أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد المساوي - افتحوا الابواب:شبيبة المغرب الكبير قادمة














المزيد.....

افتحوا الابواب:شبيبة المغرب الكبير قادمة


محمد المساوي

الحوار المتمدن-العدد: 3241 - 2011 / 1 / 9 - 16:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


أواسط التسعينيات كنا تلاميذ في ثانوية إمزورن، كانت فترة تراجع للمد النضالي، بالكاد كان موسمنا النضالي يُختزل في الحفاظ على الاستمرار في تخليد ذكرى الشهيدين فريد وسعيد، وقلما خضنا معارك نضالية داخل أسوار الثانوية أو داخلية إمزورن. كانت المرحلة مرحلة تيه وضياع البوصلة؛ الرفاق حائرون بين دروب موضوعات جديدة لم يكن لهم عهد بها: تجميع اليسار، الجمعيات الامازيغية ما بعد ميثاق أكادير، المجتمع المدني؛ ما حدود المفهوم ؟ وأي مجتمع مدني نريد وهل من علاقة بالمفهوم عند غرامشي؟
هي ذي انشغالات الرفاق وقتئذ، في الطرف الأخر كان النظام يرتب أوراقه جيدا حتى يتجنب السكتة القلبية، فاستقطب العديد من الرفاق، منهم من كان استقطابه علنياً يعرفه الكل ومنهم من وضع رِجلاً في حلبة النظام ورِجلاً أخرى مع الشعب...هكذا كنا نعيش نحن التلاميذ في هذه الأجواء وضع الانتظار الدائم، وضعٌ لم يكن يشفي غليلنا ويلبي رغبات اندفاعنا وعنفواننا، حتى الأصداء التي كانت تصلنا من الساحة الجامعية لم تكن تبشر بخير...أمام هذا التخبط كنتُ أعتقد أن زمن النضال ولى من غير رجعة، نهاية النضال موازاة مع "نهاية التاريخ" التي بشرنا بها فوكوياما، الصراع الطبقي استحال إلى صدام للحضارات وقتال من أجل الهوية...وَضْعٌ وَصلتُ معه إلى قناعة مفادها أن الشباب قد طلقوا النضال وهاموا بوجوههم في مسالك "الليغا" وصراع البارسا والريال...
وبعد ثورة القنوات الفضائية والشبكة العنكبوتية، لم تعد "أحزاب البارسا والريال" من تؤطر شبابنا فقط بل أُنشئت "أحزابا" جديدة على رأسها شاكيرة وبيونسي وأيكون براد بيت وانجيلينا جولي ومريام فارس وهيفاء..."أحزاب" تتمتع بشعبية كبيرة ويصعب كثيرا التسلل إلى قواعدها لإقناعهم بلا جدوى اختيارهم...مرت سنوات ونحن نعيش هذه الدوخة التي أفقدتنا كشباب بوصلة الطريق، وزادت الدوخة اشتعالاً مع تزايد أفواج الملتحقين بالعهد الجديد ووقع الكل في حيص بيص لا يدري المرء ما يؤخر ولا ما يقدم...
بيد أنه مع أواخر العشرية الأولى من القرن 21 بدأت بوادر أمل وتباشير فجر جديد تلوح في الأفق، قيادات الصف الأول توارت إلى الوراء فاسحة المجال لدماء جديدة...لتفجير معارك جريئة وطرح أسئلة كبيرة، حتى الانترنيت لم تعد مرتعا "للتشات" والتلصص على نوافذ الجنس المتاحة فقط، بل أصبحت آلية مهمة للتواصل والبحث عن المعلومة، وأصبحت المواقع الاجتماعية(فايسبوك، تويتر...) فضاءات رحبة للنقاش وتبادل الآراء، وهو ما ساهم في نشوء جيل جديد يسترفد ثقافته من منابع مختلفة دونما حاجة للرجوع إلى المناضلين "الآباء" الذين ألفوا إخفاء الأوراق تحت وسائد النوم حتى تكون المعلومة حكرا عليهم دون سواهم، الآن لم يعد الأمر كذلك؛ أصبحت المعلومات مطروحة في النت، وأصبح أمر الوصول إليها متاحاً للكل...
كل هذه العوامل مجتمعة ساهمت في ظهور جيل جديد مختلف؛ من مزاياه التخلص من الخوف والاستعداد الدائم للدفاع عن مصالحه دون وجل، واتساع دائرة التواصل وانتشار المعلومة...لكن من عيوبه افتقاده لأرضية فكرية وإيديولوجية متينة ينطلق منها، فما يجمع الشباب الآن هو التمرد على الظلم و"الحكرة" والسعي نحو فتح آفاق جديدة دون الانتظام على خطى خيط إيديولوجي ناظم.
كما أن"ثورة" الشباب هذه اجتاحت المنطقة ككل ولم تكن حكراً على حيز ضيق، وما فتئت الانتفاضات تتناسل الواحدة تلو الأخرى، لكن القاسم المشترك بينها جميعا هو أن المحرك الأساس لها شباب وتلاميذ الثانويات، شباب كان أصحاب"الحل والعقد" اعتقدوا أنهم قد دجنوهم ولن يستطيعوا قول لا، وهو الاعتقاد الذي انساق وراءه حتى بعض الرفاق، لكن هيهات فكل هده الأحلام تكسرت على صخرة أحداث بوكيدارن وورزازات وتنغير في المغرب وسيدي بوزيد في تونس وباب الواد وبجاية في الجزائر...من المغرب الى تونس شباب المغرب الكبير يصنع ملحمته، فمن قيض له معاينة أو مشاهدة أحداث بوكيدارن أكيد سينبهر للطريقة التي كان يواجه بها الشباب قوات القمع إلى درجة قد يُخَيل لك أنهم تلقوا تدريبات في معسكرات خاصة...نفس الملاحظة تسري على تلاميذ ورزازات الذين خرجوا في تظاهرات عارمة لمؤازرة أساتذتهم والمطالبة بحقهم في الدراسة، بل إصدار بيان تضامني باسم الحركة التلاميدية مع نقابات الأساتذة في مطالبهم المشروعة...
كذلك في الجزائر وتونس كان الشباب هو وقود الانتفاضة، شباب احتلوا الشوارع ليصرخوا بملء حناجرهم:"لا للحكرة"، فكان من الطبيعي أن توجه أنظمة القمع في البلدين قمعها إلى الشباب، وكان جل الشهداء والمعتقلين منهم؛ من المدونين ومغني الراب و تلاميذ المدارس...كما أن سلطات القمع تفطنت الى قوة الشباب فحاولت أن تقطع عنهم سبل التواصل من خلال الرقابة على النت، بل إن عسكر الجزائر عطلوا خدمة رسائل sms لقطع الطريق على انتظام التواصل بين الشباب.
هؤلاء هم الشباب وهذه "ثورتهم" لا ينقصهم إلا من يمد لهم اليد ليساعدهم على المضي قدماً نحو فتح افاق جديدة لبناء مغرب كبير كما نشتهيه ونحبه وليس كما يفرضه علينا هؤلاء اللقطاء كما يقول أحمد مطر.فهل من مجيب؟؟؟ .



