أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد الطائي - اتركوا الأديان وشأنها















المزيد.....

اتركوا الأديان وشأنها


عماد الطائي
فنان تشكيلي


الحوار المتمدن-العدد: 968 - 2004 / 9 / 26 - 08:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن إعطاء وجهة نظر بأي دين حق عام لا يمكن منعه او تحريمه وأي تجريح بالمذهب يعتبر تعدي كبير على حقوق الانسان والاخلاق بشكل عام أما القانون الدولي فقد منع اي جهة من الترويج لأي مذهب ديني يفتقد للانسانية ويدعو الى التطهير العرقي اوالطائفي, فنتج عن ذلك معادلة انسانية متحضرة. المشكلة هي اذ ما نسعى إلى إقناع الآخرين بما نؤمن به او إجبار الآخرين عنوة عليه. ماذا نبغي عندما نناقش مذهب ديني؟ انسان يعتقد بدين معين سواء عن ايمان او تبناه بالوراثة, يقلد آباءه وأجداده وسوف يولد لاحقا أبناءه وهم على المذهب ذاته دون أي تغيير. ما هو مدى فهمه لما يطبقه من تعاليم ولماذا يؤمن بهذا المعتقد بالذات وليس بغيره ومن الذي يفسر له تعاليم عقيدته وهل هي فعلا مطابقة للتعاليم التي مارسها من قبله آباؤه وأجداده؟ إنها عملية معقدة فعلا فكم أضاف من عنده او حذف فسر بالمقلوب او عن عمد ثم الافعال التي يقوم بها سرا وهي مخالفة لعقيدته لماذا لا يخشى مراقبة ربه له؟ ورغم كل هذه الأسئلة والإشكاليات ورغم إن الايمان لا يمكن أن يتشابه لدى اثنين من البشر بقيت العقيدة الدينية كخيار شخصي عند اغلبية الشعوب مع ان تطبيق المذهب أو تكييفه لواقع الحياة اليوم اصبح صعب وغالبا ما يكون بعيد عن ما كانت عليه المذاهب يوم اول مراحل التبشير بها.
لقد أصبحت العقيدة في اغلب الاحيان متوارثة وعدم احترامها يعني إشكالية تتحول في كثير من الاحيان الى مأساة وحمامات دم ومذابح. إن كنت مثلا مؤمن بعقيدة ما ولديك القوة الكافية للدفاع عنها تستطيع عندها ان تستمر وتوسع قاعدة أنصارك فيما عدا ذلك ستقضي على عقيدتك القوة الأكبر منك وتجبر الضعفاء من مؤيديك على تبني مذهب الأقوى. هذا ما يحدث الآن في المناطق النائية في بعض القرى المعزولة تماما عن التطور الحضاري في العالم. حيث لا زال هناك قليل من القبائل تعيش وفق النمط البدائي المتخلف الذي تركته البشرية قبل آلاف السنين. ومن جهة اخرى فتعتبر شبه الجزيرة الهندية واحدة من اغنى بقاع العالم بمذاهبها الدينية المتنوعة حيث لازال فيها مئات من المذاهب والطوائف الصغيرة, كلها تعتبر ان الجنة من نصيب المؤمنين بمذهبها أما الفناء والعذاب الأبدي فهو عاقبة الذين لا يؤمنون بعقيدتها! وعلى سبيل المثال هناك معابد في بعض انحاء الهند تعتبر الجرذان حيوانات مقدسة يقدم لها الطعام والشراب سواء في المعابد اوالبيوت واذا تم الاستهزاء بعقيدتهم هذه من قبل الفئة الأكبر في شبه القارة الهندية التي تعتبر ان البقرة هي بحق صاحبة المكانة الاولى في التقديس يؤدي ذلك بلا محالة الى عواقب وخيمة واقل ما يقال عن مثل هذا التصرف الوقح هو إهانة المعتقد! وهو ما لا يمكن السكوت عنه وان اللعنة حسب اعتقادهم ستقع على هؤلاء(الكافرين). أما نحن فتهون عندنا الامور لأننا نعيش في منطقة جغرافية فيها رب واحد لعدة أديان
