أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - تبرئة العدليين كرامة إلهية أم إرادة سياسية ؟















المزيد.....

تبرئة العدليين كرامة إلهية أم إرادة سياسية ؟


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 3241 - 2011 / 1 / 9 - 10:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كان لحكم البراءة الذي أصدرته محكمة فاس ليلة 21 دجنبر 2010 لفائدة معتقلي جماعة العدل والإحسان الثمانية الذين تابعتهم النيابة العامة بتهم ( الاختطاف والاحتجاز عن طريق التعذيب، والسرقة الموصوفة باستعمال السلاح والعنف، والانتماء إلى جماعة غير مرخص لها ) ، كان له الوقع البليغ على قيادة الجماعة لما حمله من مفاجأة لم تكن تنتظرها ولا حتى تفترضها . الأمر الذي جعل الشيخ ياسين يعدّ هذا الحكم "كرامة" خص الله بها الجماعة في كلمة استقبل بها المفرج عنهم جاء فيها (وأظهر الله عز وجل كرامة هذه الجماعة ، كرامة يشهد بها العدو والصديق . لم يكن هذا منتظرا لو كان هذا بجهدنا وقوتنا وحيلتنا ما كانت النتيجة أن تكون أحسن من هذا ولا مثيلة له ولا قريبة منه . لكن الأمر كان مدبرا بيد حكيم عليم سبحانه وتعالى ) . والتعامل مع هذه الواقعة يضعنا أمام أسئلة لا سبيل إلى التغاضي عنها :
1ـ لماذا الإصرار على الإساءة إلى المغرب ومؤسساته الأمنية والقضائية باعتماد مساطر وإجراءات تخرق القانون وتمس بحقوق الإنسان ؟ من المؤكد أن حيثيات الحكم بالبراءة على أعضاء الجماعة الثمانية تستند إلى خلو ملفاتهم من قرائن الإدانة ، ومن ثم بطلان المتابعة من أساسها . وفي هذه الحالة يقع اللوم على الطرف المدعي الذي أقام الدنيا ولم يقعدها بادعاء تعرضه للاختطاف والتعذيب على طريقة "تنظيم القاعدة "من طرف المدعى عليهم دون أن يقدم لهيئة المحكمة الأدلة الكافية التي تثبت ادعاءه . ولعل هذا ما استند إليه المهدي عباس بصفته حقوقي ومراقب دولي للمحاكمة في تصريح له كالتالي "هؤلاء المعتقلون .. هم الآن متهمون بتهم لم يتم التأكد من صحتها، هذا دليل على أن المحاكمة سياسية لأن الدولة أعطت كامل الثقة لمضمون شكوى المشتكي الذي لا يتوفر، باستثناء ادعاءاته، على أي دليل على ما يدعيه." ومن المحتمل جدا أن يكون المدعي قد بالغ في تضخيم المعطيات إن لم يكن افتراها ، في إطار تصفية الحساب ، لدرجة أقنعها (= الأجهزة الأمنية ) أن الأمر يتعلق بعصابة مسلحة وذات مخطط رهيب يستدعي المباغتة حتى لا تضيع بعض حلقاته . إذ كان لا بد من التثبت من الشكوى ومراعاة مقتضيات القانون وفق ما نبهت إليه سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش بأن "هناك طريقة صحيحة للتحقيق في شكوى مواطن ضد مواطنين آخرين، باحترام مبدأ قرينة البراءة" . مما جعلها تستنتج "إن عمليات التفتيش والاعتقال فجرا بدون إذن قضائي توحي بأن العدالة ليست من الأولويات" . إن المغرب لما قرر تأسيس هيئة الإنصاف والمصالحة كان ذلك بإرادة سياسية قوية ووعي موضوعي بضرورة القطع مع الممارسات المنتهكة لحقوق الإنسان . وجاء الخطاب الملكي واضحا وحاسما كالتالي ( معركتنا الحقيقية ضد التخلف والجهل والانغلاق. وهذا ضمن إستراتيجيتنا الشمولية المتكاملة الأبعاد بما فيها الجانب السياسي والمؤسسي والأمني المتسم بالفعالية والحزم في إطار الديمقراطية وسيادة القانون.) خطاب 29 ماي2003 .
