أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل خوري - غليان شعبي في الاردن احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة















المزيد.....

غليان شعبي في الاردن احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة


خليل خوري

الحوار المتمدن-العدد: 3241 - 2011 / 1 / 9 - 20:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عقب المراجعة الدورية التي اجرتها بعثة صندوق الدولي بهدف تقييم الاداء المالي والنقدي للحكومة الاردنية بدا وزير المالية الدكتور محمد ابو حمور متفائلا الى حد كبير حيث صرح لوسائل اعلام محلية ان زيارة البعثة تاتي ضمن اطار الزيارات الدورية - في الواقع هي عمليات تفتيش تجريها البعثة قبل ان تصدر توجيهاتها المالية والنقدية للحكومة –يقوم بها الصندوق للاطلاع على اخر المستجدات ولمراجعة الاداء الاقتصادي للبلدان الاعضاء ولقد اعدت البعثة تقريرا موجزا تضمن تقييما عاما لتطورات اداء الاقتصاد الوطني خلال عام 2010 وتوقعاته لعام 2011 استنادا الى مؤشرات العام السابق واضاف حمور بعد ان اتسعت ابتسامة الرضا على شفتيه : ان توقعات بعثة الصندوق لاداء الاقتصاد ووضع الموازنة خلال عام 2010 تتفق مع توقعات وزارة المالية حيث حقق الاقتصاد في هذا العام نموا بنسبة 4و3% وهي نفس النسبة التي توقعناها ولعل الاهم من ذلك انه بعد المباحثات والمشاورات التي اجريناها مع البعثة فقد تبين لها ان السياسات المالية التى اتخذتها الحكومة قد اسفرت عن عن ضبط الانفاق الحكومي وتخفيض العجز في الموازنة حتى نهاية شهر تشرين الثاني بحوالي 233 مليون دينار اي بنسبة 26 %. الى هنا نستطيع القول ان ما تم انجازه على المستوى المالي عظيم ورائع وجدير باطراء بعثة صندوق النقد . ويبقى السؤال : كيف سيكون حال الاقتصاد بعد ان ظهرت عليه اعراض الركود واضطرت الحكومة تفاديا لافلاسه الى ادخاله غرفة العناية المكثفة ؟؟ مرة اخرى اتسعت ابتسامة حمور ثم رد قائلا : الاقتصاد ما زال يسير ولو بخطى بطيئة نحو التعافي على الرغم من الزيادة البطيئة في الطلب المحلى – بالمناسبة الطلب يتراجع بسبب التضخم وتراجع القوة الشرائية للدينار الاردني – حيث وفرت الادارة المالية والنقدية الحصيفة ارضية صلبة للتحسن في عام 2011 . كيف سيحدث التحسن ؟ حول هذه النقطة يدعم الدكتور توقعاته بالنسب والارقام المدروسة جيدا والتي لامجال للطعن بها استنادا الى حصافة المشرفين على تشغيل الاقتصاد والمالية العامة حيث يقول : من المتوقع ان يرتفع الناتج المحلى الاجمالى الحقيقى بنسبة 4,5% كما انه من المتوقع ان ينخفض عجز الموازنة العامة بما يقارب 3 نقاط مئوية من الناتج المحلي الاجمالي في عام 2010 ليصل الى 5,7% بسبب تخفيض النفقات التشغيلية . واذا بدا الدكتور حمور مفرطا في تفاؤله في تضييق فجوة العجز في موازنة عام 2011 فقد بدا الخبير والمحلل الاقتصادي الدكتور فهد الفانك اكثر تشاؤما حيث تساءل في واحدة من مقالاته: ماذا يحدث اذا نمت الايرادات المحلية بنسبة
اقل في ظل تطبيق قانون ضريبة الدخل الجديد والغاء احدى عشر ضريبة نوعية وعدم فرض ضرائب جديدة وتمديد الاعفاءات المؤقتة او اذا زادت النفقات الجارية بنسبة اعلى في ظل التضخم واستمرار دعم الغاز والخبز والاعلاف وغيرها. النتيجة هي زيادة العجز واضعاف قدرة الخزينة على تمويل مشاريع بالمزيد من الاقتراض الذي لا تحمد عقباه . واعجب للفانك ان يطرح مثل هذا التساؤل وهو يدرك ان وزير المالية قد تمكن من ضغط العجز العام الماضى برفع اسعار المحروقات بنسب ملموسة ولماذا الخوف ما دامت الحكومة الحالية اطال الله في عمرها والحكومات السابقة تحتكر عملية استيراد النفط كما تحتكر بيعه في السوق المحلي ولن تجد تبعا لذلك اية صعوبة في رفعه المرة تلو المرة من اجل ردم فجوة العجز كلما اتسعت بغض النظر عن انعكاساتها السلبية والتي ستتمثل حتما بارتفاع اسعار النقل والكهرباء والمياه والسلع والخدمات الاساسية . الا يكفي ان يطبخ حمور طبخة الموازنة ثم يبهرها كلما ظهرت اعراض العجز عليها برفع اسعار المحروقات حتى يأتي دور الفانك ليشير عليه ولو بشكل غير مباشر بسد العجز عبر رفع الدعم عن الخبز والاعلاف وزيادة الضرائب ولا ادري لماذا يروق للفانك وغيره من المحللين الاقتصادين ان يسدوا نصائح للحكومة بمعالجة ازماتها بوسائل مريحة ولا تكلفها سوى تحميل اعباءها على الشرائح الاجتماعية الفقيرة والمتوسطة بينما في دول اخرى وربما في معظم دول العالم يقع العبء على الشريحة البورجوازية وحيث تستطيع حكوماتها ان تسد العجز بوسائل اخرى مثل تخفيض الانفاق العسكري وتخفيض رواتب الوزراء وغيرهم من كبار الموظفين في اجهزة الدولة المدنية والعسكرية اضافة الى تخفيض الانفاق البذخي والمظهري وتحجيم جهاز الدولة عبر دمج الوزرات والمؤسسات المتشلبهة في نشاطاتها الخدمية مع التخلص من البطالة المقنعة كما ان العديد من هذة الحكومات قد تمكنت من تخفيض نفقاتها الموجهة لاقامة المشاريع الخدمية باستخدام وسائل الانتاج والخدمات والخدمات المتوفرة لديها بدلا من احالة عطاءاتها على شركات اجنبية , ومن الامور العجيبة الغريبة التي تسترعي الانتباباه في جانب النفقات في الموزانة الاردنية الحالية والسابقة ان 70% منها يصرف لتسديد رواتب العاملين في اجهزة الدولة المختلفة وان اكثر من ربعههم لا يقومون باي عمل بل يشكلون بطالة مقنعة ، ومع ان الحكومة تهدر سنويا حوالي ربع مليار دينار سنويا على موظفين يجلسون خلف مكاتبهم ولا يقومون باي عمل بل يضاعف وجودهم من الروتين ومن معاناة المواطنين المراجعين للدوائر الحكومية فان الحكومة لم تتخذ بعد اية اجراءات للتخلص من البطالة المقنعة رغم انها قادرة بعد تاهيلها وتدريبها ان تتخلص من نسبة كبير منها عبر احلالها محل العمالة الوافدة التي تكاد ان تحكم سيطرتها على سوق العمل الاردني بعد ان فتحت الحكومة منذ عقود ابوابه على مصراعيها توفيرا للعالة الرخيصة لارباب العمل الاردنيين!!

