|
من المسئول عن استباحة دماء - المشركين والكفارمن المسيحيين العرب ؟؟؟
خليل خوري
الحوار المتمدن-العدد: 3235 - 2011 / 1 / 3 - 17:21
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عقب العملية الانتحارية التي استهدفت كنيسة القديسين في الاسكندرية وراح ضحيتها العشرات من الاقباط وحيث لا يشك الكثير من العقلاء والمتنورين المصريين بان الانتحاري قد نفذها اما لاعلاء " راية دين الحق" او ربما بدافع تسريع مضاجعته للحور العين عقب هذه الجريمة رأينا على شاشات الفضائيات العربية تدافعا من جانب طائفة كبيرة من الزعماء والقادة العرب باتجاه مكبرات الصوت لذرف بعض الدموع وللترحم على الضحايا ثم استخدام اقسى عبارات الشجب والتنديد بهذه الجريمة النكراء مع التاكيد عن عزمهم على محاربة الارهاب بكافة اشكاله وبتوجيه ضربات له كما جرت العادة " بيد من حديد" وفي هذه المناحة القومية ان صح التعبير فقد شدني الكلمة المؤثرة التي القاها الرئيس المصري حسني مبارك تنديدا وشجبا بالجهة الاجنبية التي ارتكبت هذه الجريمة حيث اكد في السياق بان جهة اجنبية قد اقترفتها وبذلك فقد تاكدت ومثلي قطاعات واسعة من الجماهير العربية بان ما جرى من ذبح وتنكيل بالاقباط لم يكن منتج محلى ولا علاقة له بمناهج التعليم المشبعة بالغيبيات ولا بالبرامج الدينية التي تيثها الفضائيات الدينية ولا بالجماعات السلفية المتعصبة التي تحض على كراهية الاخر بل هي من صنع الدوائر الامبريالية والصهيونية التي تتربص بمصر الدوائر ولا يعجبها على سبيل المثال لا الحصر صولات حسني مبارك ضد الراسمالية الطفيلية المستغلة ولا توجهاتة الثورية المتمثلة في دعم حركات التحرر العربية ولا الاممية المناهضة للامبريالية ولا حملاته العسكرية شبه المتواصلة ضد الكيان الصهوني الغاصب . ولقد اكبرت بالرئيس حني مبارك ان يخصص بعضا من وقته الثمين للظهور على الفضائيات للتنديد بالجريمة النكراء غير مكترث بأن هذه القضية الهامشية كانت على حساب وقته المخصص لقضية اهم متل طلاء شعره بالصبغة والذي لا غنى عن سواده الفاحم تجديدا لشبابه وتابيدا لجلوسه على كرسي السلطة . كما اكبرت في اخونجية مصر تنديدهم بمرتكبي الجريمة وتعاطفهم مع " الاخوة الاقباط" بما يؤكد انهم قد انقلبوا على مواقفهم العدائية والاستعلائية حيال الاقباط وبذلك لم يعودوا بنظرهم " اهل ذمة " تارة و" مشركين وكفار" تارة اخرى بل هم مواطنون بامتياز ولا تحفظ لهم بعد الجريمة النكراء ان " يتولى نصراني كافر المسلمين الموحدين " اكبرت فيهم هذا الموقف خاصة وانه بتناقض مع تصريحات المراقب العام السابق للاخوان المسلمين والتي اكد في واحدة منها وبصريح العبارة بانه لايعترض بان يكون اندونيسيا مسلما رئيسا للدولة الاسلامية في مصر ولايقبل باي حال من الاحوال ان يكون نصرانيا رئيسا لها وطز على مصر وعلى شعب مصر لو قبلو ا ان يتولاهم قبطي نصراني !! ولئن شدني في هذه المناحة العربية كلمة حسني مارك فقد استرعى انتباهى ان خادم الحرمين الشريفين لم يكن اقل من حستي تاثرا على الضحايا واجهاشا بالبكاء عليهم وتنديدا بالارهابيين ولا ادري لماذا يندد في الجريمة وهو يعلم اكثر من غيره ان مصر لم تشهد اي فتن او صراعات طائفية طوال الحقبة الناصرية كما لم تظهر في تلك المرحلة اية اعراض للهستيريا الدينية والغيبيات والمظاهر الطالبانية على الشعب المصري بل كان الشعب متجانسا في نسيجه الوطني وغير قابل للاختراق فلا القبطي يميز طائفيتة بالرموز الدينية ولا المسلم والمسلمة تميز نفسها عن الكفار باطلاق الرجال للحاهم وترصيع جباههم بزبيبات الورع ويتحجب النساء وتبرقعهم بل كان الشغل الشاغل للشعب المصري وفي مقدمته القيادة الناصرية هو اقامة مجتمع الكفاية والعدل الذي تزول فيه الفوارق بين الطبقلت وكانت بوصلتة لتطوير مصر والنهوض بها اقتصاديا واجتماعيا هي بوصلة الاشتراكية العلمية ولم يتغير هذا المشهد كما لم يتغير اتجاه البوصلة الى نقيضه الرجعي الا عندما نفذ سيء الصيت والسمعة انور