طارق حربي
الحوار المتمدن-العدد: 968 - 2004 / 9 / 26 - 08:39
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
باصات الأرالّي*
طارق حربي
بمناسبة اكتشاف باصات مليئة بالناس في المقابر الجماعية
شعرت أولا
بخدر شديد سرى في جسدي كله
وثقلِ الجبال في قدميّ
فكرتُ : لعل سقف بيتنا في دور الأرامل
هوى على رؤوسنا من شدة القصف!
في الحقيقة لم يكن قصف
كانت الشفلات تحفر في ليل العراق الطويل
وثياب زيتونية اللون
بالمسدسات
تزيح بلاترددكتلا هائلة من التراب
لم تظهر
على شاشة أو حاسوب!
تركنا البنادق في السهول وعلى المنحدرات
وأمي أطفأت واحدة في الفرات
ثم عادت من الينبوع بالذكرى الأليمة نفسها
وكانت نساء سومر يبكين أمام فخذ الثور
هل يسامحني الرب!!؟
هل أقولُ : السماء التي أفلتتْ من يدي
كانتْ مغمضة العينين
وحائرة في الهزيع الأخير من الليل!؟
إرتفعنا إلى فوق
حيث لاأحد يسأل عنا!
ثم انخسفنا إلى الأرض
مع أطفالنا ودفاترنا وذكريات شواجيرنا
طارت المخدات من الأحلام
المخدات التي دون عليها الصينيون :
نوما هادئا
أوتصبحون على خير
التي لم تخسر في العراق حكمة الشرق بعدُ!!
غرقنا في التراب ..سمعت صوتا ينادي
موجة ثانية
وننزل إلى البرزخ بالثياب المدنية
موجة ثالثة
ونقابل السحرة السبعة في الأرالّي
لم نكن ننقب عن النفط
لم تكن آثارنا بعد قد استقرتْ
بين أيدي اللصوص
من قلعة سكر والرفاعي
لم يكن تمثال كوديا
قد اشتراه السعوديون والكويتيون بأبخس الأثمان
ولامستشرقة نرويجية لوحتْ وهي في الباص
بقلادة عشتار
قبل النزول إلى العالم السفلي
أظلمتِ الدنيا وضاق تنفسنا رويدا رويدا
المرآة انكسرتْ
والزجاجة التي طالما حفظتْ
رفات العراق من الحاقدين
إنغلق علينا باب الوطن إلى أبد الآبدين
24.9.2004
ــــــــــــــــــــ
إسم آخر للعالم السفلي، عالم اللاعودة.Aralli
#طارق_حربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