أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف أوبجا - الحركة الأمازيغية ومحاولات الإجابة عن متطلبات الوضع الراهن: القسم الثاني














المزيد.....

الحركة الأمازيغية ومحاولات الإجابة عن متطلبات الوضع الراهن: القسم الثاني


يوسف أوبجا

الحوار المتمدن-العدد: 3239 - 2011 / 1 / 7 - 00:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إضافة إلى ما عرجنا عليه في القسم الأول من هذه المقالة بخصوص البدائل المطروحة في الجانب البرنامجي في بعض اللقاءات السالفة الذكر و التي سادت فيها بالخصوص طروحات ما يسمى ب "الاختيار الأمازيغي" ، قلنا عنها إنما تعبر عن التيه النظري الذي ينخر ذات الحركة الأمازيغية و أنها تجليات إرادة إحلال هيمنة محل هيمنة أخرى لكن على أرضية التحرر .

هناك صور مختلفة لهذه الطروحات لكنها التقطت كلها بنفس آلة التصوير، فلنوجه النظر إلى نقاشات السيد عصيد في هذه اللقاءات، فإنه لم يكل من إسماع الفاعلين الأمازيغيين أسطوانته الجديدة ذات الألحان الكلاسيكية الهادئة، مضمونها " أن الإرادة "السامية" حاضرة لدعم حضور الأمازيغية على مستوى الدولة و أن الإشكال يبقى مع الحكومة الرافضة لالتزاماتها من أجل مأسسة الأمازيغية و هو ما يجب أن تناضل من أجله الحركة الأمازيغية "
عن حق، يستحق عصيد أن يوسَم على مواقفه هذه التي تتماشى و مساعي النظام في جعل الحركة الأمازيغية خارج دائرة القوى المناوئة ،الساعية إلى تغيير جدري لأسس النظام السائد. َ
نعلم أن السعي إلى إصلاح الوضع سابق دوما للاقتناع بلزوم التغيير الشامل و العميق ،ولا يجري الانتقال من الأول إلى الثاني إلا عبر سيرورة نضالية. هذا ما يجب أن تصل إليه قناعة الحركة الأمازيغية ، فتجربة العشرين سنة من النضال ألمطلبي دالة على وهم الإصلاح السلمي و المهادن المعتمد على تكتيكات النضال ألمرافعاتي و سراب التغيير من داخل المؤسسات ذات الديمقراطية الزائفة.
الإفلاس الناجز لمساعي التغيير من داخل المؤسسات يتضح جليا من تجربة بعض أقسام اليسار المنبطح التي جيشت كل قواها للحصول على مقاعد بمؤسسات الدولة إيمانا منها بإمكانية التغير من تلك الأبراج ، فما أن وصلوا إليها إلا و تحولوا من مدافع عن مصالح الجماهير إلى المصادق و المشرعن للهجومات المتوالية على أبسط المكاسب التاريخية الطفيفة لجماهير الكادحين . إنه نهج أتبث التاريخ فشله و لن يزيد إلا من استفحال التشتت و التفتت في صفوف الحركة الأمازيغية المغربية، كما أنه اعتراف ضمني بالهيمنة التي يقتضيها الجهل بالأصول الحقيقية للهيمنة.
صور أخرى من ألبوم محاولة الإجابة عن متطلبات الوضع الراهن جاءت على شكل صيحات معلنة "تقادم" المطالب المرفوعة و " التمييز بين مطالب آنية و أخرى إستراتيجية" و"استيفاء التعبيرات الأدائية" و "التحلي بالواقعية بعدم الدعوة للعلمانية "...
إن عدم الاستجابة للمطالب لا يعني أن هذه الأخيرة متقادمة وجب تجاوزها واستبدالها بأخرى و حتى التنازل عن بعضها ( العلمانية)، فالحقيقة أن هناك تقزيم في الطرح ألمطلبي وضبابية متعمدة في الصياغة،
طالبنا بتدريس الأمازيغية، لكن دون التجرؤ على التحدث عن طبيعة التدريس المنشودة ولا بأي مدرسة،نفسه بالنسبة للدسترة و الإعلام و القضاء...
أما المطالب الأخرى الاجتماعية و الاقتصادية و البيئة و الحريات الديمقراطية، فتفصلنا عنها أسوار مرصوصة مشيدة من قبل أسلاف احترفوا النضال المهادن و تشبعوا بقيم الإتكالية النضالية أو ما يمكن أن نسميه ب " النضال النيابي" بترك المطالب المذكورة أعلاه لجهات أخرى لتناضل من أجلها و يكتفوا هم بالنضال الثقافي و ألهوياتي دون غيره.
وهذا ما حاول السيد "أحمد الإدريسي" (باحث بوجدة، عن "جمعية ذاكرة أجدير"، و"جمعية تيهيا".) الإشارة إليه و إن بشكل محتشم في ورقة مداخلته بلقاء تارودانت ، جاء فيها " الأمن الثقافي من دون أمن غدائي و استشفائي و ضمان الخدمات الإدارية يبقى غير ذي معنى بالنسبة للمواطن وهو ما يجب أن تنتبه إليه الحركة الأمازيغية في ملفاتها المطلبية حيث تجد صعوبة في الخروج من دائرة المطالب الثقافية و اللغوية
"
الطبيعة المتداخلة للمطالب و الضرورة الملحة لها جميعا ، يلغي أي دعوة للفصل بينها فيما ما هو آني و آخر استراتيجي ،فلا يمكن أن نتحدث عن مطلب محقق على وجه أمثل بمعزل عن المطالب الأخرى ، فهل يمكن أن نتحدث عن تدريس فعلي للأمازيغية دون إعادة كتابة التاريخ المدرس و إعادة الاعتبار للإنسان الأمازيغي في المواد الدراسية الأخرى و في ظل تحديات إحقاق تعليم مجاني و جيد، واستحالة تدريس ناجح في غياب إعلام مستقل و موحد ومنصف لمختلف المكونات الثقافية، بدل المسخ الإعلامي الحالي المستنزف لميزانيات خيالية، وهذه مرتبطة بدسترة الأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب العربية في دستور ديمقراطي شكلا ومضمونا ، و المطالب مجتمعة لا يمكن أن تتحقق إلا في نظام آخر بديل يقطع مع كل أشكال الاستبداد و الاضطهاد.
جاء من جملة نقاط البيان الصادر عن لقاء تارودانت "أن القضية الأمازيغية بأبعادها وتفاعلاتها المختلفة لا تنفصل عن مشروع البناء الديمقراطي الشامل .."
إن جاز قول في هذه الحالة، فهو التساؤل، بداية، عن أي "مشروع البناء الديمقراطي الشامل" يتحدثون؟ و الإجابة على ما نعتقد أبسط من ما نصبوا أن تصل إليه الحركة، فقد يستهوينا هذا المنظور،لكن مهلا فإمدوكال لا يعنون بهكذا تعبير أنهم في طريق حمل مشروع شامل يقطع مع ما هو كائن، فما هو إلا استجداء آخر للنظام يتضرعون به إليه ليدرج الأمازيغية في قائمة مشروعه المزعوم لبناء الديمقراطية منخدعين بشعارات و مساحيق العهد الجديد.
لازالت هناك طرق و تكتيكات نضالية لم نتجرأ بعد من التقرب منها،خلاف ما يتبجح به السيد الصلحاوي (الداعي إلى التحلي بالواقعية بالتخلي عن مطلب العلمانية) في نقاشاته بالشمال حول استيفاء التعابير الأدائية ،فعلا استوفينا كل ما هو متوفر من الرقصات و الشطحات الفلكلورية ، أما التعابير النضالية الحقيقة فسجلات التجارب الكفاحية العالمية و الوطنية لازالت تنتظر من يمد إليها اليد ليغرف منها، لقد بدأنا بالاستجداء ولم نصب فل نختر درب النضال فهو المنقذ.

