مصطفى حقي
الحوار المتمدن-العدد: 3232 - 2010 / 12 / 31 - 19:41
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
أكثر من مليار مسلم يؤمنون بالتوكل الاستسلامي حتى العظم ويكاد كل ما يتكلمون به هو من باب ذلك التوكل ، وتبدأ بتوكلنا على الله في كافة الأمور الحياتية من النهوض وحتى الوقوف ، والمسير ، وحتى دخول المسجد ، ودخول البيوت والخروج منها وحتى في دعاء الدخول إلى المراحيض وأتيان زوجاتهم ودخول الحمام ، أما في الأسواق حدّث ولا حرج ، إذا ألله راد ، اتفقنا على مشيئة الله ، بضاعة جيدة بإذن الله ، أخي ألله كريم ، ألله هو الرازق ، ألله معك يا بني ويا بنيتي ، ألله يحرسكم ، ألله يعطيكم العافية ، ألله يحميكم ويوفقكم ، حتى في الحروب يتوسلون الله لمساعدتهم وإرسال جيوشه السماوية لنصرتهم كما فعل في معركة بدر ، وخذلهم في معركة أحد .، وأن الله قد دافع عن بيته في مكة عام الفيل وأرسل إلى جيش أبرهة طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجّيل ، ولكنه بارك القرامطة وهم يدكون بيته ويأخذون حجره المقدس ويقتلون الحجاج الذين لاذوا بأستار الكعبة مستنجدين بالإله ولكن ما من مجيب ..! والفلاح يبذر الأرض في أراضٍ صحراوية قاحلة ويتوكل على الله مراقباً السماء يستجدي غيمة مارة بالصدفة ، بينما الكفار في أوروبا يحتمون في بيوتهم من انهمار الأمطار المتواصل ومواسم عطاء لا تنتهي ، وفي بند التوكل يزرعون أراضيهم المروية وبطريقة بدائية متكلين على الله ، مهدرين المياه بري عشوائي غير مدروس وعلى التوكل ومع الأيام تجف مصادر المياه بسبب الجهل والتوكل البليد ، وقمح البلاد العربية لا يكفيهم وروسيا الكافرة توزع قمحاً يفيض عن حاجتها إلى بلاد مثل بلادنا المؤمنة ، بينما في الغرب الكافر يحسبون حساب نقطة الماء برغم غزارتها عندهم ويطورون البذرة الواحدة إلى أنواع متفاوتة ويزودون التربة بعوامل الخصوبة السريعة من أسمدة كيماوية تسرع في إنضاج المزروعات وتزيد من كميتها .. بينما نحن نتضرع إلى الله في صلوات الاستسقاء لينجد شعوبنا التوكلية التي أغلقت باب العقل وذلك مع نهاية العقد الثاني الهجري بوقفه عن التفكير الذي سيؤدي حتماً إلى الإلحاد برأي نابذي التفكير عندما تقارن الغيبيات بالوقائع الحياتية والإيمان بالنقل تحت طائلة التكفير ، وهكذا حورب المعتزلة المتنورون بعقولهم المتطورة ، وغاب العقل المفكر المبدع ، وهم يرددون الآيات التي تنتهي بألا تعقلون ، ولقم يعقلون ، والآية القرآنية الأولى تتلو إقرأ وربك الآكرم الذي علم بالقلم ، علم الإنسان مالم يعلم ، أي أنه يتحدث بالعلم والتعليم والقراءة والتي تناط بالعقول المفكرة وليس المرددة ببغائياً ، وليس الجلوس واذهب أنت وربك وقاتلا .. إنه الهروب إلى الوراء والتستر خلف الغيبيات الروحية المقدسة ، وتكفير الحاضر بماديته وعلم الواقع خارج الغيبي التوكلي غير العقلاني ، وأما إعقل وتوكل قول لم يعمل به ، لأن الكلمة الأولى مرفوضة من فقهاء المئوية الثانية وما بعدها ، والدعوة إلى حجب العقل ومباركة النقل ، والتوكل على الله في السراء والضراء ، وخارج التوكل وحجب العقل وبعض الفتاوى ، أبارك لسكان العالم جميعاً باستقبال العام الجديد .
#مصطفى_حقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