أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد قانصو - الإعلام الهَشّ ..














المزيد.....


الإعلام الهَشّ ..


محمد قانصو

الحوار المتمدن-العدد: 3241 - 2011 / 1 / 9 - 23:39
المحور: الصحافة والاعلام
    


غنية هي صورة الإعلام سيما المرئي منه, وليس سخرية القول إننا نسجل تقدّماً وتفوّقا من خلال ما تعرضه شاشاتنا الصغيرة من برامج "التنكيت" المبتذلة والتي تخدش ما تبقّى من حياء عام في المجتمع وتسوّق لمفاهيم وإيحاءات جنسيّة رخيصة, كما تروّج بأسلوب الدعابة المصطنعة إلى آفات مسلكية يعاني منها شبابنا وشابّاتنا كآفة المخدرات من خلال تداول مصطلحات "الحشيش والمحشّش" وغيرها مما يوحي بتطبيع واقع الإدمان والتعاطي مع مدمني الحشيش أو تجّاره على أنّهم فاكهة المجتمع وصورته الجميلة المحبّبة .
هذه الفوضى الإعلامية تجري على مرأى ومسمع المجتمع الأهلي المنقسم على نفسه إمّا إلى مؤيّد ومشجّع أو إلى ناقم ومعارض, والمشكلة أنَّ أجهزة الرقابة ومن يفترض بهم أن يكونوا العين الساهرة على تنقية المواد التلفزيونية وفلترتها يقفون موقف الصامت المحايد إن لم يكونوا هم أنفسهم معجبين ومأخوذين بتلك البضاعة البخسة .
ولا عجب أمام هذا التسيّب الإعلامي الفاضح أن نجد أبناءنا وبناتنا يتداولون فيما بينهم في المدارس والجامعات آخر النكات التي تعلموها من برامج التثقيف, أو يتقمّصون صور بعض الشخصيات الهزلية المفرغة من أيِّ مضمون علميّ أو قيمة ثقافية أو أخلاقية ..
وإلى جانب البرامج التهريجية تصطّف قائمة طويلة من المواد الغنائية الإباحية والمسلسلات البعيدة عن الرسالية الإنسانية, والتي لا يصلح توصيفها إلا بكونها استعراضاً لآخر مبتكرات عيادات التجميل ومراكز التصنيع الحديثة ..
هكذا نتجرّع سموم الإعلام التجاريّ على مدار السنة إلى أن نكون في ليلتها الأخيرة على موعد مع الشعوذة والإستخفاف بالعقول, على موعد مع التنبّؤ والمتنبئين من أصحاب الصور والإلهام الحصري, الذين يطلّون علينا كملائكة منزلين يحملون أسرار الكون, ويستشرفون المستقبل, ويحدّدون الأحداث بالتوقيت الدقيق. ويصل الأمر ببعض منهم إلى استخلاص الحالة الصحية التي سيكون عليها بعض المشاهير من الزعماء والملوك ,ويوقتون حياتهم ومماتهم, كما ينبري البعض إلى قراءة الأفلاك والنجوم ويحدّثك بلسان الواثق المطمئن عن انعكاسات الكواكب والأبراج على الحياة والمستقبل والأحوال الزوجية والعائلية و الظروف المالية , وهؤلاء الكسبة مندفعون بدجلهم إمّا لاستخفافهم بوعي النّاس, أو ثقة باستسلامهم وتعبهم وتعلّقهم حتّى بالخرافة خشبة خلاص مما يعانون منه من فقر واهتزاز اقتصاديّ وأمنيّ واجتماعي .
بهذا يكتمل المشهد الإعلامي ظلامية وهشاشة, وتساهم التكنولوجيا الحديثة بتأثيراتها الكبيرة في تجهيل الناس وانحلالهم وتحويلهم إلى جمهور لا يملك إلا الضحك على البذاءة أو التعلّق بالوهم, وأرى أنّ هذا الواقع خطيرٌ جداً وتداعياته السلبية ستكون بارزة على التكوين التربويّ والأخلاقي للجيل الذي نتطلّع إليه بعين الأمل ليكون منقذاً ومجدّداً ومخلّصاً من معاناة الحاضر المعاش, حبّذا لو يشاركنا القيّمون على الإعلام خوفنا وحرصنا ويعملوا على تحويل قنواتهم إلى منابر للتربية والتعليم والثقافة , ويسخّروا إمكانياتهم في سبيل بناء الإنسان وتشييد بناء الحضارة, لتحفظ لهم مساهمتهم الفاعلة في كتابة التاريخ المشرّف والمجد التليد .

بقلم : الشيخ محمد أسعد قانصو
[email protected]



#محمد_قانصو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأستاذ نعيم ..
- دولة الإنسان !..
- العربية وآلامها !..
- عاشوراء .. أنسنة الثورة وعقلنتها !..
- الجريمة في منطلقاتها وعلاجاتها ..
- رادار للمسير .. وأيضاً للضمير !..
- كي لا نكون شهود زور !..
- الزاهدون بالأرض يتنازعون السماء !..
- الوحل !..
- للقلوب مفاتيحها ..
- يوم ذُبحت هديل ..
- الباب الأخير ..
- هوية محمود ..
- يوميات جميل ..
- قِفَا نبني .. ولا نبكي !..
- حكومة أمونة
- سكينة ..
- أيها الحزن الصديق!..
- المحبس !..قراءة تأملية في الزواج المبكر
- أحلام ..


المزيد.....




- تطايرت القمامة على وجهه.. شاهد ما حدث لعامل خدمة نظافة بعد ت ...
- شاهد كيف سلّمت كتائب القسام رهائن اسرائليين للصليب الأحمر في ...
- ابتعد عن شراء ما يسوّقه لك المؤثرون، ربما ستدرك حينها أن ما ...
- لا إعفاءات حتى الآن..البيت الأبيض يعلن تطبيق رسوم ترامب الجم ...
- الجيش الإسرائيلي يؤكد وصول رهينتين إلى إسرائيل أفرجت عنهما ح ...
- رسائل -حماس- الصريحة لتل أبيب والعالم لكسر جانب من هيبة الجي ...
- -القسام- تسلّم الأسير الإسرائيلي الأمريكي الثالث للصليب الأح ...
- كيف تُسقط دولة دون إطلاق رصاصة؟
- أحدهما روائي.. أسيران مقدسيان في رابع دفعة من -طوفان الأحرار ...
- 13224 مهاجرا عربيا غير نظامي بأميركا يخشون الترحيل


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد قانصو - الإعلام الهَشّ ..