أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أسامة الرنتيسي - على الفقراء ان يشدو الاحزمة من جديد وصفة جديدة من صندوق النقد الدولي لمدة عامين














المزيد.....

على الفقراء ان يشدو الاحزمة من جديد وصفة جديدة من صندوق النقد الدولي لمدة عامين


أسامة الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 210 - 2002 / 8 / 5 - 01:19
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 


 

 

 

لم تعد فقط المعارضة وبالذات اليسار في الساحة السياسية هم الذين يهاجمون سياسات ووصفات صندوق النقد الدولي, ويعتبرون برامجها التصحيحية للاقتصاد الاردني السبب الرئيسي في اختلال الاوضاع الاقتصادية, بل انضم لهم مسؤولون حكوميون كانوا في فترة ما يتعاملون مع اوسع شريحة من الفقراء في الاردن.
وزير التنمية الاجتماعية الاسبق محمد خير مامسر هاجم الاصلاحات الصندوقية وذلك في كلمة القاها قبل ايام في مؤتمر الخير العربي الذي عقد في عمان واكد فيها "ان برامج التصحيح الاقتصادي المتمثلة بوصفات البنك الدولي وخاصة في الاردن ادت لالغاء دعم المواد التموينية ورفع اسعار الكثير من الخدمات الاساسية, ورفع الدعم عن التعليم تدريجيا, والغاء الحماية الجمركية عن الصناعات الوطنية, وخفض الجمارك عن مواد لا تهم الفقراء, واصدار قوانين تضر بمصالح الفقراء -والكلام ما زال على لسان مامسر- اضافة الى التوقيع على اتفاقية الجات و WTO التي اضعفت شبكة الامان الاجتماعي واختراق الخصوصية الثقافية للدول النامية واختراق السيادة الاقتصادية وسيطرة رأس المال الاجنبي على الشركات الوطنية ليصل مستقبلا الى 100%.
ولحسن حظ الوزير الاسبق وحظ الفقراء انه قال هذا الكلام ونشر في الصحف المحلية في نفس اليوم الذي سربت فيه الحكومة عبر وزير رفض الكشف عن اسمه -هكذا لا يريد ان يتحمل وزير نشر خبر بهذا الحجم- عن توقيع الاردن وصندوق النقد الدولي برنامجا جديدا للتصحيح الاقتصادي مدته عامان.
الالتزام الرسمي بوصفات وسياسات صندوق النقد والبنك الدوليين ليس جديدا, رغم ما اصاب اقتصادنا من اختلالات نتيجة هذه السياسات الصندوقية, ولكن الجديد هو التجرؤ المستمر الذي لم يكن موجود سابقا حول الاتفاقات مع الصندوق واثارها الايجابية على الاوضاع الاقتصادية في الاردن.
كانت في السابق زيارات وفود الصندوق ولقاءاتهم بالمسؤولين الاردنيين تتم بكل سرية, ولا احد يتجرأ على كشفها, اما الان فان هذه الزيارات وحتى وجود ممثلين عن الصندوق في بعض الوزارات تتابع اعمالها وتشرف على تنفيذها يتم الاعلان عنها بالخبر المكتوب والصور المشتركة لكل هذه اللقاءات وتتصدر عناوينها واجهات الصحف واخبار التلفزيون.
في مرات قليلة اعترفت الحكومة ان قرارها رفع الاسعار وبالذات اسعار المحروقات جاء نتيجة ضغوط الصندوق وجولة محادثات معه, اما رفع الاسعار الذي وقع خلال الاشهر الماضية بدءاً بالخبز و6 سلع اخرى, وكذلك رفع الدعم عن سلع, وفرض ضريبة مبيعات بنسبة 2% على 87 سلعة استهلاكية, ورفع اسعار الكهرباء بنسبة تتراوح بين 3.3 الى 13% الشهر المقبل, لم تقل الحكومة ان هذه القرارات جاءت بهدف ابرام اتفاق جديد مع صندوق النقد الدولي.
لن نضيف كثيرا على كلام الوزير مامسر عن حجم الاضرار التي لحقت بالفقراء جراء وصفات الصندوق, وان كل ما يقال حول ارقام النمو الاقتصادي وتطورها واستمرار النمو ليصل بمعدل 6% سنويا حتى عام ,2006 لن يقنع موظف او عامل ان هذه الزيادة في النمو حقيقية لان ما يعيشه على ارض الواقع ينفي بالمطلق هذه الارقام.
لقد طرأ على تكاليف المعيشة في الخمسة اشهر الاولى من العام الحالي ارتفاع وصلت نسبته كما تشير احصائية صادرة عن دائرة الاحصاءات العامة الى 2.9% مقابل 1% لنفس الفترة من العام الماضي, وهذه النسبة الرسمية لا تعكس واقع الحال الحقيقي لان حسبتها مبنية على اسعار عينات عشوائية من المواد الاستهلاكية والخدمات, كما انها مأخوذة من عينات عشوائية من المحلات التجارية ولو استبعدنا سلع الترفيه وهي على كل حال نادرة عند شريحة الفقراء واجرينا حسبة تكاليف على السلع الاستهلاكية والخدمية التي تستهلكها الشرائح الفقيرة والمتوسطة فان الارتفاع ربما يصل الى ضعف النسبة الرسمية.
على الفقراء إن تحمل عظمهم بعد ان فقدوا اللحم, ان يشدّوا الاحزمة من جديد فنحن وحتى نهاية عام 2004 سنبقى تحت رحمة وصفات صندوق النقد واملاءاته ولا احد يدري الى اين ستصل الامور, وهل ستكون هذه الوصفة الجديدة كما يقول الاطباء قبل الاكل ام بعده ان وجد?!

 



#أسامة_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
- زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص ...
- إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد ...
- تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
- لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
- الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
- لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال ...
- سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
- مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م ...
- فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أسامة الرنتيسي - على الفقراء ان يشدو الاحزمة من جديد وصفة جديدة من صندوق النقد الدولي لمدة عامين