انقلابه الرجعي ضد الخط الناصري الاشتراكي العلماني وبعد الاطاحة بالرموز الناصرية واالنتكيل بالقوى القومية واليسارية وتهميش دورها ولجم تاثيرها في المجتمع المصري ولم يكن يامكان شخصية نكرة انور السادات ان ينفذ انقلابه وان يقيم دولة العلم والايمان المزعومة وان يغير بدستور مصر العلماني ويجعل من مصر ساحة تسرح وتمرح فيها الراسمالية الطفيلية والجماعات الدينية المتطرفة والسلفية مثل جماعة الاخوان المسلمين الا بعد ان فتحت السعودية له خزائنها واغرقته مثلما اغرقت الجماعات الدينية بالاموال والذين عاشوا تلك المرحلة وتابعوا مجريات الثورة المضادة في مصر يعرفون ان كبار الضباط في الجيش المصري مثل الجمصى وعلى اسماعيل لم يقفوا الى جانب النكرة انور السادات وينفذوا انقلابهم الابيض ويعتقلو ا على صبري وقادة الاتحاد الاشتراكي ومجلس قيادة الثورة الا بعد ان تلقوا اموالا طائلة من سفير طويل العمر وخادم الحرمين انذاك في القاهرة . ولهذا اقول اذا كانت جريمة كنيسة القديسين تثير غضب واستياء حكام السعودية فالحري بهم قبل ان ينندوا بالارهاب والارهابيين ان يتوقفوا عن تصدير منظومة القيم الوهابية التكفيرية الى الجوار العربي والى الدول العلمانية التي لم تشهد اي نشاط ارهابي وعاني من تداعياته الا بعد انتشلر الخلايا السلفية والقاعدية الحاملة للفكر الوهابي. فما حصل في كنيسة القديسين وما سيتلوها من جرائم اخرى تستهدف المسيحيين ليس جريمة نكراء فحسب بل هي منتج وهابي تموله الرجعية العربية وتوظفه الاميرايالية وربيبتها اسرائيل من اجل نشر الفوضى في الدول العربية توطئة لتقسيمها على اسس طائفية ومذهبية تماما كا جزا الاستعمار الهند الى ثلاث دول ويوغوسلافيا الى خمس دول متناحرة .
#خليل_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حكومة - رفع الاسعار - في الاردن
-
حماس استكملت استعداداتها لتحقيق نصر الهي على العدو الصهيوني
-
عمر البشير لا يتحرك الا والعصا معه !
-
هل يعتنق القلسطينيون الديانة اليهودية تطبيقا لمبادرة عربية ج
...
-
المجرم عمر البشير يجلد النساء السودانيات
-
لن نصحو من غيبوبتنا الدينية الا باطلاق فضائية علمانية
-
صاحب موقع ويكيلكس عرى السياسة الاميركية ولكنه بنظر معلقين عر
...
-
صاحب موقع ويكيلكس عرى السياسة
-
حماس تعترف بدولة - احفاد القردة والخنازير-
-
لماذا تشيطنون حزب الله وقد اصطفاه الله ممثلا شرعيا له ؟!
-
ما الجدوى من التشكيلات والترقيعات الزارية في الاردن ؟
-
فبركة اعلامية لا يصدقها الا البسطاء:واشنطن تزود اسرائيل بطائ
...
-
استحداث وزارات - استسقاء- رديفا لوزارات الري العربية!!
-
الحجاج يؤدون مناسك الحج وامراء السعودية يحصدون مليارات الدول
...
-
مجلس نواب - العشائر والمحاصصة- الاردني !
-
فالج لا تعالج او وهم -المصالحة- الفلسطينية
-
مريم العذراء وشيوخ الاسلام يتجاههلون مذبحة كنيسة سيدة النجاة
-
اغلاق الفضائيات الدينية نقطة في بحر الشحن الديني
-
بشار الاسد لمحمود عباس : استأنفوا المقاومة وعين الله ترعاكم
-
احمدي نجاد مبشرا بعودة المسيح والمهدي
المزيد.....
-
بيان الهيئة العلمائية الإسلامية حول أحداث سوريا الأخيرة بأتب
...
-
مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
-
التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج
...
-
“سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن
...
-
الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان
...
-
الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وسط العنف الطائفي في جنوب ا
...
-
الضربات الجوية الأمريكية في بونتلاند الصومالية قضت على -قادة
...
-
سوريا.. وفد من وزارة الدفاع يبحث مع الزعيم الروحي لطائفة الم
...
-
كيفية استقبال قناة طيور الجنة على النايل سات وعرب سات 2025
-
طريقة تثبيت تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2025 TOYOUR BAB
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|