يوســف أوبـجا
عضو الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة



#يوسف_أوبجا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الأمازيغية ومحاولات الإجابة عن متطلبات الوضع الراهن: ...
- الخصوصيات الثقافية في مهب العولمة الثقافية - الأمازيغية نموذ ...
- تدريس الأمازيغية بالمدرسة المغربية ،تحقيق مشوه لمطلب تاريخي ...


المزيد.....




- تركي آل الشيخ يتحدث عن -صعود نجم جديد في سماء الأغنية السعود ...
- ترامب سيطبق الرسوم الجمركية على دول آسيوية والصين الأكثر تأث ...
- اعتراض 6 غواصات تنقل مخدرات بعملية دولية واسعة أسفرت عن مصاد ...
- ما قصة عيد الشكر والديك الرومي في أمريكا؟
- قصف إسرائيلي واستهداف أعضاء في حزب الله رغم وقف إطلاق النار ...
- بوريل: حكومة نتنياهو تدوس على القانون الدولي والإنساني
- الصين تنفي تقارير عن إجراء تحقيق ضد وزير الدفاع
- برلمان أبخازيا يقرر إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة في 15 ...
- بوساطة قطرية.. روسيا تسلم أوكرانيا 7 أطفال
- إسرائيل تطلب من اللبنانيين عدم العودة إلى قراهم الحدودية.. م ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف أوبجا - الحركة الأمازيغية ومحاولات الإجابة عن متطلبات الوضع الراهن: القسم الثاني