|
اغتيال الكفائات العراقية
احمد جبار غرب
الحوار المتمدن-العدد: 3241 - 2011 / 1 / 9 - 10:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هدر دماءالكفائات العراقية من قبل عصابات الجريمة المنظمة والارهاب انعطافة بالغة الخطورة كونها تهدد البنى الارتكازية للانسان العراقي الذي يامل له المشاركة الفعالة في عملية الاعمار والتنمية التي سيشهدها العراق بعد تحسن الاوضاع الامنية بشكل كامل ولهذا نرى مراهنة قوى الارهاب والتخلف السياسي على تعطيل عملية البناء اء والتقدم واللحاق بالركب الحضاري الذي تخلفنا عنه كثيرا لانشغالنا بالحروب المجانية والتوكيلية والتي ليس فيها للشعب العراقي لاناقة ولا جمل بل احلام مريضة داعبت خيال من كان يتولى امر الدولة العراقية ..ان الطبيب والتدريسي والصحفي والرياضي ورجل الامن والمهندس والعالم هم عماد الثروة البشرية لكل المجتمعات المتحضرة وهم عندنا يتساقطون الواحد تلو الاخر دون ان يكون للجهات الرسمية ادنى تدخل لحماية هذه الكفائات عبر التنسيق مع الجهات الامنية او وضع برنامج والية تكون فيها الكفائات تحت الحماية الجبرية او تشكيل قوة خاصة لحماية الكفائات العراقية اسوة بقوة حماية المنشائات ولا اعتقد جازما بان المباني والمنشات اهم من الانسان العالم والكفائة لان البناء يمكن ترميمه واعادة بنائه لكن الانسان يصعب تعويضه ان الامم عندما تتعرض للنكبات والاهوال تحاول ان تنهض من سباتها واعادة ديمومتها بالاعتماد على ابنائها وماتملكه من طاقات وثروات بشرية خلاقة وربما تستعين بالخبرات والتكلوجية المستوردة وبشكل مؤقت الا انها لايمكن ان تستغني عن بنيتها العلمية ومواردها البشرية الخلاقة لاعتبارات يدخل فيها عامل الاستقلالية في القرار والسيادة الوطنية والاكتفاء الذاتي وعدم الاذعان السياسي للدول الموردة للخبرات ولايمكن تصور مجتمع خال من الاطباء والمهندسين والصحفيين والعلماء في شتى المجالات كيف سيكون وضع البلاد تلك ؟كيف سيعيش ويبني وينهض؟في حاضره ومستقبله ولدينا نماذج من الامم استطاعت ان تداوي جراحها ولوي المستحيل في سبيل اثبات وجودها والمشاركة الفعالة في البناء الانساني كما حدث في المانيا واليابان وكوريا وجنوب افريقيا والصين وتسامت هذه الدول على جراحها وتخلصت من ارث الماضي الثقيل وسلبياته وانطلقت للبناء والعمران وحولت الفشل في طريقة تفكيرها الى نجاح باهر واصبحت مثار اعجاب الشعوب الاخرى ومثالا يحتذى به وهاهي جنوب افريقيا خرجت من اتون حرب اهلية طاحنة مزقتها خلال عقود مضت فتعالت على الجراح من اجل الخروج من المازق والخطر المحدق بالبلاد والتطلع نحو المستقبل الافضل لابنائها وما هذا كان ليتم لولا وجود قادة تاريخيين كبار وشعب عظيم وارادة دولة كسرت بفضل نضال الشعب الافريقي في تبني مشكلة هذا البلد وحلحلة اوضاعه ..ان حسن النية السياسية والثقة المتبادلة بين القوى الفاعلة على الساحة السياسية العراقية والتفاهم حول المشتركات الاساسية والابتعاد عن الاستئثار بالشعب العراقي عن طريق عن طريق الطائفة والحزب والعرق والعمل بمبدا التسامح والعفو من اجل هدف اسمى وكبير هو بناء العراق ..ان استهداف العقل العراقي هو مؤامرة على الشعب العراقي وارثه الحضاري تشترك فيها عهدة جبهات منها الارهاب القادم من خلف الحدود وقوى الظلام والتخلف التي لاتريد النور والتقدم والدول الاقليمية التي تسعى الى احباط المشروع التنويري العراقي لاسباب سياسية وسايكولوجية وبا الامكانات الهائلة التي تمتلكها ولهذا فهي تعمل بكل ما اتيت من قوة وارهاب لاجهاض هذا الحلم من خلال اغتيال العقول والطاقات العراقية ولكي تنفرد هي لبث سمومها ولتحقيق ماربها والعودة بالعراق الى عصور الانحطاط والتخلف والرجعية ولانها منبوذة على افعالها المشينة من العراقيين نراها تقتل وتبطش خلسة ودون الاعلان عن نفسها ولانها تخشى الشعب العراقي وهذه النوازع التدميرية التي تسيطر على هاجس هؤلاء وهم يعلمون جيدا اذا ما اتيحت الفرصة للعراق للتطور والتقدم دون عقبات سيعانق الثرى وسيتخطى دول من الدرجة الثانية والثالثة وبالتاكيد سيكون المحرك الاقتصادي الاول في المنطقة وخلفه الاشقاء (اليعاريب والعربان)بعد ان خفت بريقهم وصعد نجم العراق وبعد ان يتخلص من الترهل والافات التي تفتك به كالفساد المالي والاداري والطائفية وهذه حقيقة ناصعة لاجدال فيها وستبرهن قوادم الايام على اصالتها ..اذن الزمن الاتي عراقيا رغما على انوف المهووسسين بالقتل والعابثين بامن الناس والقتلة من خلف الكواليس وحاملي شتى اللافتات الدينية منها والطائفية وسائر المسميات الاستهلاكية الاخرى والتي تقتحم الحاجز النفسي دون استئذان وحتما ستدور المكائن وتنور المصابيح ليالينا حتى الصباح وستنقشع هذه الظلمة عن وطننا وستجري الدماء في عروقنا وانسجتنا العراقية املا بحياة رغيدة نعيد مافات وماضاع من سنوات وهذا ليس تفائلا مجردا بالاحوال في العراق انما كل المعطيات تؤكد ذلك
#احمد_جبار_غرب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحجاب..احتشام وجمال ام خضوع وارتهان
-
الابداع والخلفية الاكاديمية
-
ماذا نريد من الاعلام ؟واساليب توجهاته
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|