|
هجوم العولمة الليبرالية المتوحشة على ثروات الشعوب في ظل سياسة الأنظمة التبعية
امال الحسين
كاتب وباحث.
(Lahoucine Amal)
الحوار المتمدن-العدد: 969 - 2004 / 9 / 27 - 11:46
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
2004/النهج الديمقراطــي تارودانت في : 26/9/ المجلس المحلي هجوم العولمة الليبرالية المتوحشة على ثروات الشعوب في ظل سياسة الأنظمة التبعية في اجتماعه العادي المنعقد في 26 شتنبر 2004 تدارس المجلي المحلي للنهج الديمقراطي عدة قضايا تنظيمية و سياسية و حقوقيـة ، و وقفت على ما تتميز بها الفترة الراهنة محليا و وطنيا و دوليا و المتسمة ببروز عولمة الانتهاكات الجسيمة في مجال حقوق الإنسان ، وذلك عبر هجوم الامبريالية و الصهيونية بقيادة أمريكا و حلفائها الذين يسعون إلى السيطرة على العالم و استغلال خيرات الشعوب تحت ذريعة ما يسمى بمحاربة الإرهاب ، في الوقت الذي تنفذ فيه الأنظمة الرجعية التابعة لها في دول المحيط السياسات الليبرالية التبعية و خاصة سياسة " التبادل الحر "، عبر ما يسمى بالشرق الأوسط الكبير الذي يتم انعقاد مؤتمره بالمغرب ، و الذي يهدف إلى شرعنة استغلال الثروات الطبيعية بهذا المجال الحيوي و الغني بالطاقة و المعادن . و استأثرت أحداث تارودانت الأليمة المتجلية في الجثث الثمانية للأطفال التي تم التمثيل بها في الشارع العمومي من طرف أحد الشواذ ، في الوقت الذي صمت فيه " المصالح الأمنية" آذانها عن الأصوات المرتفعة للأسر التي وضعت شكايات اختطاف أبنائها لدى " الشرطة" بتارودانت دون جدوى . و سجل المجلس المحلي للنهج الديمقراطي ما يلي : دوليــــــا : ـ ضرب حق الشعوب في تقرير مصيرها و محاولة فرض أنظمة اقتصادية و سياسية عنصرية عليها لتسهيل استعمارها و استغلال ثرواتها الطبيعية و البشرية . ـ ضرب الحق في التنظيم عبر محاولة تفكيك التنظيمات السياسية التي تقاوم السياسة الاستعمارية لأمريكا و حلفائها . ـ الإستمرار في دعم النظام الصهيوني العنصري في أرض فلسطين المحتلة و شن حرب إبادة على الشعب الفلسطيني و ضرب حقه في إقامة دولته المستقلة . ـ الإستمرار في احتلال فلسطين والعراق و أفغانستان ومحاولة افتعال بؤر توتر في بعض المناطق كالسودان و لبنان و سوريا من أجل الهيمنة الاستعمارية عليها . وطنيــــا : ـ الإستمرار في نفس السياسات الاقتصادية و الإجتماعية و الثقافية الطبقية و التي تضرب حق الشعب المغربي في تقرير مصيره . ـ الإستمرار في تطبيق نفس بنود الدستور الممنوح الذي لا تتوفر فيه الشروط الديمقراطية لبناء دولة الحق و القانون و الذي يشرعن للحكم المطلق. ـ عدم حسم ملف الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان عبر محاولة تمرير ما يسمى بطي صفحة الماضي دون مساءلة و محاسبة المسؤولين عنها . ـ الإستمرار في الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان خاصة بعد أحداث 16 ماي 2003 المأساوية تحت ذريعة ما يسمى بمحاربة الإرهاب . ـ ضرب الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية للطبقة العاملة بعد المصادقة على مدونة الشغل الرجعية التي تشرعن للتسريح الجماعي للعاملات و العمال و ضرب الحق في الشغل القار . ـ الإستمرار في انتهاك حقوق المرأة خاصة في المجال الاقتصادي و السياسي رغم ما يتم الترويج له حول مدونة الأسرة التي لا تستجيب للمطالب الإساسية للحركة النسائية الاشتراكية . ـ ضرب الحق في التعليم لأبناء الطبقات الشعبية و ذلك بحرمان عدد كبير منهم من الدراسة في جميع المستويات و الأسلاك . ـ ضرب الحقوق اللغوية و الثقافية الأمازيغية و عدم تطبيق برامج تعليم اللغة الامازيغية رغم علاتها مما يحرم العدد الكبير من أبناء الشعب المغربي في ممارسة ثقافتهم . ـ ضرب الحق في الصحة الحق بعد الزيادات المهولة في أثمان التطبيب بالمستشفيات العمومية . محليــــا : إن ما تعانيه مدينة تارودانت ليس إلا نتيجة تطبيق الإختيــارات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية التبعية للعولمة الليبرالية المتوحشة ، و التي تستجيب لتعليمات المؤسسات المالية الدولية التابعة للسيطرة الإمبريالية الأمريكية ، إلا أن خصوصيات المنطقة التي تعتبر بالنسبة للنظام المخزني مجالا للإستغلال المهول للثروات الفلاحية و الموجه للتصدير ، يجعل من مدينة تارودانت بؤرة للطبقة العاملة الرخيصة خاصة المرأة العاملة التي تتوافد إلى المدينة من الأحياء الشعبية من جل المدن