أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير ظاظا - وادي التيم















المزيد.....

وادي التيم


زهير ظاظا

الحوار المتمدن-العدد: 3239 - 2011 / 1 / 7 - 13:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تحية طيبة للقائمين على هذا الموقع الحر الأبي، لم أكن اتوقع أن أحظى يوما بملتقى يضم كل هذا التنوع المتميز، ولا شك فإن هذا يعني وجود إدارة نخبوية ترعى وتدير شؤون الموقع
وانا أدعو كل المشاركين في هذا الموقع بمختلف نزعاتهم أن يصغوا إلي قليلا، ويقرأوا مشاركتي هذه.
كانت قد انطلقت في الربع الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي حركة إصلاح امتدت حلقاتها في كافة أرجاء السلطنة العثمانية يقودها الصدر الأعظم (أي رئيس الوزراء) سعيد حليم والشاعر ضياء، والصحفي المتنور أحمد مدحت، وتدعو إلى ضرورة مراجعة ما يقال عن محمد والإسلام، وانضم لاحقا إلى هذه الحركة شكيب أرسلان ومحمد إقبال، والأمير عمر طوسون. وسفير إيران في روسيا ميرزا رضا.
وقد حظي اثنان من هؤلاء بمرثيتن لإقبال من روائع إقبال الخالدة: الشاعر ضياء، والصدر الأعظم سعيد حليم، أما ضياء فخلاصة قصيدة إقبال فيه خطبة بين يدي محمد (ص) على إثر الفتنة التي كادت أن تودي بضياء لما أنكر قصة زواج النبي (ص) من صفية بنت حيي بن أخطب (سيد بني النضير) وقال (إن سيرة ابن إسحق كتبت بقلم حاقد على محمد) وكان النبي (ص) قد قتل أبا صفية وأخاها وعمومها وزوجها صبرا (أي قطع رؤوسهم) ونصب خيمة جوار الرؤوس ودخل عليها وهم يشخبون بدمائهم
أما سعيد حليم (وأبوه إبراهيم حليم الابن الثاني لمحمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة ومولده في أسطنبول سنة 1865م) فقد حظي من إقبال بأرفع أوسمته في ملحمته الخالدة (جاويد نامه ص140): ويذكر فيها أن جلال الدين الرومي قدم له سعيد حليم وجمال الدين الأفغاني قائلا: (إن الشرق لم ينجب أفضل من هذين الرجلين في القرن التاسع عشر، فلقد تمتع كل منهما بفراسة لا تبارى وتولت أناملهما حل مشكلاتنا. هذا هو سيد السادات مولانا جمال ، في كلامه سحر يبعث الحياة في الحجر والصلصال، وهذا قائد الترك (حليم) المحزون أفكاره في مثل سمو منصبه، إن الصلاة مع هذين الرجلين طاعة حقيقية، ولو أن ثواب هذا العمل "الصلاة" هو الجنة) ولما دخلت الجيوش البريطانية القسطنطينية سنة (1919) وألقت القبض على سعيد حليم، ونفي إلى جزيرة مالطة، ثم عاد الإنجليز فأطلقوا سراحه بعد عام، واختار الإقامة في روما، وفي (6) ديسمبر سنة (1921) أطلق أرمني متعصب النار عليه فأرداه قتيلا في العاصمة الإيطالية روما. وحمل بعد مقتله إلى الأستانة ودفن في ضريح السلطان محمود.
قضيت البارحة كل يومي في البحث عن قبيلة عربية ضائعة اسمها (تيم الأدرم) وتيم الأدرم هذا هو أخو لؤي بن غالب جد النبي (ص) فرأيت البلاذري قد انفرد بتسمية أبنائه وتوسع في ذلك توسعا يثير الارتياب ؟ في جانب سكوت النسابة المريع واختزالهم المشبوه لترجمة أبنائه، ثم رأيت ابن الأثير يذكر أن تيم الأدرم انقرضوا أيام خالد القسري المتوفى سنة (126) قال في الكامل في ترجمته للؤي بن غالب: (وله أخوان، أحدهما تيم الأدرم والآخر قيس، ولم يبق منهم أحد، وآخر من مات منهم في زمن خالد بن عبد الله القسري، فبقي ميراثه لا يدرى من يستحقه. وقيل: إن أمهم سلمى بنت عمرو بن ربيعة، وهو يحيى بن حارثة الخزاعي)
ويذكرأمير البيان شكيب أرسلان في الحلل السندسية: أن في البلاد الساحلية بين دانية والقنت بلدة يقال لها "بني دورم" قال: (والغالب على الظن أنها لفظة محرفة لعل أصلها بني دارم فان هذا اسم معروف عند العرب .. ويجوز أن يكون بني الدرم وهو جمع الأدرم وبنو الأردم حي من قريش الظواهر وهم بن غالب بن فهر بن مالك قيل له الادرم لأن أحد لحييه أنقص من الآخر. ويوجد في العرب بنو درماء أولاد عمرو بن عوف ابن ثعلبة بن سالامان بن ثُعل الطائي ودرماء أمهم وهم بالشام بقلعة الداروم وما يجاورها وهي قلعة بعد غزة للقاصد إلى مصر).
وما يهمني هنا من أخبار (تيم الأدرم) أنه لم يعتنق الإسلام من أبنائها سوى رجل واحد هو (عبد العزى) أو عبد الله بن خطل وهو المراد بالحديث النبوي (لا يقتل قرشي بعد هذا صبراً) لأنه سرعان ما ارتد وجعل داره مسرحا لهجاء رسول الله (ص) تكتب الشعراء له الأهاجي في رسول الله وتغنيها في بيته قينتاه سارة =أو أرنب= وفرتنى .
قال البلاذري:
قتل يوم فتح مكة وهو الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لقي ابن خطل فليقتله وإن كان متعلقاً بأستار الكعبة، وكانت له قينتان تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانتا تسميان أرنب وفرتنا، وكان ابن خطل أبوهلال شريفاً، مدحه عتبة بن ربيعة بن عبد شمس فقال:
كانّ أبا الأخطال في الروع تتقى = به عصل الأنياب عبل مناكبه
هوت أمّه ما كان أحسن وجهه = وأمنعه للضّيم ممّن يحاربه
هو الأبيض الجعد الذي ليس مثله = بسوق عكاظ يوم تأتي حلائبه

