|
التيار الديمقراطي في كركوك: الواقع والطموح
سامال امين
الحوار المتمدن-العدد: 3241 - 2011 / 1 / 9 - 16:31
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
اعداد: سامال امين
انعقدت المؤتمر التأسيسي الاول للتيار الديموقراطي فى مدينة كركوك في قاعة الافراح يوم السبت المصادف 6/11/2010، وقام بتنظيم المؤتمر لجنة تنسيق القوى والشخصيات الديموقراطية تحت شعار (التيار الديموقراطي ركيزة أساسية في بناء الدولة المدنية الديموقراطية).
حضر المؤتمر اكثر من (100) شخصية ديموقراطية ويسارية وممثلين للاحزاب السياسية والنقابات والشخصيات المستقلة. وفي نهاية المؤتمر انتخبت "لجنة التيار الديموقراطي" وتم أختيار (21) عضو من الحاضرين. لتباشر تلك اللجنة فيما بعد بتشكيل لجان اخرى على الصعيد الاعلامي والجماهيري و.....الخ. ويمهد الطريق بدوره لتأسيس مجتمع مدنى وعلماني ومؤسساتي ممثلة بتكوين دولة تحمل هوية انسانية بعيدا عن الطائفية والمذهبية والقومية والشوفينية. مقرة بحق المواطنة المتساوية و سيادة العدالة الاجتماعية.
شارك في المؤتمر الكثير من الشباب والنساء والفنانيين والشعراء والموسيقيين والمغنين كما تقدم اتحاد الشيوعيين في العراق- لجنة كركوك بتقديم برقية تهنئة بهذه المناسبة. هذا نصها: (الاخوة فى لجنة تنسيق القوى والشخصيات الديموقراطية بمناسبة انعقاد مؤتمركم التأسيسي نتمنى لكم النجاح في مهماتكم وخدمة شعبكم ،ان اتحاد الشيوعيين في العراق يناضل من أجل حشد كل القوى الديموقراطية واليسارية بأتجاه خروج العراق من ألازمة الراهنة وبناء الدولة العراقية العلمانية المدنية الحديثة بعيدا عن التبعية والمحاصصة الطائفية والقومية.. ان تكاتف كل القوى الديموقراطية واليسارية في هذا البلد هى الضمانة الاكيدة لتحقيق هذه الاهداف. وشكرا"
وخلال المؤتمر التقي مراسل جريدة بلاغ الشيوعية بالعديد من المؤتمرين وفيما يلي نص بعض الحوارات التي اجريت مع بعض من الشخصيات الحاضرة فيه.
بلاغ الشيوعية: هل ان التيار الديموقراطي يشكل بديلا لـ"الطائفية والمذهبية في المجتمع العراقي؟ وهل ان التيار يمتلك أرضية مناسبة لتفعيل دوره بشكل عام وتحديدا في مدينة كركوك؟
السيد فهمي: نؤكد بان التيار يضم كافه القوى والشخسيات الديمقراطية، ونحاول أن نفعل هذا التيار داخل مدينة كركوك، ولدينا طموح أن نوصل ونكون مؤثرين داخل الحكومة من خلال نشاطاتنا وممارساتنا بمستوى المحافظة والمستوى العام، وستتبين بمرور زمن ومن خلال ممارساتنا مدى تأثير التيار داخل محافظة كركوك. توجد محاولة لفتح منتدى ونحاول أن نفعل وندعم التيار في مختلف جوانبه. ومؤتمرنا اليوم واجهه أعلامية اكثر مما هو واجهة تنظيمية"
بلاغ الشيوعية: هل يمكن ان تصف لنا اهمية التيار الديمقراطي وطموحاته في المرحلة الراهنة؟
عبدالقادر الهرمزى: اشكركم..أن تيار الديموقراطي له أهمية استثنائية فى اللحظة الراهنة ودورها تاريخي وهو يسعى الى جمع قواها كي يصبح تيارا اساسياً فى الفراغ الدائر اليوم حول مستقبل العراق و يصبح قطباً جاذباً لفئات أجتماعية واسعة وقوى وشخصيات سياسية متزايدة ذات مصلحة حقيقية فى تعزيز النضال حول القضايا التي تهم أغلبية أبناء الشعب الى جانب مصلحته فى بناء دولة مدنية ديموقراطية اتحادية معاصرة. يمكن القول أن التيار ديموقراطي في بلادنا يتوزع على اتجاهات عدة تجمعها الكثير من القواسم السياسية المشتركة من بينها قضايا واهداف أجتماعية أساساً الى جانب قضايا سياسية أخرى. ولكن الحديث بشكل عام عن الاتجاهات الديمقراطية التالية في مجتمعنا: قوى ديمقراطية يسارية، قوى ديمقراطية وطنية، قوى ديمقراطية ليبرالية، قوى ديمقراطية قومية، وشخصيات ديمقراطية اسلامية. نسعى في الوقت الحاضر لايجاد أوسع تحالف ديمقراطي لكن الى جانب الاخذ بنظر الاعتبار الحدود بين برامج وطروحات كل أتجاه من هذه الاتجهات الخمسة المذكورة أعلاه لانها قد لا تكون واضحة على الارض وفي الممارسة العملية.
