|
لن تمر مذبحة الأسكندرية بدون إدانة ( 2 ) - محاكمة النظام والمصالح .
سامى لبيب
الحوار المتمدن-العدد: 3242 - 2011 / 1 / 10 - 11:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تناولت فى المقالين السابقين محاولة لمعالجة أسباب نشوء التطرف والتعصب والإرهاب وعزيت تصاعدهم بتصاعد إستحضار التراث وحاملى بخوره من الأخوان المسلمين وكل الجماعات التى إنبثقت منه لتسمم العقل والروح المصرية بالكراهية والتعصب والنبذ مما أنتج بالضرورة أجنة الإرهاب .
المثلث لا يكتمل أضلاعه إلا بإضافة الضلع الثالث ألا وهو النظام المحتضن لجنين التطرف ليوفر له بيئة حاضنة توفر الدعم والمدد لقوى التطرف لتأتى فعلها خراب ودمار ونهش فى جسد الأمة . السلطة ليست كالتراث وحاملى البخور فى وضوح الرؤية والموقف فهى لا تقدم أجندتها كراعى رسمى للإرهاب .. ولا هى معنية أن تكون داعمة ومعضدة ومنحازة لقوى التطرف والإرهاب بل بالعكس فهى تتصادم معه أحيانا ً عندما يكون جنوحه شديدا ً يُسبب لها الحرج داخليا ً ودوليا ً علاوة على أن التيار الدينى هو المنافس الحقيقى لها على السلطة فى ظل هوان الأحزاب والحياة السياسية . النظام قد يوفر لها الدعم بطريقة غير مباشرة حينا ً ومباشرة فى حين آخر ..هو قد يتواطئ ويتخاذل فى أحيان كثيرة وتراه ذات أيادى مرتخية فى أحيان أخرى ولكن يظل مستفيدا ً فى كل الأحوال .! النظام أيضا ً ليس فى موقع عدائى مع الأقباط فمن السخافة القول بهذا ولكن يمكن القول بأن مصالحه وتوازاناته السياسية هى الأساس فى المعادلة ..فهو يحتضن التطرف ليس إيمانا ً به كفكر ولا متبنيا ً له كتوجهات ولكن إحتضانه يجئ فى تكتيكاته ومجمل سياساته ونتاج ممارساته .
* الموقف الداعم والمتواطئ والمستهتر . للتفصيل سنبدأ بالموقف المتواطئ والمباشر الذى مارسه النظام فى مصر وأصبح معلوما ً ومعلنا ً لكل متابع للشأن السياسى .. ففى بدايات السبعينات من القرن المنصرم قام السادات بالأفراج عن أعضاء الإخوان المسلمين من السجون ليمنحهم حرية الحركة مرة أخرى فى ظل صفقة سياسية دارت بينه وبين المرشد عمر التلمسانى بسماحه لهم بالتواجد والإنتشار وإستعادة مواقع مقابل تحجيم اليسار المصرى وتصفيته .. السادات فى صراعه على السلطة مع التيار الناصرى لم يجد ما يتكأ عليه من قوى سياسية تسانده فتنظيم الإتحاد الإشتراكى كان أغلبه مع الحرس القديم وفلوله .. والتيار اليسارى عموما ً له تأثير قوى فى الشارع المصرى ومتصادم مع أجندة السادات السياسية التى ظهرت ملامحها فى رغبته بتصعيد البرجوازية الطفيلية ومخططاته للجنوح نحو المشروع الأمريكى .. فكان من الضرورى خلق جبهة أخرى تعمل على تحجيم اليسار ومحاصرته فكان الإخوان هم المرشحون بقوة بحكم عدائهم الرئيسى للتجربة الناصرية خاصة ولليسار عموما ًً ..