وهذه الأبيات لا تقل في بشاعتها عن قصة زواج النبي من صفية، ولا شك عندي أنها من صنيع زنديق متضلع من الإلحاد، لأنه اختار عتبة بن ربيعة فنسبها إليه، (ولا يعرف عن عتبة أنه كان شاعرا، ولما رأى ديار مكة خواء تمثل بشعر أبي دواد الإيادي) فلماذا اختار الراوي عتبة، ليس لأنه والد هند (أم معاوية وآكلة كبد حمزة) بل لأن سيرة عتبة مصنوعة بطريقة ترغم القارئ على أن يقف مكتوف الأيدي أو أن يقول كما قال ضياء، فقد كان عتبة كبير قريش في مكة ويقال في سيرته أنه خرج يوم بدر ينهى المشركين عن قتال محمد فكان أول من قتله المسلمون، وكان أبو العلاء المعري أول من سخر من هذه القصة فقال:
إذا أنت عاتبت المقادير لم تزل = كعتبة أو كالأخنس بن شريق
كأن بريقا لامرئ القيس لامعا =أغص جميع الشائمين بريق
وهو والد أبي حذيفة بن عتبة الذي كان يوم بدر في صفوف محمد، وتسرد سيرته للتدليل على رضى المسلم بقتل أبيه في سبيل الله.
وسالم مولى أبي حذيفة صاحب الأخبار المشهورة كان عتيق أبي حذيفة هذا، واستشهد أبو حذيفة في اليمامة وترك ولدا صغيرا اسمه محمد، كفله عثمان بن عفان ثم كان أول الخارجين عليه في مصر (كما تقول الأساطير المنظمة) وعتبة أيضا والد أم كلثوم إحدى زوجات عبد الرحمن بن عوف وأم ثلاثة من أولاده، وأشهر أخبار عتبة أنه هو الذي ضرب أبا بكر (ر) بحذائه لما رآه يخطب في الدعوة إلى الإسلام.
وإذا أحسنا الظن في من نقلوا إلينا هذه الأخبار بعجرها وبجرها لم نر إلا أن نقول ، إنهم جمعوا كل ذلك ليقرأوه إلا أنهم لم يجدوا فسحة من الوقت لقراءته، وبقي حتى اليوم مجموعا في الكتب لا يعرف أحد من الذي افتراه، وإن كانت الغاية من ظاهرة كالشمس في رابعة النهار
قلتم: لنا في الهدى رسول = قلنا نعم هكذا نقول
وما نقلتم لنا حديثا = إلا الذي تأنف العقول
إن الذي وحيه سبانا = كأنه في الحديث غول
عيوننا من مخرفيه = يكاد يودي بها الذهول
عني خذوا: اثنان مسلموكم = تغذوهما منهما أصول
الماجد العارف المربى = والأبله الساقط الجهول



#زهير_ظاظا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير ظاظا - وادي التيم