|
كيف ننسجم مع ذاتنا لنستمتع بالسعادة الداخلية
اواصر يوسف خالد
الحوار المتمدن-العدد: 3240 - 2011 / 1 / 8 - 23:45
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الجزء الثاني. القيمة الذاتية و الثقة بالنفس. كيف ننسجم مع ذاتنا لنستمتع بالسعادة الداخلية
لقد افرزت البحوث الحديثة ان الانسان يولد مع بعض الصفات والقابليات التي تميزه عن الاخرين منذ اليوم الاول، كما اكد ذلك البحث الذي شمل اكثر من مائة طفل بعمر السنة مع امهاتهم، بان العامل الاكبر الذي يؤثر على مقدار المرح والحيوية عند الانسان هو وراثي يولد معه، وان الانفعالات السلبية يتعلمها الانسان من التربية. (البحوث الجديدة في علم النفس ـ جامعة اوغوس)ـ وفي نفس السياق فقد اكد العالم الاميركي توماس بوكارد في دراساته حول بناء وتطور الشخصية واختلافها عند التوائم، انها تعتمد بدرجة كبيرة على العوامل الوراثية بدرجات متفاوتة وكما يلي:ـ ٥٤ ٪ من الصفات الخارجية والداخلية ٤٢٪ من الصفات العدائية او اللطف ٤٨٪ من صفات المزاج والعصبية، الحساسية ٥٧٪ من الانفتاح والانغلاق امام التعرف على الاشياء الجديدة كما اكد ان التربية والبيئة المحيطة تؤثر بشكل كبير على القيمة الذاتية وبناء الشخصية وخصوصا في السنوات العشرة الاولى هناك بعض الصفات تظهر عبر مراحل تطور الطفل اللاحقة وتبنى عليها الكثير من التجارب والمعارف لكي تصبح بعد ذلك صفة واضحة من صفاته، مثل موهبة الرسم او النحت او الموسيقى او الابداع في مجال علمي او رياضي اوغيرها. وكثير من الناس جرب ان اكتشف صفة فى داخله وطورها، وخصوصا عندما احيط باجواء مشجعة، وتتملكنا الفرحة حينها وينتابنا التعجب من هذه الموهبة المفاجئة، وقد تصبح هذة الموهبة مفتاح الى طريق النجاح فيما بعد. كل الصفات منذ الولادة وتلك التى تظهر فيما بعد تدخل كعناصر اساسية في بناء القيمة الذاتية وبالتالى تشكّل ملامح شخصيتنا خلال حياتنا نستمر في تعلم القدرات والمهارات مثلا الرقص، العمل، القراءة والكتابة والسباحة وغيرها الكثير، التى تعزز من قيمتنا الذاتية وتعطينا الثقة بالنفس وبالتالي تشعرنا باننا قادرين على عمل هذا الشى او ذاك. مثلا يحس الشخص انه شاطر في مجال معين، قادر على لعب كرة القدم، يستطيع ان يقارن كفاءته مع الاخرين، يحترم العمل الذى يقوم به ويحترم فى نفس الوقت اعمال الاخرين، يعرف انه جيد في هذا المجال او ذاك، وان الاخرين يقيمون ادائه ان الجدير بالذكر ان كل المهارات تبنى فوق الصفات التى ولدنا بها او التى تظهر لاحقا. صفاتنا هي الحجر الاساس والداعم القوي لمهاراتنا وكفائتنا طوال حياتنا. ـ ان العوامل الوراثية لها دور كبير في صفاتنا، ولذا فان قبولها واحترامها كما هى شيء مهم جدا. من المهم دائما تذكر اننا مختلفون وكل منا متفرّد بما لديه من صفات وقدرات، وان قبول الاخر كما هو والاقرار بتميّزه واختلافه عنّا في نفس الوقت الذي نحترم في ذاتنا وتميّزنا عنه هو اساس السعادة والاسترخاء الداخلي من الضروري ان نؤكد هنا على ان الاحترام الكامل لجميع صفاتنا تجعل القيمة الذاتية عالية و موزونة وتجعلنا متصالحين فى اعماق انفسنا ان الاحساس بالراحة والسعادة يعكس الاحساس بالقوة من الداخل. ان قوّة الانسان تنبع من شكل ملامحه، قوة مشاعره ومواهبه التى تحتاج الى التدريب والمعرفة، كلها تضيف ملامح اخرى الى الشخصية. ان الشخص الذى يتجانس مع ذاته ويتعامل معها باحترام وحب يستطيع فى نفس الوقت ان يتعامل مع الاخرين بنفس الاحترام ونفس الحب. انت لا تقارن وتتسابق طول الوقت مع الاخرين، وانما لديك الاحساس والاحترام الكامل فى داخلك بانك متميز في مجالك حتى لو جاء شخص اخر واظهر كفاءة اخرى ربما افضل مما تقوم به في النهاية يجب القول انه من الضروري التدرّب على التامل والتوقف المستمر لاعادة التقييم الايجابي حول امكاناتنا الداخلية واحترام ذاتنا واحترام الاخرين كما هم، لكى نحصل في النهاية على الراحة الداخلية. ان التامل والتذكر اليومي حول تقييمنا لذاتنا وتقييمنا للاخرين هو موضوع جدير بالاهتمام والتحاور واشراك الاصدقاء والمقربون حوله، انه يحتاج الى وقت وتدريب يومي، مثلا السؤال:ـ هل انني اعمل هذا الشىء او ذاك من اجل نفسي او ارضاءا للاخرين؟ هل انا صادق مع نفسي ام ان ما اقوله او افعله من اجل ارضاء الاخرين؟ فى الاعداد اللاّحقة سوف نتعمق اكثر فى ايجاد الحلول المناسبة للاسئلة التي تدور حول المشاكل والمعوقات التي تمنعنا من تحقيق حاجاتنا النفسية وتوازننا الداخلي. كذلك التطرق الى مواضيع اخرى مهمة تصب في هذا الموضوع مثل.ـ ـ الخجل. ـ لوم النفس ومحاسبتها ـ اذى النفس وتجريح الذات. ـ الخوف من التقرب من الاخرين. ـ النظرة السلبية لكل مايحيطنا. ـ الغيرة السلبية. ـ التحدث عن الاخرين وايذاءهم بالكلمات والتحرشات. ـ محاولات الانتحار. ـ الكذب المستمر. ـ اشكال مختلفة من سوء معاملة النفس. ـ المبالغة في محاولة الحصول على التاكيدات والمدح من الاخرين. ـ الشعور بالوحدة. ـ تجنب النظر في عين المقابل اثناء الحديث. ـ السعى الى شراء الاصدقاء. ـ الكسل فى اداء الاعمال. ـ العنف فى التصرفات والمعاملة ـ اضطرابات الهضم. الى اللقاء في العدد القادم حيث اننا سنتطرق الى الادوات والطرق التي تساعدنا على رفع قيمتنا الذاتية لكي نستمتع بمواهبنا واوقاتنا بسلام وامان داخلى
#اواصر_يوسف_خالد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القيمة الذاتية والثقة بالنفس - الجزء الاول
المزيد.....
-
دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك
...
-
مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
-
بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن
...
-
ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
-
بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
-
لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
-
المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة
...
-
بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
-
مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن
...
-
إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|