يسعى التيار الديمقراطي الى مواصله العهد الهادف الى استنهاض القوى ديمقراطية العلمانية لما له من وجود موضوعي ودور منتظر في الحياة السياسية وأن مكوناته تشمل أحزاب وشخصيات ديمقراطية وحركات اجتماعية للشبيبة والطلبة والنساء ونقابات ومنظمات المجتمع المدني من داخل العراق وخارجه. في هذا الاطار نسعى جاهدا" لتطوير هذا التيار الى كيان له سماته، ككيان سياسي، معنوي وتعبوي له أهداف مجتمعية و ترسيم الديمقراطية فكرا وممارسة ومؤسسات. من هنا ضمان الانتخابات البرلمانية هدف كبير ضمن هذا التيار وعلينا الاهتمام بمجمل العمليات الانتخابية وعلى جميع المستويات، المحافظات الاقضية، والنواحي، وعلى مستوى الاتحادات والنقابات والجمعيات.
علينا توسيع دائرة العمل الجماهيري والديمقراطي وتكثيف العمل والنشاط بين الفئات والشرائح الجتماعية ذات المصلحة في بناء مجتمع ديمقراطي حقيقي وتحسين الصلات مع منظماتها ورابطها مثل اتحادات النساء والشباب والطلاب. تحتل حشد المنظمات النسوية من أجل الدفاع عن حقوق المرأة في المساواة أهمية خاصة وأعتبار قضيةالارامل والايتام قضية حيوية لتعزيز العدل الاجتماعي والانساني. فيما يخصى توعية الجماهير يسعى التيار لعقد المهرجانات الثقافية والفنية والادبية (سينما، مسرح، شعر،...) والتحقيق على تنظيم الندوات والسمينارات العلمية والاكاديمية بما فيها سمينارات داخل الكليات والمعاهد، واطلاع الرأي العام الوطني عن طريق أصدار البيانات والبرقيات ازاء الاحداث التي تشهدها الساحة العراقية والاقليمية والتركيز على مطالب المواطنين وانتهاكات حقوق الانسان وقضايا العدالة الاجتماعية وتنظيم طاولات وورش عمل تخص البناء الدستوري والتشريعي (مثل قانون الاحزاب، قانون الانتخابات .......الخ) بالاضافة الى فتح حوارات دائمة مع الشخصيات اليسارية والديمقراطية بغية التوصل الى تنسيق فعال في النشاطات الثقافية والميدانية.
أن تشكيل التيار الديمقراطي مهمة اساسية لاستنهاض القوى والشخصيات الديموقراطية وتحويله الى تيار مجتمعي من أجل سيادة القانون وتحقيق مفهوم الدولة المدنية وتحرير المؤسسات من هيمنة الدولة وتعديل الدستور وقانون الانتخابات وسن قانون الاحزاب، وهذا يتطلب وضع اليات لتغير الواقع السياسي والاجتماعي و الى ضرورة العمل الميداني وتحقيق لجان تعمل في هذا الاتجاه والتي تساعد على تعبئة ملايين الناس حتى تكون مرشدا" في المجتمع ....
أن التيار الديمقراطي هو التيار الوحيد القادر على أن يبلور مشروعا" أجتماعيا" وسياسية ونقابيا" ويكون بديلا لمشروع القوى الممثلة للثقافة السائدة والمهيمنة على المشهد السياسي والاجتماعي، هذا المشروع المستند الى نظام المحاصصة الطائفية والاثنية والتي سببت الازمات والكوارث لملايين من المواطنين.
ان مايمنع السمة الديمقراطية الحقيقية للتيار الديمقراطي هو ضرورة حفاظ قوى التيار الديمقراطي على هويتها الاستقلالية ذات المضمون الاجتماعي والعمل في الوقت ذاته في اطار برنامج وطني عام مع القوى السياسية الاخرى، وفي خلال هذه الاستقلالية توفر المناخ المناسب للعمل المشترك وفي صياغة خطاب يميزه عن خطابات التيارات الاخرى وتحويل هذا الخطاب الى قوة مؤثرة في المشهد السياسي من أجل تغيره نحو الافضل.
أن مهمة التيار الديمقراطي ليست قضية ارادوية انما هي عملية مديدة مرتبطة بالواقع وتطوره والقدرة على الربط الجدلي بين المهمات الوطنية والديمقراطية وهذا يفترض اساسا" ابراز الطابع الاجتماعي والطبقي لانه لايمكن طرح بديل سياسي دون بديل اجتماعي . علينا بلوره شعارات ملموسة قادرة على تحويل عفوية حركة الجماهير الى فعل ملموس قادر على التأثير في التوازن السياسي والاجتماعي واستقلال السخط المتعاظم جراء معاناة الملايين وعلى كل الاصعدة، وخلق طليعة سياسية قادرة على ادارة هذا السخط وأغناءه بالمضمون الاجتماعي والسياسي.
