أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - هموم وطن - حادثة سمالوط .. ما الأمر؟! هل جُنِنَّا أم فى طريقنا للجنون .















المزيد.....

هموم وطن - حادثة سمالوط .. ما الأمر؟! هل جُنِنَّا أم فى طريقنا للجنون .


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3245 - 2011 / 1 / 13 - 07:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كنت أنوى أن أخرج من تداعيات مذبحة كنيسة " القديسين " بالأسكندرية بعد أن تناولت فى المقالات الثلاث السابقة أسباب نشوء التطرف والتعصب لينتج أجنة شرعية للإرهاب .. ولكن يبدو أن الأحداث تتوالى لتصرفنى عن بحثى القادم عن -" الأديان كمنتوج ثقافى للترويج وتكريس عصور العبودية " .

جاء حادث سمالوط بصعيد مصر ليفرض نفسه على الأحداث وكإمتداد طبيعى للإرهاب الذى بدأ مسلسله الفعلى لنبدأ معه مرحلة السقوط والتداعى ... مشهد حادثة سمالوط لم يستغرق سوى فصل واحد عند توقف القطار بمحطة مركز سمالوط ليقفز مندوب الشرطة " عامر عاشور حسن " بداخله ويطلق النار على ركاب العربة التاسعة ويفر هاربا ً .. ليقتل مواطنا ً قبطيا ً ويصيب خمسة أقباط آخرين بعضهم فى حالة حرجة .. ثم تلقى الشرطة القبض عليه بعد نحو نصف ساعة قرب المحطة ليخضع للتحقيق , ثم تُعلن وزارة الداخلية فى بيان لها أن مندوب الشرطة " عامر " مختل عقليا ً . !

** دعونا نسأل بعض الأسئلة ونحاول تأملها ..

قبل الولوج للأسئلة نعيد التذكير بأن تبرير الداخلية المصرية لحادث سمالوط بأن مندوب الشرطة الذى مارس هذا الفعل الإرهابى يُعانى من حالة نفسية تعتريه .. ولا نعرف إلى متى سيظل الأمن يردد هذه الأسطوانة الممجوجة المشروخة .. ألم يملوا ؟!! وألم تستهلك بعد ؟!! فقد تعامل الأمن مع قصة الحالة النفسية تلك عدة مرات عديدة مع كل حادث إرهابى يقوم به متطرفون بشكل فردى وغير تابع لأحزاب متطرفة .

إتكاء رجال الأمن على إدعاء الحالة النفسية المرضية التى إنتابت مندوب الشرطة ليُقدم على هذا العمل الإرهابى سيجعلنا ندفن رؤوسنا فى الرمال ونظل كما نحن نتلقى الصفعات فالفاعل معتوه وذو حالة نفسية وليس على المريض أى حرج , ولكن وحدتنا الوطنية متينة وقوية .!
يغرقوننا بذكاء فى مستنقعهم لنسبح بعيدا ً عن الخوض فى جذور الحادث والظروف الموضوعية التى خلقته فيصب المحللون والمتفذلكون تحليلاتهم وإدانتهم وتوجيه اللوم والتقريع للمسئول الذى سمح لشرطى مريض نفسيا ًً أن يخدم فى هذا الجهاز الحساس .. وكيف مر على قيادات الأمن سهوهم من نزع سلاح مندوب الشرطة طالما هو بهذه الحالة النفسية المضطربة لنتوه بعدها فى اللوم والعتاب والتقصير والإهمال ثم يخدروننا بأنه تم حساب المُقصرين بينما يتم نقلهم إلى مناطق للخدمة أكثر تميزا ً نظير مسايرتهم لتبرير قصة الحالة النفسية وتمرير هذا الإدعاء.

ولبيان مدى تهافت قصة الحالات النفسية التى أصبحت أكثر سذاجة قبل ان تكون مهترأة ومستهلكة نسأل :
* لماذا المسلمون فى مصر هم الوحيدون الذين يعتريهم حالات نفسية ليُقدموا على مثل هذه عمليات إرهابية ؟!!!
* لماذا لا يعترى المسيحيون فى مصر الذين يتجاوز عددهم ال12 مليون قبطى حالات نفسية بالرغم مما يعانوه من الإحساس بالغبن والإضطهاد والتهمييش ..ألا يوجد قبطى واحد يعانى من حالة نفسية ؟!!!
* لماذا يكون ضحايا الحالات النفسية هم الأقباط فقط .. فلم تخطئ الحالة النفسية مرة فتصيب مسلمين ؟!!!
* لماذا الحالات النفسية لم تكن واردة طوال أجيال سابقة للمصريين عموما ً لتنتج مثل هكذا إرهاب .. ولماذا لم يُسجل تاريخ الشرطة خصوصا ً أى حالات نفسية سابقة ً.؟!!!

