أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جاسم المطير - مسامير- المزاج السياسي والمسألة الكبرى















المزيد.....

مسامير- المزاج السياسي والمسألة الكبرى


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 969 - 2004 / 9 / 27 - 11:31
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


المزاج السياسي والمسألة الكبرى..!
هل يحتاج العراق الى دكتاتورية مؤقتة ..!
بقلم : جاسم المطير
لا يوجد إنسان بلا مزاج ..
هذا هو واحد من ابرع اكتشافات ابيقراط .
ولا يوجد سياسيون بلا مزاج ولا يمكن تفسير الصراعات السياسية من دون النظر إلى الاستعداد الفردي لدى السياسيين الخاضعين لتقلبات المزاج . وقد بحث الكثير من علماء السيكولوجيا في هذا الجانب ، أي في العلاقة بين القرار السياسي والنماذج العامة والمختلفة من المزاج الفردي وقد خلص العلماء من ذلك الترابط إلى اكتشاف " المزاج السياسي " .
وقد جاء العالم الفرنسي " جاستون بيرجيه " بهذا الاكتشاف عن وجود العلاقة الوطيدة بين " الانفعال " و " الفعالية " فالأفعال هي غريمة الصفات متحدة معها وتحتل موقعها فيها .. وعلى ضوء هذه العلاقة في لحظة معينة أو في موقف معين أو في ممارسة حياتية شاملة زمنا طويلا تظهر الممارسات والقرارات كثمرة حسنة مرة ً ، ومرة ً أخرى سيئة ، وقد نجد بعض إشارات الثمار الحسنة عن صفات صدام حسين في كتاب طبيبه الخاص علاء بشير الصادر قبل بضعة اشهر من دون أن ينبسط كـ( مزاج الطبيب العالم ) في بساتين القدرة الشخصية لصدام حسين الكفء في التلون الأخلاقي والسياسي كأنه يمكث جل وقته مع الآلهة ليبدو أمام من يقابلهم أو يجاملهم أن يديه لا تمسان غير الأعمال الصالحة ناسبا الطوفان الكبير من أعماله الطالحة إلى آخرين .
استنادا لهذا التصور يمكن النظر إلى المزاج السياسي للرئيس جمال عبد الناصر أو للجنرال ديغول أو صدام حسين وبالتالي إلى ممارساتهم السياسية في حقبة طويلة من وجودهم في السلطة .. وجوههم المتقلصة المترددة القلقة يمكن أن تنطق بالطيبة مرة ً وفي غير الطيبة مرات رغم أن القادة الثلاثة ليسوا من طينة واحدة وقد خرج كل واحد منهم من محارة مختلفة ..
هناك سياسيون هلاميون غير انفعاليين وغير فعالين. ( اللواء محمد نجيب ) .
وهناك آخرون انفعاليون ولكنهم غير فعالين .
وهناك انفعاليون ولكنهم فعالون . ( أنور السادات ) .
وهناك انفعاليون لا يهتمون بالفعالية بل بالسلطة كعبد السلام عارف.
هناك ميالون إلى المعارك السياسية المجردة مثل كامل الجادرجي.
وهناك ميالون إلى المعارك السياسية من اجل الوصول إلى السلطة مثل الساسة الأمريكان وآخرهم جورج بوش .
هناك معتدلون في مزاجهم وهناك جامحون ..
وهناك ثوريون عصبيون ( فيدل كاسترو ) .
وهناك ثوريون عاطفيون (سوار الذهب في السودان والدكتور محمد مصدق في إيران ) .
وهناك عصبيون مهتاجون .
وهناك فوضويون( تر وتسكي ).
وهناك استبداديون (روبسبير ) .
وهناك انتهازيون ( تاليران ) .
وهناك دمويون ( صدام حسين ) .
وهناك محافظون..
وهناك متبلدون..