2 ـ هل تبرئة العدليين عربون تهدئة أم مدخل لإصلاح القضاء ؟ رغم ما تزعمه جماعة العدل والإحسان من كون الدولة تحارب الجماعة "لإذلالها" ، فإن التقرير الذي أصدرته رابطة محاميي الجماعة في موضوع الملفات التي بت فيها القضاء المغربي ، يثبت نقيض هذه المزاعم بدليل أن مجموع الملفات التي صدر فيها حكم بالبراءة على مدى السنوات الأربعة الأخيرة وصلت 85 ملفا دون احتساب ملف المبرئين الثمانية ، في مقابل 121 ملفا بالإدانة . بالإضافة إلى أربعة قرارات صادرة عن المجلس الأعلى تقضي بقانونية جماعة العدل والإحسان وشرعية اجتماعاتها . فإذا كان النظام المغربي يحارب حقا جماعة العدل والإحسان ويريد اجتثاثها ، فهل سيسمح بصدور هذا الكم الهائل من أحكام البراءة لصالح الجماعة التي لا تكف عن اتهام النظام نفسه بالتدخل في أحكام القضاء ؟ أليس النظام الملكي أكثر ليونة في مواقفه وأكثر انفتاحا وتسامحا في تعامله مع الجماعة وهي التي تعلن صراحة أنها لا تعترف بشرعيته وتسعى لإسقاطه ؟ أليس هذا ما أعاد التأكيد عليه الأستاذ عبد العالي مجذوب في مقال له بموقع "هسبريس" كالتالي( لن يقف سقفُ مشاركة الجماعة عند غاية التداول على الحكم، بل سيتعداها إلى الإعداد والاستعداد ليوم تنضج فيه شروطُ التغيير الجذري، الذي سيتكفل بإزالة النظام القديم)؟ أكيد أن التباين في أحكام القضاء الصادرة عن المحاكم المغربية حول نفس التهم الموجهة لأعضاء الجماعة يدلل على ارتباك الدولة ومؤسساتها بما يوحي وكأننا أمام أنظمة قانونية وليس نظام واحد . إذ في الوقت الذي يصدر المجلس الأعلى قرارا يقضي بشرعية الجماعة ، يعلن خالد الناصري ــ وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة ــ للصحافة عقب اعتقال أعضاء الجماعة المبرئين بأن "الموضوع الذي جرى في فاس مؤخراً يتعلق بهيئة ليس لها كيان قانوني... جميع المواطنين مطالبون باحترام القانون والالتزام به، بما في ذلك الحكومة نفسها، والحكم بين الجميع هو الضوابط القانونية" . إن هذا التناقض بين الأحكام الصادرة عن المحاكم المغربية حول قانونية الجماعة سيظل نقطة قوة ترتكز عليها الجماعة في لعب دور الضحية واستدرار تعاطف ومناصرة الهيئات الحقوقية الدولية التي دخلت على الخط في قضية المبرئين الثمانية . ومن شأن هذا المنحى (= نقل قضايا الجماعة إلى الهيئات الدولة ) أن يزيد الجماعة قوة وإصرارا على فرض الأمر الواقع على الدولة ، وأن ينقلهاــ الجماعة ــ إلى وضعية "المحميين الجدد" . وهي الوضعية التي ستوفر للجماعة حماية دولية تجعلها خارج دائرة القوانين الجاري بها العمل مغربيا . وتلك بداية مرحلة "العصيان المدني" الذي يجعله مرشد الجماعة مرحلة متقدمة من مراحل "القومة" ضد النظام .إذن ، وحتى لا تترك الدولة أدنى فرصة للجماعة للاستقواء بالخارج ، يتوجب احترام تطبيق القانون على جميع المواطنين بما يضمن العدل والمساواة . إذن يتوجب على الدولة الحسم بين قانونية الجماعة ولاقانونيتها رفعا لكل التباس . لأن الاستمرار في هذه الوضعية الملتبسة يمنح الجماعة فرصا أكثر للمناورة واستغلال الثغرات القانونية بما يمكنها من الاستمرار في لعب دور "الضحية" والتظاهر بأن الدولة هي من يخرق القانون ويضيق على الجماعة .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب المزدوج لجماعة العدل والإحسان .
- العنف ضد النساء ثقافة وتربية قبل أن يكون سلوكا وممارسة .
- ليكن لمسيرة الدار البيضاء ما بعدها .
- الوجه الإرهابي للبوليساريو .
- ومكر أعداء المغرب يبور .
- ليكن الحكم الذاتي خيارا وليس فقط حلا .
- السعودية وجدية الانخراط في محاربة الإرهاب .
- هل يفلح الحوار الموريتاني في القضاء على خطر الإرهاب ؟
- ساحلستان : إمارة الإرهاب والتهريب .
- وضعية المرأة تعكس مدى نضج المجتمع ووعي نُخَبِه .
- حزب العدالة والتنمية ولعبة الاستفزاز التي لا تنتهي .
- منطقة الساحل والصحراء على خطى الصوملة والأفغنة .
- ولد سلمى القيادي الصحراوي الذي تمرد على عصابة الانفصال .
- من يزرع فقه التكفير يحصد قنابل التفجير .
- من يلعب بنار التطرف تحرقه .
- الحرب الشاملة ضد الإرهاب هي الخيار الوحيد لدحر خطره .
- هل ستتجاوب الأحزاب مع خطاب الملك ؟
- هل ستصير الفتوى سلاح اليساريين ؟
- هل من علاج للعجز الحكومي المزمن ؟
- التمايز بين الحركة والحزب شعار تعوزه الجرأة والمصداقية .


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - تبرئة العدليين كرامة إلهية أم إرادة سياسية ؟