أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - بهاء كاظم - لماذا نرفض الحرب والدكتاتورية ؟ ( 2 )















المزيد.....


لماذا نرفض الحرب والدكتاتورية ؟ ( 2 )


بهاء كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 211 - 2002 / 8 / 6 - 00:56
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لماذا نرفض الحرب والدكتاتورية ؟ ( 2 )

                                                

      ينتقد البعض رفض الحزب الشيوعي العراقي لخيار الحرب والتدخل الأجنبي لإسقاط النظام الصدامي الدموي المقيت، معتبراً إياه  "خدمة" لمصلحة النظام، متجاهلاً دافع الحزب الحقيقي وهاجسه الأكبر، ألا وهو حرصه على شعبنا العراقي من أن تطوله المزيد من الكوارث والماَسي، دون تخلي الحزب لحظة واحدة عن مهمته النبيلة، شأنه شأن كل وطني عراقي مخلص، وكل طرف عراقي معارض حريص على حاضر ومستقبل شعبه، لإسقاط نظام القتلة، والخلاص من حكمهم القمعي الفاسد، بأسرع ما يكون، لتحقيق أمنية شعبنا العراقي المظلوم، التي ينتظرها على أحر من الجمر، ليعيش كالشعوب الأخرى بحرية وديمقراطية وسلام، وبأمن وإستقرار.

 

   ويبدو إن البعض المذكور غير مدرك الى أن الحرب، وخصوصا التي تلوح بها الولايات المتحدة،  ليست نزهة، ولا هي لعبة بريئة، وإنما هي فعل مكروه،  في كل الأحوال،لأن الحرب رديف للموت والدمار والخراب، وهذه المرة سيكون الموت والدمار والخراب فضيعاً للغاية، لكون الحرب القادمة ضد العراق ستتصف، من جديد، بعدم تكافؤ القدرات والإمكانيات، حيث تعتزم القوات الأميركية  الانطلاق- بحسب التقارير التي نشرت- من محاور عربية عدة، ومن تركيا، للدخول الى الأراضي العراقية، مسبوقة بقصف واسع، ومن عدة جهات أيضاً، بينما الطاغية لا يهمه العراق وشعبه، بل كل ما يهمه هو مصلحته وحاشيته، وهو على استعداد للتضحية بكل الشعب العراقي من أجل بقائه في السلطة، ولا أدل على رعونته وتهوره واستهتاره  من توعده، قبل أيام:" بالقضاء على الوجود الأمريكي في المنطقة في حال تعرضه لهجوم أمريكي"، بدلاً من التفكير الجدي بالمخاطر الرهيبة التي تنتظر العراق وشعبه في الحرب الجديدة.

 

    ينبغي أن يعلم أنصار الحرب ضد العراق بأن النظام الدكتاتوري الحاكم مهما امتلك  من أسلحة ومعدات حربية، ومهما كانت متطورة وفتاكة، فأن الولايات المتحدة وحدها تمتلك منها أضعافاً، وهي المعروفة بتفوقها العسكري عالمياً في المجالات الهجومية والدفاعية، فهي تمتلك أحدث أنواع الأسلحة وأجددها وأكثرها تدميراً وفتكاً، وقد جربت  أنواعاً منها، وطورتها، وأثبتت فاعليتها في الحرب ضد يوغسلافيا، و في حربها ضد أفغانستان، ومنها: صواريخ " كروز" و " توماهوك " بعيدة المدى، و" باتريوت" والصواريخ الإلكترومغناطيسية E.BOMBEN‏، والقاذفت العملاقة " بي52" و "بي1" و "أي سي130"،التي تدعى  "التنين السحري"،والقنابل الحديثة ذات القدرات التدميرية الهائلة، مثل: قذائف الأبخرة الحارقة، و قنابل GBU28 ذات القدرة الكبيرة على اختراق التحصينات بعمق 30 متراً تحت الأرض، وتزن 5،32 طناً، والقنابل العنقودية، بأنواعها المختلفة، مثل CBU87/B وتزن الواحدة 430 كيلوغراماً وتحمل 202 قنبلة صغيرة من نوع LU97/B202 و BLU97/B تتفتت الى 300 شظية قاتلة، والقنابل الذكية ذات التوجيه الذاتي والمزودة بأجهزة إرشاد تلفزيوني أو أجهزة تعمل بالأشعة دون الحمراء، وقنابل BLU82 ، التي تسمى " الأقحوان القاتلة" أو " كريزي كنتر" وهي قنابل ثقيلة جداً وتزن نحو 15 ألف رطل، تقذفها،عادة، طائرات من طراز  "سي ـ130 هيركيوليس" لتنفجر وسط كرة هائلة من النيران التي تحرق كل شيء في دائرة قطرها 600 ياردة.. وعدا هذا فأن التقارير العسكرية تؤكد بأن البنتاغون سيستخدم ضد العراق أسلحة جديدة ذات قدرة تدميرية أكبر من المعروفة حالياً، وتنتج مصانعه حالياً الكمية اللازمة من الصواريخ والقنابل، وبضمنها قنابل نووية نيتروجينية صغيرة الحجم. وقد لمح  تقرير سري للبنتاغون، كشفت عنه صحيفة " لوس أنجليس تايمس" في 8/3/2002، يقول بأن البيت الأبيض طلب من البنتاغون وضع خطط عاجلة للجوء محتمل الى استخدام السلاح النووي ضد الصين وروسيا والعراق وكوريا الشمالية وايران وليبيا وسوريا.

