أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - مصطفى محمد غريب - أدوات وآليات الهجوم على القوى العلمية والديمقراطية















المزيد.....

أدوات وآليات الهجوم على القوى العلمية والديمقراطية


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 3243 - 2011 / 1 / 11 - 10:17
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


لا تبدو فكرة احترام الرأي والاعتراف الضمني بأن الاختلاف حالة صحية لتبيان الحقائق أو الوصول لبعضها مستساغة لدى الذين يبتغون السيطرة وفرض أفكارهم ومعتقداتهم بالقوة أو بالاتجاه نحو استغلال الدين ومحاربة المختلفين معهم بالترويج للإباحية والتكفير والإلحاد والميوعة والتجاوز على الشريعة الإسلامية التي يتفننون في إصدار فتاوى أو تحذيرات وتوجيهات وخطابات من منطلق الهجوم خير وسيلة للدفاع، فقد بدأ مسلسل الهجوم أول خطواته بعد شهور من سقوط النظام والاحتلال معتبراً أن العلمانية والتوجه الليبرالي يشكلان اكبر خطر على توجهات القوى السياسية الدينية ومشروعها لقيام الدولة الدينية وبدون إثارة الغبار بدءوا في تنفيذ مخططاتهم تحت واجهة الدين الإسلامي مصاحباً تحرك طائفي لكنه في نهاية الأمر يلتقي في نقطة محاربة القوى العلمانية والديمقراطية كي يجهض مشروع بناء الدولة المدنية ولهذا تابعنا تحركات القوى التكفيرية والميليشيات المسلحة في أول تجاوزاتها بمنع محلات التسجيلات الغنائية وغلق محلات الحلاقين ومنعهم من مزاولة مهنتهم عن طريق التهديد والاغتيال ثم بدء الهجوم على دور السينما ومحاولات تفجير البعض منها وتزامن هذا التحرك على ملاحقة النساء وخاصة الغير محجبات والتحرش بهن بالإساءة الكلامية وغير الكلامية وممارسة العنف ضدهن وتهديدهن بلبس الحجاب وفعلاً فقد سربت البعض من وسائل الإعلام حالات اغتيالات عديدة حدثت ضد البعض منهن تحت تهمة باطلة هي البغاء، كما كان الهجوم على دور الغجر في الكمالية وغيرها وطردهم منها والاستيلاء عليها مما أدى إلى هروب العشرات منهم إلى سوريا ودول الخليج .
وقد أوغلت الميليشيات المسلحة في المناطق الفقيرة والشعبية في سياسة اضطهاد كل من لا يدفع لها بحجة حمايتهم وتحت مسميات الدعوة للطائفية بشكل علني ومستتر، كما قامت القوى التكفيرية في البعض من المناطق التي تهيمن عليها بتطبيق الجلد والتشهير والإعدام بحجة مخالفة تعاليم الشريعة الإسلامية ولم تقتصر هذه التوجهات على هذه الممارسات وغيرها بل وصل الأمر إلى تطوير عمليات الاغتيال ومحاربة القوى المخالفة لرأيهم والتي تطالب بتطبيق القانون والوقوف ضد الأعمال الإجرامية والتجاوزات على حقوق الموطنين، وواصلت هذه القوى في تشكيل محاكم خاصة بكل مجموعة وإنشاء سجون سرية للتعذيب والإعدام ورمي الجثث في الطرقات والأماكن العامة وحتى في المزابل لترويع المواطنين وإخضاعهم بالإرهاب والاضطهاد، وقد فاقت جرائمهم في التفجيرات والاغتيالات بكاتم الصوت المستمرة لحد هذه اللحظة جرائم النظام السابق، كل ذلك وغيره تزامن مع دعوات غريبة عن تقاليد ورؤى المواطنون حول زيارات المدن المقدسة والمناسبات الدينية الأخرى التي استغلت في ترويج أفكار التطرف وحشد المواطنين فكرياً لتنفيذ ما يربون إليه من تضييق على الحريات العامة والشخصية وتفريغ محتوى الديمقراطية والدعوة لبناء دولة القانون.
إلا أن الأمور بدأت تتطور وتأخذ شكلاً آخر بعد الانحسار التي شهدته الساحة العراقية في مجال نشاط هذه المنظمات والميليشيات حيث بدأ البعض من المسؤولين في مجالس المحافظات والوزراء السابقين يلوحون بتطبيق بعض ما يرونه هم من أحكام الشريعة وأسلمة المجتمع العراقي ،المعروف أن هناك ديانات أخرى غير الدين الإسلامي ولقد استمر مسلسل الهجوم على المسيحيين ودور عبادتهم لإفراغ المدن منهم ونحن على يقين أن هذا التوجه هو جزء من هدف أوسع لتشكيل الدولة الدينية على غرار ما جرى ويجري في إيران
وباشر البعض في الإعلان عن ضرورة أن يلازم النساء في مجلس المحافظة مَحرم مما خلق العديد من التكهنات عن الأسباب الكامنة خلف هذا التوجه وطرح سؤال بقلق مشروع من قبل أكثرية أبناء الشعب والقوى الوطنية والديمقراطية.
ـــ هل سيصدر قرار أو قانون بأن يكون مَحرم يلازم كل موظفة وعاملة في الدولة أو غير الدولة ؟ وبدأت حملات وتوجيهات حول عزل الطلاب عن الطالبات في بعض المدارس وإجراءات غلق النوادي الاجتماعية وتصريحات حول إلغاء قسم التمثيل والمسرح والموسيقى في معهد الفنون الجميلة وتبع هذا الرهط البعض من رجال الدين ليضعوا أحكامهم الشخصية مطالبين الرعية بالتطبيق وكأنهم قطعان من الأغنام يساقون للذبح دون اعتراض، وراحت الخطب من على منابر المساجد والجوامع تهاجم المثقفين والصحف المعترضة على بعض التصريحات والتجاوزات على حريات الفرد والتدخل في شؤونه الخاصة والعامة وصاحبت هذه الدعاوى فتاوى حربية ضد أكثرية المثقفين والفنانين والعلماء ووسائل الإعلام الذين طالبوا بعدم تقييد الحريات ومزج القضايا الدينية بالسياسة.