ثم يزيد الفضاء المتاح للأخوان والأحزاب الدينية الأخرى بعد إنتفاضة 18 و19 يناير فحينها أدرك السادات الخطورة الحقيقية لليسار بكل فصائله وقدرته على تقويض النظام وإسقاطه بالرغم من ملامح الضعف التى بدأت تعتريه لذا بدا أهمية تصعيد التيار الدينى أكثر. التيار الدينى بكل أطيافه من إخوان وجهاد وجماعة إسلامية لم تأتى لتحجيم اليسار المصرى ولتكف يدها وترحل بل كان لديها الشهوة فى الحكم ومعها أجندتها الخاصة بتطبيق الإسلام , ولكن كل ما تملكه هو تراثها القديم الذى إستدعته للحضور بدون ان تضيف شيئا ً أو تُعصرنه فبقى بكل مفرادته يمارس العزل والنبذ .. فكما بدأ مع اليسار والمجتمع العلمانى إنتهى به الحال إلى الأقباط ليثير العداوة والكراهية حولهم ولتبدأ مصر رحلة ردة حضارية وقومية.. ونبدأ فى مسلسل أسود من الطائفية والكراهية والإرهاب . أعتقد أن نظام السادات كان يُدرك أن التيار الاسلامى لن يقوى على المنافسة بحكم تجمده عند مفردات قديمة وعدم قدرته على العصرنة علاوة أنه ليس لديه برنامج حقيقى مثل اليسار الذى يجد هوى وسط الجماهير لذا قامر فى التحالف والدعم للإسلاميين وإستعد لدفع الفاتورة مقابل هذه الصفقة والتى تمثلت فى تصاعد النعرة والفتنة الطائفية فكل ما يعنيه هو إنفراده بالسلطة وتنفيذ أجندة ضخمة أراد تمريرها مابين مشروع للتسوية مع الكيان الصهيونى إلى خدمة المصالح الأمريكية إلى تعضيد طبقتة الرأسمالية الطفيلية الوليدة . هذا نموذج واضح وجلى بأن النظام السياسى هو من سمح لبذور التطرف والإرهاب أن تنمو وتزدهر لتأتى فعلها ..هذا هو الضلع الثالث فى المثلث عندما يكون واعيا ً ومخططا ً وحاضنا ً ... وهكذا تم تقديم الأقباط على مذبح المصالح السياسية بدم بارد .
* النظام عندما يكون متخاذلا ً باحثا ً عن التوازن . يأتى نظام مبارك فى ظروف صعبة وسط تصاعد قوة التيارات الإسلامية والتى بلغت مداها بلدغها لمن إحتضنها..بالفعل كان ميراث مبارك ثقيلا ً ليحاول فى ظل هذه المرحلة الدقيقة أن لا يُصعد الصراع مع قوة بدأت تجد لها تأثير فى الشارع المصرى وبدا لها أنياب ومخالب فترك الباب مواربا ً أمام هذه القوى أن تتحرك فى الشارع لتجند المزيد ولترتفع مستويات الممارسات الطائفية ضد الأقباط كذبيحة مقدمة دوما ً على موائد التطرف والإرهاب . لم يحاول النظام المصرى أن يعالج قضية الوطن بتجفيف منابع التطرف والإرهاب وترسيخ مبدأ المواطنة والحقوق المتساوية وإدماج الأقباط فى الوطن بنيلهم لحقوقهم الأصيلة والمتساوية حتى لا يُقلب عليه القوى والتيارات الدينية .. لذا بقى الوضع كما هو عليه لترتفع مستوى السموم فى الجسد المصرى وتنتج أجنة جديدة للتطرف والإرهاب بالإعتداء على الكنائس ومنازل الأقباط .. ومع إنتهاء كل حفلة إرهابية يتم تقديم الطقوس المصاحبة بتقبيل اللحى وعاش الهلال مع الصليب واننا شعب واحد وهؤلاء قلة خارجة شاردة .
النظام المصرى ترك اليد للمتطرفين يعبثون في مصر فسادا ً بداية من المنابر إلى الصحف والكتب التى تلقى على الأرصفة ليتم توجيه الكراهية والنبذ للأقباط ..وحتى عندما عرفت تلك الجماعات الستالايت والإنترنت لم تتوانى فى سب الأقباط والتحريض المستمر على إحتقارهم وإضطهادهم بشكل بدا أنه وبائى .
