المجتمعات الاوربية
- صفقة خاسرة
- أللاجئون في أوربا
- الانتخابات السويدية2
- انتخبابات السويد 1 انبعاث العقلانية
- احداث بشتاشان
- شيء من لوثة الايدلوجية
- تشاركوننا جرائمنا أو نشارككم براءتكم
- شبح التطرف في كردستان
- شهداء منسيون
- معوقات وحدة اليسار العراقي
- صناعة الخصوم


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد صبيح - كومونة تونس