أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد مهمندار - الإعلام السوري بين مطرقة منتقديه وسندان قائديه















المزيد.....

الإعلام السوري بين مطرقة منتقديه وسندان قائديه


محمد مهمندار

الحوار المتمدن-العدد: 968 - 2004 / 9 / 26 - 08:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ترددت كثيرا قبل ان أقرر الكتابة في هذه القضية ليس من رغبتي في الوقوف على الحياد تجاه هذه القضية التي تعني كل من ينتمي إلى هذا الوطن ، بل لقناعة لن يختلف عليها اثنان هي ان جسد الإعلام السوري المثخن بالجراح ليس بحاجة إلى مثل هذه الهزات والضربات الموجعة ، التي ستزيد من أوجاعه وآلامه وبعيدا عن جدلية من أشعل الشرارة واستفز الآخر ، فإن الأزمة الأخيرة والزوبعة التي اثارتها مقالة الدكتور الصايغ في جريدة الثورة والتي هي احد اوجه الحقيقة قد كشفت الكثير من الأمور الخطيرة منها ان أهل البيت لا يكنون الاحترام لبعضهم البعض وان الحريق قد وصل الى غرف النوم لأبسط الأسباب، وان هناك غيابا بل انعدام كامل للغة الحوار الهادئ ورفض شديد لنظرية الرأي والرأي الآخر وهي من أولى البدهيات التي يجب ان تتوفر في الإعلام والإعلاميين .
كما ان الأزمة الأخيرة كشفت عن وجود ثلاثة أطراف في القضية أولها ،ان هناك قيادة إعلامية متهمة بأنها بعيدة عن القواعد أرادت الإيحاء لنا بان هناك صحفا شقيقة تقف وراء من يقذف البيت الزجاجي بالحجارة وان قاذفي الحجارة هم من المتدربين الذين لا باع لهم في الهم القومي.
وثانيها قيادة مهنية ونقابية تسعى دائما كي تقف على الحياد وتحاول إرضاء جميع الأطراف حرصا على سمعة الأسرة الإعلامية وحفاظا على تماسكها .
وثالثها فئة تعتقد وتدعي نفسها أنها مظلومة ومغيبة قصرا من قيادتها الإعلامية التي جعلت من مراكزها الإعلامية أبراجا عاجية لبناء الأمجاد لذلك هي قررت الطيران خارج السرب ، والبحث لنفسها عن مكان تحت الشمس مهما كان الثمن الذي سيدفع لذلك.
وإذا اردنا ان نقف على الحياد ، وان ننظر الى القضية من منظار الحقيقة فيجب علينا ان نعترف أولا انه لم يكن من المناسب الآن تفجير مثل هذه القضايا لان لا المكان ولا الزمان يسمحان لتفريغ ما في الصدور.
وثانيا ان نقر بان الإعلام السوري يعاني من الكثير من العلل والهموم والمفاهيم الإدارية الخاطئة ،هي التي أوصلته الى حالة من ((اللو كيميا )) جعلته في موقف لا يحسد عليه،وباعتقادنا ان حالة فقر الدم هذه ناجمة عن تراكمات من الماضي وليس ليد الحاضر من دور فيها إلا بحصاد ما زرع في الماضي ، وبهذا نحن لا نقصد تبرئة ذمة احد و إنما نقصد وجه الحقيقة فقط.
ومن العوامل التي ساهمت في هذه (( اللو كيميا )) نظرة الحكومة الضيقة الى الإعلام والإنفاق عليه وأسلوب التعاطي مع المؤسسات الإعلامية على انها مؤسسة الخضار والفواكه او مركز ثقافي في قرية نائية، مما ساهم في إرهاق هذا الإعلام من الناحية التقنية وأوصل شخصيات غير إعلامية أحيانا الى مواقع القرار.
كما أن أسس وآليات العمل المتخلفة جدا التي يقوم عليها الإعلام والتي أصبحت من مخلفات الماضي ساعدت على حالة فقر الدم التي وصل إليها الإعلام فمثلا ليس من المعقول ان يكون رئيس تحرير صحيفة مسؤولا عن الحرف في صفحات الجريدة والبرغي في المطبعة والصورة التي ستنشر على الانترنت.
