|
فودة: حوارات وذكريات
نصارعبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 3228 - 2010 / 12 / 27 - 18:31
المحور:
سيرة ذاتية
كلما استمعت إلى يسرى فودة تذكرت على الفور فتحى فودة، ذلك الوجه المتميز من وجوه الستينات من القرن الماضى، تعرفت عليه مصادفة فى أتوبيس 124 الذى كنت أستقله بشكل يومى ما بين شبرا وما بين جامعة القاهرة ،... ذات يوم كنت أدردش فى الأتوبيس مع أحد زملائى من ساكنى شبرا فى طريق عودتنا معا من الجامعة ، عندما تدخل فى الحوار أحد الجالسين ، ...ورغم أنى لا أستريح عادة إلى من يقحم نفسه فجأة فى حوار دون دعوة ودون سابق معرفة، إلا أن هذا المقتحم بالذات سرعان ما جذبنا إليه بفضل ما كان يمتلكه من حضوروذكاء ولباقة وثقافة، ..عرفنا منه يومها أنه معيد بقسم الفلسفة بكلية الآداب، وعرف منا أننا طالبان بكلية الإقتصاد والعلوم السياسية، ولقد تكررت بعد ذلك اللقاءات كثيرا نتيجة لتشابه مواعيد العودة، وتوطدت بيننا نسبيا عرى المعرفة ، ...فجأة اختفى فتحى فودة ولم يعد يظهر فى الأتوبيس فى المواعيد التى كان يظهر فيها ، .وعندما طال اختفاؤه ، ذهبنا إلى الكلية وسألنا عنه زملاءه فتبين لنا أنه قد اختفى أيضا من الجامعة!!!، وتضاربت حول اختفائه الأقوال والروايات ، رواية تقول قد هرب إلى إسرائيل ( لم نفهم كيف )، ورواية تقول إنه قد سافر إلى بلجيكا للدراسة حيث التقى بفتاة يهودية أقنعته باعتناق ديانتها ، وأنه قد قطع تماما صلته بوطنه ، 0( وهذه أقرب إلى الفهم والتصديق!! )، أيا ما كان الأمر فقد ظل اختفاء فتحى فودة بشخصيته.الآسرة والطاغية لغزا غريبا ومحيرا بالنسبة لنا ، وكلما حانت مناسبة تذكرنا به، رحنا نستعيد ذلك النموذج المحير، نموذج المعيد الذى يمتلك ثقافة أستاذ ثم تنقطع روابطه بوطنه ، وكثيرا ما كنا نقارن بينه وبين أنيس منصور معيد الفلسفة بجامعة عين شمس الذى ترك مهنة المعيدالجامعى لكى يمتهن مهنة الصحافة والذى كثيرا ما تشعر فى كتاباته بنوع من الإنسلاخ أو التعالى على هوية الوطن . المهم أن مشاهدتى للإعلامى الناجح يسرى فودة هى واحدة من المناسبات التى تجعلنى أتذكر على الفور فتحى فودة ، ربما كان الرابط بينهما هو مجرد أن الإسمين كليهما يحملان نفس الإيقاع، لكننى أظن أن الرابط أكثر من ذلك، فهو يتمثل أيضا فى ذلك القدر من الحضور الذى كانت تتسم به شخصية فتحى فودة والذى لم تستطع أن تمحوه سنوات تربو على الخمس والأربعين منذ أن قيل لنا إنه قد اختفى، ... منذ أيام شاهدت الحوار الذى أجراه يسرى فودة مع الدكتور حمدى السيد أشهر الخاسرين من مرشحى الجزب الوطنى فى الإنتخابات الأخيرة والذى كان قد سبق له أن روى للأستاذ محمود مسلم فى صحيفة المصرى اليوم تفاصيل التزوير الذى حدث ضده فى جولة الإعادة ، وطبقا لروايته التى رواها للأستاذ محمود مسلم والتى أعادها بعد ذلك فى حواره مع الأستاذ يسرى فودة، طبقا لتلك الرواية فقد سارت الأمور فى الساعات الأولى من جولة الإعادة على ما يرام، حيث المندوبون فى اللجان، وحيث الأمن واقف بالخارج يحرس اللجان ، وحيث معدل الإقبال على التصويت يجرى فى نفس معدله تقريبا أو ما يقل قليلا عن الجولة الأولى، أى أنه يتراوح ما بين عشرة إلى خمسة عشرناخبا تقريبا فى كل لجنة يتراوح إجمالى المقيدين بها ما بين ثلاثمائة إلى خمسمائة مواطنا ، وفجأة وفى حوالى الساعة الخامسة وقفت سيارة ميكروباص أمام مقر اللجنة العامة ونزل منها عدد من الأشخاص مجهولى الهوية ، وقاموا باقتحام اللجان وإخراج المندوبين ، وفى بعض الحالات قاموا بإخراج رؤساء اللجان أنفسهم ، وبدأوا فى حشو الصناديق ببطاقات كان التصويت فيها متماثلا تماما ، وجميعها كانت للمرشح الذى خرج على إرادة جماعة الإخوان المسلمين وهو مجدى عاشور ومعه فى جميع الأوراق عمر عبدالله وكلاهما عمال ، وبقدرة قادر ارتفع المعدل المألوف للتصويت من خمسة عشر صوتا فى كل صندوق ( وهو معدل الجولة الأولى ، وهو أيضا نفس معدل التصويت فى سائر الإنتخابات الماضية ) ارتفع إلى أكثر من 400صوت ، بل إن عدد البطاقات التى وجدت فى بعض الصناديق كانت أكثر من عدد المقيدين فى اللجان وهو ما يقطع بحدوث تزوير، وهنا يحاول يسرى فودة بكل ما أوتى من ذكاء ( يذكرنى مرة أخرى بذكاء فتحى فودة) وبكل ما أوتى من براعة، يحاول أن يستدرج الدكتور حمدى السيد إلى التصريح بمن عساهم أن يكونوا فى رأيه هؤلاء المزورون ومن هو الذى يقف وراءهم ، غير أن الدكتور حمدى السيد يكتفى بالقول بأنه لا يعرف على وجه التحديد، لكن من المؤكد أنهم جهة تمتلك القدرة على طرد المندوبين ،بل و طرد رؤساء اللجان أنفسهم دون أن يجرؤ أحد على الإعتراض ،ولابد أن يكون الذى يقف وراءهم شخص أو أشخاص ذوو إرادة نافذة ، مصممون على إهداء المقعد إلى المنشق على جماعة :"الإخوان المسلمون"، فمن ياترى يكونون ؟؟ [email protected]
#نصارعبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن أساليب التزوير (2)
-
عن أساليب التزوير (1)
-
عن الحبر الفوسفورى
-
ميساء آق بيق
-
رأس المال والصحافة
-
جداول الناخبين على الإنترنت
-
عن رفت المحجوب(2)
-
عن رفعت المحجوب (1)
-
مصر الولادة
-
عقيدة الآميش
-
كذب الأخطبوط ولو صدق!!
-
الأبنودى يتبرع بجسمه
-
رحيق العمر
-
عن المرأة والقضاء
-
فيللا النقراشى باشا
-
لابد من تشريع عاجل
-
هزيمة وانتصار
-
أحمد كامل ( 2)
-
أحمد كامل (1)
-
صاحب المعالى
المزيد.....
-
كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب
...
-
شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه
...
-
الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع
...
-
حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق
...
-
بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا
...
-
وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل
...
-
الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا
...
-
وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
-
مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني
...
-
تأثير الشخير على سلوك المراهقين
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|