|
القاتل التخيلي
يوسف محسن
الحوار المتمدن-العدد: 3228 - 2010 / 12 / 27 - 22:56
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
القاتل التخيلي اعادة قراءة قصة القاتل ( ............... ) الذي نفذ عملية خطف وقتل وابادة في محافظة الموصل بالاشترك مع خمسة عشره متهما ضرورة من اجل تفهم طبيعة ظاهرة التكفير الإيديولوجي والديني بين الجماعات الدينية والسياسية العراقية وارتباط هذا الحدث بايديولوجية تخيلية تكفيرية تتسم بالبديهيات والاستخلاصات غير العقلانية وبالواحدية وهي انتاج تزاوج الخطاب الاسلامي الشمولي مع ايديولوجية كليانية سلفية وتستمد قوتها وفاعليته من الازمات البنيوية داخل المجتمع العراقي ، القاتل كما هو واضح من خلال سرد السيره الذاتية من جيل السبعينيات وحاصل على الابندائية وينتمي الى الجماعات الفلاحية ، هذه المجموعات البشرية تؤمن بنسق ايديولوجي بسيطة يأخذ صفة البداهة والمطلقية ويخاطب الوعي السطحي بلغة مألوفة تتحول الى حقائق ، وقد وجد القاتل ......ضالته في الايديولوجية القومية الاصولية و المخزونات التاريخية والاستيهامات الذاتية للشعور بالتفوق الدائم ذات الميل الفاشي والعدواني ضد مشروع التعددية والتنوع الاجتماعي والاثني والقومي فضلا عن الفضاء المجتمعي العراقي والذي يتسم بالركود والانحطاط والفوضى وهامشية السياسي والثقافة وانتاج مجموعات بشرية منغمسه في الهوس الديني والاسطوري وهذيانات الاحزاب القومية والعشائرية والاحزاب ذات التركيبات الطائفية وقد شكل هذا الفضاء الديني والسياسي في العراق مابعد العام 2003 والقائم على رؤية ضد العقلانية وضد الميل الى التسامح الديني وقبول الاخر المختلف (سياسياً ام دينياً ام ثقافياً) ورفض للفردية حجر الزاوية في التاريخية العراقية الحديثة هذه الرؤية قائمة على استقالة العقل والانسان في صناعة التاريخ لكون (الدين النقي) دين القاتل يحل للانسان كل مشكلاته ويعطي الحقيقة الكلية المطلقة من دون أي تدخل انساني. هذا المشروع يحط من الكرامة الانسانية (عبر العمليات الانتحارية، والاغتيالات،و التعامل مع الجماعات غير الاسلامية بالعقل الاقصائي وتدمير مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني والسعي الى اقامة دولة شمولية استبدادية عبر رفض التعدديات السياسية او الدينية او الفكرية. وهنا نكشف ان ايديولوجية القاتل التخيلية ، ايديولوجية ضيقة الافق مصنوعة من الاساطير الاجتماعية والسياسية والفكرية تعود بمرجعياتها الى تاريخية القرون الوسطى ومنظمة فكرياً بمساعدة عدد من المفاهيم ( النقاء القومي والعرقي والديني وتعبر عن الجوهرانية القومية وهي النموذج المثالي المتعالي ) ايديولوجية اسطورية ولغة دينية طائفية مسلحة ومقولات عتيقة للعنف والعنف المضاد والابادة والقتل وقد جاء هذا التلاقح بحجة الدفاع عن الدين ونصرة الحاكم الفاشي القومي ، تختبى هذه الايديولوجية في شبكة العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية في المجتمع العراقي تاخذ شكل مقدس ونموذجا اولي لعمليات توصيفات ثقافية ضد الاخر الديني او الطائفي او السياسي تتكثف هذه الظاهرة في المجتمعات المغلقة معرفيا والفاقدة لعناصر التعددية في النظام الثقافي ، حيث ان القاتل .......انموذجا حماسة ايديولوجية او قد ينكمشون في فزع على انفسهم او قد يزدادون تشبثا بعقائدهم المتآكلة أوقد ينقسمون على نصفين. يعيشون روحيا في الماضي وفيزيقيا في الحاضر والوقوع تحت قراءات لا عقلانية للنص الديني واعادة انتاج الاشكاليات التاريخية القديمة كما هو حاصل في ظاهرة ابن لادن الاصولية. حيث يؤسس مشروعه الكفاحي ضد الرأسمالية المعولمة بانتاج تصنيفات تاريخية ثقافية ودينية مفصولة عن الارضية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للعالم الحديث مهووسة بالنقاء. نقاء العرق. نقاء الهوية. نقاء اللسان ورهاب من التطور والتجدد وهي فعل هاذ على الحداثة. هذه النقاوة التي تحدد النسق الايديولوجي للاصولية هي احد التجليات الاكثر بروزا للعناصر الفاشية في الثقافة العراقية و هي نتاج مجال الكلية الاسلامية