وغيرهم ممن يلعب التصنيف الجسدي ( نابليون بونابرت ) دورا كبيرا في فعالياتهم السياسية والعسكرية أو أن يلعب التصنيف السيكولوجي التحريضي والخطابي( ستالين ) دوره في الفعالية السياسية .
هذا الترابط بين " السلوكية الفردية " و " السلوكية السياسية " الذي حدد بعض معالمه ابيقراط في قديم الزمان يمكن أن يظهر واضحا ليس لدى الأفراد فقط بل في" المجموعات " أيضا ، واقصد ظهوره داخل الأحزاب الكبيرة والصغيرة في العصر الحديث فقد تظهر داخل " المجموعة الواحدة" كمجموعة الضباط الأحرار في مصر ومجموعة القيادات الإسلامية في إيران بعد رحيل الشاه ، أو حتى داخل " الحزب الواحد " مجموعة من الصفات المتناقضة تنتج عنها في ما بعد مجموعة من الممارسات السياسية المتناقضة . والمثال هنا هو مجموعة الصراعات التي صاحبت الثورة الإيرانية في بدايتها ، كما صاحبت الانقلاب العسكري البعثي ضد عبد الرحمن عارف الذي لم يكن دمويا لكنه صار دمويا داخل حزب البعث ( ناظم كزار وجماعته ، ومحمد عايش وجماعته ) .
في الوقت الذي توصل فيه صدام حسين مع مصطفى البارزاني إلى اتفاقية آذار حول الحكم الذاتي عام 1970 أعقبتها حملة ممارسات حربية قادها صدام بنفسه أودت بحياة مئات الآلاف من أبناء الشعب الكردي في حروب متواصلة كان فيها استخدام سلاح حرب كيماوية في حلبجة جزء ًمن حمى شهواته أو نزهاته في حمامات الدم .
وفي الوقت الذي توصل فيه شاه إيران مع صدام حسين عام 1975 إلى اتفاقية الجزائر أعقبتها عام 1980 حالة إعلان حرب عراقية مدمرة على إيران راح ضحيتها ملايين الناس من الطرفين ، وكانت أطول واشرس حرب في التاريخ العسكري الحديث . ولا شك أن الأمثلة نفسها تنطبق على علاقات صدام حسين مع الشيوعيين العراقيين فقد حوّلهم من دواوين التحالف الجبهوي عام 1973 إلى محارق القتل والاغتيال والعذاب بدءا من عام 1978 لغاية يوم سقوطه ، مع وجود تحالف متين بينه وبين شيوعيين آخرين في روسيا وكوبا على سبيل المثال .
هل يمكن تمييز الأمزجة السياسية في الشكل الراهن للحكم في العراق بمعنى هل أن العراق محكوم الآن بالأمزجة السياسية ..؟
في الحقيقة لا يمكن الجواب على هذا السؤال بدقة لان السنة والنصف الماضية لم تكن مستقرة ولم يحكمها رجل واحد ولا حزب واحد بحيث يمكن التواصل حولها لتصوير نتائج فعالياتها السياسية التي تدفع بالمراقب إلى حصر زاوية الرؤية بالأمزجة قبل الأفكار .
حتى الحاكم المدني العام بول بريمر( القادم من بلد التطور العلمي الهائل ) لم تكن فعالياته نموذجية فالرجل لم تكن شخصيته لا انطوائية ولا انبساطية ، كانت شخصيته كلاعب كرة القدم في الملعب هدفه الفوز بالمباراة بالركض والركل ليس غير ..!
لو نزلنا إلى الساحة العراقية في الوقت الحاضر فأي الصفات نجدها وأي الفعاليات نراها ..؟
لا شك أننا نحتاج مرة ثانية إلى أبيقراط وإلى فلسفته في العلاقة بين " الانفعالية والفعالية " ولكن من زاوية " الحداثة " في النظر إليها .
أظن أن بالإمكان تصنيف ابيقراط المعقد إلى تصنيف مبسط لوضع علاقة " الانفعالية والفعالية " في إطار صورتين أراد رسمها :
الصورة الأولى تتجلى في الشدة والقساوة .
