جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3235 - 2011 / 1 / 3 - 16:15
المحور:
حقوق الانسان
اذا كنت تعيش في الغرب او عشت فيها فانك ستتمرض عاجلا ام آجلا عندما تسمع و ترى و تقرأ بشكل يومي تقريبا الى اية درجة وصل مستوى نفاق الغرب في اختيار شخصيات تتعذب او تضطهد سياسيا و المرأة تشكل قمة هذا الاستغلال و الانتقاء.
يتباكي الغرب على سيدة ايرانية تواجه الاعدام بالرجم لا لاجل سواد عيونها و انما لانها من بلد ملالي طهران. طبعا ليس هناك انسان عاقل يسكت على هذه الاعمال البربرية و لكنك لو راقبت تصرفات الغرب في كيفية التعامل مع القضايا الانسانية فانك لا محالة تصاب بمرض الاشمئزاز لسياستها المنافقة والكيل بمكيالين. يختار الغرب شخصيات و مواضيع حسسة خاصة كفيلة بزيادة بيع عدد صحف المجاري و الزبالة فيها و حشو برامج التلفزيون و الردايو الركيكة بها و ارسال بعض اليساريين و اليمنيين الى مظاهرات لنصرة هذه الشخصيات الى الشارع.
يختار الغرب شخصيات مضطهدة عادة من الدول التي تعادي الغرب مثل ايران او في منافسة معها مثل الصين (دلايلاما) و كوريا الشمالية و تتجاهل البلدان القمعية الاخرى و هي بالتكيد كثيرة من امثال السعودية. لست هنا بصدد الدفاع عن الانظمة القمعية و لكن اختيار شخصيات و بلدان معينة من قبل دول ترفع شعار حقوق الانسان لاجل مصلحة فقط لا يحظى باعجابي. لم يهاجم الغرب سلمان رشدي لانه من باكستان و يعيش في المملكة المتحدة و لكن لانه اغضب خميني فالجهة التي كانت قادرة على مساعدة صدام بالاسلحة و ثم استطاع القضاء عليه لا يمكن ان تكون موضع ثقتنا و الجهة التي تدافع عن حقوق الانسان و في نفس الوقت تبيع اسلحة الى دول مشبوهة و شوفينية مثل تركيا لاكثر من منافق.
و اليوم و كلما تبدأ حملات الغرب الدعائية الغوغائية لاحداث ضجة تنسجم مع مصالحها نبدأ بالضحك حتى الاغماء. رفع قضية اقباط مصر ومصيبتهم مع المتطرفيين الاسلاميين يتطلب تغطية اكبر و مساحة اكثر مما نسمعه و لا يهم اخذ سياسة مبارك المعتدلة بنظر الاعتبار. كفانا سياسة المصالح السياسية و الاقتصادية و علينا اما ان نعترف بتدني اخلاقنا و نبتعد عن التباكي على المظلومين او نسكت الى الابد.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