تعالوا نرى على سبيل المثال قطرة من غيث التطرف والكراهية والإرهاب ولنرى إلى أين وصلت مصر بعيدا ً . الشيخ وجدى غنيم واحد من العشرات الذين يسممون العقول والنفوس وسأعرض له هذا الفيديو الذى يبث فيه كراهية واضحة للأقباط بل هى كراهية شديد الفجاجة تصل فى مداها إلى التحريض على القتل !! حتى أن الرجل يهدد ويتوعد بشكل مباشر بتصفية الأقباط قبل ان تمتد لهم يد الحماية .!!
http://www.youtube.com/watch?v=JxwlKEnkaa8&feature=related كما رأيتم بأن الشيخ لم يكتفى بالتهديد والوعيد بتصفية الأقباط فهو لن ينتظر كثيرا ً !!..ولكن يعنينا أيضا ً أنه بدأ الشريط بمقولة خطيرة تهدد أمن أى مجتمع وتثير فى داخله الحروب والفتن ..فالسيد الشيخ يَدعى أن كنائس وأديرة مصر مدججة بالسلاح وأنها تحتوى على مخازن أسلحة .! أى أنسان على مستوى بسيط من العقلانية سيعتبر هذا الكلام كذب وبهتان وهراء ولكننا لن يعنينا هذا بل يُعنينا ماذا سيكون وقعه فى مريديه والمسلمين البسطاء الذين سيتأثرون بكلامه .
إذا كنا شاهدنا الشيخ وجدى غنيم فى شريطه وملامح الغضب والشر تكسو وجهه .. فهناك أيضا من يروجون لإثارة الفتن وتسميم الجسد المصرى بنعومة ولين !! وهو ما دأب عليه الإخوان المسلمين . فالأستاذ محمد سليم العوا أحد القيادات البارزة فى الإخوان والذى يتسم حديثه بالهدوء واللين يَدعى نفس ماقاله وجدى غنيم .. ففى حديثه فى برنامج " بلا حدود " بقناة الجزيرة قال : ن السلاح الذي يأتي به القبطي ويخزنه في الكنيسة لا معني له إلا أنه يستعد لاستخدامه ضد المسلمين !!! وتصريح الأنبا بيشوي بأننا مستعدون للاستشهاد إذا أراد أحد إخضاع الكنيسة لا يعني الاستشهاد إلا أن تكون هناك حرب !! مضيفاً أن قضية ضبط الأسلحة الواردة للكنيسة لم يتحدث عنها أحد ولم تذكر في الإعلام !
وهاهو قطب من الأخوان يروج لمقولة خطيرة عن مخازن الأسلحة فى الكنائس ليضعه هو والشيخ وجدى غنيم والكنيسة والنظام على المحك !!!...فإما أن يكون كلامهما صحيحا ً فهنا لابد من فضح الكنيسة وتجريسها وإدانتها لما ستثيره من فتنة ستحرق كل الأخضر واليابس ..وإما يكون إدعاءهما كاذبا ً فهنا لا يجب أن يُمر هكذا بل يجب تقديمهما للمحاكمة بتهمة إثارة الفتنة وتقليب الشارع المصرى ..أليس كذلك .
أى نظام واعى فى العالم لن يُمرر أقوالهما بدون تحقيق وإدانة فهى إثارة لفتنة ما بعدها فتنة ..ولنسأل هنا : هل حكومتنا الرشيدة لا تعنى بمثل هكذا فتنة وتأثير مُخرب ومُدمر لتتركه بدون حسم فأما يوجد سلاح أو لا يوجد !! وفى كلتا الحالتين سيكون هناك طرف مُخرب ومُدان ..هل نقول بأن النظام لا يحفل بما يزرعه الشيخ والاستاذ من مُر وحنظل سنتجرعه قريبا ؟؟ً ..وهل هى لا تُدرك خطورة مثل هكذا إدعاء سيلد ليس حدثا ً كتفجير قنبلة فى كنيسة بل حريقا ً يلتهم مصر ..هل يمكن القول أنها مغيبة أو متخاذلة أو متهاونة أو لا يعنيها ؟!! ..وهل يمكن القول انها يعنيها ان تظل مثل هكذا هواجس تُشغل الرأى العام فينصرفون عن قضايا أخرى تريد تمريرها .؟!