الصورة الثانية تتجلى في اللين وطول النفس .
نتذكر في هذه اللحظة تجربة لينين في الثورة البلشفية وما بعدها من خلال ابتداع عملية الجمع بين صنفين من مواهب النظرية الحاكمة الأولى هي : دكتاتورية البروليتاريا ( الشدة والقسوة )
والثانية هي المركزية الديمقراطية ( اللين ) .
وقد ظل لينين متمسكا بها إلى حين استقرار نشوء دولة جديدة النوع تاريخيا ً ، ومن ثم تحولت أركان هذه الدولة إلى الاعتماد على " النمل اللسـّاع " داخل أقبية الكي جي بي أيام حكم ستالين الطويل حتى استطاع ذلك " النمل" من تقويض أعمدته الخشبية فسقط البناء كله دفعة واحدة 1991
في بلادنا اليوم تتجلى صورتا اللين والقسوة بوضوح تام لكن بإطارين منفصلين . ففي الإطار الأول نجد " القسوة " واضحة في الشارع تمارسها قوى ظلامية متعددة قد تكون متحالفة أو غير متحالفة لكن أفعالها جميعها تصب في بحيرة واحدة . هذه القوى مربعة الأضلاع :
(1) قوى النظام السابق بمختلف تكويناتها ( فدائيو صدام .. قيادات حزب البعث .. بعض عناصر الأمن والمخابرات ..) .
(2) الضلع الثاني يتكون من قوى التشدد الأعمى خاصة في صفوف بعض المتشددين الإسلاميين وبقايا الأصول القومية المحبطة وبعض كبار الطفيلية الرأسمالية التي خلقها صدام حسين في قطاعي المقاولات والتجارة الخارجية المحتكرة .
(3) الضلع الثالث يتكون من أصحاب الوجوه المتقلصة من الألم بفقدان مراكزها السلطوية التي أفقدتهم مهابتهم العشائرية والأسرية وظلت تنطلق من عيونهم المتوقدة شرارات الكراهية والبغضاء ضد النظام الديمقراطي المراد بناؤه في عراق ما بعد صدام حسين .
(4) قوى الضلع الرابع تتكون من المنبطحين على أرضية " تنظيم القاعدة " بمختلف الأشكال والمسميات وهي قوى منتوفة الريش في كثير من الحقول والجبال في العالم فوجدت العراق الحالي مرتعا لها للقتل والانتقام والتخريب بدعوى ببغاوية كاذبة تحت لافتة مقاومة المحتلين الأمريكان.
لكن القوى والجهات والأطراف المعمية كثيرة في هذا الزمان لذلك نجد إشارات السماح بالكلام والكتابة الصحفية والتجمعات والمظاهرات الاسنادية على الأقل موجودة في أحزاب عربية وغير عربية كثيرة وفي صحف وتجمعات وشاشات تلفزيونية فضائية تقف كأبراج من خشب تحاول صب الزيت على الحريق بفتاوى تأييد " حق " مقاومة الاحتلال الأمريكي للعراق . من المشاهد المختلة يمكن ملاحظة تناقض مواقف ( المزاج السياسي ) حتى لدى قوى اليسار العربي تدين الوضع القائم في العراق باعتباره ليس( شرعياً ) بالضد من قوى اليسار العراقي التي تسهم في بناء دولة عراقية جديدة على أسس التحول نحو الديمقراطية . هنا اقدم مثالا عن مواقف الحزب الشيوعي المصري والشيوعيين السوريين وغيرهم ممن يعلنون وقوفهم إلى جانب " قوى المقاومة العراقية " بالعكس من مواقف الحزب الشيوعي العراقي وهو الأقرب لقضية شعبه . فلم يعد شيوعيون عرب يحترمون مواقف رفاقهم في الحزب الشيوعي العراقي بمعنى أنهم لا يحترمون " الرأي الآخر " وهو بالأساس صاحب القضية ولم يسبق للحزب الشيوعي العراقي مثلاً أن تدخل في " فرض " آرائه الخاصة ببلدان عربية أخرى بـ"مزاج سياسي " خاص يعارض به " مزاج " الآخرين من أصحاب القضية .