المسألة هي ليست حريتك في العبادة ولكن كيف تحترم من لا يؤمن بعقيدتك. وهل هناك جدوى من اقناع المتدين بأن يترك عقيدته؟ وسواء العقيدة الدينية او السياسية فهي مسألة تتعلق بالايمان والخوف والقناعات الفكرية والفلسفية ومشكلة المشاكل هنا هي الموقف تجاه الطرف الاخر المخالف. فما دام المرء على سبيل المثال يتقبل ويحترم عقائد الآخرين وجب على المقابل ان يحترم عقيدة ذلك الطرف او على الاقل ان لا يستعمل العنف والارهاب الدموي ضده؟ وهنا بيت القصيد وعلة العلل والسؤال ما اذا كانت المسألة طبيعية ام ان هناك ايدي خفية تحركها! فليس من الحكمة اليوم مثلا ان تقنع المؤمن الشيعي بأن يترك شيعته او السني كي يصبح شيعيا أو أن يتحول الارثوذكسي الى الكاثوليكية او ال?روتستانتية …الخ.
لم نُسأل طبعا يوم ولدنا ما اذا كنا راغبين بأن نختار بين الارثوذوكس ام الكاثوليك, مسلم ام مسيحي؟ لا لشيء إلا لأننا لا نفهم بحكم الطفولة ماذا تعنيه هذه الاشياء ولكن المسألة الاكثر تعقيدا هي اننا لم نُسأل حتى بعد بلوغنا أيضا؟ وما دام عندنا الرب واحد فلماذا لا نختار بأنفسنا نحن البالغون العقلاء شكل العبادة التي تخضعنا لارادته؟ اذا العقيدة الدينية قوية لهذه الدرجة فلماذا نخشى ترك الفرصة للانسان لكي يختار بحرية وقناعة شكل المذهب الذي يريد اعتناقه بعيدا عن العنف والترهيب الذي اصبح تقليدا سائدا؟
كيف يجب مثلا ان تتعامل مع التقاليد السلبية في المجتمعات المتحضرة؟ وعلى سبيل المثال لا الحصر الاعتراف بالذنب والخطيئة في الكنيسة امام الراهب الكاثوليكي هناك من يتبناها وهناك من يرفضها جملة وتفصيلا؟ كذلك تقليد التطبير عند طائفة الشيعة حين تعبر فيه عن غضبها الشديد من ذبح الحسين بن على وبالرغم من ان القاتل كان من المسلمين أنفسهم فإن المأساة جرت بطريقة بشعة وخالية من أي شعور إنساني, تعبر هذه المجاميع عن حزنها هذا عن طريق ضرب رؤوسها بقامات حادة وظهورها بسلاسل حديدية مما يثير احتجاج وحنق الفئات الأخرى. لماذا لا نتركهم يفعلوا ذلك ما داموا يفعلوه بارادتهم وبأنفسهم؟ فهم يؤذون أنفسهم فقط. إن عملية التطبير عملية بشعة وحرام بالنسبة لغيرهم ولكنه طقس عظيم بالنسبة لهم وعملية التخلي عنه لا تحتاج الا لبضع كلمات يفتي بها اعلى مرجع يعترفون به عند اذ يغلق كامل ملف القضية. وعلى فكرة فإن ما يشابه هذا التقاليد كان موجود في القرى الإيطالية القديمة حيث كان بعض الأهالي يربط صخرة مدببة على كفه وينهال على صدره ضربا وتجريحا وذلك يوم ذكرى صلب المسيح غير ان التقليد هذا انقرض بعد التطور الاقتصادي والاجتماعي فيها. هذه التقاليد الممنوعة كانت موجودة عند الكثير من الشعوب وعلى سبيل المثال فئة صغيرة من اليهود كانت تضرب الرأس بحائط المبكى والويل لمن يقول ان هذا مخالف لما جاء بالتوراة. او ان تمنع القروي في بعض دول أمريكا أللاتينية الذي يبدأ الطقس السنوي عنده بالسفر الى المدينة لزيارة كنيستها حيث يبتدئ بتقبيل باب الكنيسة طولا وعرضاً مرورا بأرصفتها وانتهاءً بتمثال المسيح! ولحد هذا والامر خالٍ من مأساة بشرية فالفاجعة لم تبدأ بعد مادام هؤلاء لا يؤذون غير انفسهم اما اليوم فقد أصبحت العبادة عند البعض هي ذبح الآخرين وبأكبر عدد ممكن وبدون تمييز وأصبح المنافسة ببشاعة تعذيب وسلخ الجسد البشري والتفنن بطريقة إسالة الدماء والتمثيل به طقس يزداد عدد