وجه آخر من التخاذل واللعب بالأوراق ..قضية بناء الكنائس وترميمها . مازالت مصر تتعامل مع الخط الهمايونى العثمانى والذى صَدر من 200 سنه والخاص بالترخيص لبناء الكنائس وترميمها فلا يجوز صيانة دورة مياه فى كنيسة إلا بعد الحصول على إذن من السلطان العثمانى والذى أصبح فيما بعد رئيس الجمهورية ليقوم بتوكيله للمحافظين من عدة سنوات .!! ومازال هذا القانون الغائر والخارج عن حقوق الإنسان والمساواة يَحكم مصر !!.. ولكن لماذا لا يتم إلغاءه طالما هو بهذه القسوة ويمارس فعلا ً تمايزيا ً لا يعانى منه المسلمين ؟!.. النظام وجد هذا القانون الجائر متواجدا ً ضمن ميراثه فلماذا تتنازل سلطة شمولية عن أداة قهر طالما لا يوجد من يناهضه ؟! .. وطالما ستجعل الأقباط يقدمون فروض الطاعة والإمتنان للنظام على منحهم بعض الرخص .. كما ما هو الحاجة لإلغاءه طالما ستُقدم صفقات رائعة من ورائه .. فهاهم الأقباط سينبطحون أمام صناديق الإنتخاب لينتخبوا الحزب الحاكم فى سبيل بناء كنيسة أو بعض السيراميك لدورة مياه !! . يتكلم الاقباط عن المواطنة ثم يبحثون عن صفقات خائبة لبناء عدد من الكنائس أو الحصول على جزء من المناصب السيادية أو تسليم فتاة أسلمت للكنيسة.. أو إلغاء قانون رسمي لا يعجب البابا، وكلها أمور تتنافر مع المواطنة ..فهكذا تم وضعهم أو هُم وضعوا أنفسهم فى هكذا آفاق وآمال , وليسعد النظام بالطبع بهكذا طموحات !! هكذا وصل الحال بمصر والأقباط . !!!
وجه آخر من التواطؤ والتخاذل أن أمن الدولة المصرى يُمارس قوته وفعله على بعض الأقباط الذين يتجمعون فى بيت أحدهم للصلاة فى حالة إبتعاد أقرب كنيسة عن أماكن تواجدهم مثلا ً.. نعم مجرد تجمع أقباط فى منزل للصلاة هى قضية أمن دولة !! .. ولك أن تسأل هل هذا الأمر وارد بالنسبة للمسلمين .. وألا يخلق روح تمايزية وعنصرية وإهدار لحقوق وحرية الإنسان. النظام الحاكم يتعامل مع هذا الأمر كممارسة فى يده فلما يُفرط فيها ..فهو يعلن غيرته على الاسلام فلا يزايد عليه احد ويضمن عدم التصادم الشديد مع التيارات الدينية وفى نفس الوقت يجعل الأقباط تحت الولاية ناظرين لما يُقدم لهم على إستحياء ليسارعوا بتقديم قرابين الولاء للنظام حتى يمنحهم تراخيص مستقبلا ً أو الإغفال عنهم فى بعض الاحيان بممارستهم صلواتهم فتكون منة وفضل عليهم . !
