أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسين عجيب - الفردية والانتماء















المزيد.....

الفردية والانتماء


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 972 - 2004 / 9 / 30 - 09:22
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الانتماء الحر2

لكل عصر عصابه الخاص,وعصاب العصور الحديثة هو "الفراغ الوجودي",ذلك رأي فرا نكل مؤسس التيار الثالث في التحليل النفسي. أزمة الوجود عامة وشاملة وتخص الفرد الإنساني,وحدة الوجود الأساسية,الذي ما زال في بلادنا وثقافتنا, مستعمرا بالشعارات والعقائد,ولم يعترف به ككيان مستقل بذاته,له سائر الحقوق التي أنتجتها الحضارة العالمية الحديثة وعممتها,إلا في بلادنا وثقافتنا الكئيبة, حيث المرأة واقعيا,سلعة تنتقل بين الأب والأخ والزوج والابن وتحتجب بشعارات هي مجرد أقنعة.كذلك الطفل والفقير والمختلف, الحرمان هوية الفرد الثابتة, الذي يقتصر دوره على خدمة طقوس وعادت موروثة من عصور الجمل والسيف,كم في بلادنا يعرفون أن للفرد حقوق تشمل جميع جوانب حياته الجنسية والسياسية والثقافية؟
اعتقد أن سقف الحرمان, يكون بحرمان الفرد من تحقيق معنى لحياته وفيها,وهو ما أنجزته بشكل تام وغير مسبوق,المؤسسة الأخلاقية والثقافية والسياسية, عبر تحالفهما القديم, وهو المنجز المكتمل اليتيم في هذه البلاد الملعونة المتعبة.

*

كأنه لا يكفي لهذا الفرد المنتهك من جميع الجوانب,ميراثه المشترك من الخوف, ليحقن بشكل دوري ومستمر عبر المواعظ والخطب الرنانة وكل الصيغ التي تصب في عقدة الاضطهاد,بما يتجاوز,عتبة تحلّل الشخصية الفردية إلى مكوناتها البيولوجية والغريزية,كما هو حاصل في سوريا وجوارها, وينعكس في جوانب المجتمع إلى تخلف شامل,حوّل الجميع إلى عالة وعبئ على الحضارة البشرية, ليس لدينا ما نصدّره سوى العنف والإرهاب, ونستهلك ونحتاج كل شئ من الفكرة إلى الإبرة.
حرمان وخوف وغضب تلك ثلاثيتنا التي أفرغت الحياة من المعنى, وجعلت الحاجة للانتماء تتقدم على الحاجة للإنجاز,وكثيرا ما تتعارض معها.
كيف تفسّر الخفّة التي يعامل بها القتل والدم, والتحجر والجمود التي يعامل به الفكر والمعرفة والحوار؟للخوف والغضب جذر واحد,وهما بوابة تنحدر في اتجاهين العزلة التي تقود إلى خسارة الواقع,ثم الجهل به, وأخيرا إنكار الواقع في حالة الذهان الجماعي المتحققة بدرجة مخيفة,أو التطرف واستبدال تفصيلات الواقع بمطلقات دينية أو وطنية,لينتهي المطاف في تحويل المتطرف إلى قذيفة طائشة.


*

الموقف الرابع إمكانية أم وهم!؟
الموقف الرسمي يرى في المختلف والآخر,نقص وطنية, ويضعه تحت جرم التخوين
يناقضه تماما الموقف المعارض,النفي المتبادل هو العلاقة المشتركة بين أصحاب الموقفين وبقية السوريين. في اختيار العزلة والصمت والترقب حكمة وبعد نظر,في الظروف الطبيعية التي يعيشها الأفراد والمجتمعات,وفي خلاف ذلك يلحق هذا الموقف بالمنتصر بين طرفي الثنائية.
وجود سوريا في مركز الشرق الأوسط,الذي تحول إلى ساحة حرب عالمية, وضع أغلبية السوريين في دائرة الخطر الفعلي, وهو ما يتطلب قرارات ومبادرات إبداعية على الصعيدين الفردي والمشترك,وهي في أولى وجوهها دفاع مشروع عن النفس.
الموقف الرابع أو كما أسماه قبلي كثير من السوريين بالموقف الثالث أو ضرورة الحوار أو خيار المصالحة,ليس من اختراعي, لكنه يبقى الحل الثقافي_السياسي الذي لم يجرب بعد, ويمكن أن يجنب هذه البلاد المنكوبة أصلا , كوارث إضافية.
السؤال والعقبة والمعضلة: كيف ننتقل من الأيديولوجيا والأفكار المسبقة إلى الممارسة في الحياة والواقع؟ أعتقد بضرورة تفكيك بعض المصطلحات الرائجة والضرورية من أجل تهيئتها للتداول الثقافي_الاجتماعي,وفي مقدمتها: ديماغوجية_حوار_علانية_ شفافية_ تعددية_ ديمقراطية. قد يمكننا ذلك عبر المكاشفات والحوارات العلنية والصريحة, فربما يرتفع الحس المشترك والوعي المشترك عن ممارسات التكفير والتخوين التي تحوّل المكان الذي تسود فيه إلى مسلخ بشري ومنبع دائم للمعاناة.