المغرمين به يوما بعد يوم والغريب ان ذلك يجري باسم الاسلام! وكلما اشتعلت نيران الاحتجاج على هذه الأساليب التي تشوه الاسلام كلما ازداد عدد المتشوقين لتعميم وتشجيع هذه الظاهرة والتفنن ببشاعتها والانكى من ذلك كله هو تثبيتها على اساس انها تطبيق لتعاليم القرآن الكريم وكأننا طبقنا كل ما فيه ولم يبقَ إلا القليل لكي نختم ايماننا! فالعلم طلبناه ولا إكراه في الدين طبقناه والتشاور بشأن كل صغيرة وكبيرة احترمناه بدليل ان الدول الإسلامية تحتكر المفاصل الأساسية لارقى الابتكارات العلمية والعسكرية والطبية والفضائية في العالم والعكس هو الصحيح فنحن نعيش في اخطر ازمة تمر بها الاديان السماوية الآن وهي تفشي ظاهرة تفشي المحرمات الاساسية وهي القتل وقتل النفس, السرقة, تداول المال الحرام, التزوير والرشوة, التهريب, الكذب,النصب والاحتيال والاتجار بالمخدرات او تعاطيها عوضا عن الخمر كذلك تحليل تقديس رجال الدين والى آخره من التصرفات اليومية التي لا يحاسب عليها احد بينما اختصرت عمليات المراقبة والعقاب على المرأة فقط واصبح اجبارها على التحجب وتقييدها هو الاجراء الوحيد الذي يظهر من خلاله العديد من المتطرفين مهارتهم بدلاً من مراقبة افعالهم التي اصبحت شنيعة لدرجة لم يسبق لأجيال عديدة ان عايشت ما يشابهها مما ادخل الاتجاهات الدينية في ازمة حادة في اماكن عديدة ومتفرقة من العالم. والأغرب من ذلك كله هو ان بعض مواقع الانترنت الدينية التي لم نسمع عنها ولا الجهة التي تمثلها صارت لا تنفك عن تكرار مقطعين من سورتين في القرآن ورد فيهما ما يتعلق( بضرب الرقاب) حيث تعرض بطريقة توحي وكأن الاسلام هو فقط الذبح والقتل لا غير! جاءت الاولى منهما في الآية الرابعة من سورة محمد اما الثانية فقد جاءت في الآية الثالثة والثلاثون من سورة المائدة بينما يتجاهل الاعلام العالمي عن عمد اخبار مقاومة الاحتلال التي لا تأخذ إسلوب العنف الدموي في نضالها ويشدد على اصغر الاخبار التي يرفع منفذوها الشعارات الدينية الداعية لابشع اساليب العنف والدماء!!
عماد الطائي 25 أيلول 2004



#عماد_الطائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فليرحل الجيش الأمريكي عن بلادنا
- صدقوا السياسة ولا تصدقوا رجال السياسة
- مآسي العراق أم خسة النماذج العربية
- صدام عرف بانه سيقدم للمحاكمة قبل ان يحتل الامريكان العراق
- العراق ارقى دولة في العالم
- الكذب اول رأسمال بدأنا نستـثمره في العراق
- حل الجيش العراقي من قبل المحتل الامريكي يعطي ثماره
- تاريخ الزرقاوي يتطاير عبر الأثير في الاردن
- الله اكبر.. هاتوا المصحف!
- اسامة بن لادن... صقرامريكا ونجمتها المحروقة
- هل سيعود نظام الحزب الواحد بعد انتهاء احتلال العراق؟
- من الذي كتب رسالة ابو مصعب الزرقاوي ؟؟
- قليلاً من الحياء يا تجار المخدرات
- السياسة وفن الملاكمة


المزيد.....




- ثبت تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات وعرب سات
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 Toyor Aljanah نايل سات وعرب ...
- اللواء باقري: القوة البحرية هي المحرك الأساس للوحدة بين ايرا ...
- الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد الطائي - اتركوا الأديان وشأنها