في الإطار الآخر نجد صورة " اللين " واضحة ليس فقط في سياسة وفعاليات الحكومة المؤقتة ( مجلس الحكم السابق والوزارة الانتقالية ) بل في سياسة قوات التحالف أيضا . وقد جاءت سياسة اللين الأمريكية مصحوبة خلال اكثر من عام بعدد كبير من الأخطاء الفادحة مع" قساة " الشارع العراقي من مختلف أشكال مافيا الجريمة التي كانت عاملا مساعدا ليس في الحد منها بل في تشجيعها على المضي في التخريب بلا عقاب ، وليس أدل على ذلك موقف الحكومة الفليبينية الذليل والمتراجع أمام إحدى المافيات بسحب قواتها من العراق على عجل وفقا لمزاج رئيسة البلاد .
الشيء الأساسي في موقف الحكومة العراقية المؤقتة يمكن تصنيفه ضمن موقف " الانكفاء " على دست الحكم من دون الالتفات إلى احتمالات تفجر الوضع الداخلي للنقطة التي وصل إليها أخيرا رغم إيجابية العلاقة بين أطراف الحكومة في داخلها القائم على ائتلاف المحاصة الحزبية وعلى شكل من أشكال الديمقراطية التوافقية ، وقد كان المسؤولون القياديون في الحكومة بما فيهم الوزراء ضعيفو الميل نحو مخالطة الناس في الشارع العراقي وإبعاد المثقفين والتيارات المستقلة عن اجندة لقاءاتهم والإصغاء لأصواتهم وعدم الاهتمام بـ"الرأي الآخر " . وإذا كان بعضهم أو كلهم يعتمد على تبرير هذا الواقع بالوضع الأمني المتدهور فإننا شاهدنا ولمسنا عزلة الكثير من المسؤولين العراقيين في المستويات القيادية الحكومية من الذين يجولون في بلدان أوربية آمنة دون رغبة الاتصال بآلاف من عراقيي المنفى أو بمنظماتهم . وإذا كان الرئيس غازي الياور قد بدأ " مزاجه السياسي " بعقد اجتماع موسع مع إخوانه العراقيين خلال زيارته إلى الولايات المتحدة في تموز الماضي ، فأن زيارته الأخيرة لأوربا وكان آخرها في هولندا لم يصحبها "مزاج شخصي " للاجتماع مع إخوانه العراقيين المقيمين فيها . للتذكرة فقط أود الإشارة إلى مزاج سياسي من نوع آخر دفع توني بلير للقدوم من لندن إلى البصرة خصيصا لزيارة قواته هناك . نفس الشيء فعله مزاج جورج بوش عند زيارة قواته في بغداد .
لا بد من القول الصريح أيضا أن فلسفة ابيقراط " تتجدد" أمام أعيننا حين نجد الاهتمام الرئيسي لكثير من المسؤولين ينصب على كل ما هو خارجي عن واجبه الرئيسي إذ يركز على نيل المنصب وبعضهم يسعى للثراء وعلى نيل الاستحسان الاجتماعي من حزبه ومن عشيرته أو آسرته وأقاربه المفضلين في التعيين بمراكز حكومية عالية.. حتى" السياسي الديمقراطي " صار يبحث عن " الوجيه المحلي " لتقريبه من المسؤولية الوطنية ولا يكترث للتكنوقراطي المرمي في بلاد الغربة والمنفى ولا للقوى الاجتماعية الكبرى كالعمال والفلاحين والفئات التي كانت الضحية الأساسية لنظام صدام حسين في القمع والعذاب .
أرى من المهم هنا إيراد محاولة العالم السيكولوجي الإنكليزي (أيزنك )الذي صنف الأمزجة السياسية إلى أربعة محاور :
المحور الأول هو الناتج عن المزاج الراديكالي الذي يسعى للتغيير وتحويل المجتمع تحويلا جذريا .
المحور الثاني الناتج عن المزاج المحافظ الذي يتردد من التغيير.
المحور الثالث الناتج عن مزاج القسوة الذي يقود إلى الفاشية والدكتاتورية.
المحور الرابع الناتج عن مزاج الشدة – اللين الذي يحتاج إلى الدقة في تحديد المواقف والاتجاهات.
وقد حلل المفكر السياسي الفرنسي " موريس دوفرجيه " أبعاد المحاور التي حددها " أيزنك" قائلا أنها مفيدة جدا في وصف الصراعات السياسية ولكنها تثير العديد من الاعتراضات .
فليس من السهولة التمييز بين الأصناف المذكورة من الأمزجة . فالتمييز بينها لا يعبر عن الفروق الاجتماعية أو الثقافية بل تعبر بالأساس عن فروق سيكولوجية بل حتى أن توزيع القادة السياسيين على نماذج الأصناف الأربعة من الأمزجة لا يتطابق في كل الحالات مع مستوياتهم المعيشية أو مع مصالح الطبقات الاجتماعية التي ينتمون إليها أو ينحدرون منها .
الحقيقة أن تعارض الأمزجة ليس تعارضا سياسيا أو أيديولوجيا في كل الحالات بل هو تعارض أخلاقي أو تعارض التربية الأخلاقية.
القسوة مثلا .. يمكن إرجاعها إلى" مزاج الجرأة" لكنها في مثال صدام حسين لا تدل على ذلك فقد أثبتت وقائع كثيرة انه لا يتمتع بصفة الشجاعة بل برهن انه منفصل عن الأخلاق التقليدية حين مارس الكثير من المؤامرات لضرب رفاق حزبه وحين غدر بحلفائه الكويتيين حين احتل بلدهم بالقوة العسكرية وحين غدر بأقرب الناس إليه ( حسين كامل وعائلته) .
أما سياسة اللين فالبعض يعزيها إلى مبادئ الديمقراطية بينما هي منحى قادم من الأفكار الدينية المسيحية (من ضربك على خدك الأيمن ادر له خدك الأيسر ) وهي الأفكار التي قوبلت بها بعض التيارات المسلحة لشهور عديدة ( في النجف والفلوجة والبصرة وسامرا ) كانت عواقبها وخيمة على جماجم الكثير من أبناء شعبنا المسالمين ، لذلك يصبح أمرا مستحيلا الاعتقاد بتشبيه التعارض بين" القسوة واللين " كالتعارض بين" الاستبدادي " و "الديمقراطي " .
السؤال الآن هل من الممكن الدعوة إلى نوع واحد من المزاج السياسي لمعالجة الوضع الأمني في العراق مثلا أم هل من الممكن إيجاد حالات اختيارية لتحقيق تكامل الأمزجة..؟
من الواضح خلال اكثر من عام وخاصة منذ تفجيرات العام الماضي ( تفجير السفارة الأردنية ومبنى بعثة الأمم المتحدة في بغداد ) ومن عمليات الاغتيال السياسي ( عقيلة الهاشمي ومحمد باقر الحكيم ) تدل على أخلاقية فاعليها بحبهم للغدر والقتل والتخريب وهي " أفعال " موروثة عن عقول مفكرين كبار في تنظيم القاعدة الذي تقوده شخصية قلقة ( أسامة بن لادن ) لا تريد السعادة لبلده ( السعودية ) ولا لبلد آواه ( أفغانستان ) ولا لبلد كان شعبه ( العراق ) يقدم آلاف الضحايا على مذابح حروب صدام حسين ليشبع بلعومه النهم إلى القرابين البشرية .
