أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - بزار توفي - العِشقُ المَمنوع غاية تبرر الوسيلة















المزيد.....

العِشقُ المَمنوع غاية تبرر الوسيلة


بزار توفي

الحوار المتمدن-العدد: 3237 - 2011 / 1 / 5 - 19:50
المحور: الصحافة والاعلام
    


العِشقُ المَمنوع

غايــــــــــــةٌ تبرر الوسيلــــــــــــــة (ح1)


لا يخفى على خافٍ الأثر الذي تمارسه هذه المرآة العجيبة في نفسية جمهور المشاهدين ودغدغة مشاعرهم وتوجيه سلوكياتهم وخاصة بعد دخول هذا التيار الجارف والكم الهائل من المعلومات إلى كل منزل دون وجود قوة رادعة له، وهنا يكمُن الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام ومؤسساتها في التنشئة الاجتماعية والسلوكية وكذلك النفسية لأفراد المجتمع وخاصة الأطفال منهم إذ أضحت القنوات الفضائية ونتيجة من المنافسة الشديدة بينها و غيرها من الفضائيات تسعى لعرض برامج ومسلسلات غريبة وشاذة عن ثقافتنا رغم قوة جذبها لنا واجبارنا للخضوع أمامها، ولا يعني ذلك أن كل ما يأتينا من نافذة الشاشة سيئ ولكن الغاية هي التنبيه إلى الضار والنافع وبيان أثره .

العشق الممنوع مسلسل تركي تعرضه إحدى القنوات الفضائية ويا لهُ من مسلسل؟! ورغم تحفظي على محتواه فأنه بلا مُواربة يدعو الى انتهاك الحُرُمات داخل الأسرة الواحدة ويُكرس مفهوم الغاية تبرر الوسيلة ضمن العلاقات الأجتماعية ، إذ أن المسلسل يعتقد بان الروابط المقدسة لا يمكنها أن تكون حاجزاً بينه وبين رغبته في تملك الحب، فالمسلسل يرى أن العشق اكبر من كل العلاقات واكبر من كل الخطوط الحمر التي حددتها الشرائع السماوية هذا ما يُفهم من موضوع الحلقة وقيمتها الاساسية، ولكن ما هو وأين موقف الأعلام والمختصين من كل هذا ؟ هل يجوز عرض هذا النوع من الحب المُحَرم الذي يتخطى كل شئ ويكرس مفاهيم خاطئة لدى أفراد المجتمع ويُحيل هذه الروابط المُقدسة إلى رذائل ؟!!

وسعياً لأسر قلوب المشاهدين و لعرض عدد لابأس به من الإعلانات التجارية دون وازع ديني أو أخلاقي منها ودونما أن يرجع مسئولو القناة في الأثر الذي يمكن أن تُحدثه على سلوك الأطفال والمراهقين من ابنائنا، إذ أن معظم مشاهدي هكذا مسلسلات هم أفراد العائلة(كبيرهم وصغيرهم)، وتزامُن عرضها يكون في الوقت الذي تجلس فيها العائلة كُلُها أمام الشاشة الصغيرة، فكيف يُمكن أن يكون موقف الأسرة (الاباء والأُمهات) أزاء هذه المواضيع المثيرة والخادشة للحياء، فكثير من الدراسات أثبتت عن مدى التأثير السلبي لهذه الظاهرة وفي دراسة قام بها الدكتور (تشار) عن مجموعة من الأفلام التي تعرض على الأطفال عالميا فوجد أن 29.6% تتناول موضوعات جنسية 27.4% تتناول الجريمة و 15% تدور حول الحب بمعناه الشهواني العصري المكشوف وفي دراسة أخرى للدكتور (سمير حسي) حول (برامج وإعلانات التلفزيون كما يراها المشاهد والمعلنون) توصل إلى النتائج التالية 98.6% من الأطفال يشاهدون الإعلانات بصفة منتظمة و 96% من الأطفال يتعرفون على المشروبات المعلن عنها بسهولة و 96% قالوا أن هناك إعلانات يحبونها ، ولذلك تجدهم يحفظون نص الدعاية ويقلدون المعلن، فتمعّن يا سيّدي القارئ.