النظام الحالى والأنظمة السابقة لم تحاول أو تعنى فى إدماج الأقباط فى المجتمع بشكل طبيعى فبالرغم من النصوص الواضحة بالدستور عن الحقوق المتساوية إلا أننا نجد الواقع يَلفظ كل حرف فيها فلا يوجد تمثيل نيابى ذو شأن فيكفى أن تعلم أن عدد النواب الاقباط المنتخبين مثلا عام 1942 الى 27 نائبا ً، واليوم تراجع هذا العدد الى نسبة شبه معدومة،ويتم تعيين بعض المسيحيين الذين لا يتعدون أصابع اليد الواحدة على إستحياء ويكون ولائهم للنظام بالطبع شأنهم شأن الأغلبية.. وتتوسع الدوائر فيتم عزل الأقباط عن المناصب القيادية والسيادية بشكل يدعو للدهشة ليتحول القبطي من شريك في الوطن الى عضو في طائفة. وبدلا من الإلحاح على مناخ ديمقراطى وإتاحة فرص حقيقية تُدمج الأقباط فى المجتمع بصفتهم مصريين .. ترى الاقباط يتشرنقون داخل الكنيسة و تتحول كل أحلامهم إلى أمل فى نظام يشبه " الكوتة "فى المناصب والمجالس النيابية أو فى منح من رئيس الجمهورية بتعيين بعض الأقباط ولتذهب الديمقراطية وتبادل السلطة للجحيم ..لقد تقوقع الاقباط من وطأة النبذ والتهمييش في جيتو كنسي خاصم المواطنة و عزز الطائفية .
النظام يُدرك إمكانياته وأبعاده ويعلم جيدا ً أن 80 مليون مصرى لابد ان يتواجد فيهم الغضب والثورة كمحصلة لمجمل الظروف المعيشية القاسية التى يعيشها الشعب المصرى فيكفى ان تُدرك ان نصف المجتمع المصرى هو تحت خط الفقر فى ظل تدهور ظروف معيشية و إقتصادية وسياسية وإجتماعية قاسية فلابد هنا ان تطلق طاقات الغضب وتتفجر مهما كان هذا الشعب مسالما ً وديعا ً . النظام يُدرك أيضا ً أن طاقات الغضب يمكن تنفيسها وتبديدها من خلال نظام ديمقراطى حقيقى أو عدالة إجتماعية تأتى من خلال مشروع قومى يستوعب الجماهير نحو الأمل والرغبة فى المشاركة . هى لا تحقق الديمقراطية كما لم تحقق مشروع قومى ولم تخلق عدالة إجتماعية بل تهوى على الأخيرة بالذات بكل معاولها بتدليل الطبقات البرجوازية وتمكينها من نهب مصر والإستئثار بكل الكعكة ..وللأسف البرجوازية المصرية لا تريد أن تتنازل حتى عن الفتات كما تصنع الرأسماليات العالمية . فى ظل هذه الحالة المتعثرة وتصاعد الصراع والغضب فلا يوجد وسيلة للتنفيس سوى ان نترك عنصرى الأمة يسبون ويكرهون بعضهم وليبتعدوا عن ملاعبنا ..دعهم يمارسون الصراع الطبقى فى مربع بعيد عن الميدان الحقيقى .. دعهم يسبون بعض فى الفضائيات والإنترنت بدلا من مظاهرات عمالية ونقابية ..دعهم يُفرغون غضبهم بعيدا ً.
هذا ما يفعله النظام حاليا ًفهو غير حريص على إستدعاء الفتنة الطائفية فهى تهز من صورته أمام العالم على الأقل ولكن فى حضور التطرف والإرهاب سنعلن أمام العالم انها ظاهرة عالمية ولكن سنجنى فى المقابل مكاسب فى تنفيس الغضب وإلهاء الشعب بهذه اللعبة التى يلعبونها بعيدا ً عن النظام وطبقته .
* المصالح الأمريكية الصهيونية .
لن تغيب المصالح الإسرائيلية والأمريكية عن الساحة المصرية فمن مصلحة إسرائيل أن تٌقسم مصر إلى كيانات صغيرة أو كيان متهالك فهى دولة مواجهة وتتناقض فى المصالح .. فإذا كان الصراع قد تأجل فى هذه الحقبة من الزمن فتصعيده وارد فى جيل آخر لذا يكون إضعاف مصر وتقسيمها هدف إستراتيجى إسرائيلى .. ولا يختلف الحال بالنسبة للولايات المتحدة فهى لا تريد أى تواجد قوى ومؤثر على الساحة بعد أن تفردت بالهيمنة على العالم بعد سقوط الإتحاد السوفياتى وما حربها على العراق إلا أن صدام أراد أن يكون له أجندة خاصة وملعب يلعب فيه بإرادته فيكون تمزيق العراق هو لعدم بعث كيان جديد متماسك يطرح أجندة خاصة به مستقبلا ً. أمريكا وأسرائيل لن يسمحوا بأى مشاريع وكيانات مستقلة .. لن يسمحوا بتواجد عبد الناصر وصدام مستقبلا ً حتى ولو بوجوه ديمقراطية .
