أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - الأموات يحكمون الأحياء














المزيد.....

الأموات يحكمون الأحياء


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3239 - 2011 / 1 / 7 - 08:21
المحور: المجتمع المدني
    


كان الحُكامُ فيما مضى يحكمون وبيدهم السيف والبندقية والعصا كطريقة حكم وسيطرة, واليوم الحاكم المدني يحكم وهو متسلح بأعتى نظريات الحكم تطورا وتقدما, فالحاكم في الدول المتقدمة يحمل أرقى أنواع الشهادات في فن الحكم بعكسنا نحن المتخلفين في العالم الثالث الذين يحكمونا الحكام وبيدهم الأسلحة والقنابل والطائرات والصواريخ والتي يستخدمونها لإرسال رسائل التهديد اليومية لنا, وطريقة الحكم اليوم تخضع لنظريات علمية واعترافات بها ويكون من شروطها عدم المساس بحقوق الإنسان.
واليوم أي حاكم سياسي يحكم لفترة محدودة لا تتجاوز الأربع سنوات أو ثمانية على أبلغ تقدير وبعد ذلك يحمل حقيبته ويقول كلمته الأخيرة (وداعا) يا شعب ووداعاً يا أمة ووداعا يا برلمان ويعتبره الشعب في عداد الموتى رغم أنه حي أي أنهم يعتبرونه سياسيا قد انتهى أجله وبنفس الوقت يفعل له الشعب حفلة الوداع الأخيرة ويجلس حاكم آخر على كرسي الحكم خلفاً لسلفه , وقد يغادر الحاكم دون أن يتخذ أي مخالفة قانونية أو دستورية في حق شعبه ذلك أنه يغادر لمجرد أن الشعب يريد أن يرى حاكما آخر ولكننا الوحيدون الذين يرتكبُ فينا الحاكم مئات المخالفات القانونية والدستورية ويعلق لنا المشانق ويفتح لنا أبواب السجون من أجل أن ندخلها ومع ذلك يبقى الحاكم جاثما على صدورنا, والحاكم ليس شرطا أن يكون سياسيا وبيده الدستور فقد يكون الحاكم منظرا اجتماعيا ينظر للناس طريقة حياتهم ومعاشهم وتربيتهم لأولادهم وهذا الحاكم تنتهي فترة حكمه لمجرد اختلاف العصر واختلاف الرؤيا واختلاف المزاج لذلك يغادر الحاكم الاجتماعي مقر حكمه ليخلف حاكم آخر بمزاج عصري آخر.
وفي كل بيت عربي ألبوم من الصور والذكريات لكبار المفكرين الذين يحكمون حياتنا وهم في قبورهم فهذا المفكر ما زال حيا ويرينا طريقته في لبس ثوبه وثوب زوجته..وذلك المفكر ما زال حرا طليقا في طريقة حكمه لنا وتربيتنا لأولادنا ونحن نتبعه ونضرب أولادنا وهم في سن العاشرة والتاسعة من أعمارهم..وذلك المفكر ما زال يحدد لنا ما نأكله وما نشربه من أطعمة وله مذاقه الخاص المفروض علينا منذ مئات السنين..وذلك المفكر له طريقته الخاصة في النوم مع زوجته ونحن نقلده طوعا وكراهية ولا نحيد عن دربه وطريقته في الجنس..وذلك المفكر يجلس على العرش الديمقراطي وله وجهة نظر في الحرية نحن نتبعه فيها ولا نخالفه.

نحن الوحيدون في العالم الذين نحتفظ بالموتى أحياء فيما بيننا , فهم يحكمونا وهم في قبورهم, وهم متواجدون معنا في كل مكان في البيت وفي المدرسة وفي الشارع وعلى الأرصفة وأمام أبواب الدكاكين وهم متواجدون في غرف نومنا ويحددون شكل العلاقة بيننا وبين أزواجنا وهم يخططون لمستقبلنا وحاضرنا, الأموات يحكمون وهم في قبورهم وهم نائمون ومضطجعون على جنوبهم أو وهم نائمون على ظهورهم ووجودهم مسليا بالنسبة لنا وحالة اللامعقول في حياتنا أصبحت ظاهرة يومية وطريقة حياة نعتاد عليها, ولا يوجد شعب آخر يحكمه الموتى إلا نحن فغيرنا الأحياء يموتون وتنتهي فترة حكمهم وهم ما زالوا يشربون الماء ويتنفسون الهواء ويأكلون الطعام ومع ذلك تنتهي مدة حكمهم ويسقط عرشهم في غضون سنتين أو أربعة سنوات إلا نحن فما زال الأموات منذ 1000 عام يحكموننا وكأنهم أحياء, فحكم الموتى في كل مكان..رائحتهم تنبعث في كل مكانٍ يمرون به وهم يحكمونه.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو أداة تمني
- الصحافة تلعب دور البوليس
- في العام الماضي
- واو القسم
- ملاحقة المهنيين
- الحق على مين؟
- الإنسان البليد
- الأم هي أول مدرسة
- هلوسات
- أصوات مزعجة
- كل عام والعالم بخير
- من يمثل الفكر الإسلامي!
- الانسان مثل الساعة
- روح الفنان
- مفاهيم مقلوبه
- سقوط أمي
- اقرأ تفرح جرّب تحزن
- مواطن أمريكي
- انحلال الشعور(1)
- الفصام السخيف


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - الأموات يحكمون الأحياء