ولئن استسهل وزير المالية لعبة الارقام والنسب لمعالجة العجز في موازنة الدولة فقد اسفرت بالمقابل عن ارتفاع صاروخي في تكاليف المعيشة الى حد ان نسبة الموطنين الاردنيين الذين يعيشون عند خط الفقر قد ارتفع الى 70% والنسبة مرشحة للمزيد من الارتفاع مع كل زيادة تفرضها الحكومة على اسعار المحروقات . وربما لهذه الاسباب فقد اندلعت المظاهرات الشعبية الغا ضبة ضد الغلاء ورفع الاسعار في لواء ذيبان ومادبا وحيث لم يتردد المتظاهرون الغاضبون في رفع شعارات تطالب بترحيل حكومة سمير الرفاعي وترديد هتاف " روح روح يا رفاعي وجودك ما الو داعي " ومن يدري فقد تنفجر الاحتقانات الاجتماعية وتمتد المظاهرات الى مدن اخرى وهو احتمال وارد طالما ظلت الحكومة متمسكة بنهج رفع اسعار المحروقات والمياه والكهرباء واجور النقل العام وطالما ظلت تضخ ما تاخذه من جيوب العمال المنتجين في جيوب اكثر من 70 الف موظف حكومي يجلسون خلف مكاتبهم ولا يقومون باى عمل منتج !!



#خليل_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا يتنحى عمر البشير لصالح سيلفا كير حفاظا على وحدة الس ...
- من المسئول عن استباحة دماء - المشركين والكفارمن المسيحيين ال ...
- حكومة - رفع الاسعار - في الاردن
- حماس استكملت استعداداتها لتحقيق نصر الهي على العدو الصهيوني
- عمر البشير لا يتحرك الا والعصا معه !
- هل يعتنق القلسطينيون الديانة اليهودية تطبيقا لمبادرة عربية ج ...
- المجرم عمر البشير يجلد النساء السودانيات
- لن نصحو من غيبوبتنا الدينية الا باطلاق فضائية علمانية
- صاحب موقع ويكيلكس عرى السياسة الاميركية ولكنه بنظر معلقين عر ...
- صاحب موقع ويكيلكس عرى السياسة
- حماس تعترف بدولة - احفاد القردة والخنازير-
- لماذا تشيطنون حزب الله وقد اصطفاه الله ممثلا شرعيا له ؟!
- ما الجدوى من التشكيلات والترقيعات الزارية في الاردن ؟
- فبركة اعلامية لا يصدقها الا البسطاء:واشنطن تزود اسرائيل بطائ ...
- استحداث وزارات - استسقاء- رديفا لوزارات الري العربية!!
- الحجاج يؤدون مناسك الحج وامراء السعودية يحصدون مليارات الدول ...
- مجلس نواب - العشائر والمحاصصة- الاردني !
- فالج لا تعالج او وهم -المصالحة- الفلسطينية
- مريم العذراء وشيوخ الاسلام يتجاههلون مذبحة كنيسة سيدة النجاة
- اغلاق الفضائيات الدينية نقطة في بحر الشحن الديني


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل خوري - غليان شعبي في الاردن احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة