أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - ماذا يجري في العراق.. إلى أين تجرنا مهازل قوى الإسلام السياسية المتطرفة؟















المزيد.....

ماذا يجري في العراق.. إلى أين تجرنا مهازل قوى الإسلام السياسية المتطرفة؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3235 - 2011 / 1 / 3 - 16:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العالم.. كل العالم يتفرج.. يضحك.. يسخر.. ثم ينظر إلى العراق بعين الغضب.. ويتساءل: هل كل هذا حقاً يجري اليوم في العراق بعد كل تلك الآلام والمخاضات والدماء والدموع التي سالت على أرض الرافدين؟ هل حقاً يمنع تدريس الموسيقى في البلد الذي أنتج آلة الهارفة والمزمار, إذ أصبحت الهارفة شعاراً لكل محبي الموسيقى في العالم؟ هل حقاً يمنع تدريس المسرح في بلد انتج الشعراء الكبار فيه ملحمة گلگامش التي لا تزال اصداء الملحمة تطوف العالم وتعلن ان العراق كان بلداً حضارياً أو أحد مهود الحضارة البشرية؟ هل حقاً يلغى تدريس الموسيقى والغناء ونحن أحفاد الموصلي ومن وضع الموسيقى والسلم الموسيقي في العهد العباسي قبل ذاك, أو بعد ذاك من أمثال صالح الكويتي ومنير بشير وحضيري ابو عزيز وداخل حسن وناظم الغزالي ومحمد القبنجي وزهور حسين وسليمة مراد ووحيدة خليل وصديقة الملاية, أو حسن زيراك, الذي أنتج نحو ألف أغنية, ومحمد ماملي وعباس كاماندي وعزيز شاروخ أو نصير رزازي وعلي مراد ... وغيرهم في هذا البلد المعطاء؟ هل حقاً تداس كرامة الفنانين وكل الشعب بهذه الصورة المروعة في بلد أنتج وأبدع ما بعث المسرة والفرحة في نفوس البشرية في أنحاء كثيرة من العالم في حقب كان العالم يعيش أوضاعاً مزرية, فهل انتقل البؤس والفاقة والخراب الفكري والروحي إلى العراق مع تسلم قوى الإسلام السياسي للسلطة في العراق؟
هل هذا أحد شروط إيران في السماح لتشكيل الحكومة وبالصورة التي جرت عليها؟ وهل قوى الاحتلال الأمريكية كانت تريد ذلك لإرضاء إيران؟ وهل حلفاء القوى الإسلامية السياسية في العراق راضون بما تتخذه وزارتا التربية والتعليم العالي من إجراءات قبل الآن وما يمكن أن يتخذ بعد الآن ضد الثقافة والحياة الديمقراطية؟
إذا كان العالم يسخر مما يجري في العراق, فما حال العراقيات والعراقيين وهم يواجهون "المأساة والمهزلة في آن واحد"؟
العراق يندب حظه! لقد ابتلى العراق بالدكتاتورية الغاشمة للبعثيين القوميين الشوفينيين والعنصريين الذين أدموا شعب العراق وخربوا روحه! وها هو يبتلى بمن يسعون بإصرار عجيب إلى تعميق الخراب الروحي والفكري وفرض الخيمة الدينية عليه, فهل علينا أن نسكت ونقبل بما يجري في هذا العراق المغدور؟ كان صدام يقول: العراقيون بعثيون وأن لم ينتموا!, أما قوى الإسلام السياسية, قوى حزب الدعوة, فتقول: أنتم أعضاء في الأحزاب الإسلامية السياسية الشيعية وأن لم تنتموا!! (تريد أرنب أخذ أرنب, تريد غزال أخذ أرنب!).
نحن أمام قوى صممت على دفع العراق باتجاهات فكرية وسياسية خطرة, وإذا ما سكت المساومون المساهمون في الحكم, فعلينا نحن, من يعتقد بأنه مدني وديمقراطي, أن لا يقبل بما يجري في العراق, أن يرفض ما يراد للناس الطيبين من ابناء هذا الشعب المغدور, إذ أننا نعرف ما ستكون عليه العاقبة في مثل هذه المسيرة!
إن سكتم ايها الناس فستأتيكم ولاية الفقيه بما فيها وما معها؟ إن سكتم اليوم على ما يجري للعرب وغير العرب في الوسط والجنوب وبغداد, فسوف لن تهدأ كردستان, بل سيجد هؤلاء طريقهم إليها بشتى السبل, والجيران هم الذين يدعمون هذا التحرك إزاء كردستان. هل يراد أن أذكر الجميع بمقولة القس الألماني الذي تحدث بعد فوات الأوان حين قال تقريباً ما يلي:
حين اعتقل الغستابو الشيوعي, قلت هذا شيوعي, وحين اعتقلوا الاشتراكي, قلت هذا اشتراكي, وحين اعتقلوا الديمقراطي, قلت هم بعيدون عني ولن يمسنى أحد, وحين اعتقلت لم يكن هناك من يسأل أو يدافع عني!
ما يجري في العراق هو بداية لهجوم مبرمج على الثقافة الديمقراطية, على الحياة الديمقراطية, على مبادئ الحرية والديمقراطية, وهو يبدأ بالضبط من جانب وزيرين ووزارتين, أحدهما من حزب الدعوة وحديثه مع النجفي, والآخر من القائمة العراقية التي أدعى اصحابها أنهم ديمقراطيون ومدنيون, فهل هم كذلك؟
نحن أمام حالة فريدة.. قوى تقول إنها ديمقراطية, ونقبل بذلك لنضال مديد مشترك قبل ذاك, ولكنها تسكت اليوم عما يجري من جانب وزراء في الحكومة في نهش الديمقراطية وتقطيع أوصال ما بقي في العراق منها, تسكت عن الإخلال بالدستور وما جاء فيه عن حقوق الإنسان التي سبق الحديث عن الشريعة فيه ولم ينسخه.
نحن أمام حالة فريدة ... خطوة فخطوة يجري إلغاء أي شكل من اشكال الحرية الفردية وحرية المجتمع, لأنهم يريدون بناء مجتمع إسلامي في بلد متعدد الديانات والمذاهب الدينية والشرائع في آن, بلد إسلامي على الطريقة الإيرانية!
أتوجه إلى كل الذين يهمهم أمر وأهل العراق في الداخل والخارج بتحذير مفاده أن ما ينتظركم أكثر بكثير مما حصل لكم في هذه السنوات السبع المنصرمة, إن لم ترفعوا صوت الاحتجاج والتمرد على ما يجري في العراق, إنها البداية لنهاية غير محسوبة العواقب لا أتمنى أن تكون مفجعة ومريرة! هذه هي الحقيقة, فالكثير والكثير جداً من الحكام الجدد لا يريدون الاستفادة أبداً من دروس الحكام الذين سبقوهم, ولكنهم نسوا أنهم يمكن أن يصلوا إلى نفس المصير الذي وصل إليه من سبقهم في الحكم!
قوى الاحتلال تتحدث عن الحرية والديمقراطية, وهي ترى مباشرة وبمساعدتها كيف تغتصب الحرية الفردية وكيف تلغى من المناهج ما هو حضاري وسليم وكيف تبقى ما يسهم في تفريق المجتمع وضرب نسيجه الوطني الاجتماعي. وليدرك من لم يتوصل لحد الآن إلى ما يراد للعراق, رغم الصعوبات التي تعترض من يريد دفع العراق باتجاه دولة دينية إسلامية, دولة ولاية الفقيه, بأن من يدرك متأخراً يعاقبه التاريخ !!!
إن هذا الدفع باتجاه الدولة الدينية هو الذي ينتج التعصب الديني والتزمت والرغبة في الخلاص من وجود أتباع الديانات الأخرى في العراق. هنا علينا أن نطرح السؤال التالي: من المسؤول عما يجري لمواطناتنا ومواطنينا من المسيحيتات والمسيحيين والصابئيات والصابئيين المندائيين في مختلف أنحاء العراق, والأيزيديات والأيزيديين في محافظة الموصل من عواقب وخيمة في المرحلة الراهنة, أليست هذه هي نتاج التربية الدينية المعوجة والتزمت الديني ومحاول إقامة مجتمع إسلامي على الطريقة المعروفة في إيران والتي بدأت خطى أولية بهذا الاتجاه في العراق؟ أتمنى أن لا يكون الأمر كذلك, ولكن الواقع يحدثنا بأشياء أخرى!
3/1/2011 كاظم حبيب




#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من سبيل لحياة حرة وديمقراطية في العالم العربي؟
- ملاحظات أولية حول خطة التنمية الوطنية للفترة 2010-2014 في ال ...
- من المسؤول عن قتل وعن حماية اراوح المسيحيين في العراق؟
- [قووا تنظيم الحركة الديمقراطية في العراق], ليكن شعار قوى الت ...
- لا خشية من المؤمنين الصادقين الصالحين, بل الخشية كل الخشية م ...
- هل هذا يجري حقاً في إقليم كردستان العراق؟
- الحكومة الاتحادية الجديدة في العراق وأزمتها التي ستتفاقم!
- متى تكف الذكورية في الدولة والحكومة والأحزاب عن تهميش المرأة ...
- الاختلاف في فهم معاني استشهاد الحسين بين الموروث الشعبي والف ...
- ضحايا نظام البعث كثيرون, ولكن الكرد الفيلية في المقدمة منهم!
- مثقفو إقليم كردستان العراق وموقفهم النبيل إزاء الحملة الجائر ...
- رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس قائمة التحالف الكردستاني في إقلي ...
- عادت حليمة إلى عادتها القديمة, عادت والعود أقبح!!
- ما الجريمة التي ارتكبها جوليان أسانج في عرف العالم -المتحضر! ...
- هل يمكن الجمع بين احترام الكرامة والضمير والترحم على نظام ال ...
- بدء نشاط قوى التيار الديمقراطي العراقي في المانيا الاتحادية
- تصريحات مهمة للأستاذ حميد مجيد موسى في الموقف من التيار الدي ...
- رسالة تحية مفتوحة إلى المؤتمر الثالث عشر للحزب الديمقراطي ال ...
- هل من سبيل لبناء عراق ديمقراطي اتحادي آمن؟ وما الدور الذي يم ...
- فقيدنا الفنان المبدع منذر حلمي !


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - ماذا يجري في العراق.. إلى أين تجرنا مهازل قوى الإسلام السياسية المتطرفة؟