*

يمكن إجمال الجماعات والتجمعات السورية في حزمتين أساسيتين: الأولى هي الجماعات الكبيرة(الدينية والعرقية والثقافية)وتشترك مع الثانية في خاصّية الانتماء المسبق, والحزمة الثانية مجموعات صغيرة,باطنية وسرية, أفرادها أشباه آلهة, وهم في غنى عن الحوار.
كل الانتماءات السورية القائمة قبلية,منطلقاتها وأهدافها محددة سلفا, وهي تريد وتحتاج مريدين متطوعين وليس أفرادا,تشكل ماهية الفرد لديهم مادة الوجود ومعناه.
الانتماء المحدد بالحاضر(الآن وهنا) يمكن تسميته بالانتماء الحر, التفاصيل والجزئيات واليومي والعابر,تجسد بنفس الوقت الشخصية الفردية وجماعة بشرية تشترك وتتوافق كما تختلف وتتنافر وفق معيار محدد وموحد يغطي جميع جوانب الشخصية الإنسانية.

*

هل ذلك التوجه يساري أم يميني!؟
هو المستوى المشترك الصفري,بعده تأتي الاتجاهات المختلفة,لأنه في مستوى الشروط الإنسانية المشتركة, التي تتزامن وتترافق مع الحقوق الأساسية.
كل ذلك ما زال في مرحلة ما قبل التعيين في الثقافة والاجتماع السوريين,الواقع المعاش بمختلف جوانبه وتفاصيله,منفصل ويكاد يصل إلى حالة الانقطاع التام عن القيم والثقافة واللغة والفكر والتفكير.
الحق في الكلام والاعتقاد والتفكير واختيار نمط العيش والوجود الملائم للجنسين,هي قبل وأقرب من اليمين واليسار,وهي الشرط والمستوى الصفري,لتستعيد الشخصية وحدتها,الخطوط الأساسية المفككة, والمبعثرة بشكل عشوائي للشخصية السورية,وما زالت تعمل جميع الطوائف والعقائد وأل أيديولوجيات مع الممارسات المكررة, على استمرار تفككها وبقائها في حالة حطام.

*

عرفت التطرف وعرفت العزلة طويلا, وأعترف أني عرفت متأخرا قيمة الحياة,هبة الوجود الأسمى,قيمة اليوم والساعة وحتى اللحظة العابرة,الكنز الثمين الذي يتسرب إلى العدم, اليقين الوحيد أحببنا ذلك أم كرهناه.للأسف ثقافة الموت سائدة في بلادنا.
وباقي ممارسات الحياة تعاش في السر وخلسة,وتلك هي الخسارة المجانية التامة.

اللاذقية_



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكاشفة - الانتماء الحر رأي فرد عضو في التجمع الليبرالي في سو ...
- سؤال الوجود
- التجمع الليبرالي في سوريا
- حالات
- الليبراليون السوريون في الميزان
- نحن لا نتبادل الكلام
- الارهاب واليأس
- لا تتركوا الارهاب يخطف الاسلام
- المشي على القدمين
- المهرجان والانسان الصغير
- يتامى جبلة
- حارس النجوم
- المهرجان السوري
- تفكك الشخصية
- الرجل الصغير يحكم قبضته على المستقبل
- تعدد المعايير
- معايير مزدوجة
- وردة المتوسط
- موقع الرأي
- رأي هامشي سوري حول موقع الرأي الشيوعي السوري


المزيد.....




- إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
- مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما ...
- سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا ...
- مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك ...
- خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض ...
- -إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا ...
- بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ ...
- وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
- إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسين عجيب - الفردية والانتماء