أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حسين القطبي - احداث تونس والجزائر، الوعي يتحدى الدين السياسي














المزيد.....

احداث تونس والجزائر، الوعي يتحدى الدين السياسي


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 3242 - 2011 / 1 / 10 - 06:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


الفقر في البلدان النامية يمس كرامة الرجل مباشرة، وينتقص من رجولته، اذ يحس رب العائلة الفقيرة بدونية عندما يرى نفسه عاجزا عن توفير مستلزمات الحياة السوية لصغارة اسوة باطفال الاغنياء.

وعندما يكون الفقر حالة غالبة في المجتمع تزداد حالات العنف الاسري وعمالة الصغار وقد تتفشى ظواهر الشذوذ الاخلاقي على شكل مهن في السر والعلن، وذلك ما نراه ينخر في اغلب المجتمعات ذات الكثافة السكانية العالية في بلدان العالم النامي.

وبلدان الشرق الاوسط ليست بمعزل عن العالم، وهي تعاني من نتائج الفقر مثل بقية البلدان، الا ان الانشغال بالصراعات الطائفية والعرقية، وتدني مستوى التعليم يزرقها بابر مخدرة على الدوام لكي تبدو وكأنها نائمة.

ولعب الدين السياسي – التدين المغالى فيه –، مثله مثل التطرف القومي، دورا غير حميد في حرف اولويات المواطن المغبون، من الدفاع عن حقه واسترداد كرامته ورجولته المهدورة، الى الابتهاج باداء الطقوس الدينية – وكل طائفة بما لديها فرحة- بشكل يأخذ طابع الهياج والحماس اكثر منه متعقلا ومنطقيا.

وهكذا فقد قدم تنظيم القاعدة ومشتقاته الاقليمية خدمات جمة للطبقات والحكومات شبه الديمقراطية، او الديمقراطية العسكرية، في شمال افريقيا خصوصا، عن طريق استيعات النقمة الجماهيرة وحرفها باتجاه الجهاد خارج الحدود وتصوير المدنيين في الغرب وكانهم الاعداء وجعلتهم اهدافا عسكرية، بدلا من طبقة الاثرياء المترفة التي تبتز حقوق هذه الناس.

الا ان تراخي قبضة الاسلام السياسي، وتراجع شعبية التنظيمات الارهابية الدينية المتطرفة قد سمح للشعوب بالتنفس والتفكير بوعي، فاخذت تظهر الاحتجاجات المنظمة، وتطورت الى مظاهرات شجاعة في الاسابيع الاخيرة.

سقط في الجزائر شهيدان الى الان وفي تونس اربعة، فضلا عن اعداد من الجرحى، وكلهم استشهدوا في مواجهات غير متكافئة، شباب عزل تتظاهر بالهتافات، وقوات امن مدججة باخر تقنيات القمع المسلح.

وحكومات الجوار، وكل الشرق الاوسط، ليست بمأمن من انتفاضات مشابهة، فاذا استطاعت القطط السمان في مصر من الاستمرار بسبب اشغال الفقراء باحداث طائفية بين المسلمين والمسيحيين، منذ ثمانينيات القرن الماضي، فابداع الانسان المصري لا ينضب، واقلام المثقفين مازالت تطاردهم، وهنا ارفق قصيدة للشاعر احمد فؤاد نجم.
http://www.youtube.com/watch?v=jGJ1nlJyFtM&feature=player_embedded
واذ استطاعت طبقة البيروقراطيين الجدد في العراق من تدوير المواطن في دوامة تنافسها الطائفي، الشيعي السني، ومتابعة اخر اخبار التقاتل على المناصب، فهنالك الملايين التي تعاني شظف العيش، وهل ليست اقل ابداعا من ابناء النيل.

ان حاجة الانسان الفقير للحياة، وكرامة الرجل الذي لا يستطيع تامين حياة كريمة لاطفاله، اسوة بابناء الاغنياء، تظل تطارد هذه القطط المتخمة، مهما تسترت برداء الدين او القومية، او حتى شعارات الوطنية الزائفة.

وما يحدث اليوم في تونس والجزائر سيقع في كل الدول التي لا تراعي كرامة المجتمعات، وتبتز ثرواتها، وسيتغلب الوعي، بسبب الحاجة، ومع الزمن، على كل الشعارات والاسلحة الفكرية، الدينية والقومية والوطنية، التي تستخدمها هذه الكروش الشرهة.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرس العراقيون مغيبون بسبب النظرة الشوفينية
- ما علاقة المالكي بالتكنوقراطية؟
- كردستان.. حق تقرير المصير هل يقود للحرب ام للاستقلال؟
- متى يفكر المسؤولون بتعويض الكرد الفيليين؟
- ثقافة الحب مقابل ثقافة الكراهية
- جنوب السودان.. استقلال ام انفصال؟
- غيمة سوداء تزحف على العراق
- كل حاج يمول ارهابي
- هل يصلح الطالباني -البشوش- لرئاسة الجمهورية؟
- على ضوء التفجيرات الاخيرة.. هل هنالك خلل في الدين؟
- مبادرة العاهل السعودي اما غير ناضجة او غير بريئة؟
- سيرك سياسي
- وثائق ويكي ليكس لم تأتي بجديد
- قصر المهراجا قرب مدينة الثورة
- زواج ابنة حجي چلوب
- لبوة تقتحم مجلس اللوياجيرغا
- العراق.. امية، تطرف ديني ومسلسلات هابطة
- هكذا تنكر الحزب الشيوعي لفاتحة الرفيق زهير ابراهيم
- مسلسل تركي جديد قبالة شواطئ غزة
- هل العراقي انسان أولا؟


المزيد.....




- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
- تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
- هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه ...
- حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما ...
- هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
- زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حسين القطبي - احداث تونس والجزائر، الوعي يتحدى الدين السياسي