أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هايل نصر - سيدي بوزيد.. العصابات الملثمة .. والضرب بالرصاص ..














المزيد.....

سيدي بوزيد.. العصابات الملثمة .. والضرب بالرصاص ..


هايل نصر

الحوار المتمدن-العدد: 3245 - 2011 / 1 / 13 - 15:37
المحور: حقوق الانسان
    


لعل سيدي بوزيد ومنطقتها من أكثر المناطق التونسية المعروفة للفرنسيين في الجنوب والجنوب الغربي الفرنسي, وربما مناطق أخرى لا نعرفها. معروفة بمهاجريها الشرعيين وغير الشرعيين, ثلاث عائلات فقط على سبيل المثال يبلغ تعداداها أكثر من ثلاثة آلاف شخص في الجهات الفرنسية المذكورة.
لا يوجد ضابط صف أو ضابط في الشرطة القضائية المسؤولة عن امن الحدود إلا و سمع بسيدي بوزيد ومنطقتها. لا يوجد قاض من قضاة الحريات والحجز لم يمر أمامه مهاجر غير شرعي من سيدي بوزيد, ليس في قضايا القانون العام وإنما في شؤون الأجانب. لا توجد جمعية من جمعيات المجتمع المدني المهتمة بالمهاجرين لم تسمع بسيدي بوزيد. لا يوجد محام, وخاصة من المختصين في قضايا الأجانب لم يترافع في قضايا لمهاجرين من سيدي بوزيد ومنطقتها أمام قاضي الحريات والحجز , في مواجهة ممثلي الولايات الفرنسية الذين يطالبون بتنفيذ قرارات اقتياد هؤلاء خارج الحدود الفرنسية.
ولا يوجد اليوم مواطن في المنطقة العربية من أقصاها لأقصاها, أو حتى في أرجاء المعمورة على رحابها إلا وسمع بسيدي بو زيد ومنطقتها, وبمحمد البوزيدي الذي تأهل تأهيلا علميا عاليا ليصل لمهنة حرة, بائع خضار على عربة متنقلة, هددت الأمن الاقتصادي للبلد فاستحق صاحبها الملاحقة الاقتصادية والمتابعة الأمنية. ولم يجد وسيلة احتجاج, بعد أن سدت في وجهه كل السبل, الا إحراق نفسه للخلاص من حياة لا تطاق, ولإشعال احتجاجات قد لا تبقى محلية. أية مأساة !!. شاب تونسي يحرق نفسه في تونس الخضراء. ويتبعه آخر وآخر أية لطخة عار في جبين الحكام العرب ...
امثال محمد البوزيدي ممن تمكنوا من ركوب البحار (" ملانا البر حتى ضاق عنا وظهر البحر نملؤه سفينا" عمر بن كلثوم) في هجرات غير شرعية كانوا ينكرون في التحقيقات والإجراءات القضائية التي اشرنا إليها بأنهم تونسيون بعد التخلص من أوراق هوياتهم, أو بأنهم يعرفون اللغة الفرنسية. او بأنهم دخلوا المدرسة يوما. حتى لا يبوحوا بحقيقتهم فتعيدهم السلطات الفرنسية لبلادهم. وربما قد مر محمد البوزيدي بهذا الطريق. كان البعض منهم يدعي بأنه فلسطيني أو عراقي حتى لا يتم ترحيله. وكان يعرض نفسه للسجن لمدة شهرين أو أكثر في حالة التكرار, بجنحة إعاقة السلطات الفرنسية المسؤولة عن تنفيذ قرار الترحيل.
ينكر المواطن جنسيته. ينكر هويته. ينكر انه يجيد القراءة والكتابة. ينكر انه يحسن تركيب جملة مفيدة بأية لغة محكية. عله يجد مكانا لا يسأل فيه عن شيء أسئلة مخابرتيه اتهامية. وفيه يجد لقمة عيش كريمة وحياة تحفظ له بعضا من إنسانيته.
في وطنه تنكر السلطات الحاكمة إنسانيته وحقه في العيش الكريم, وحقه في المواطنية. في وطنه لا يمنع عنه حقه في العمل فقط وإنما يهان إن طالب به. إن طالب بتكافؤ الفرص, أو بانتخاب ممثلين حقيقيين له يمكن أن يتحسسوا مشاكله, أن يُسمع صوته للمسؤولين. الم يسمع ويرى العالم الشاب الذي نقلت الفضائيات تصريحه بأنه يحاول منذ 5 أعوام مقابلة والي منطقته ولم يفلح, فما بالنا بمقابلة وزير أو رئيس!!.
احتجاجات آلاف ممن كسروا جدار الخوف ونزلوا للشوارع ليقولوا كفي لم تكن تعن شيئا لمن لا يرى في الشعب إلا مجرد دهماء, وبأنه وصل إلى درجة من الخنوع لم يعد قادر على الخروج منها بعد اضطهاد دام عقودا.
لم يروا في احتجاجات هؤلاء إلا أفعال عصابات ملثمة, ومتآمرين يحركهم الخارج, وعملاء للغرب, وليس لإسرائيل هنا فسيدي بوزيد لا حدود لها مع إسرائيل. مثل هذه العصابات الملثمة تستحق إطلاق الرصاص الحي عليها. وتستحق المطاردات والاعتقال والتأديب في زنازين رجال الأمن, فقد عكرت امن البلاد. الأمن الذي فرضته لعقود السياط والتشريد والتغييب الأبدي في المعتقلات.
بعد أن سالت الدماء غزيرة ولم تعد تتسع السجون, غيّر الخوف موقعه هذه المرة لينتقل للجانب الآخر المستبد, لم تعد الاحتجاجات احتجاجات عصابات ملثمة, فقد يكون بعضها محقا. وعليه اقتضى الأمر والحكمة السياسية كيل الوعود بالإصلاح لحين هدوء العاصفة:
ـ إقالة وزير الداخلية وتعيين وزير سابق محله. يالسعادة المحتجين !!.
ـ استحداث آلاف الوظائف لحملة الشهادات تكون جاهزة وكاملة عام 2012. أين المشكلة إذا؟ صبر ساعة !!.
ـ التحقيق مع بعض المسؤولين في قضايا فساد ورشاوى. فساد وليد الساعة وينتهي بساعة !!.
ـ إقالة بعض المسؤولين عن استعمال العنف المفرط ضد المحتجين, الذين لم يعد ينفع وصفهم بعصابات ملثمة أو عملاء يحركهم الخارج. اسطوانة مشروخة يتردد نشازها من المحيط إلى الخليج !!.
غريب أن تظهر وعود بإصلاحات تستوعب احتياجات المواطنين فجأة. غريب أن يتم التفكير في إقالة بعض الفاسدين المقيمين في مواقعهم منذ عقود طويلة فجأة. غريب ان تطرح بعض مسألة الفساد والرشاوى فجأة. والأغرب من ذلك أن يتم الحديث عن هذا بمنطق العجرفة والتعالي المعتاد, وان يراد تصديق إمكانية تحول الاستبداد عن طبيعته بمجرد الوعود بتعديل نتائج وأساليب القمع المستمرة من عقود وعقود, وبمجرد تلطيف اللهجة.
والأغرب من كل هذا, النفاق السياسي الغربي بدفاعه عن حقوق الإنسان في مثل هذه الحالات بعبارات مهذبة لا تتجاوز في أعلى موجاتها المناشدة بعدم استعمال العنف المفرط. نعم المفرط . ولكن ما هو معيار الإفراط عندهم؟. وما هو المفرط, والأقل إفراطا في مسائل انتهاك حقوق الإنسان؟. وهل الانتهاكات غير المفرطة مقبولة ومبررة؟. الإفراط وعدمه يحدده هنا ماكرو السياسة الغربية ودهاتها على ضوء مصالحهم الصرفة.
وأخيرا, هل ستثبت تونس لشعبها وللشعوب العربية الراكدة من المحيط إلى الخليج بأنها الأولى والأحق بالبرهنة على صحة رائعة شاعرها أبو القاسم الشابي:
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
وبأنها رائعة لا تزال قابلة للتطبيق في كل زمان ومكان؟.
هل ستكون سيدي بوزيد الشرارة المتطايرة إلى كل الجهات, وبداية نهاية الاستبداد في عالم عربي يأبى دخول الحداثة واخذ موقع, ولو خلفي, في قرننا الواحد والعشرين؟.



