أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم عامر - اصل الداء














المزيد.....

اصل الداء


كريم عامر

الحوار المتمدن-العدد: 3237 - 2011 / 1 / 5 - 14:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا أعتقد أن هناك شخص لديه ذرة ضمير واحساس بآلام ومصائب الآخرين لم يتألم مما حدث أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية بعد دقائق قليلة من الإحتفال بالعام الجديد ، المصاب كان فادحا والجريمة فى غاية البشاعة ، ولم يفرق مرتكبها بين انسان واخر ، كان هدفه واضحا منذ البداية وهو مهاجمة المسيحيين عقب خروجهم من الكنيسة وقتل العدد الأكبر منهم ، قتل مدنيين ابرياء كانوا يحتفلون بعيد من اعيادهم تحول فى لحظات الى مأتم كبير .
تلجم لسانى ولم استطع التعليق على هذا الحادث الإجرامى البشع عقب حدوثه ، فالجريمة أكبر وأفظع من كل تصور ممكن ، جريمة هى الأولى من نوعها ضد الأقباط من حيث عدد الضحايا وقسوة الموقف ووحشية المنفذ ، طلب منى الكلام والتعليق ولم استطع الرد ، فليس هناك جديد أضيفه بعد أن علقت على حادث طائفى مشابه قبل خمس سنوات ووضعت يدى وقتها على الجرح وأصل الداء لأسجن بسبب هذا التعليق لمدة طويلة .
لا أعرف لماذا يهرب الكثيرون من الحقيقة ويولونها ظهورهم ؟؟؟ لماذا يبحثون عن مبررات سخيفة يغطون بها عجزهم عن الإعتراف بالأسباب الحقيقية وراء مثل هذه الحوادث البشعة ؟؟؟ هل الإيمان بالعقائد الدينية يحجب العقل ويغيبه الى هذه الدرجة ؟؟؟ معظم من أدانوا الحادث قالوا إن الاسلام برىء مما يرتكبه بعض أتباعه ، وقالوا ايضا إن الاسلام حث على حسن معاملة أهل الكتاب ونهى عن ترويعهم وإيذائهم ، حتى الجماعات السلفية المصرية دخلت على الخط وأعلنت ادانتها للحادث ذرا للرماد فى العيون حتى تصرف النظر عنها وحتى لا يتهمها احد بأن الأفكار الرجعية التى تروج لها والتى يحرض معظمها على رفض الآخر المختلف فى الدين وعدم التعامل معه بالشكل اللائق تقف وراء هذا الحادث البشع .
وتغافل كل هؤلاء عن النصوص الدينية الصريحة التى تبيح قتال المخالفين فى الدين من أهل الكتاب وقتلهم إن لم يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون ، تناسى هؤلاء أن الإسلام يتعامل مع الكتابى المعاهد بإعتباره مواطنا من الدرجة الثانية ، فهو لا يزوج من المسلمين ولا يستحق إن قتل عمدا سوى الدية ولا يقاد به مسلم ويضطر إلى أضيق الطريق ويمنع تشبه المسلمين به فى اى شىء حتى يسهل التمييز ضده من جانب المسلمين ، انا لم أخترع شيئا من عندى لكنها نصوص دينية صريحة يسأل عن معناها أهل العلم من المسلمين .
لا يوجد إسلامان معتدل ومتطرف ، الإسلام جاء قبل أربعة عشر قرنا ولم تسمح نصوصه الجامدة بإحداث اى تغيير فى أحكامه ، ومن يدعى أن الإسلام دين سلام وسماحة هو جاهل أو ساذج أو جبان ، التعاليم الاسلامية لا تقبل التعديل أو التغيير وهى ثابتة وباقية وواجب العمل بها حتى يرث الله الأرض ومن عليها حسب تعبير علماء المسلمين ، ولا أعتقد أن ماحدث أمام كنيسة القديسين مخالف للاسلام ، بل إننى أعتقد أن كثيرا من المسلمين يعتقدون فى قرارة أنفسهم أن الإنتحارى مرتكب هذا الحادث شهيد يسرح الآن فى أنهار الجنة وبعضهم يغبطة على ما إقترفت يده ويتمنى لو كان مكانه !! .
أنا لا أعادى الأديان ، وإن كنت قد جردت نفسى من قيودها بعد فترات معاناة مع الموروثات التى كانت مترسخة فى أعماقى ، وفترات معاناة أخرى مع نتيجة إختيارى ، وأرى أن من حق المتدينين من أتباع اى دين فى اداء شعائرهم وطقوس عباداتهم بل والدعوة الى دينهم بحرية كاملة ولكن دون اكراه للآخرين على الدخول الى دينهم ، لكن يجب أن يلتزم الدين بحدوده داخل صدور اتباعه وبين جدران دور عبادتهم ، لا يجب أن يخرج الدين عن هذا الإطار ، وعندما أقول أننى مع حق المتدينين فى الدعوة إلى دينهم أعنى دعوتهم لغيرهم إلى إعتناق الأفكار العقائدية ، وبالطبع لست مع الترويج للشرائع والقوانين التى تتبع الدين والتى يزعم البعض أنها منزلة من عند الههم ، بل إن الترويج لهذه الشرائع والقوانين يجب أن يحارب ويتصدى له ، فليس من المنطقى أن نحارب الإرهاب دون أن نلتفت إلى جذوره ونقطعها ، وليس من إتباع العقل أن نترك من يقفون على منابر المساجد يروجون لأحكام الشريعة الإسلامية ويحرضون على التمييز ضد المختلفين عنهم فى الدين ويعلنون عن فرحتهم فى مصائبهم والامهم ، يجب ان يشمل العقد الإجتماعى الذى يجمعنا فى هذا الوطن رفض لكل ما يفرق بيننا ويشتت وحدتنا .
إن إضفاء أى صبغة دينية على أى مظهر من مظاهر الحياة العامة هو جريمة فى حق هذا الوطن ، إن المسيحيين الذين يقفون ضد القضاء ويعارضون وجود قانون مدنى موحد للأحوال الشخصية لا يختلفون كثيرا عن المسلمين الذين يطالبون بتطبيق الشريعة وقتل من يخالفهم فى الدين .
إن من احتجزوا وفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة بعد ان أعلنتا إسلامهما لا يختلفون كثيرا عن من خططوا ونفذوا التفجير الإنتحارى الإجرامى الذى إستهدفهم ، كلهم متطرفون ولكن على جانبين متضادين .
يجب أن يتم تحجيم دور القيادات الدينية فى الأزهر والكنيسة القبطية وقصره على الواجبات الدينية المختلفة وحظرهم من التدخل فى الحياة العامة والتأثير على أتباعهم فهم رؤوس الفتنة واصل البلاء .
لا أعتقد ان هناك ما يمكن أن اضيفه فى هذا الشأن فقد تحدث الكثيرين ولكنه حديث كرجع الصدى ليس له اى تأثير واقعى فالبعض منتفع مما يحدث ويريد بقاء الأحوال على ماهى عليه لغرض دنىء فى نفسه .



