أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير قوطرش - المشروع القومي العربي وانفصال جنوب السودان














المزيد.....

المشروع القومي العربي وانفصال جنوب السودان


زهير قوطرش

الحوار المتمدن-العدد: 3240 - 2011 / 1 / 8 - 21:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



من المؤسف حقاً أن نقرأ ونسمع من بعض مفكري المشروع القومي العربي ,ما يكتبونه ,وما يصرحون به من خلال الفضائيات ,حول موضوع انفصال جنوب السودان عن شماله ,الذي وبغض النظر عن أرائهم الغريبة والعجيبة هو خطوة حضارية ,تم الاتفاق عليها بين نظام الحكم في الشمال الذي جاء إلى الحكم في الانتخابات الأخيرة بطريقة ديمقراطية ,وأيضاً الحكم في الجنوب الذي استلم مقاليد السلطة بعد انتخابات ديمقراطية.
وبنتيجة اتفاقيات سياسية موقعة بين الطرفين وبرعاية خارجية أو داخلية ,تم الاتفاق على الاستفتاء في الجنوب ومباركته.
لماذا يتباكى المثقفون القوميون ,ويعتبرون ذلك خطوة تآمرية هدفها تقسيم الأمة العربية إلى دويلات من قبل الصهيونية وأمريكا.
كنت أتوقع من المثقفين القومين أن لا يعلقوا فشل مشروعهم القومي في السودان الآن على القوى الخارجية ,والسبب في ذلك أن القوى الخارجية ,لا تتدخل إلا إذا سنحت لها الظروف والعوامل للتدخل بفعل سياسة خاطئة للحكم في الدولة المعنية أو بفعل فكر إقصائي للمثقفين في الوطن للمكونات القومية والاثنية .
سؤالي الذي أطرحه دائماً ,أين كان وأين هو... المشروع القومي العربي الممثل بمثقفيه ,عندما همشت أو تهمش كل المكونات القومية والإثنية التي تعيش في الوطن العربي ,أين كانوا عندما أُعلنت الحرب الجهادية العربية الإسلامية من قبل حكومة الشمال على الكفرة من أهل الجنوب(بمباركة عربية) ,وراح ضحيتها مئات الألوف .
في أثناء هذه المرحلة كانت وعلى أرض الشمال تعقد الندوات والمؤتمرات من قبل المفكرين العرب والإسلاميين ( المؤتمر العربي والإسلامي) لدعم هذه الحرب ومباركة إخضاع الجنوب لسلطة الشمال.وقد حضرت أنا شخصياً واحدة من هذه المؤتمرات ,وقد شاهدت بأم عيني وسمعت ما يقوله جهابذة الفكر القومي والإسلامي الذي كانوا يفضلون تطهير الجنوب عرقياً حتى يحافظوا على وحدة السودان العربية والإسلامية .
من خلال زياراتي المتكررة للسودان ,وتعرفي على أهل السودان الذين هم براء من سياسة الإقصاء والتهميش,لكنهم مع كل أسف اضطروا إلى الخضوع لسياسات الأنظمة الحاكمة ,مثلهم مثل كل الشعوب العربية ,الذين لا حول لهم ولا قوة.
كان الجنوبيون منهم يؤكدون لي مقولة لخصت كل هذا الصراع بقولهم :
( العرب يكرهوننا) ......(المسلمون يكرهوننا)
لم يقل أحد منهم أنهم هم يكرهون العرب أو يكرهون الإسلام ,بل المسلمون يكرهوننا.
هذه هي الحقيقة المرة ....الكره من بعض مثقفي المشروع القومي العربي والإسلامي , كرههم حتى في أوطانهم لغير العربي والإسلامي.....والكره الذي أعنيه ,ليس التصريح بالكلام ,أبداً ...بل هو الدعوة إلى تهميش هذه المكون الذي في كثير من الأحيان هو الأصل على هذه الأرض ,وعدم الاعتراف بالحقوق القومية والاجتماعية له ,تحت حجة الخوف من الانفصال .
سينفصل الجنوب ...وهذه حقيقة لا ريب فيها . والمهم الآن ماذا بعد الانفصال!!!!!
هل سيحارب الفكر القومي العربي الجنوب ويعزله لأنه انفصل عن الجسم العربي,أم سيسعى للضغط على الشمال ,من أجل المساعدة لقيام دولة الجنوب لكي تستقل بشكل حقيقي وفعلي وتبني دولتها الديمقراطية بمساعدة الشمال حتى ولو كلف هذا الكثير من التضحيات , ومن ثم خلق كيان متعاون له وجوده المستقل ,تربطه مع الشمال والدول العربية اتفاقيات سياسية واقتصادية هدفها تحقيق مصالح كل الأطراف.
في الختام ....أتوجه إلى أصحاب المشروع القومي العربي والإسلامي ,وإلى أنظمة الحكم ... بكلمة صادقة ...انتبهوا... البداية في السودان وسوف يتكرر مشهد الاستفتاء والانفصال على مساحة الوطن العربي إذا لم تتحقق في بلداننا.....الحرية ..والديمقراطية.... والعلمانية ...والفيدرالية باتفاق الجميع إذا لزم الأمر ,وبذلك سيتم تفويت الفرصة على أعداء الوطن ,وستتم المحافظة على الوحدة السياسية .



#زهير_قوطرش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرض التوحد والخوف عند السلفيين والوهابين الإرهابين
- حكم مشاركة الكفار أعيادهم.
- عاشوراء ,والحسين .ورفض التوريث
- السلطة في السودان هي السبب
- الخوف من الثورة المخملية.
- تنظيم القاعدة ...الأمريكي
- جاسوس ومعارضين
- صدق الكاتب الحر ميشل كيلو
- رمضان بين اليوم والأمس
- الفقراء
- اتركوا لهنَّ ...الحجاب والنقاب والبرقع
- صورة حمار
- لا تقتلوا حرية الأطفال وكرامتهم.
- نفس الكلاب يقتل بكتريا الهيلوكوباكتر
- عيداً للحرية (في ذكرى سقوط شهداء قافلة الحرية ) معدل
- عيد للحرية ...(في ذكرى سقوط شهداء قافلة الحرية)
- طبيعة النظام المصري والتغير(رأي شخصي)
- الحب والوفاء
- خطيئة شرف
- الشهيد سردشت عثمان


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير قوطرش - المشروع القومي العربي وانفصال جنوب السودان