المغربية ، و تتعرض للإستغلال المزدوج في الضيعات و معامل التلفيف و خارجها في حين يتعرض الأطفال دون سن الشغل للإستغلال المزدوج بالورشات الحرفية ، و هكذا فلا غرابة في وجود ممارسات شاذة في مدينة تتعرض للتهميش المكثف على جميع المستويات . و وصلت هذه الممارسات حد "عولمة الشذوذ الجنسي" عبر الأجانب الذين يقيمون الرياضات بالأحياء الشعبية لممارسة الشذوذ الجنسي على الأطفال في مرآى و مسمع من السلطات العمومية ، و قضية الفرنسي و الأمريكي اللذان توبعا أمام ابتدائية تارودانت و الفاران من العدالة بطرق معروفة لدى الرأي العام بالمدينة خير دليل على ذلك ، و نسجل ما يلي : ـ إستنكارنا لسياسة التهميش و الإستغلال التي يمارسها النظام المخزني عبر حرمان المدينة من الإستفادة من خيراتها و بالتالي حرمان سكانها من العيش الكريم . ـ إستنكارنا لممارسات السلطات بالإقليم التي تقوم بدعم الباطرونا ضد الطبقة العاملة . ـ إستنكارنا لممارسات السلطات بالإقليم المتجلية في عدم تحمل مسؤولياتها لتوفير الأمن بالمدينة ، بل و التورط في افتعال ملفات مطبوخة لعدد كبير من أبناء الطبقات الشعبية . ـ إستنكارنا لموقف السلطات الإقليمية من ترويج المخدرات و ممارسة الدعارة و الشذوذ الجنسي للأطفال من طرف الشواذ مغاربة وأجانب في مرأى و مسمع الجميع و بتشجيع في الكواليس ، و ما الإحداث المأساوية الأخيرة المعروفة ب " جثث واد الوعر " إلا نتيجة لممارسات السلطات بالإقليم ، و التي تعتمد سياسة قمع و متابعة المناضلين و إخضاع الجماهير و تهديدهم من طرف رجال الشرطة و الدرك و أعوان السلطات . و ما تتعرض له أم التلميذ يونس الريحاني و أخوه من مضايقات و تهديد و طبخ للملفات و نشر للأكاذيب بإحدى "الصحف" ، و التي ذهب ضحيتها الإبن يونس الريحاني القاصر 7 أشهر سجنا بإنزكان في ذمة التحقيق و إعلان براءته أخيرا و بالتالي حرمانه من متابعة دراسته ما هو إلا مثال صارخ لما يتعرض له أبناء الطبقات الشعبية بالمدينة. لكن قضية ثمانية جثث لأطفال قاصرين ذكور فضحت ممارسات السلطات الإقليمية ، التي لا تعير أي اهتمام للإنسان بالمدينة ، بقدر ما تسهر على توفير شروط استغـلال الطبقة العاملة و خاصة المرأة و الطفل من طرف الباطرونا و فتح الطريق أمام مزيد من استغلال الثروات الطبيعية. إننا في النهج الديمقراطي و بعد وقوفنا على التداعيات و الآثار المؤلمة لهذه الأحداث الأليمة نسجل ما يلي : ـ نقدم تعازينا الحارة لعائلات الضحايا و نعلن تضامنا اللامشروط مع كل ضحايا القمع بالمدينة و نطالب برد الاعتبار لها و محاسبة المسؤولين عنها. ـ إستنكارنا لما تتعرض له العائلات من مضايقات و استفزازات من طرف "مصالح الأمن" بالمدينة لمنعها من التعبير عما تعرضت له ملفاتها من تهميش . ـ ندعو الهيئات السياسية و الحقوقية و الجمعوية التقدمية بتارودانت لتشكيل لجنة لمتابعة هذا الملف و غيره من ملفات الإنتهاكات بالمدينة من طرف السلطات . المجلس المحلي للنهج الديمقراطي بتارودانت
#امال_الحسين (هاشتاغ)
Lahoucine_Amal#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
معاناة أسرة من الطبقات الشعبية نتيجة تظاهر التلاميذ ضد الحرب
...
-
الأسس الأيديولوجية و السياسية للسياسة التعليمية الطبقية بالم
...
-
الحركة السياسية بالمغرب و تشرذم اليسار الجذري
-
إطلاق حملة من أجل إطلاق سراح المعتقل النقابي و الحقوقي محمد
...
-
هجوم الكومبرادور على مكتسبات الطبقة العاملة المغربية في ظل م
...
-
الهجوم المخزني على معطلي مدينة الحسيمة المغربية المنكوبة
-
صمود الطبقة العاملة ضد هجوم الكومبرادور بقيادة المرأة العامل
...
-
الشهيد عبد اللطيف زروال قائد الحركة الماركسية اللينينية المغ
...
-
بيان النهج الديمقراطي حول منع السلطات المغربية للمؤتمر الأول
-
قضيدتان : مسار مضطرب ـ بغداد تنتفض
-
في ظلمة المكان
-
صامدون - ديوان الغضب و الثورة للشاعر المغربي محمد علي الهوار
...
-
الحركة العمالية و النقابية بالمغرب و متطلبات المرحلة
-
حركة المجتمع المدني بالمغرب في مواجهة قوى الاستعلال الجديدة
-
أهمية التربية على حقوق الإنسان في الممارسة الديمقراطية
-
التحرر الوطني و النضال الديمقراطي الجذري
-
بيان المختطف عمر الوسولي
-
موقع العمل الحمعوي في استراتيجية العمل الشبيبي
-
المشروع التنموي للقوى البشرية و نضال الفلاحين الفقراء
-
فاتح ماي بالمغرب
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|