و ربُما هذا يدفعنا الى التساؤل لماذا هذا التوجه والاندفاع المُخيف لأبناء المنطقة نحو ثقافات بديلة أو على الأقل اللجوء الى الثقافات المحيطة بهم في الاونة الأخيرة ؟ الجواب على هذا السؤال هوغاية في السهولة ولا يحتاج الى كثير من التفكير، ولكي لا نذهب بعيدا فهذه تركيا القريبة البعيدة عنا تعطينا دروسا في التقدم والرُقي في كافة المجالات وبدأت تخرج من سياسة التقوقع التي تبنتها حين تأسست جهوريتها الفتية، وعلى الرغم من ضعف إمكانياتها المادية إذا ما قورنت بقريناتها من دول المنطقة فهذه أمور يجب التوقف عندها مَلياً ودراستها جدياَ، وهذا يتطلب من اجهزة الاعلام المختصة والمؤسسات الأكاديمية ومراكز البحث أخذ هذا الموضوع محمل الجد ودراسة الموضوع دراسة علمية وعملية كافية للوصول الى الاسباب والنتائج وراء الانقياد الثقافي للشباب اذا صح التعبير وسعيهم للّحاق برَكب ثقافات اخرى ؟؟ ويمكن أن نعزي أسباب هذا التوجه إلى جمود الإبداع لدى طبقة المثقفين والمبدعين بانتفاء الحرية اذ لا ابداع بدون حرية، وخنق المجتمع بفرض ثقافة داخلية محلية مُحزبة، رغم انفتاح الثقافات العالمية بعضها على البعض في زمن السماوات المفتوحة فاننا لا نزال نعيش في الأطار المرسوم لنا والذي لا يجب أن نتعداه وهنا يكمن الداء، وتماشيا مع القاعدة (لكل فعل رد فعل يقابله في الاتجاه ويعاكسه في القوة) وهذا الضغط المفروض على الحياة الاجتماعية وخاصة الشباب منهم ولّد حالة من الأحباط والانتقام من الذات والاستسلام والرضوخ للواقع المرير الذي لايجدي نفعا والتطلع الى من ينقذه من الخارج كما حصل في الحالة العراقية.

وإنِّي لا أضع نفسي موضع نُقادنا المحترمين ولا أعطي نفسي الحق في تقييم أمور هي من صميم اختصاص أهل الفن والنقد ومَن لهم باع طويل في الثقافة و الفنون، وبعيدا عن مدى النجاح الذي حققته واقعية المسلسلات التركية وقُربها من المشاهد ومخاطبتها للروح الإنسانية والتأثير فيها وكذلك الروح الصادقة والتجسيد الحقيقي للأدوار وعدم تكرار المواضيع وحتى تكرار الممثلين في مسلسلات جديدة مهما كانت براعة الممثل والكاريزما التي يحملها ناهيك عن البراعة في اختيار الصور الجميلة والمُبهرة وانتقاء الموسيقى المؤثرة والمدروسة و حساب أدق التفاصيل هذا عدا عن السيناريو و الحبكة والقصة والاثاث و حتى الملابس......الخ، فهذا أمر جد طبيعي في نفور شريحة هامة و ديناميكية من المجتمع عن الثقافة المحلية والحياة الرتيبة والهروب من الواقع الذي يعيشون فيه مما يتطلب هذا الامر منّا مبدئياً تصحيح المسار الفني و الإبداعي في المنطقة والخروج من حالة التقليد والركاكة وهشاشة المواضيع المعروضة والملل الذي أصاب جمهور المشاهدين جراء هذه الصور المتكررة وخاصة الدراما المصرية التي تدور احداثها في حلقة مفرغة ومترواحة في مكانها ولا تستطيع أن تمنحك شعورا بالاقناع منذ أكثر من 30 عاماَ دون حصول تطور مشهود الا النزر اليسير .

ولزام علينا الادراك والوعي الكاملين قبل أن يفوت الأوان ونتحسّر على ما فاتنا باللحاق بالركب والتصدي للمشكلة من الجذور و فتح أعيننا وان لا نتعامى ونحاول قدر الأمكان النهوض بالواقع الثقافي والفني أو ان نترك الفن لاهله وأن لا ندّعي الأبداع ونحن لا شئ ....! ،فقد يكون الثمن باهضاً.

وكما ينبغي علينا أن ندرك تمام الإدراك بأن هذه ما هيَّ الا رسائل غير مباشرة ودعوات غير صريحة للانجرار في تيار تركيا الأقتصادي بواسطة هيمنتها الثقافية، وهي رسالة لكل من يقلل ويستخف ويتجافى ويتناسى ما للثقافة من دور في كسب عطف الشعوب وتغيير نظرة العالم نحوها، وكذلك رسالة للسُذج والبُلداء من السياسيين ليُدركوا أن (داوود أوغلو ببك) مُخطط وعراب السياسة الخارجية التركية لم يغفل دور هذا السلاح في تدعيم وترسيخ قوة ونفوذ امبراطوريته الجديدة.واللّبيبُ بألا شارة يفهمُ.


الــــــــى اللقاء مع الحلقة القادمة



#بزار_توفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - بزار توفي - العِشقُ المَمنوع غاية تبرر الوسيلة