أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - باقر الفضلي - تونس: وهكذا إنتصر الشعب..!














المزيد.....

تونس: وهكذا إنتصر الشعب..!


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 3247 - 2011 / 1 / 15 - 23:48
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


لقد أثبت الشعب التونسي بإنتفاضته الجبارة، بأن الشعوب قادرة أن تطيح بمستبديها، متى ما توحدت كلمتها، وهذا ما أثبتته الشرارة الأولى التي أوقدها الشهيد الثائر محمد البو عزيزي، التي ألهبت غضب الشعب ليعصف بكل جبروت الطاغية الذي تربع على عرش السلطة ثلاث وعشرين عاماً كأي فرعون حكم بقبضته الحديدية على رقاب الناس، مؤسساً لنظام دكتاتوري، قمع حريات الناس، وقيد حرية التعبير، وزج معارضيه في السجون، وغير الدستور للبقاء في دست السلطة لفترة أطول، متنكراً لكل أصوات الإحتجاج والإستنكار على نظام العسف والإضطهاد، الذي أغرق الشعب فيه طيلة فترة وجوده في السلطة، ليصبح وجوده جزءً لا ينفصل عن بنية نظام متكامل من الفساد، وإهدار حقوق الإنسان على مستوى كامل مؤسسات الدولة..!!؟


لقد أدرك الشعب التونسي العظيم بكل نخبه وطلائعه المثقفة وجماهيرعماله وكادحيه، بأن الشرارة التي أشعلها الشهيد محمد البوعزيزي بإحراق نفسه إحتجاجاً على طغيان الإستبداد، لا يمكن لها أن تنطفيء عند حدود الأوضاع الإقتصادية المتردية وعند حدود حاجات اليوم الإستهلاكية، كما وليس فقط عند حدود مستويات البطالة المتفاقمة، بل أدرك هذا الشعب الذي صبر كثيراً وعانى كثيراً تحت عنت وإستبداد نظام الإستبداد الفرعوني تحت رئاسة زين العابدين بن علي، بأن مأساة حياته بكل جوانبها، إنما هي نتاج تداعيات النظام السياسي الدكتاتوري الإستبدادي، الذي أسست له وقادته الطغمة العسكرية بقيادة زين العابدين بن علي منذ عام 1978 وحتى تأريخ هزيمتها في الرابع عشر من كانون الثاني/2011 ، ليجد أن لا مناص أمامه غير مواصلة المسيرة النضالية التي إجترح أول خطواتها الشهيد محمد البو عزيزي، وأن يلقي الى مزبلة التأريخ رمز نظام الإستبداد الذي ولى هارباً أمام هدير إنتفاضة الشعب الباسلة، جاراً وراءه إذيال الخزي والخذلان..!

لقد إنتصرت إنتفاضة الشعب التونسي الرائعة بجدارة وإصرار وعزم كبيرين، لتلقن من الدروس البليغة، كل من يساوره الشك بقدرة الشعوب وقوة إرادتها، وكل من يستهين من الحكام ومن المتسلطين على رقاب شعوبهم، بأن الشعوب ومهما جار عليها زمن الإستعباد وطغيان الإرهاب، لا تغفر يوماً لمذليها ومستعبديها ما إرتكبوه بحقها من صنوف الإذلال ومن جرائم الإضطهاد وإهدار الكرامة..!؟

لقد هزم الشعب التونسي، بلحمة فصائله الوطنية، وتعاضده ووحدة كلمته، وتضحياته الدموية الجسيمة، النظام الدكتاتوري، وأن يرغم الدكتاتور على الإنهزام، ليحقق في الرابع عشر من كانون الثاني/2011 الخالد، الحد الفاصل بين الكدتاتورية الغاشمة، وبين بداية وضع أسس بناء الدولة الديمقراطية، دولة الحرية والعدالة والمساواة..!

وإبتداء من هذا اليوم تكون معركة الحرية والديمقراطية في تونس، قد إبتدأت، وإن مخاضها سيكون أصعب وأقسى، ومتطلباتها ستكون أعظم وأكبر مما يعتقده البعض، فهي ستكون صراعاً لا يتوقف بين مخلفات الدكتاتورية من عسف وظلم وجور وفاقة ودمار إقتصادي وكبت للحريات وإضطهاد لحقوق الإنسان، وجميعها لا زالت تلتحف بثقافة الدكتاتورية وبقاياها من مخلفات قوى النظام المهزوم، وبين أمل واعد للبناء والتعمير وإطلاق الحريات العامة، وتثبيت أسس الديمقراطية كنهج في الحياة السياسية والإجتماعية، وفي مقدمتها إطلاق حرية المرأة السياسية واإجتماعية، وكل ما يصب في مسيرة تعزيز كرامة الإنسان، وما يدفع الى كنس مخلفات الإستبداد والطغيان..!

إن أمام طلائع وقيادات الشعب التونسية الوطنية، الكثير من المهمات الوطنية التي لا ينبغي أن تنتهي بأنصاف الحلول، والتي تستلزم تمتين وحدة الصف الوطني وإشاعة ثقافة التلاحم الإجتماعي ورص الصفوف، للحفاظ على المكتسبات الكبيرة التي حققها الشعب التونسي العظيم، والتي تجلت بالهزيمته النكراء للدكتاتورية وكل من كان يراهن على إستمرارية بقائها..!

فهنيئاً للشعب التونسي العظيم بإنتصاره الجبار، وتظل دماء محمد ابو عزيزي الطاهرة، ملهماً أبدياً لكرامة الشعوب، ورمزاً خالداً للنضال والحرية..!
14/1/2011



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمرات الأمس..!
- فلسطين: ليبرمان والرقص على الحبال..!
- العراق: الحريات والحقوق المدنية في ظل حكومة -الشراكة الوطنية ...
- العراق: أزمة الحكم بين المشاركة والشراكة..!
- العراق: الحقوق والحريات المدنية الى اين..!؟
- فلسطين : إشكالية خطاب -المقاومة- والتعنت الإسرائيلي..!
- العراق: الحماية الدستورية للأطياف الدينية..!
- مناجاة الى سيدة النجاة..!(*)
- فلسطين :المشكل الداخلي الفلسطيني وآثاره السلبية..!
- العراق: (سيدة النجاة) تطلب -النجاة-، وقلب بغداد تحرقه المفخخ ...
- العراق : الصحافة وحرية التعبير..!
- العراق: إشكالية الوثائق السرية..!
- العراق: الغناء محرم في بابل..!!؟
- العراق: المشهد السياسي في مراحله ما قبل الأخيرة..!
- منظمة التحرير: رمز وحدة الشعب الفلسطيني..!
- العراق: الصمود المتواصل في المواقف..!
- نتنياهو:السلام خيار صعب..!
- نتنياهو: مواقف متناقضة..!
- العراق: للباحثين عن حل في ضباب -التفضيل-..!!
- فلسطين : حمى التطرف في المواقف العصيبة..!


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - باقر الفضلي - تونس: وهكذا إنتصر الشعب..!