أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - فرياد إبراهيم - آفة اسمها الغلوّ والمُبالغَة !














المزيد.....

آفة اسمها الغلوّ والمُبالغَة !


فرياد إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3229 - 2010 / 12 / 28 - 12:44
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


آفة اسمها الغلوّ والمُبالغَة !
بقلم فرياد إبراهيم ( الزّبَرجَد)
نحن كثيرا ما نبالغ في القول وبدافع التأثير على السامع دون ان نعي ما لهذا الأمرمن أثر سلبي على المتحدث والسامع على السواء.
لقد بالغ العراقيون في كيل المديح الى الرئيس الراحل ونعتوه بصفات لا يتميز بها حتى الانبياء. منها الكريم ، العزيز ، العظيم– ثلاثة اسماء من اسماء الله الحسنى، الضرورة، الذهب، حفظه الله ، رعاه الله، أدام الله ظله، الفارس، المغوار، بطل الأمة، حفيد رسول الله، المهيب....
رفعوه رغما عنه الى السماء الثانية والتي التقى فيها نبي العرب بنبي الغرب في ليلة المعراج . المسكين - وهو في القمة - إحتار كيف ينزل أو يتنازل. لأنهم رقوه بلا سلالم فسقط سقطة لم ينهض منها.
وفي المناوشة المائية الأخيرة بين تركيا واسرائيل بالغ الناس بالثناء على الدولة المسلمة حتى حدا بأحد الكتاب إلى تسمية أوردوغان بحفيد السلطان . علما أنّ المستغيث بالسلطان كالمستغيث من الرمضاء بالنار.
وافترض إفتراضا أنه لو وهبت السعودية من ريع زيارة الحجر الاسود السنوية البالغ ملايين الدولارات الامريكية مبلغ ألف دينار سعودي لأطفال فلسطين لصار العدد غدا على الأفواه والصحف مليونا.
نصحت ابني يوما: لو جاء احدهم ودق بابنا بأنه قد شب حريق في بيت جاري وأن النار قد أتت على معظم البيت فهب لنجدته فورا ولكن إياك ان تنفعل أو تفزع. فكلما حدث ان وكر دجاج الجارة وقع فيه عقب سيجارة فاحترق السقف منه والخسائر دجاجة ونصف بيضة. اما الديك فلم يصبه سوء لأنه كان في تلك الأثناء يغازل فروجة شقراء ماجنة في الحقل المجاور.
ولو اوقفك إحدهم أثناء سيرك على الشارع واشار الى شجرة محذرا إياك أن وراءها يختبأ حيوان فلا تخف ولا ترتبك فكلما حدث ان هبة ريح هزت بعض الأغصان .
لو صرح احد اصدقائك ان الفقر قد حول نصف عدد سكان مصر الى فنّان ومغني ورقاصة فإنما عنى في الحقيقة الربع.
حتى أنّنا في افعالنا لمبالغون كثيرا. فلو أمر السلطان بقطف تفاحة من الشجرة لأقتلعنا له الشجرة من الجذروالأصل من أجل مرضاته والتزلف إليه.
وناهيك عن كلام الشعراء الذي تجعل الحبّة كُبّة- المثل البغدادي-
وكل ذلك يحسبونه هيناً وهو عند الله عسير.
والله ان الأمر لخطير. فالمبالغة تعطي في مجملها صورة مشوهة عن الواقع ولذلك تأتي معالجة الأمور ناقصة شوهاء عرجاء عمياء.
رحم الله ابي – وموتاكم- إذ قال لي يوما: ابني لو جاءك احد برقم ألف 1000 فاحذف منه صفر من على اليمين إذا أردت الرقم الصحيح.
وكان يفعل ذلك عندما كان يقرأ الأرقام في الجرائد:
- امرأة ولدت عشرة توائم جميعهم يتمتعون بصحة جيدة . فكان يتمتم مع نفسه: انهما اثنان ، وربما عاد أحدهما الى رحم أمه هربا من الزمان فبقي واحد.
- ان عدد العراقيين الذين ماتوا قتلا في القصف الامريكي هو خمسمائة الف شهيد. فكان يحلف لنا انه لم يتجاوز ثلاثمائة ألف!
- وأن عدد العراقيين الذين قتلهم حصار بل كلنتن وزوجته الشقراء - المسامحة جدا لفضائح رجلها الأنيق جدا- يربو على نصف مليون بسبب الامراض وسوء التغذية . وان حالات السرطان التي احدثته اشعاعات صوارخ بوش قد بلغت ثمانمائة ألف والرقم في تزايد مستمر.
حينها وثب أبي من كرسيه وصاح : واعجباه، لأول مرة أجد كلاما لا مبالغة فيه ولا مغالاة!
ثم رفع رأسه و يديه إلى السماء وبكى .
وبالمناسبة أن هيلاري كلنتون غضّت النظر عمّا فعل زوجها مع مونيكا لوينسكي في مطبخ البيت الابيض لا صفحا ولا عفوا بل لأنها انتقمت لنفسها بطريقتها الخاصة. أتعلم كيف؟
فكّر ، خمّن ، صور ومن ثم قرّر وقل ولكن بلا مبالغة!

فرياد إبراهيم ( الزّبَرجَدي)
www.Freeyad Ibrahim.nl



#فرياد_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لإختِبَاء وَراءَ الأسمَاء اللمّاعة


المزيد.....




- مشاهد جوية مثيرة لتدفق الحمم جراء ثوران بركان في إيطاليا
- بايدن: لن أترك السباق الرئاسي
- الجزائر.. استعدادات للانتخابات الرئاسية
- بعد تعرضها لحادث سير.. وفاة المستشارة الإعلامية للرئيس السور ...
- قضية تلقي هدايا من السعودية.. الشرطة البرازيلية توجه سلسلة ا ...
- النتائج ستصدر السبت.. تمديد عملية الاقتراع بالانتخابات الرئا ...
- مكتب نتنياهو: مفاوضات وقف إطلاق النار تستأنف خلال أيام
- لماذا يرفض الغرب إنهاء النزاع الأوكراني؟
- البيت الأبيض: قلقون بشأن زيارة أوربان إلى روسيا
- بوتين: نسعى لإنهاء النزاع لا لتجميده


المزيد.....

- مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3 / عبد الرحمان النوضة
- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - فرياد إبراهيم - آفة اسمها الغلوّ والمُبالغَة !