علاء كعيد حسب
شاعر و كاتب صحفي
(Alaa Kaid Hassab)
الحوار المتمدن-العدد: 3247 - 2011 / 1 / 15 - 04:08
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
سقط فرعون قرطاج ، و استردت تونس حريتها بعد سنوات طويلة من القهر و الطغيان ، و كانت الكلمة الأخيرة باسم الشعب . وضع كان قبل اليوم محض مجاز ، و أصبح واقعا معاشا بتضحيات الشهداء و كفاح العامة المهضومة ، ما نحييه نحن الجبناء في أوطاننا التي ما زال يحكمها حفنة من المتسلطين .
و مما لا شك فيه أن خبر فرار زين العابدين بن علي من تونس ، قد أثار في نفوس الملايين عبر الوطن العربي الفرحة و السرور ، و أحيا من جديد فيهم نزعة الحرية و النضال التي حاول الطغاة طمسها بمخططات الجهل و الفقر و التهميش و الكثير من الترهيب و القهر . و نحن في هذه اللحظة الخالدة من تاريخ تونس و التونسيين ، إذ نلوح بأيدينا مهنئين و داعمين لصمودهم و رغبتهم الشعبية ، فإننا نلطف القهر الجاثم للآن على صدورنا . فقد كنا كمواطنين عرب ، من الخليج إلى المحيط ، ننظر لأنفسنا على أننا خراف وديعة ، لكننا تأكدنا اليوم بأن الحاكم ، مهما بدا قاهرا و قويا ، أضعف من أن يجاري حتى الخراف .
و للأمانة ، فإن الشعب التونسي رفع رؤوسنا المطرقة من فرط الذل و الهوان ، و جعلنا نتخطى حاجز الخوف الذي رسم خطوطه الواضحة الإعلام الرسمي و خطابات الحاكم و عمليات مخابراته و أتباعه . و أصبحنا على يقين بأن قدرتنا على التغيير هي ذاتها القدرة التي واجه بها الشارع التونسي ، المنظومة المتعفنة التي أوجدها ابن علي .
صحيح أن الشارع التونسي نجح في إزاحة بن علي من السلطة ، لكنه لم ينتهي في الواقع من رسم ملامح الغد الذي ضحى من أجله بعشرات الشهداء و مئات الجرحى . و ما نخشاه هو استغلال بعض السياسيين و المثقفين للوضع الراهن لالتفاف حول الدستور و إقامة نظام شبيه في المضمون بنظام بن علي . لكننا على العموم ، على ثقة بأن التضحيات لن تضيع سدى ، و أن الشارع يقظ لكل محاولات الركوب على الثورة ، ثورة 14 يناير .
و لكي لا ينام الحكام الباقون دقيقة واحدة ، نذكرهم بأن الشارع العربي قد استعد عافيته و قال بوضوح أنه عدو حاكمه في السر و العلن . و ما وقع في تونس لم يكن دون مغزى أو خارجا عن تطورات التاريخ و ضرورات المرحلة ، بل جاء ثمرة نهضة فكرية تسري الآن في جميع فئات المجتمع بضرورة تغيير الأنظمة ، لأنها لا تمثل إلا الشمولية و التكبر و التبعية الغربية .
عاشت تونس و عاش أهلها ، و مرحا لعودتنا بشرا و مرحا لبداية التغيير ...
#علاء_كعيد_حسب (هاشتاغ)
Alaa_Kaid_Hassab#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