أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - ماذا حصل في تونس؟














المزيد.....

ماذا حصل في تونس؟


زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 3247 - 2011 / 1 / 15 - 12:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ماذا حصل في تونس:
ثورة أم انقلاب
سبق وكتبت في مقال سابق أن الإمبريالية الأمريكية تحاول تغيير الأنظمة بشمال إفريقيا مخافة من فقدان زمام الأمور في المنطقة بوصول جني مارد إلى السلطة فتفقد مصالحها الاقتصادية. فالغليان الشعبي بات واضحا واستمرار الأمور على ما هي عليه أصبح من المستحيلات. إذا الحل الوحيد والأحد هو تغيير الرؤوس مع الحفاظ على الأنظمة التي ستظهر بحلل جديدة ووجوه كرنفالية. وكتبت فيما كتبت أنّ مصر معنية بهذه التغييرات وأنّ أمريكا أوجدت المرشح المناسب لدور الدمية، وهو الآن بصدد إقناع المعارضة المصرية بالالتفاف حوله وكاد ينجح في مهمته لو لا تحفظ جماعة الإخوان المسلمين بخصوصه، فلو يقتنع به هذا التنظيم الذي يمثل أكبر قوة معارضة في مصر لسيكون وصول هذا السيد للحكم أمر محسوم. لنترك موضوع مصر إلى حينه ولنعد إلى تونس.
سقط أحد أبناء بلد الزيتونة شهيدا للظلم الاجتماعي وسياسة التفقير والتجويع والاستبداد، فانتفض شعب بكامله وأشهر لاءه في وجه الديكتاتورية والرأسمالية الوحشية والسياسة اللاشعبية. وخرج هذا الشعب كاشفا صدره لرصاص النظام الكومبرادوري، وكان كلما سقط أحد أبنائه في ساحة المعركة، كلما ازداد بسالة وقوة وحزما في مواجهة بيادق الإمبريالية المحليين إلى أن أجبر بنوتشيه التونسي على الفرار كالكلب المفزوع. لكن هل انتصر الشعب التونسي فعلا في انتفاضته هذه؟ الحقيقة المرة هي أنّ الانتفاضة التونسية في خطر والتضحيات الجسام التي قدمها الشعب الباسل والمغوار قد تذهب هباءا منثورا لأنّ بن علي فرّ وبقيت حكومته أي أنّ النظام لازال قائما. فبن علي كان يمثل النظام، ولكنه لم يكن هو النظام بل كان خادمه المطيع فقط وعندما تطلّب الأمر قدّمه كبش فداء للحفاظ على السلطة وبالتالي على المصالح الاقتصادية للإمبريالية الأمريكية وحليفتها الكومبرادورية المحلية. لهذا إن لم تتحرك القوى الوطنية التقدمية والشريفة وعلى طليعتها رفاقنا في حزب العمال الشيوعي التونسي لقيادة الجماهير الشعبية في معركتها المصيرية ضد الانتداب الأمريكي غير المعلن وأعدائها المحليين وتركتها لوحدها في ميدان معركتها الحاسمة، فإن مصير هذه الجماهير المناضلة سيكون هو الهزيمة وستتحمل هذه القوى التونسية وعلى رأسها رفاقنا في حزب العمال مسئوليتها التاريخية عن هذه الهزيمة التي لن تغتفر لهم.
أيها الرفاق، أمامكم فرصة لم تمنح لغيركم في شمال إفريقيا فلا تتركونها تضيع منكم فآمال كل آمال شعوب المنطقة عالقة بما ستؤول إليه الأمور بتونس الخضراء، بتونس الزيتونة رمز الرخاء والازدهار. تعلموا من أخطاء رفاقنا في الحزب الشيوعي العراقي قبل وصول صدام للحكم حيث كانت لهم قوة تمكنهم من الوصول للسلطة، لكنهم أحبوا أن يكونوا ديموقراطيين أكثر من الديموقراطية نفسها فكانت النتيجة أن أذاب صدام جثمان الرفيق الشهيد فهد في صهريج حامضي وألقى بأفراد الحزب في زنازنه وشرد ما تبقى منهم خارج الوطن. يا رفاق لا تدرسوا التاريخ بل تعلموا منه واستفيدوا من دروسه. ولا تنسوا أنكم أبناء شعب الشابي الذي أنشد قصيدته المشهورة والتي أصبحت نشيدا لكل قوى التحرر في عالمنا المشرقي:
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد للقدر أن يستجيب
إنّ الشعب قد أراد وإنّ القدر قد استجاب فما بقي سوى أن تقوموا بواجبكم التاريخي اتجاه الوطن والشعب الباسل.
فإلى الأمام يا رفاق الحرية، إلى الأمام يا أبناء الجماهير الشعبية، إلى الأمام يا مناهضي الرجعية والإمبريالية، إلى الأمام..إلى الأمام ..إلى الأمام.. وتحياتي النضالية للجماهير التونسية.



#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش طلب القنصل الأمريكي
- تمويل القناة الفضائية
- ضرورة إنشاء قناة تنويرية
- شهداء أم ضحايا؟
- تحليل اشتراكي علمي لأحداث العيون.. والحكم للتاريخ
- من المنتصر حقا؟
- جائزة ابن رشد انتصار للفكر العلمي
- الخطابات الرسمية والمجتمعات السريالية
- هسبريس تلك الكواليس..
- الإصلاح ترميم أم تغيير؟
- فقه رجل امي في فريضة صوم رمضان
- حاتم الطائي
- هل المغرب دولة سيادة القانون؟
- المغرب دولة القانون؟
- الشباب المغامر تنفيذا للتعليمات السامية
- فاتح مايو
- الدين وطموحات الجماهير
- قرغيزيا: ثورة شعبية أم مؤامرة خارجية؟
- الدرة المفقودة
- حوار مع الرفاق السلفيين


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - ماذا حصل في تونس؟