الأغبياء فقط من يظنون أن العملاء لأمريكا وإسرائيل هم من يستمعون للموساد والبنتاجون وينصتون لمخططاتهم ويتقاضون من فوق الطاولة أو من تحتها وإن كان هذا الأمر يحدث ولكن هناك عملاء بغباءهم ومصالحهم الغبية ينفذون المخططات الأمريكية والصهيونية وهم لا يَدرون !!! ..بل تتصور أنهم يناهضون ويسبون امريكا وإسرائيل ليل نهار فى حين لا يقتربون من مصالحهما .. ولكن المثير للدهشة أنهم ينفذون أحلام أمريكا وإسرائيل بصورة تفوق الوصف , فما يحدث بالعراق و تصاعد النعرة الطائفية على أيدى العراقيين أنفسهم بعد أن هيمن الخطاب الدينى على الشارع العراقى .. وما سيؤول الحال بالسودان إلى التقسيم ماهو إلا عنصرية وغباء النظام الحاكم والأحزاب الدينية المسندة له فى التعامل مع الملف السودانى للدرجة أن الدعوة للحرب على إخوتهم فى الجنوب أخذت صبغة الجهاد على الكفار الصليبين . هم يريدون ذلك بالنسبة لمصر كأمل يتحقق من خلال غباء الجماعات الدينية وتصعيد دور الجامع والكنيسة ...ألا نعتبرهم انهم عملاء للمخطط الإمريكى الإسرائيلى يعملون فيه بكل جد وإجتهاد وبلا مقابل ولا تنسيق .!!
ومن الغباء ما قتل ..!!!
عذرا على الإطالة فالملف كبير ...
#سامى_لبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لن تمر مذبحة الإسكندرية بدون إدانة ( 1 )- محاكمة الأخوان الم
...
-
هموم وطن - مذبحة الأسكندرية والرؤوس الطائرة والرؤوس المدفونة
...
-
الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 21 ) - لا يا رسول الله .
-
الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 20 ) - سادية وعنصرية إله أم قس
...
-
حكمت المحكمة ( 2 ) - لا تدعوهم يحكموننا .
-
حكمت المحكمة ( 1 )
-
الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 19 ) - الأديان كمظلة حاضنة لكل
...
-
الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 18 ) - كيف تكون كاذبا ً منافقا
...
-
هموم مصرية ( 1 ) قراءة فى ملف الأقباط .. إلى أين تذهب مصر ؟!
-
خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم ( 5 ) - نحن نخلق آلهتنا و
...
-
خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم ( 4 ) - الله محدود أم غير
...
-
الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 17 ) - الإرهابيون لماذا هم هكذ
...
-
خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم ( 3 ) - من يُطلق الرصاص ؟
...
-
تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 10 ) - صور متفرقة .
-
خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم ( 2 ) - إختار الإجابة الص
...
-
خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم ( 1 ) - العالم ديّ بتستهب
...
-
نحن نخلق آلهتنا ( 10 ) - الله جعلناه لصا ً .
-
* الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 16 ) - تعلم كيف تكره فهو أوث
...
-
لماذا يؤمنون ..وكيف يعتقدون ( 10 ) - إبحث عن الذكر .
-
تديين السياسة أم تسييس الدين ( 5 ) - آيات حسب الطلب .
المزيد.....
-
كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة
...
-
قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ
...
-
قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان
...
-
قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر
...
-
قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب
...
-
قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود
...
-
قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى
...
-
قائد الثورة الاسلامية: العدو لم ولن ينتصر في غزة ولبنان وما
...
-
قائد الثورة الاسلامية: لا يكفي صدور احكام اعتقال قيادات الكي
...
-
قائد الثورة الاسلامية: ينبغي صدور أحكام الاعدام ضد قيادات ال
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|