#كريم_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بركاتك يا أزهر !!!!
- تنويه هام جدا بخصوص موقع الأقباط متحدون ومقالى الأخير
- وداعا شهر النفاق
- نحو القضاء على التجنيد القسرى
- لا إله إلا الإنسان
- عُهرٌ مُباح !!
- إلزامية التجنيد وحرية الفرد
- الدور الذى يمكن أن تلعبه نشر ثقافة الحقوق المدنية فى مكافحة ...
- من يأخذ لنا بثأرك يا إيرين ؟
- هوية الفرد فى مواجهة القطعنة
- إلى إبنة الذئب .. الشهيدة الحية
- منال القبرصية تعرى مجتمع الذكور العربى
- تهديد جديد للإعلام المستقل : السلطات المصرية تمنع هالة المصر ...
- - شيفرة دافنشى - .. وسقوط الأقنعة !
- مجتمعاتنا .. وثقافة الموت
- المدونات : إعلامنا البديل
- أيها المصرى : إعرف عدوك - دعوة للمقاطعة
- إكرام الميت دفنه !
- رسالة لن تصل ... إلى عبد شاكر ...
- جامعة الإرهاب .. وتواطؤ أمنى مفضوح


المزيد.....




- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في ...
- الجنائية الدولية تحكم بالسجن 10 سنوات على جهادي مالي كان رئي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم عامر - اصل الداء