بلاغ الشيوعية: ماهي أهمية هذا التيار برأيكم؟ هل يتمكن هذا التيار من لعب دور رئيسي في مستقبل العراق ودفعه باتجاه بناء دولة عراقية مدنية و مجتمع مدني وتقدمي وديموقراطي؟
السيد مؤيد محمد: نذكر بأهمية التيار الديمقراطي في بناء دولة مدنية ودولة منظمات مجتمع المدني وأن عمل ونجاح هذا التيار يعتمد على مدى فاعلية المنضمين تحت لوائه. وعلى الايمان بالديمقراطية ؤفي كيفية ايصال التيار الديمقراطي الى البرلمان وكيفية ايصال معاناة الشعب ومطالب الشعب عبر المؤسسات الحكومية الى البرلمان والسلطة التشريعية والتنفيذية. أن التيار الديمقراطي ضرورى جدا لبناء الانظمة والدولو المجتمع المدني حيث لايمكن خلق دولة منظمات مجتمع المدني بدون تيار ديمقراطي. ان غياب التيار الديمقراطي في البرلمان خطر جدا، صحيح هناك أحزاب تدعي الديمقراطية لكن ليست ديمقراطية في أساليبها وفي ممارساتها. لاتعنى ديمقراطية فقط شعارات. الديموقراطية عمل في صفوف الجماهير في تنظيم مجتمع وفي كيفية تفعيل منظمات مجتمع المدنى، لا المنظمات التى هى عبارة عن واجهات الاحزاب او السلطة او هى عبارة لجهات فئوية وطائفية ومذهبية عرقية وقومية، منظمات مجتمع مدني حقيقي.
ويبقى تفعيل دور هذا التيار الديمقراطي هي مهمة كل من يؤمن بالديمقراطية، والتيار الديمقراطي تيار متفتح ومفتوح الابواب لكل ذوى الاتجاهات الفكرية والعلمانية واليسارية والديمقراطية وما الى ذالك ولكن شرط أن يكون ضمن دائرة الانسانية لكى يصل أهداف هذا التيار في خدمة المجتمع وخدمة الشعب وبغية بناء دولة مدنية متحضرة بكل معنى الكلمة لادولة محسوبية ومنسوبية والطائفية وما الى ذلك.
بلاغ الشيوعية: مامدى تأثير التيار على بناء الدولة ومؤسساتها والفصل بين سلطاتها؟ وهل يتكاتف مع باقي القوى اليسارية والتقدمية لاجل انقاذ المجتمع من الويلات؟
السيد مؤيد محمد: بالتأكيد ان التيار الديموقراطي هدفه الرئيسي والاساسي فصل الدين عن الدولة، ماممكن أن تتطابق أنظمة وقوانين ودساتير دولة متعددة الاثنيات والاعراق والطوائف مع سلطة دين واحدة، ماممكن أن تخضع الدولة للدين ولكن يبقى الدين ممارسة فردية وممارسة اجتماعية ليس سياسية، عزل الدين عن الدولة هى أنطلاق لبناء دولة منظمات مجتمع المدني وليس العكس. بالدساتير الدينية لا تبنى منظمات المجتمع المدني كونها دساتير ضيقة بخلاف الدساتير الديمقراطية التي هي واسعة ومرنة وغير متشدددة، ويبقى هدف التيار الديمقراطي هو عزل الدين عن الدولة. هذه نقطة اساسية لأنه ضمانة لتحرر المرأة كذلك، الدين يحجم دور المرأة لايمكن لشعب ان يتحرر نصفه أسير المطبخ.
#سامال_امين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صوفيا ملك// لنبدأ بإعطاء القيمة والوزن للأفعال وليس للأقوال
...
-
الليبراليون في كندا يحددون خليفة لترودو في حال استقالته
-
الشيوعي العراقي: نحو تعزيز حركة السلم والتضامن
-
كلمة الرفيق جمال براجع الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي ال
...
-
الفصائل الفلسطينية تخوض اشتباكات ضارية من مسافة صفر وسط مخيم
...
-
الجيش اللبناني: تسلمنا مواقع عسكرية من الفصائل الفلسطينية
-
مباشر: حزب النهج الديمقراطي العمالي يخلد ذكرى شهداء الشعب ال
...
-
مظلوم عبدي لفرانس24: -لسنا امتدادا لحزب العمال الكردستاني وم
...
-
لبنان يسارع للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا
...
-
متضامنون مع «نقابة العاملين بأندية هيئة قناة السويس» وحق الت
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|