|
صلاة المنافقين !
سهر العامري
الحوار المتمدن-العدد: 968 - 2004 / 9 / 26 - 08:49
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
أمس ، الجمعة ، أمّ أحد أعضاء هيئة علماء الخطف والارهاب ، المدعو عبد السلام الكبيسي مجموعة من بقايا البعث الذي انهار بين ليلة وضحاها في صلاة غريبة المكان والزمان ، قامت عند حائط السجن الرهيب ، سجن ابو غريب ، ذلك السجن الذي لن تشرف رجلا سويا صلاة عنده ، حتى لو اطال قيامها وقعودها سنوات عدة 0 لقد استغرب العراقيون ، وانا واحد منهم ، صلاة كهذه ، وراحوا يتساءلوا عن سبب قيامها في بقعة ارتبطت صورتها باذهان الناس في العراق بكل معاني الظلم والقهر والقتل والتعذيب ، فهذا المكان الذي أمّ فيه هذا الدجال نفرا من البعث الساقط ، شيعة وسنة ، شهد وعلى مرأى ومسمع من الكبيسي، ومن على شاكلته صرخات العراقيات الكثيرات اللائي انجبن فيه اطفالا سفاحا ، شهد اعدام الآلآف من خيرة العراقيين الرافضين لصدام وظلم البعثيين ، شهد ساعات العذاب الطويلة التي نزلت بهم نساء ورجالا ، شهد حملات تنظيف السجون ، تلك الجريمة التي كانت واحدة من أقسى جرائم النظام العفلقي الصدامي يشهدها العراق بعد المقابر الجماعية ، فأين كان هذا الثور عن هذا الظلم المتصل ، والذي استبد بالعراقيين والعراقيات سنوات ذرفت على الثلاثين ؟ لماذا لم يفزع ، ويقيم صلاة عند جدران سجن ابو غريب وقتها ، حين كان أنين العراقيين المسجونين فيه قد شق عنان السماء ، ووصل الى الداني والقاصي في هذه المعمورة ، وكتبت عنه مئات الجرائد وعشرات المجلات ؟ أين كان هذا الارهابي الذي راح يحرض اليوم على الشعب العراقي والدول العراقية قطاع طرق الذين يفاوض باسمهم مثل الاجير ابو مصعب الزرقاوي ، ورهطه من الارهابيين العرب ، أولئك الذين عزّ عليهم سقوط صدام وزوال نظامه الطائفي المقيت ؟ هل كان هذا الثور يستطيع أن ينبس ببنت شفة ، وقت أن كان صدام الجبان يبطش ذات اليمين وذات الشمال أم أنه أراد أن يجلب انتباه الناس الى زمرة البعثيين المجرمين من امثال طه الجزراوي وبرزان التكريتي وطارق عزيز الذين تضمهم جدران سجن هم اشادوه بأنفسهم لقتل احرار العراق وشرفائه ؟ ألم يكن الكبيسي ، واعضاء هيئة الخطف من الذين سبحوا بحمد صدام الساقط في حملة نفاقه المسماة بالحملة الايمانية التي ركب فيها الموجة الدينية ، وسخرها في خدمة نظامه لا غير ؟ هل يستطيع هذا المععم أن يجيب العراقيين عن اسئلة كهذه واسئلة غيرها ؟ فانا على كبير ثقة من أنه لا يستطيع ذلك ، وهو لا يعدو أن يكون كواحد من رجال الدين في الفترة المظلمة التي مرت بالعراقيين زمن الدولة العثمانية ، ذلك الرجل المعمم الذي قال فيه الشاعر العراقي ، عبد الغفار الخرس بيته التالي : أجب عما سألتك واشفي صدري ولو أني عرفتك قبلُ ثورا اسلفت قبلا أن هذه الصلاة غريبة في المكان والزمان ، والغرابة المكانية هذه قد اتيت عليها ، وهي أن هذا السجن الذي عرفه العراقيون كرمز للظلم والموت لاتحل فيه صلاة الا للمنافقين من جماعة هيئة الشيخ الكبيسي ، وجماعة مقتدى الصدر ، والذين على ما يبدو قد اجتمعوا على باطل بعد أن رفضهم الشعب العراقي بكل ملله ونحله وطوائفه ، فظهروا علينا بمسرحية جديدة ، لا تختلف عن مسرحيات البعث المندحر الكثيرة ، والتي طالما تعود العراقيون على مشاهدتها ، فها هم بعثية الامس يصلي الشيعي منهم مع السني ، ويرفع السني منهم صورة الشيعي ، فقد رفعت في تلك الصلاة صور مقتدى الذي ما فرغ اهل النجف للان من احصاء جرائمه التي لاتختلف عن جرائم صدام ابدا ، فما محكمته الشرعية الا محكمة الثورة التي اقامها العفالقة في العراق ، والتي حصدت الآلآف من ارواح العراقيين الابرياء ، لكنهما تختلفان في شيء واحد ، فقضاة محكمة الثورة عراقيون لا يفقهون في القانون شيئا ، وقضاة محكمة مقتدى افغان وايرانيون لا يعرفون من الشرع طرفا ! اما غرابة تلك الصلاة في الزمن ، وفي التوقيت فهي ترد الى أن هؤلاء النفر من البعثيين من الشيعة والسنة ، والذين تسربلوا بالدين الان كانوا موجودين على الساحة منذ أمد من الوقت ليس بالقصير ، لكنهم لم يقيموا صلاة موحدة بينهم ، وعند سجن يقطنه قتلة الشعب العراقي ، فعلام اختاروا هذا الوقت ؟ المعروف الآن أن العملية السياسية في العراق بدأت تخطو خطوات حثيثة نحو موعد اجراء الانتخابات ، برغم موجة عمليات التفجير الاخيرة ، تلك العمليات التي بات اصحابها من الارهابيين يتساقطون بيد قوات الشرطة العراقية ، وقوات الحرس الوطني قتلا واعتقالا ، وذلك بعد الضربات الموجعة التي تلقوها في اكثرمن مكان من العراق خلال الايام القليلة الماضية ، و بعد أن اتضح الآن أن اكثر من طرف عربي كان يحابي هؤلاء المجرمين بدأ يستجيب للضغوط الامريكية في ضرورة ايقاف الدعم الذي كان يقدم لهم ، ولهذا تحرك عبد السلام الكبيسي في هذا الوقت ، وراح يحث قوات الشرطة والحرس الوطني على التمرد ، كما راح يتوعد رئيس الوزراء بالموت وقطع الرقبة مثله في ذلك ، مثل رئيس مجلس المجاهدين ، عبد الله الجنابي ! الذي صرح بقطع رقبة علاوي علنا قبل اسبوع من الآن ، ويبدو لي أن تحرك الكبيسي هذا في مسرحية صلاة النفاق تلك كانت غير بعيدة عن اخراج ايراني ، فالايرانيون ، مثلما يبدو ، ظلوا وحدهم ، أو سيظلون في ساحة معارضة قيام حكم ديمقراطي في العراق ، ولما كانت المخابرات الايرانية تدعم أي طرف يحقق لايران مصلحتها في ايقاف العملية السياسية المتهجة نحو هذا الحكم فيه ، فقد اوعزت لعملائها في العراق ان توحدوا ، ليصل الشيعي خلف السني ، وليرفع السني صور الشيعي ، وهذا الاخراج قد جربته المخابرات الايرانية مع شيعة لبنان وحركة الشيخ شعبان السنية فيه 0 والجدير بذكر هنا هو أنه يتوجب على الحكومة العراقية ، واجهزتها التنفيذية القيام بتوجيه مذكرتي اعتقال بحق عبد السلام الكبيسي ، واخرى بحق عبد الله الجنابي ، وذلك بسبب تهديدهما ، وتحريضهما على التمرد والقتل والارهاب ، فالديمقراطية التي ينشدها الناس في العراق لا تعني الفوضى ، واطلاق القول على عواهنه دونما ردع يذكر لا يجوز ، ففي كل الدول الديمقراطية يكون التهديد والتحريض على القتل جريمة يحاسب عليها القانون ، فمتى نسمع ذلك من القضاء العراقي ؟
#سهر_العامري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هذا الفزع !
-
يلطفون أخبار الارهاب !
-
لا تؤجلوا الانتخابات !
-
ارهاب وليس مقاومة !
-
وأخيرا أفتى عنان !
-
شارع الشهداء وعرب صدام !
-
حتى أنت يا حواتمة !
-
ظرف الشعراء ( 22 ) : حافظ الشيرازي
-
حكومة علاوي وسياسة الرشوة !
-
البديل الجاهز !
-
الرئيس المزواج !
-
الكاتب العراقي والمواقع !
-
امارة العوران !
-
أنصار السنة ومنطق عفلق !
-
ظرف الشعراء ( 21 ) : الفرزدق
-
بضائع الموتى !
-
المتربصة !
-
الحنكة الانجليزية والمدفع الأمريكي !
-
دولة تعلق مصيرها برجل !
-
الأزمة واحزاب الحكومة !
المزيد.....
-
روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر
...
-
تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول
...
-
ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن
...
-
ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب
...
-
-الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب
...
-
أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد
...
-
البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي
...
-
موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
-
-شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو)
...
-
ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|