ما زالت ارض العراقيين في كل الأنحاء تتضور من تحدي مافيا التخريب والجريمة فهل من الصحيح أن يظل رجال الحكومة من الجيش والشرطة يتلقون ضربات العنف القاتل وهم يمدون أعناقهم عبر الآفاق المظلمة باسم الديمقراطية أو خوفا من اتهامات باطلة توجه إليهم من قوى مؤيدة سرا وعلنا لتحويل العراق إلى ساحة صراع واقتتال لنزعات الإرهاب الدولي يروح ضحاياها من أبناء العراق وعلى حساب زمن إعادة الأعمار ووضع الاقتصاد الوطني على طريق خطير .
إذا كانت الديمقراطية التوافقية قد بعثت حية في وطننا بعيد سقوط صدام حسين بسبب الخطوط الخضر المرسومة في العلاقات الوطنية وأحزابها فلماذا لا يكون هناك مسار وطني آخر بممارسة " الدكتاتورية المؤقتة " لحماية أمن الشعب و مواجهة عاصفة القتل والتخريب المهتاجة بقيادة رموز سرية مبهمة من داخل العراق وخارجه ..؟
قد يبدو هذا مضمونا متفجرا وقد يبدو جزء منه مجرد حماسة لا تؤدي بنهاية المطاف لغير فروسية الديمقراطية ضد الديمقراطية . كلا.. ليس هذا بالقول الصحيح .
فمعادلة الصراع في بلادنا الآن واضحة جدا . فالصراع يتحدد بين طرفين ، بين قوى الديمقراطية الوطنية وقوى الإرهاب الدولي . ومثلما اصبح وجود الاحتلال العسكري أمرا واقعيا في المعادلة فان ممارسة" الدكتاتورية المؤقتة " تصبح أمرا واقعيا لتفكيك القوة الإرهابية المسلحة التي زحفت من بقايا النظام السابق متحالفة مع قوى الإرهاب أو أن قوى الإرهاب زحفت من الخارج وتوغلت عميقا في داخل قوى النظام السابق وفي الحالين يجب أن لا تغيب الممارسة الضاربة الحاسمة لتأمين احتضار وموت القوتين الغاشمتين المعاديتين للديمقراطية العراقية .
هذه هي قضية اليوم تبحث اليوم وليس غدا فالأرض في العراق تبدو قاعدة وممرا بذات الوقت للمزاج الإرهابي وللفعالية الإرهابية التي تهتز اليوم تحت قدمي الإرهابيين وان لم تكافحهم الحكومة المؤقتة فان الأمر يستفحل غدا حين يتحول الإرهاب الدولي في العراق إلى قاعدة طغيان في بلد عربي مستبدة ومفتوحة الشهية للمزيد من دماء العراقيين بعد أن غدت أفغانستان قاعدة غير صالحة للتفريخ الإرهابي العربي .
بصرة لاهاي في 22/9/2004



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسامير 701 تايه عبد الكريم ..تايه ..!
- مسامير 700 يا عواذل فلفلوا ..!
- مسامير جاسم المطير 698
- المريض الشيوعي - الفصل السادس
- مسامير جاسم المطير 696
- مسامير 697 إعادة هيكلة الجامعات العراقية إسلامياً ..!
- 694مسامير لكل مواطن شطفة أرض
- المريض الشيوعي- الفصل الخامس من رواية جديدة
- مسامير693ستراتيجية السمفونية الأمنية ..!!
- مسامير صغيرة 691 جوائز السينما العراقية
- مسامير 692 سبتمبر لا حس ولا خبر
- مسامير صغيرة 690 عصر التيارات
- مسامير صغيرة 688 شركة أسواق مريدي المحدودة
- مسامير صغيرة 689عن النظرية الباسكالية
- مسامير صغيرة 687
- مسامير صغيرة صدّق ولا تصدّق ..!!
- مسامير صغيرة 684 هوسة يا ريمة
- الفصل الرابع من رواية المريض الشيوعي
- الرهائن والاختطاف
- مسامير صغيرة 683


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جاسم المطير - مسامير- المزاج السياسي والمسألة الكبرى