المؤسسة على مسار غائي للتاريخ ، الخطاب الاصولي في زج الجماعات البشرية في افق طوباوي لا يقدم حساباته الا أمام قوى المافوق ـ طبيعي. ومن هنا يتغذى هذا التيار الاصولي من فشل وعجز ، عبر شيطنة( الاخر )العراقي وتأجيج الذاكرة التاريخية والفقهية والتي تحتفظ بقوتها الاستيهامية حيث تتوالد داخل العقل الجمعي الشعبوي وقد شكلت القاعدة العراقية شبكة مستديمة من الافكار والاوهام المقدسة والصور الزائفة وانماط التفكير والرؤى عن المجموعات الدينية والعرقية والاثنية والقومية. حيث اصبحت جزءاً من التربية الاجتماعية للفرد القاتل الذي يشتق هذه الخرافات عبر التقليد والتنشئة الاجتماعية يتخيل انها تشكل المعينات الحقيقة ومصدر الحقيقية ونقطة الارتكاز الثقافي. وتقيم نسقاً ايديولوجياً مغلق ونظام صارم من قواعد وآليات التكفير والمقدس والمدنس والطرد ومقولات وبناءات فكرية واشكاليات، مما جعل الاصولية العراقية تشكل احد ادوات الاستيهام في بناء الهوية داخل التكوينات المجتمعية لتأسيس سلطة سياسية وتحديدات الذات واحتكار المجال التيولوجي والانظمة الدلالية والرمزية وبسبب غياب التصورات الهرمية داخل بنية المجتمع العراقي وبروز الايديولوجيات الاصولية اصبحت عمليات الدمج بين ايقونتين (السياسية/ المقدس) مسألة محورية في اعادة انتاج التمايزات الثقافية وتشكيل الحقيقة عبر مجال القوى والممارسات السياسية عبر المتخيل الجماعي .
انحطاط الحقل العراقي انتج ظاهرة بمستوى (القاتل >>>>>>>>>>) وهي ظاهرة مجتمعية منفلتة اخلاقيا وجزء من اليات التربية الدكتاتورية العراقية ومؤشر على بلوغ الانحطاط المادي والمعنوي درجاته القصوى ما يعطي دليل على تمزق الشخصية العراقية نتيجة تقاليد الاستبداد السياسي الكلي والانحطاطات المعرفية وثقافة التجهيل الايديولوجي وتدني الوعي الجمعي وتمثل اقصى صيغ الرذيلة في العراق ،نقيض للانساني والواقعي والعقلاني
#يوسف_محسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صديقي الودود انا شيوعي رغم التاريخ
-
الحزب الاسلامي العراقي : الارث التاريخي ، صدام الهويات الاصو
...
-
الاميركيون يسعون دوما الى عسكرة الحلول السياسية في العراق
-
اعادة انتاج الحركات العلمانية مرتبط بتطور الحاضنة الفكرية وا
...
-
احمد القبانجي : الاصلاح الديني معناه ايجاد قراءة بشرية للدين
...
-
الباحث الكردي خالد سليمان : تعميم الفضاء المدني في المجتمع ا
...
-
الايديولوجيا واليوتوبيا كمخيلة ثقافية
-
الثقافة/ الهوية/ الثروة
-
المفكر ميثم الجنابي : في فتح النقاش والجدل بشأن الظاهره الصد
...
-
اعادة انتاج سؤال الديمقراطية العراقية
-
العنف الرمزي جوهر الايديولوجيات الشمولية
-
المفكر ميثم الجنابي : في فتح النقاش والجدل بشأن الظاهره الصد
...
-
المفكر ميثم الجنابي : في فتح النقاش والجدل بشأن الظاهره الصد
...
-
الجسد بوصفة سؤال سلطة المعرفة
-
التس المفاهيم معرفيا ( الاسلام / الحداثة )
-
الهيمنة الذكورية كبنية سوسيو – ثقافية
-
داريوش شايغان: مكر الحداثة
-
آريون وساميون ثنائية العناية الالهية
-
دائرة التخارج اصلاح ديني ام اصلاح سياسي ؟
-
ايقونة اوباما
المزيد.....
-
-أنا بخير في غزة-.. سرايا القدس تبث مقطعًا مسجلًا للمحتجزة أ
...
-
سرايا القدس تبث رسالة مصورة من الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهو
...
-
شاهد..رسالة من الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود لنتنياهو وترا
...
-
سرايا القدس تبث فيديو للأسيرة أربيل يهود تناشد فيه نتنياهو و
...
-
شاهد.. الرهينة الإسرائيلية أربيل يهود المحتجزة لدى -سرايا ال
...
-
تردد قناة طيور الجنة أطفال 2025 على نايل سات وعرب سات
-
الشيخ قاسم: المقاومة الاسلامية التزمت بالكامل بعدم خرق الاتف
...
-
هل الولايات المتحدة جادة في رصد -مكافأة كبيرة للغاية- على رؤ
...
-
الشيخ قاسم: المقاومة الاسلامية تصدت بكل اطيافها لعدوان الاحت
...
-
الشيخ قاسم: لا ننسى مساندة الجمهورية الاسلامية ودولة العراق
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|