|
علم النفس التربوي
صاحب الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 3234 - 2011 / 1 / 2 - 23:27
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لا يمكن أن تكون العملية التربوية ناجحة من دون وجود علاقة ثقة متبادلة بين المربي والتلميذ وبما أن شخصية الأول ناضجة وشخصية الثاني في طور النضوج فيرجح أن تميل العلاقة إلى تابع ومتبوع أو علاقة تقليد الصغير السن إلى الكبير السن أو علاقة مذيع ومستمع في صورها العامة. لكن في صورها العلمية الخاصة يجب فهمها على نحو آخر لا يمت بصلة إلى التعليم وحسب، بل إلى علم النفس وعلم التربية وعلم المعلم لخلق علاقة جديدة بين شخصية ناضجة تسعى إلى غرس مبادئ التربية والتعليم في ذهن شخصية في طور التنشئة، فمن دون فهم الحالة النفسية للتلميذ أو المتلقي للمعلومات وتطويع اهتمامه بالمبادئ التربوية أو المادة التدريسية لن يكون استيعابه وفهمه كامل. إن الأساليب التربوية لقسر الطالب الاستجابة لرغبات المعلم بعدّه متلقياً للمعلومة لا يحق له مناقشة صدقها أو تفكيك مكوناتها بالأسئلة المختلفة التي تحتاج إلى إجابات واضحة وصريحة وإن عدّت بنظر المعلم أسئلة غير ناضجة وسخيفة لكنها بنظر الطالب مهمة في خلق أساليب ذاتية لادراك المعلومة على نحو أفضل خاصة إن كانت الأساليب المعتمدة في التدريس لا تتوافق مع البيئة التدريسية ومدارك الطلاب ومستوى وعيهم ونسبة ذكاؤهم، ما يستوجب البحث عن أساليب أقل تعقيد وأكثر وضوح في أيصال المعلومة إلى المتلقي. يقسم علم النفس التربوي إلى : " علم نفس التعليم، وعلم نفس التربية، وعلم نفس المعلم ". بما أن البيئات التدريسية متباينة في مواقعها الجغرافية والمجتمعية فإنها تضم كائنات بشرية ذوي طبيعة نفسية وجسدية متباينة لا يصح استخدام ذات الأساليب التعليمية والتربوية لغرس المبادئ التربوية والمناهج التعليمية في ذهن المتلقين من دون التعرف على مستويات ذكاؤهم وادراكهم وطبيعة خصائصهم النفسية لتحديد الأساليب التعليمية الملائمة والمجدية في إيصال المعلومة إليهم. إن تدهور التعليم مرده الأساس عدم تطور مناهجه وأساليبه، وفي المقابل هناك زيادة بعدد الحائزين على شهادات دراسية خالية من العلم والمعرفة لوجود خلل في بنية العملية التعليمية التي يجب أن لا تقتصر على منح شهادات دراسية وإنما شهادت علمية من خلال رفع المستوى العلمي للمتعلمين وتحسين قدراتهم ومهاراتهم في اكتساب المعلومات المختلفة واستيعابها ليحققوا المهام الأساس للعملية التعليمية ولا يجري ذلك على نحو سليم من دون اعتماد الأساليب الحديثة لعلم النفس التربوي. يبحث علم النفس التربوي في : " الخصائص النفسية وأساليب تطور ذكاء الإنسان وشخصيته، و توصيف كل النشاطات التربوية والتعليمية والعملية التكوينية ". تمتاز مهام العملية التربوية بشمولية أهدافها المرتبطة بعلم النفس على نحو خاص لتعامله مع كائنات بشرية متباينة الطبيعة الوراثية والصحية الجسدية والنفسية والغذائية بعدّها الأساس في تقييم مستوى الذكاء وقدرة الاستيعاب وسعة الادراك والمهارة والتحليل والحوار ليس عند المتعلم وحسب، بل عند المعلم الذي يعدّ أداة تمرير المعلومة الصحيحة إلى المتعلم لانجاز مهام علم النفس التربوي على نحو سليم وإلا فإن العملية التربوية برمتها تعدّ عملية فاشلة لا تحقق أهدافها. تلخص (( إ. زيمنيايا )) مهام علم النفس التربوي في المحاور التالية : 1 – " تحديد آليات وأساليب اكتساب المتعلم للخبرة الثقافية الاجتماعية، وتركيبها وحفظها، وترسيخها في ذاكرة العقل الواعي واستعادتها عند الحاجة لاستخدامها في المواقف المختلفة. 2 – الكشف عن آليات وأساليب تأثير التعليم التربوي على تطور ذكاء المتعلم وشخصيته. 3 – تحديد الارتباط بين مستوى تطور ذكاء المتعلم وشخصيته وأنماط التأثير التربوي والتعليمي ومناهجه مثل التعاون، والأنماط الفعالة في التعليم ... وغيرها. 4 – تحديد خصائص النشاط الدراسي وتنظيمه، وتوجيه المتعلمين وتطوير ذكاؤهم وشخصياتهم وفعالياتهم الدراسية المعرفية. 5 – دراسة الأسس النفسية لنشاط المربي وخصائصه النفسية الفردية والمهنية. 6 – تحديد آليات التعليم وأساليبه العلمية الحديثة. 7 – تحديد أساليب وشروط ومقاييس استيعاب المعارف وأسس البناء المعلوماتي والنشاطات ذي الصلة لحل المسائل المتباينة. 8 – تحديد الأسس النفسية لتشخيص مستوى الاستيعاب وخصائصه وارتباطه بالمعايير التكوينية. 9 – وضع الأسس النفسية للتحديث اللاحق للعملية التكوينية على كل مستويات التعليم التكويني ". لا يمكن خلق جيل متعلم وسوي من دون إجراء تحديث شامل بالمناهج التعليمية والتربوية وأساليبها التي بدورها تخلق جيل معلمين جديد يتقن أساليب التعليم والتربية الحديثة ولا تنحصر أهدافهم بخلق جيل متعلم وحسب، بل غرس مبادئ التربية الحديثة في لاوعيهم ما يؤثر ايجاباً في سلوكهم الذاتي ويتوافق مع السلوك العام للمجتمع ويكون مستجيباً لقيم الدولة الحديثة بعدّها راعية لمصالح المجتمع ومسؤولة عن غرس مبادئ التسامح والتعاون واللاعنف في ذهن الجيل الفتي. الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/
#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
علم الطب النفسي
-
علم النفس ( الهدف والغاية )
-
انفصام الشخصية
-
التخلف العقلي
-
مرض الذهان العضوي والاكتئاب
-
تقمص الشخصيات في الحلم والكابوس
-
اضطراب الحلم والكابوس
-
اضطرابات الوسواس القهري والانشقاقي
-
الاضطراب العصبي
-
حالة القلق
-
الشخصية السوية
-
الشخصية السوسيوباتية والعدوانية
-
اختلال ضمير السيكوباتي
-
شخصية السيكوباتي وصراعها مع المجتمع
-
الشخصية السيكوباتية
-
الشخصية المضطربة وسلوكها الشاذ
-
الشخصيات المتباينة في الذات
-
المواصفات السلوكية للشخصية المضادة للمجتمع
-
الشخصية المضادة للمجتمع
-
طباع الشخصية وأنماطها
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|