ما أشبه اليوم بالبارحة ولكن!

لم تكن الفترة التي تسلط فيها النظام السابق إلا فترة ظلامية أدت إلى تشويه في الوعي الاجتماعي نتيجة الحملة الإيمانية المفبركة الذي رأى النظام فيها دق إسفين بين مكونات الشعب وبعبارة أوسع اخذ زمام المبادرة من بعض أحزاب الإسلام السياسي ومحاولة للتسابق السياسي مع إيران وتوجهاتها لتصدير الثورة الإسلامية على الطريقة الإيرانية لدول الجوار لكن ذلك لم ينطل على أكثرية الشعب العراقي فقد فهم اللعبة وأهداف النظام وما يبتغي من خلف الحملة الإيمانية، ذاك التوجه أعيد على النمط نفسه ولكن بأسلوب يختلف في المنطق والأداء وهو توجه يحمل بين طياته مخاطر أوسع من مخاطر الحملة الإيمانية الصدامية لأنه يحاول أن يربط ما بين التوجه الطائفي ومزجه بالشريعة الإسلامية التي تستغل وتفسر حسب المصالح الهادفة إلى تعبيد الطريق لقيام حكم لأسلمة المجتمع باستغلال الهامش الديمقراطي الموجود ولم يقتصر هذا التوجه على طرف تكفيري واحد بل على التكفيريين من الطرفين وللمثال فان تصريحات المشهداني الذي هاجم الباب الثاني من الدستور بالقول " إن الحريات المدنية هي انفلات أخلاقي وانتشار للخمارات والملاهي وتنشئة جيل دايح ( يعني بها المتسكع) ثم يعقب، أما فقراته التي تشير إلى الديمقراطية فهو يعتبرها تخريب للمجتمع العراقي وتدل هذه التوجهات والتي التقت مع الجانب الآخر الذي يطالب " بوضع حد لثقافة الاختلاط بالجامعات" .
إذن هم يعتبرون التوجه لبناء الدولة المدنية عبارة عن انفلات أخلاقي وعليه يجب فرض الدولة الدينية بمختلف الأساليب بما فيها استغلال الديمقراطية وهذا التوجه يكشف الوجه الدكتاتوري المتربص بالبلاد لكي يتم استلام السلطة وانتهاج سياسة إرهابية لا تؤمن بالديمقراطية ولا بانتقال السلطة سلمياً فما أشبه اليوم بسياسة الحزب النازي في الثلاثينات من القرن الماضي عندما استغل الديمقراطية البرجوازية في ألمانيا للحصول على السلطة وبالتالي انتهاج سياسته الدموية وشنه الحرب الثانية المعروفة بنتائجها المأساوية ،فهل يعني المشهداني أو غيره أنهم يتحينون الفرصة تلو الفرصة باستغلال الهامش الديمقراطي كي يقفزوا على السلطة بحجة الديمقراطية ثم ينقلبوا لفرض شكل الدولة التي يعملون من اجلها لتكون أداة طيعة في تطبيع نهجهم وسياستهم على الشعب قسراً وإذا اقتضى الأمر بالقوة والعنف؟
إن التمني شيء وواقع الأمور شيء آخر ومهما قيل باتجاه الإساءة للأفكار العلمية والديمقراطية ومحاولات التشويه فإن هذه القوى ليس بالسهل تجاوزها أو الاستخفاف بها لأنها تمتلك رصيداً وطنياً وكفاحياً وثقافياً وشعبياً يتنامى يوم بعد يوم ولن يقبل بإعادة البلاد إلى القرون الوسطى بينما هناك بلدان تتقدم وتتطور وتحاول أن تكون بجانب الحق المدني والنهج الديمقراطي السليم وهذا لا يعني الإساءة للدين الإسلامي أو أي دين آخر لأن حرية المعتقد والانتماء مصونة بالدستور والقوانين وليس من السهل التجاوز عليهما أما فرض الاملاءات على الناس بالدهاء والوعود الكاذبة والقوة والعنف وإلغاء