 

    والخطط العسكرية والإستراتيجية بشأن العراق تلمح الى نحو 4000 موقعاً، في أنحاء العراق، سيتم قصفها وتدميرها.. فأين ستسقط الصواريخ والقنابل الأمريكية ؟ أليس على رؤوس أبناء وبنات شعبنا، وستدمر ما تيقى من البنية التحتية ؟! وهل ستفرق الإنفجارات والصواريخ والقنابل وشضاياها وغازاتها وإشعاعاتها القاتلة بين عسكري ومدني، أو بين فرد من العصابة الحاكمة وأزلامها وبين مواطن من ضحايا النظام الدكتاتوري المجرم ؟!

 

   علماً بان دونالد رامسفيلد- وزير الدفاع الأمريكى، تحدث، في 29/7، في تصريحات أدلى بها في مؤتمر صحفي في مقر قيادة القوات الامريكية المشتركة بسافولك بولاية فرجينيا،عن" مواقع عسكرية عراقية كيماوية تتحرك على قاطرات ضمن أنفاق محفورة، مدفونة على عمق كبير، ويصعب تدميرها باستخدام السلاح الجوى فقط"، مشيراً الى " الحاجة الى فئات وأنواع جديدة من الاسلحة والمعدات المتطورة التي تلائم متطلبات المرحلة الحالية وظروفها. وفي المقدمة تبرز الحاجة الي المزيد من الذخائر الموجهة بدقة، والذخـائر التدميرية القادرة علي اختراق المواقع والتحصينات الارضية كالكهوف والملاجئ والدشم المصفّحة والطائرات الموجهة عن بعد من دون طيار، والقادرة علي تنفيذ مهمات الرصد والمراقبة والاستطلاع والقصف والهجوم الارضي علي مختلف المستويات والارتفاعات وفي جميع الاحوال والظروف الجوية، من دون تعريض حياة الطيـاريـن والملاحين للخطر، كما هي الحال بالنسبة الي الطائرات التقليدية". وكانت "واشنطن بوست" أشارت، في 13/3/2002، الى دراسة اعدها السلاح الطبي التابع للجيش الاميركي، تؤكد بان حوالي 2.4 مليون شخص يمكن ان يموتوا او يصابوا بجروح في حالة حدوث هجوم ارهابي على احد مصانع المواد الكيماوية الموجودة في منطقة مزدحمة بالسكان. وتقول هذه الوثيقة الطبية المخصصة لتقييم المخاطر المحتملة التي اكتملت بعد شهر من هجمات 11 ايلول، ان الاصابات التي يمكن ان تنتج عن هجمات على مصانع المواد الكيماوية السامة، ستكون ضعف اكثر التقديرات الحكومية تشاؤماً..

 

    ثم هل ثمة عاقل يصدق بأن أمريكا ستخوض الحرب القادمة ضد العراق لسواد عيون الشعب العراقي، وهي التي سيتعين عليها تحمل الجزء الأكبر من تكلفة الهجوم المقدرة بـ 80 مليار دولا، كحد أدنى، وعبء أى صدمة فى اسعار البترول أو أى خلل فى الأسواق الأخرى - بحسب " نيويورك تايمز"، في 30/7، بالإستناد الى  دبلوماسيين وخبراء في الإقتصاد..؟!

