أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - الاستفتاء والحصار















المزيد.....

الاستفتاء والحصار


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 210 - 2002 / 8 / 5 - 01:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


 

الفرق بين ادراة بوش وادارة صدام حسين هو ان الاول يستغل الاعلام كأداة قاهرة في فرض الحماقة على المجتمع الامريكي اما الثاني فيسخدم اساليب التنكيل والارهاب في فرض حماقتها على المجتمع العراقي . وحالما تعالت الاصوات ضد السياسات الامريكية خاصة رسالة المثقفين الامريكيين الى نظائرهم في اوربا قبل شهر حيث فضحوا الفردية والانانية وبشاعة سياسة ادارة بوش في فرض هيمنتها على العالم .حاولت  تلك الادارة  الاستفادة من اساليب ادارة صدام حسين عن طريق المحاولة لاعداد الارضية لسن قوانين وقرارات في كم افواه منتقدي بوش .

 والسخرية تكمن حينما تهاجم جريدة الثورة الناطقة الرسمية لحزب البعث الحاكم في بغداد ادارة بوش لقمع منتقدي سياستها واتهامها بالمكارثية الجديدة . ولعل نظام صدام حسين وحزبه البعثي الفاشي ينظر الى قوانينه وقرارته بدء من تذويب معارضيه في احواض الاسيد ومرورا بقطع الاذان وقطع الرؤوس وتعليقها بشكل علني وانتهاءا بتبيض السجون عن طريق الابادة الجماعية، نموذجا كي تحتذى به الانظمة الحاكمة . ولا يدرك المرء هل ان نقد نظام صدام حسين لادارة بوش المكارثية حقا هي استخفافها وتحقيرها وازدرائها من هذا "النظام الديمقراطي" ام هو استخفاف بعقول العراقيين عندما كان يردد صدام حسين نفسه ورفاقه في الحزب البعث العربي قبل عشرات السنين بأن الشعب العراقي لا يستوعب "الديمقراطية" الان فمن الصعوبة تطبيقها حتى ينضج الشعب. وهنا تأتي معضلة اخرى يصعب استيعابها وهي هل هو المقصود بالنضوج هو نضوج رؤوس العراقيين كي  يتم قطفها ام ان الشعب العراقي لا يبلغ سن النضوج ما دام هذا النظام الدموي في سدة الحكم ؟

ومن هنا نستطيع ان نفهم ما هي الفلسفة القائمة في اجراء استفتاء في العراق في الشهر العاشر المقبل من هذا العام على صدام حسين . فحزب البعث الحاكم بقيادة صدام ليس مقتنعا بالانتخابات الرئاسية لانه ليس هناك  من له اللياقة الكاملة في ترشيح نفسه مقابل صدام حسين ومن له القدرة في ترويض المجتمع العراقي اكثر من صدام حسين نفسه . لذا يجري في العراق عملية الاستفتاء وليس الانتخاب كي لا يحرج العراقيين عندما لا يجدوا غير منافس واحد لا يقهر!

ويمكن ان نسمي الحزب البعث بتدشين عملية الاستفتاء في التاريخ الحديث للمجتمع العراقي عندما نظمها لاول مرة في عام 1995 وحصل بموجبها صدام حسين على 99,9% من الاصوات . اي ان عملية الاستفتاء هي من "تداعيات مرحلة الحصار الاقتصادي وتحدي امريكا والصهيونية العالمية"