#هايل_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الحماية الدولية لحقوق الانسان 4
- على أبوب عام جديد
- في الحماية الدولية لحقوق الإنسان 3
- مؤسسة البناء المتمدن
- في الحماية الدولية لحقوق الإنسان 2
- في الحماية الدولية لحقوق الإنسان 1/2
- لا تسمحوا بإطفاء القناديل في شرقنا
- في رسالة المحاماة
- الانتخابات البرازيلية
- سرقات أدبية فنية, و أخرى قسرية
- من الاخطاء الكبرى للقضاء الفرنسي 4
- المساواة. تلك النكرة في دنيا العرب
- الحوار المتمدن فضاء -لجوء للفكر الحر-
- المرأة. تاريخ طويل من اللامساواة
- من الأخطاء الكبرى للقضاء الفرنسي 3
- العلمانية الفرنسية وحرية المعتقد الديني
- في الكرامة الانسانية
- -تنويريون- 2/2
- -تنويريون -
- من تجارب الآخرين في بناء الديمقراطية 3


المزيد.....




- الأونروا: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- الاونروا: الحصول على وجبات طعام أصبح مهمة مستحيلة للعائلات ف ...
- الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
- غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هايل نصر - سيدي بوزيد.. العصابات الملثمة .. والضرب بالرصاص ..