 

   إننا لا نثق، شأننا شأن الغالبية الساحقة من أحزاب وقوى شعبنا، بالحرب الأمريكية، وبصقور أمريكا، وبالأدارة الأمريكية، التي تشترك مع النظام الدكتاتوري، مشاركة فعلية، في عملية تحطيم شعبنا وإذلاله لا غير. ولا يمكن للمرء أن ينسى الأحداث التأريخية المأساوية والدور الأمريكي فيها، ومنها- على سبيل المثال لا الحصر- مجيء زمرة الإنقلاب الدموي الفاشي في 8 شباط 1963  بقطار أمريكي- بحسب إعتراف قادة الإنقلاب، وقتل عشرات الآلاف من خيرة أبناء وبنات شعبنا على يد قطعان " الحرس القومي" العفلقية، بالإستناد الى قوائم قدمتها لهم المخابرات الأمريكية، ولا الدور المعروف للإدارة الأمريكية في سحق إنتفاضة شعبنا المجيدة في اَذار/ مارس 1991.

 

   وإذا نسي أحد أو تناسى تلك الأحداث، فهل ينسي ما فعله، ويفعله، الحصار الإقتصادي الأمريكي الظالم المفروض على شعبنا، الذي قتل لحد الآن أكثر من مليون ونصف المليون عراقياً جوعاً وتحت وطأة الأمراض والألام، بحيث لم تسلم ولا عائلة واحدة من اَثاره ، بينما بقي المجرم - صدام حسين ونظامه القمعي، المسؤول الأول والأخير عن غزو الكويت وإشعال نار حرب الخليج الثانية- جاثماً على صدر شعبنا، لا بل وأصبح، في ظل الحصار، أقوى وأكثر عدوانية وإجراماً.. وكيف له أن ينسى أبشع جرائم الحرب الدولية في القرن العشرين، التي إقترفتها القوات الأمريكية بحق شعبنا، ألا وهي إستخدام سلاح اليورانيوم المنضب، وتجريبه لأول مرة في ميادين القتيل  "الحية"، وتحويل شعبنا الى حقل تجارب، فهلكت أمراض السرطان، التي سببها، أكثر من 600 ألف عراقياً، معظمهم من الأطفال- براعم حاضر ومستقبل العراق ؟!!

ويذكر أن العديد من المحللين والخبراء الستراتيجيين يعتقدون بأن الحرب ا|لأمريكية، التي يتم التخطيط لها، لا تستهدف النظام القائم في بغداد ورموزه، بقدر ما تستهدف قدرات العراق وسيادته وامكاناته البشرية والمادية. كما وإن نتائجها سوف لن تتوقف على العراق، وإنما هي- كما تشير التقارير والتصريحات- مقدمة لمشروع  تغيير جذري في الموازين الإستراتيجية في المنطقة، لرسم الخريطة السياسية حسب الاستراتيجية الأميركية، بفرض توازنات جديدة  تخدم المصالح الأمبريالية الأمريكية. وبالتالي ستكون نتائج الحرب كارثية على شعوب المنطقة. من هذا المنطلق إعتبر الرئيس الإيراني محمد خاتمي، في 29/7، بحق ان أي تدخل عسكري في العراق سيؤثر بشكل مدمر على الاوضاع في المنطقة برمتها.

   والغشيم من يصدق الفرضيات الأمريكية، الزاعمة بإن الحرب المزمع شنها لن تكون إلا " في صالح " الشعب العراقي والشعوب العربية، وأنها" تستطيع" أن تعتمد عليها لـ"تتخلص" من طاغية يهدد أمن شعبه وأمن المنطقة التي تفتقر بسببه للاستقرار.. فهي ليست سوى فرضيات مخاتلة، كاذبة، ومغرضة !

 

   وليس من الحصافة السياسية تصديق الفرضيات الأمريكية، الزاعمة بإن الحرب المزمع شنها لن تكون إلا " في صالح " الشعب العراقي والشعوب العربية، وأنها" تستطيع" أن تعتمد عليها لـ"تتخلص" من طاغية يهدد أمن شعبه وأمن المنطقة التي تفتقر بسببه للاستقرار.. فهي ليست سوى فرضيات مخاتلة، كاذبة، ومغرضة !ا

                                                                                                        4 / 8 / 2002



#بهاء_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نرفض الحرب والدكتاتورية؟
- لمصلحة من هذه الافتراءات على الحزب الشيوعي العراقي ؟!


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - بهاء كاظم - لماذا نرفض الحرب والدكتاتورية ؟ ( 2 )