ونتاج ذلك كان افتقار هذا الإعلام الى أساتذة أصحاب مدارس مؤثرة في الكادر الإعلامي ، وخلق فجوة بين القمة والقاعدة ، بسبب انشغال رؤساء التحرير في المتاهات الإدارية والروتين واقتصار عملهم على التوجيه وكتابة الافتتاحيات التي ترسم سياسة الجريدة ، وانشغال القيادات الأدنى في هم إصدار عدد سليم ومعافى من الأخطاء والهفوات السياسية فقط لانهم من سيدفع الثمن اولا وأخيرا لووقع خطأ ما لاسمح الله ، واخطر ما نجم عن هذه التركيبه غياب لغة الحوار بين القيادات والقواعد و التي لمسناها جلية في هذه الأزمة ،هذا بالإضافة الى الوضع المهني للإعلاميين الذين يقبعون في القاعدة والذين يعانون من شبه أمية إعلامية بسبب عدم وجود برامج تطوير إعلامية وبعثات خارجية إضافة الى وضعهم المعيشي الذي يمنعهم من رفع مستواهم بالاطلاع والقراءة واستخدام وسائل العصر كالانترنيت واللحاق بمسيرة التكنولوجيا التي من أهم مرتكزاتها الدعم المادي .
ان الإعلام السوري هو بأمس الحاجة اليوم الى ضرورة إيجاد آلية جديدة للعمل تخرجه من عنق الزجاجة التي يمر فيها وتمكنه من اللحاق بالركب الإعلامي العالمي ، فمن الضروريات إعادة النظر في تركيبة وبنية العمل الإعلامي ، وتخليص الإعلام من القيود والروتين المكبل به والتي تحد من تطويره وانطلاقته و الإسراع في عملية الفصل بين العمل الصحفي والعمل الفني كالمطابع وغيرها ،ووضع الخطط لإعادة تأهيل الكادر الإعلامي ، بإقامة الدورات المهنية والإيفاد الى الخارج ،وإطلاق لغة الحوار الهادئ واعتماد مبدأ الصالات المفتوحة للعمل مما سيوفر الجو الأسري للعمل الصحفي ، ويبدل من اسلوب حشر الصحفيين بغرف مقسمة حسب التبعية للأقسام ، وتامين المستلزمات التقنية للعمل للصحفي من الأجهزة الالكترونية مثل الكومبيوتر وغيره و فتح صالات انترنت في المؤسسات الصحفية تمكن العاملين في الوسط الإعلامي من الولوج الى شبكة الانترنت والاطلاع على العالم .
كما يقع على عاتق القيادات الإعلامية تطوير لغة الخطاب الإعلامي وعدم الخلط بين موقف الإعلام السياسي ولغة الخطاب الإعلامي وبين أداء الإعلام ونجاحه ، والتخلص من ظاهرة تعليق الإخفاقات على مشجب الصراع القومي والنظر الى المتلقي بمنظار الواعي العارف لما يدور حوله فالعالم أصبح قرية صغيرة ،وثني المواطن عن اللهاث خلف وسائل الإعلام الأخرى بإعادة كسب ثقته بالإعلام الوطني كونه احد وسائل التنوير واهم ركائز التنمية وضرورة إيجاد الحلول المناسبة لتحقيق المزيد من الانتشار الإعلامي والتخلص من الأرقام الخجولة لبيع المطبوعات ، واعتماد مبدأ قياس نجاح الوسيلة الإعلامية بما تحققه من تواصل وانتشار بين الجماهير وإلزام الصحف بنشر بيانات بشكل دوري عن نسب المبيعات .
وإما الى الحالمين أصحاب نظرية ان تطوير الأعلام يكون بتبديل الأشخاص والأسماء فإنه لا يسعنا هنا الا ان نذكرهم بقول المتنبي :
وسِــوَى الـرُومِ خَـلفَ ظَهـرِكَ رُوم فعَــــلَى أيِّ جـــانبَيكَ تَمِيـــلُ
فدعوة الى حوار هادئ ومكاشفة شفافة والتوقف عن السير في خطا الفتنة الإعلامية ونبذ مبدأ الوصاية والاعتراف بان بناء امبراطورية الإعلام السوري إعلام الرأي لا إعلام الموقف لا تتم الا بتضافر كل الجهود والاتفاق على ضرورة سحب القضية الإعلامية من بين فكي كماشة المتربصين و المستهدفين ،وخاصة في وقت نحن بأمس الحاجة فيه الى إعلام قوي ومتين إعلام يستند على مرتكزات المصلحة الوطنية إعلام لا ينتظر ان ينتقده احد او يحاسبه احد او ان يشكك بانتمائه احد لانه وجد أساسا ليقوم بذلك الدور .

محمد مهمندار :



#محمد_مهمندار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجه الحقيقي للإرهاب


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد مهمندار - الإعلام السوري بين مطرقة منتقديه وسندان قائديه