والاستفتاء الذي جاء بدلا من كلمة المبايعة ( كانت تنظمها نفس الحزب البعث الحاكم قبل حرب الخليج الثانية ) لتكيفهها مع متطلبات وظروف العصر ، هو الرد على الاعلام الامريكي وتهديدات بوش  لاطاحة صدام حسين . انها رسالة الى الادارة الامريكية مفادها ان نظام صدام حسين هو الوحيد القادر على ادارة زمام المجتمع العراقي بالحديد والنار ،رغم اثني عشر عاما من سنوات عجاف في حياة العراقيين ورغم انه الطرف الاساسي في ادامة الحصار الاقتصادي الذي اودى بحياة عدة اجيال من الاطفال العراقيين . رسالة تقول فيها ان سنوات الجوع كانت من صالح نظام صدام حسين لاطالة عمره .رسالة تؤكد فيها ان التهديدات العسكرية الامريكية والقصف اليومي للمدنيين اعطى مبرر لهذا النظام في ابتكار احدث انواع التنكيل بالمعارضين "فقطع الاذان ووشم الجباه وقطع عظم الكاحل وقطع الرؤوس هي من هباة وعطايا سنوات الحصار الاقتصادي". رسالة تردد فيها ان مؤتمرات المعارضة العراقية وضباطها الفاشيين الذي تربوا في احضان هذا النظام ثم  انشقوا عنه،مهما اغدقت الاموال عليهم من قبل "السي اي اي والانظمة الرجعية في المنطقة " لن يكونوا بديل افضل من النظام الحاكم في بغداد.

وما يزيد المشهد درامتيكيا عندما يصرح عدي صدام حسين قبل ايام "الذي ضاعت بطاقته التموينية قبل 9 سنوات" في المجلس الوطني:يجب توفير الحاجات الاساسية للناس واشعارهم بالامن كي لا يستغل العدو العامل النفسي ويجيره لصالحه في ظروف الحرب. اي بعد اثني عشر عاما  يكتشف عدي صدام حسين انهم لم يوفروا الحاجات الاساسية للناس وانهم تنصلوا من جميع مسؤولياتهم تجاه المجتمع العراقي .ولم تكن ظروف الجوع والمرض ونقص الادوية وابتعاد الانسان العراقي عن المدنية التحضر والهروب الى الغيبيات والدين والخرافات في ظل الحصار الاقتصادي والتهديدات اليومية لسلامة وامن الجماهير من قبل امريكا خلال اثني عشر عاما من الحاجات الاساسية للناس ما دامت التهديدات لم تكن تهدد النظام والاطاحة به!

فعندما يجري استفتاء على جلاد قل نظيره في التاريخ ويمسك بيده ارزاق الناس وقوتهم اليومي وقوت اطفالهم وجلاد آخر يبث في قلوبهم الرعب عن طريق تهديديهم وشن الغارات الجوية اليومية عليهم ....

ماذا يتوقع المرء ان تكون النتيجة  !



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة الامريكية والسيناريو المظلم للمجتع العراقي
- تحالفات المعارضة العراقية والمشروع الامريكي والمجتمع العراقي
- شباب العراق وقود التيار القومي
- الحزب الشيوعي العراقي والحصار الاقتصادي
- الارهاب في الفكر القومي
- ثقافة العنف وثقافة حقوق الانسان ..حقوق الانسان من منظور الحز ...
- امريكا والمعارضة العراقية في مأزقهما الاخلاقي
- العولمة واليسار..ملاحظات اولية
- لوبان وهايدر.. شارون واوروبا دروس في الانتخابات والعنصرية
- قمة بيروت بين الحالمين والرابضين والمنهارين
- مآثر صدام حسين في ظل الحصار الاقتصادي و"العدوان الامريكي الغ ...
- الهزيمة السياسية لمرة أخرى
- استراتيجية الارهاب والارهاب المضاد
- إلى نساء الجالية العربية والعراقية بمناسبة يوم المرأة العالم ...
- هل نزار الخزرجي اوفر حظاً من حسين كامل ؟البديل الكاريكتوري
- شباط 8 عروس المجازر
- ملف الحصار وتناسي آلام العراقيين
- مهامنا الاخلاقية والسياسية تجاه القضية الفلطسنية
- جمعية حقوق الانسان العراقية و"الاصطياد في الماء العذب" !
- الجالية العربية بين مطرقة الحكومة الكندية وسندان التيارات ال ...


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - الاستفتاء والحصار