حق كل مُكوّن فيما يعتقد أو يؤمن به ما دام يحترم الدستور ويعمل من اجل مصلحة الوطن، فمن يفكر بأنه يستطيع أن يفرض مفاهيمه على الآخرين عليه أن يفكر مليون مرة بردة الفعل التي ستوقفه أجلاً أم عاجلاً عند حدوده وتجعله يتندم اشد الندم لأنه لم يستفد من التاريخ والماضي ومن تجربة كانت بمثابة فترة متخلفة بحكم مقولة حزب الأمة العظيم والقائد الأوحد والأعظم أرجعت البلاد عشرات السنين إلى الوراء وجعلتها تعيش واقع التخلف المدمر بدلاً من بنائها وتطويرها وتحقيق رفاهية شعبها من الثروات الهائلة التي تمتلكها، وبدلاً من خلق المشاكل وإعاقة التطور الطبيعي بأحكام اقل ما فيها خلق صراعات ثانوية تعيق البناء عليها العمل من اجل الوحدة الوطنية التي تساهم في عملية البناء وإنهاء فترة الاحتلال وبناء الدولة على أسس قانونية وديمقراطية لكي تكون سوراً متراصاً أمام أية محاولة ترمي لعودة الفردية والدكتاتورية التي تهين شعبها وتدفع بلدانها للدمار والويلات والضياع، وتجربة بلدنا خير مثال لمن يفكر بضمير واعي.
مرة تلو مرة نقول على شعبنا وجميع القوى الوطنية والديمقراطية أن يعوا المرحلة الراهنة التي هي منعطف مهم في تاريخ العراق ويدركوا المخططات الرامية لتفكيك وحدته وإعادته إلى الدكتاتورية المقيتة وما لحق من تجربة (35) عاماً من مآسي وجراح وضياع ودمار أصاب جميع المرافق ودفع فيها الشعب ثمناً باهضاً من حريته ومعيشته وضحايا الحروب والاضطهاد وخراب البيوت، وليعوا جيداً أن الهجوم المتواصل من قبل القوى التي لا تريد خيراً وهي بالتأكد تغص حناجرها وقلوبها كلما أحست أن الأمان والسلام والتقدم لبناء الدولة المدنية الحديثة يسير إلى أمام، هذا الهجوم المتخلف سيستمر ويتطور ويحتاج إلى الوحدة والعمل المتواصل لإيقافه .



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حق تقرير المصير والكيل بمكيالين
- العام الجديد وعار موشيه كاتساف
- خطوات على طريق مشروع الدولة الدينية
- الحكومة العراقية وحكام طهران وسكان أشرف
- الشيخ القرضاوي والصحوة الإسلامية في الحجاب
- أعياد الميلاد وسلبية الإلغاء
- الحكومة العراقية الجديدة والمهمة الأمنية الأولى
- مستقبل بناء الدولة المدنية التعددية الديمقراطية
- حملة مسعورة ضد الحزب الشيوعي بقصد تشويه الحقيقة
- ثقافة الاضطهاد وحجب الحريات الشخصية والعامة
- الحكومة الجديدة ومهمات المرحلة الراهنة
- الصفقة السياسية نسخة طبق الأصل من الأولى ولكن!..
- علامات ضوئية لامرأتين
- إذا لم تستطع الحكومة حماية نفسها فكيف لها حماية المواطنين!
- الاغتيالات المنسية للمثقفين الوطنيين والديمقراطيين
- لن تكون الطاولة المستديرة الحل الشافي
- أهداف سياسية لإفشال الإحصاء السكاني الوطني في العراق
- الأصدقاء الغائبون
- خرق الدستور يدل على عدم احترام إرادة الشعب
- إعادة الانتخابات ضرورة ملحة بعد تعديل قانونها؟


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - مصطفى محمد غريب - أدوات وآليات الهجوم على القوى العلمية والديمقراطية