جميل السلحوت
روائي
(Jamil Salhut)
الحوار المتمدن-العدد: 3247 - 2011 / 1 / 15 - 15:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة-
لله درّك يا شعب تونس
تساءلت فيما سيقوله الشاعر العظيم أبو القاسم الشابي، لو أن الله بعثه حيا في هذه الأيام المجيدة من تاريخ شعبه العطيم، فعندما كانت المنازلة مع الاستعمار قال رائعته التي أصبحت أنشودة صلاة للمقهورين والمظلومين والتي مطلعها:
اذا الشعب يوما أراد الحياة*********فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي**********ولا بد للقيد ان ينكسر
فنم قرير العين يا أبا القاسم، فها هو شعبك يتشبث بالحياة الكريمة "ما استطاع اليها سبيلا" فقد اسقط النظام الدكتاتوري الذي سلب الشعب قوت يومه، وهو بهذا يخط الطريق للشعوب الأخرى التي أنهكتها مظالم حكام آخر ما يرد في حساباتهم هو مصلحة الشعب والوطن والأمة.
وثورة الجياع ليست جديدة على أمتنا فمنذ أكثر من 1400 سنة قال الصحابي الجليل ابو ذرّ الغفاري رضي الله عنه:" عجبت لرجل يجوع ولا يخرج شاهرا في وجه السلطان"، والامام علي كرّم الله وجهه يقول:" والله لو كان الفقر رجلا لقتلته" فكيف ترتضي دكتاتوريات هذا الزمان الجوع والفقر لشعوبها؟ وترتضي امتهان كرامة أوطانها وأمتها؟
والمحزن في أمر الدكتاتوريات العربية أنها تعتبر نفسها"مخلدة" في كرسي الحكم وتجري انتخابات زائفة ومزيفة تفوز بها بأصوات تعلن أنها وصلت الى 90%فما فوق، وتؤسس أحزابا أسمية ما هي الا عبارة عن عصابة حاكمة تنهب خيرات الشعب والوطن، واللافت أن حزبا حاكما في أحدى الدول العربية الأكثر فقرا بين دول العالم يجتمع ممثلوها في برلمانها الصوري لمبايعة الرئيس مدى الحياة، مع أنه أدخل شعبه في حروب اهلية، ودمر اقتصاد وطنه.
وها هو الشعب التونسي يثأر لكرامته ولعزته، فيطيح بالنظام الدكتاتوري الذي هرب رأسه بحماية دولة مجاورة، لقد أريقت دماء المئات من أبناء تونس، لكن هذه الدماء لم تذهب هدرا، فقد بزغت شمس التغيير التي نسأل الله أن تعود حدائق وأعنابا وعزة ومنعة لأشقائنا في تونس، وستنير هذه الشمس دروب الحرية والأنفة والكرامة لشعوب طال سباتها.
15-1-2011
#جميل_السلحوت (هاشتاغ)
Jamil_Salhut#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