#محمد_المساوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مديح الردة
- العرابthe godfather
- بنكيران، خيرات، شعو، ووزارة الداخلية؟؟؟
- إني أتهم،المثقف :كلب الحراسة الجديد
- في حوار مع الشاعر ادريس علوش
- رسالة الى رئيس جهة الحسيمة-تازة-تاونات
- من منظمة الى الامام الى النهج الديموقراطي، قطيعة ام استمراري ...
- ملاحظات ووجهة نظر حول ندوة وكلاء القاعديين بمراكش
- ملاحظات حول ندوة شيوخ القاعديين بمراكش
- صحافي الصحافة الصفراء والاضرابات العمالية,عمود شوف تشوف نموذ ...
- هل سينجو لبنان من مخالب غول التفكيك وتحطيم الامة اللبنانية؟؟ ...
- هل يكفي ان تكون قلوبنا مع عائلات عمال ضحايا محرقة الدار البي ...
- في الحاجة الى الاضراب العام؟ حول انسحاب CDT من مجلس المستشار ...
- ملاحظات على هامش وقفة طنجة ضد الغلاء
- الستالينية في المتن الروائي العربي,اسأل الشرطة ماذا تريد نمو ...
- السيد شاكر النابلسي,دونكيشوت الليبراليين الجدد
- الليبراليون الجدد واستراتيجية الامبريالية الامريكية لفرض حما ...
- جريدة المساء المغربية بين يوم الارض الفلسطيني و نتنياهو الدي ...


المزيد.....




- لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور ...
- -لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا ...
- -بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا ...
- متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
- العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
- مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
- وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما ...
- لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
- ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد المساوي - افتحوا الابواب:شبيبة المغرب الكبير قادمة