* * خطورة حادث سمالوط .

بداية يَجدر أن نمر على مذبحة الإسكندرية لنضيف نقطة محددة وعامة تشملها كما تشمل تحليل حادث سمالوط .. فنحن لا يعنينا من قام بها سواء أكانت عناصر من تنظيم القاعدة أو الجماعات الإسلامية المصرية أو عملاء للموساد أو حتى حركة حماس الفلسطينية كما إدعى مصدر أمنى ..ولكن كل ما يعنينا الأدوات البشرية التى نفذت الإرهاب والمناخ الذى هيأ الأجواء ليفرز عناصر إرهابية تمارس فعلها بحماس وبدم بارد فى هذه العملية الإرهابية وما سبقها وما سيلحقها .

أرى أن حادث سمالوط أكثر خطورة بمراحل من حادث كنيسة " القديسين " بالرغم أن عدد الضحايا أقل !.. فرغم أن حادث الكنيسة هز مصر وفرض نفسه بقوة على الشارع السياسى والإجتماعى وإحتل الصدارة فى الميديا الإعلامية والعالمية ... إلا أن خطورة حادث سمالوط تكمن فى أننا وصلنا لقمة المنحنى الإرهابى وأننا نسير بسرعة فى طريق اللاعودة مما يُنذر بعواقب وخيمة !!.. فإذا كان حادث الكنيسة وراءه تخطيط وتدبير من قوى داخلية أو خارجية , فما قاموا به ليس أكثر من أدوات تم تطويعها لتنفذ ما يُخطط لها .. ولكن حادث سمالوط يختلف أشد الإختلاف فهنا تأتى الفكرة الإرهابية فى ذهن الفرد فيُخطط ويُدبر ويُنفذها بدون مساعدة من أحد أو تلقى التوجيهات والدعم !!...فيصبح هو صاحب براءة إختراع الإرهاب !!

حدث سمالوط تكمن خطورته فى أن الإرهاب وصل لمنحى حرج فأصبح مبادرة فردية قادرة على الممارسة والفعل .. فيجعل المصرى قنبلة موقوتة تتحرك على أرجل ليُمارس الإرهاب وفقا ً لمزاجه الشخصى وإرادته بدون أن يرتبط بتنظيم فهو المخطط والمدبر والمنفذ الوحيد , لتبشرنا أن حياتنا ستغدو الجحيم بعينه بتمدد عناقيد الإرهاب وعشوائيتها من خلال قدرة أى فرد على ممارسة الفعل الإرهابى وفقا ً لرؤيته الذاتية وقناعاته الشخصية وقراره الفردى .!!!

نحن مقدمون على أيام سوداء طالما ظل المثلث المحتضن للإرهاب فاعلا ً .. فحضور التراث بقوة ووجود مروجين له وحاملى لبخوره مع وجود تواطؤ من النظام وفى ظل حالة إحباط سياسى واقتصادى وعدم وجود بارقة أمل ستجعل ثورة الغضب الجاهل مثل أمين الشرطة " عامر عاشور حسن " يُنفس عن غضبه وعنفه فى أى جهة يقدر أن يوجه لها ضربات ...ولنسأل كم مُحبط ومشوش فى مصر مثل " عامر " ؟!!

** وصفة للعلاج والخروج من النفق المظلم .

هناك علاج فاعل وناجز ويقضى على كل بذور وأجنة الإرهاب وذلك بتأسيس مجتمع مدنى علمانى ديمقراطى يُعلى من قيمة الإنسان والمواطنة .. يجد فيه الإنسان المصرى القدرة على التعبير والأمل فى التغيير فتتبدد كل مظاهر الإحباط واليأس الذى يُعتبر الحاضن الرئيسى لكل مظاهر التطرف وإستدعاء التراث .
ولكن هذا الحل بعيد المنال كون النظام لن يُمارسه فهو غير معنى بالديمقراطية وتبادل السلطة والإيمان بحقوق الإنسان المصرى فى الحرية والحياة الكريمة ...ولكن يبقى حل يُمكن أن تنجزه السلطة وهذا لأمانها الذاتى , فالصورة لم تعد مجرد اللعب بالنار تُمارس لتحافظ على تواجدها فالحريق القادم سيحرق كل أخضر ويابس .

