هبة عصام الدين
الحوار المتمدن-العدد: 3236 - 2011 / 1 / 4 - 14:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لن أعزي أحدا، فكلنا بحاجة إلى العزاء،
آن الأوان لنقطع الطريق على من أراد بنا السوء
متي نحارب الجهل والفقر الذي يحيلنا عرائس ماريونيت يحركها الشيطان؟
نعم لدينا مشاكل في تقبل الآخر وحبه كما هو، وهي البذرة التي يغذيها التشدد فتنتج كارثة،
حتى مع وعينا بوجود مخططات صهيونية ومافيا وتجارة أسلحة وراء كل هذه الأمور، يكفينا من العار أننا اليد الجاهلة التي تنفذ تلك المخططات!!!
ماذا كنا ننتظر وبعض رجال الدين وقنوات الإثارة الدينية تكفر الآخرين تلميحا أوتصريحا على مسمع من عامة الناس المطحونين بالحياة الضيقة وسوء التعليم والبطالة والفراغ..فالهروب من الواقع إلى أي شيء.. أي شيءٌ يتلقفه ويحركه كما يريد؟
لم لا نكف عن إلقاء تلك البذور التي يستغلها من يريد بنا الأذى والعار؟
لم يكن بيننا أي عصبيات قبل ثلاثين عام، والتعصب ليس طبيعة أصيلة في المصريين، فماذا حدث في تلك السنين؟ إذا كان البعض يتحدث عن سنوات زرع ونمو الكراهية فهي نفسها السنوات التي انتزع فيها من المصري أسباب آدميته وكرامته بالتدريج، وتراجعت حقوقه ومكانته في الداخل والخارج، لصالح حفنة من اللصوص المستفيدين، هي نفسها سنوات تسييس الدين.. مَن يغذون الفتن؟ ومَن يسكتون عنها؟ ومَن كانوا قادرين على تحجيمها والقضاء عليها ولم يفعلوا؟ هي نفسها سنوات الرشوة والفساد وتزوير الإرادة، وهي نفسها سنوات السلفية والرجعية والمد الوهابي، ليس من العدل بعد كل هذا تحميل المواطن الذنب الأكبر في ضيق الأفق والتعصب، لأنه في كل الاحوال مهمش ومنفي ولا يملك دور أو رأي أو قرار
لو وقفنا على كل هذا وقفة موضوعية وصادقة، وقتها لن يستطيع الإرهاب أو الصهاينة أو الأمريكان أو الشيطان نفسه العبث بعقولنا، والتلاعب بمصائرنا، لو استطعنا أن نحب.. فقط نحب..
ليس في الأمر مبالغة أو رومانتيكية.. الحب هو العلاج الحقيقي لكل كوارث العالم،
أخجلتني جارتي المسيحية حين قالت لي وهي متألمة: ماذا سنفعل والمسيح يقول: احبوا أعداءكم..؟
أظن أن لدينا الكثير من آياتنا لنقوله لأولادنا ولأنفسنا على غرار هذه العبارة الجميلة..
مشكلتنا الحقيقية هي غياب الوعي بخطورة الأشياء التي نظنها صغيرة..
ما حدث يكفي لننتبه ونزرع الحب بنية صادقة في نفوس أولادنا بدءا من البيت وحتى المناهج الدراسية وملصقات الحوائط والهواء الذي نتنفسه لو كان ممكنا
#هبة_عصام_الدين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