أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - صلاح جاهين .. شاعر البؤساء














المزيد.....

صلاح جاهين .. شاعر البؤساء


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3232 - 2010 / 12 / 31 - 13:42
المحور: الادب والفن
    


الكتابة عن صلاح جاهين هي كتابة عن موهبة اصيلة وصادقة استمدت من روحه المرهفة منبعاً لإلهامها، وعن واحد من القمم الأدبية المصرية التي تركت بصماتها في الشعر الشعبي العامي.
وصلاح من ابرز شعراء العامية والالتزام بهموم البؤساء والفقراء والكادحين ، الذين كان لهم أثر واضح في تحريك العواطف والهاب المشاعر والاحاسيس الوطنية الصادقة.
تميزت حياته بالعذاب والالم والمرارة ، ولازمه الاكتئاب النفسي طويلاً فطحن جسده وروحه الى ان قضى عليه، وهو في قمة عطائه في محراب الأدب والفن.
وجد صلاح جاهين ضالته في كتابة الشعر ورسم الكاركاتير الساخر في اواخر الاربعينات واوائل الخمسينات ، حيث بدأ رحلته مع الكلمة والريشة في مرحلة عاصفة في مصر، تصارعت فيها الاتجاهات والتيارات الفكرية المختلفة التي كان لها تاثير كبير على وعيه الذي قاده الى تجربته الشعرية الأولى ، وهو ديوان "كلمة سلام" الذي استهله بقصيدة "دموع ورا البرقع" التي تحكي وتصور معاناة العامل الكادح الذي يكابد آلام الفصل من العمل ويواجه محنة البؤس والفقر:
انا لوحدي ما فيش حاجه
مجرد اسم متشخبط على ورقه
في ايد واحد مدير اصله قومسيونجي
يقدمها لتركي ولا لخواجه
لا يعرف عربي ولا شفقه
يروح ماضي بقلم باركر بلافرجي
اروح مرفود
اما في قصيدته "الزباين"فيقدم ويرسم صورة للبؤس الانساني الذي يضم ضحايا العمل الأسود المأجور.. فيقول:
اللي زيك، وبتشتغل بالأجره
واللي زيي، وله ماهية مسوجره
طول حياتنا نعرق على رغيف عيشنا
والنهارده، ما يفضش حاجه لبكره
وبلغة مبسطة ، مباشرة وعفوية كتب صلاح جاهين مجموعاته الشعرية ، التي عكست آلام وهموم البؤساء ومأساة الانسان الضائع المعذب الباحث عن احلامه الزنبقية.
ويشكل الحزن احدى خصائصه الفنية، وهو حزن ناجم عن امتزاجه بمختلف صور الوجود وأشكاله المأساوية. وفي الحقيقة ان الحزن والاكتئاب والموت تسلل الى عالمه ليغتال حبه وعشقه للحياة ، ويقتل احلامه الجائعة. فانعكست هذه الصور الحزينة الكئيبة في قصائده الى درجة انه يعجز عن التعبير عن جروحه وعذاباته:
وانا اللي مليان بالجروح
ما اقدرش اقول
ما اقدرش ابوح
وتتحدد المنطلقات الفكرية لصلاح جاهين وتظهر بوضوح في معظم قصائده، فنجده يطرح القضايا السياسية والفكرية والاجتماعية للفقراء والمستضعفين ، قضايا الخبز والعمل والحرية ن مؤكداً التزامه وانحيازه التام الى جانبهم من خلال دعوته للنضال ضد قوى البغي والظلم والاستبداد والطغيان ، ومن اجل الحياة والتغيير المنشود في مستقبل اكثر اشراقاً ونضارة:
شفتهم صبحهم كبار
مشيوا ويا الناس في عيد
وانا وياهم باغني الأناشيد
واحنا شايلين الرايات
واحنا ماشيين في المظاهرة
بنت مالت ناحيتي وادتني وردة
ورده حمره
قمت م القهوة سعيد
وباقول.. بكره اجمل من النهارده
ولا ينسى صلاح جاهين مأساة الشعب العربي الفلسطيني وقضيته العادلة ، فيتحدث عن آلام وبؤس اللاجئين الفلسطينيين الذين شردوا من ارضهم ووطنهم، ويعري الضمير الانساني الذي يقدم لهم فتات الخبز والطحين وفي الوقت نفسه ساهم في مؤامرة الترحيل والاقتلاع:
الحرب سحقت املهم
لما صبح في خيالهم
زي الرمال بيخوضوها
زي الطحين اللي جالهم
من الايادي السمينة
اللي رمتهم رهينه.
واخيراً، هذا هو صلاح جاهين الشاعر المصري ـ الصعلوك الذي شارك المقهورين والجياع فوق كل ارض،همومهم وقلقهم وبؤسهم وحلمهم بالعيش الرغيد ، والتحرر من كل اشكال القهر والاضطهاد ، وسيظل ارثه الشعري زاداً ومعيناً لكل الذين يناضلون لازاحة الليل عن صدور الشعوب الرازحة تحت نير الاحتلال .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باسم الهيجاوي.. شاعر السوسن والفرح
- الاصلاح في عدد جديد
- جمهورنا وعزوفه عن المشاركة في الندوات الادبية
- وقفة مع ديوان شفيق حبيب -انا الجاني-
- مع المفكر اللبناني النقدي فواز طرابلسي
- مهازل الثقافة..!
- القاص الفلسطيني جمال بنورة
- جبرا ابراهيم جبرا بين الوفاء والذكرى
- قراءة في مؤلف الراحل علا عيسى :اضاءات على عالم ادونيس -
- عصام بدر..من اعلام الحركة الفنية التشكيلية الفلسطينية
- شهادة الكاتب مصطفى مرار حول (أدب الأطفال)
- عز الدين المناصرة .. الشاعر الفلسطيني الذي لن يفهمه غير الز ...
- محمد اركون ...المثقف النقدي التنويري المتبحر في محيطات المعر ...
- الروائي المصري الراحل عبد الحكيم قاسم
- خصوصية الثقافة العربية الفلسطينية في اسرائيل
- العدد السادس من مجلة (الاصلاح )الثقافية
- -ثقافتنا على مفترق طرق-
- القاص محمد علي طه ...عطاء لا ينضب
- رحيل آخر العمالقة .. .. المفكر الكويتي د. احمد البغدادي
- في رحيل الروائي الجزائري الطاهر وطار


المزيد.....




- افتتاح التدريب العملي لطلاب الجامعات الروسية الدارسين باللغة ...
- “فنان” في ألمانيا عمره عامين فقط.. يبيع لوحاته بأكثر من 7500 ...
- -جرأة وفجور- .. فنانة مصرية تهدد بمقاضاة صفحة موثقة على -إكس ...
- RT العربية توقع مذكرة تعاون في مجال التفاعل الإعلامي مع جمهو ...
- عاجل | معاريف عن وزير الثقافة الإسرائيلي: نأمل التوصل إلى صف ...
- نزلها سريعًا!!.. واتساب يُطلق ميزة الترجمة الحية في الدردشة ...
- أعلان الموسم 2… موعد عرض مسلسل المتوحش الموسم 2 الحلقة 37 عل ...
- من كام السنادي؟؟ توقعات تنسيق الدبلومات الفنية 2025 للالتحاق ...
- الغاوون:قصيدة (نصف آخر) الشاعر عادل التوني.مصر.
- واخيرا.. موعد إعلان مسلسل قيامة عثمان الحلقة 165 الموسم السا ...


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - صلاح جاهين .. شاعر البؤساء