يمكن للنظام أن يسن قوانين المواطنة ويعمقها ويؤصلها فيسود منهج العدالة ويُخرج المتشرنقين من الكنائس والمساجد للحياة .
يستطيع النظام أن يَسن قوانين رادعة ضد كل مثيرى الفتن والكراهية والعنصرية وهو قادر على ذلك إذا أراد .. فالذى يستطيع فرض قانون الطوارئ سئ السمعة طوال عشرات السنين قادرعلى محاصرة كل مروجى الفتن وكل البوم الناعق بالخراب مثل الشيخ وجدى غنيم الذى يُعلن الحرب على الأقباط ويتوعدهم بالفناء علاوة على إدعاءه الخطير بوجود مخازن للأسلحة فى الأديرة والكنائس . !
http://www.youtube.com/watch?v=JxwlKEnkaa8&feature=related
يستطيع النظام مراجعة المناهج التعليمية التى تبث الكراهية .. ويمكنه أيضا ًمراقبة وحصار الدعاة والمتشدقين بالكراهية عبر وسائل الإعلام بتهم الترويج للعنصرية والكراهية .

كل ما أخشاه أن يكون حادثة أمين الشرطة هى البداية وأن تحبل الأيام بالمزيد من هذا الحادث التى تُعبر عن المحبطين فى هذا الوطن والقادرين ان يتحولوا لقنابل موقوتة فحينها لن تنفع إدعاء الحالات النفسية .. كل ما أخشاه أن يكون هناك المئات والألوف من " عامر عاشور حسن " .

كل ما أخشاه ...كل ما أخشاه ..كل ما أخشاه أن يظهر القبطى على السطح ويتحول هو أيضا ً إلى قنبلة موقوتة تنفجر فى أخيه المسلم كما فعل مندوب الشرطة ..حينها سيكون الخراب والدمار هو حصادنا وسيلف مصر ليحرق كل الأيادى ولن تكون حينئذ حالات نفسية تعترينا بل سنتحلى بالجنون نفسه .

دمتم بخير ...



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن تمر مذبحة الأسكندرية بدون إدانة ( 2 ) - محاكمة النظام وال ...
- لن تمر مذبحة الإسكندرية بدون إدانة ( 1 )- محاكمة الأخوان الم ...
- هموم وطن - مذبحة الأسكندرية والرؤوس الطائرة والرؤوس المدفونة ...
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 21 ) - لا يا رسول الله .
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 20 ) - سادية وعنصرية إله أم قس ...
- حكمت المحكمة ( 2 ) - لا تدعوهم يحكموننا .
- حكمت المحكمة ( 1 )
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 19 ) - الأديان كمظلة حاضنة لكل ...
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 18 ) - كيف تكون كاذبا ً منافقا ...
- هموم مصرية ( 1 ) قراءة فى ملف الأقباط .. إلى أين تذهب مصر ؟!
- خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم ( 5 ) - نحن نخلق آلهتنا و ...
- خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم ( 4 ) - الله محدود أم غير ...
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 17 ) - الإرهابيون لماذا هم هكذ ...
- خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم ( 3 ) - من يُطلق الرصاص ؟ ...
- تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 10 ) - صور متفرقة .
- خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم ( 2 ) - إختار الإجابة الص ...
- خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم ( 1 ) - العالم ديّ بتستهب ...
- نحن نخلق آلهتنا ( 10 ) - الله جعلناه لصا ً .
- * الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 16 ) - تعلم كيف تكره فهو أوث ...
- لماذا يؤمنون ..وكيف يعتقدون ( 10 ) - إبحث عن الذكر .


المزيد.....




- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - هموم وطن - حادثة سمالوط .. ما الأمر؟! هل جُنِنَّا أم فى طريقنا للجنون .